الوطن:
2025-03-18@19:58:52 GMT

د. حازم عمر يكتب.. مصر والعالم أكبر من أمريكا وإسرائيل

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

د. حازم عمر يكتب.. مصر والعالم أكبر من أمريكا وإسرائيل

تظل القضية الفلسطينية قضية مركزية وقضية القضايا بالنسبة لمصر، ففى كلمته خلال حفل تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية فى 12 أكتوبر الحالى، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة إلى شعوب الأرض تتضمن كلمات واضحة وعبارات لا تحتمل التأويل، قائلاً: «إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغت ميثاق الشرف العربى فى وجدان الضمير المصرى، مما جعل مصر دائماً وأبداً فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية، مقدّمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجـل الحــق العربى المشروع، فحين كانت الحرب كنا مقاتلين، وحين كان السلام كنا له مبادرين».

وقد تزامن هذا الحديث مع التطورات التى شهدها قطاع غزة وتعرّضه لقصف همجى ووحشى من قِبل دولة الاحتلال الإسرائيلى، واستمر جيش الاحتلال فى أعماله الوحشية التى استهدفت المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وكانت الفاجعة الكبرى يوم الثلاثاء 17 أكتوبر، حيث ارتكب جيش الاحتلال جريمة بشعة استهدف خلالها المستشفى الأهلى العربى الكائن فى حى الزيتون بمدينة غزة.

والتى أدت إلى استشهاد مئات الفلسطينيين ووقوع مئات الجرحى والمصابين، وجاء ذلك فى وسط صمت كبير من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، التى أعلنت صراحة تضامنها مع حكومة الاحتلال، فقال الرئيس الأمريكى جو بايدن إن دعم بلاده لإسرائيل ثابت كالصخر، وعقد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشار الألمانى أولاف شولتس، مؤتمراً صحفياً أكدا فيه تضامنهما مع دولة الاحتلال، وصرح رئيس وزراء بريطانيا بأن دعمه لإسرائيل لن يتوقف حتى تكسب الحرب.

ولم تكتفِ هذه الدول بتصريحاتها الداعمة لدولة الاحتلال، فتسابقوا لزيارتها وتأكيد دعمهم لها، بل وصل الأمر إلى إرسال معدات عسكرية وأسلحة، فأرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات «جيرالد فورد»، وتلتها حاملة الطائرات الثانية «يو إس إس أيزنهاور» لدعم تل أبيب فى مواجهة قطاع غزة المكتظ بالسكان، والذى يحاصره جيش الاحتلال براً وبحراً، وترصد طائراته كل حركة فيه، وتمادوا فى تصرفاتهم، فرفضوا مشروع القرار، الذى تقدّمت به روسيا لمجلس الأمن الدولى من أجل وقف إطلاق النار فى غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين فى القطاع، وكأنهم يطلبون من جيش الاحتلال الاستمرار فى قتل المدنيين.

فعن أى دعم يتحدثون؟ دعم لتهجير الفلسطينيين عن أوطانهم، دعم لاستهداف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، دعم لقطع الماء والغذاء عن الفلسطينيين والموت جوعاً وظمأ؟

ورغم أن الموقف الأمريكى والأوروبى كان متوقعاً، لكن مصر والعالم أكبر منهم، فاتخذت مصر والدول العربية والإسلامية والصين وروسيا والكثير من الدول المتعاطفة مع الفلسطينيين مواقف مختلفة. ولقد كان المشهد الرائع خروج الملايين من المصريين بمختلف طوائفهم وتوجّهاتهم السياسية ليُجسّدوا القومية المصرية فى صورة رائعة دعماً للقيادة السياسية فى مواقفها تجاه القضية الفلسطينية لتعلم إسرائيل ومن وراءها أن الأمن القومى المصرى خط أحمر، وأن سيناء فى القلب، وأى محاولة للعبث فى ذرة من رمالها سيتم مواجهتها بكل حسم.

الحقيقة التى يجب أن تدركها إسرائيل أنه لا سبيل لحل القضية الفلسطينية إلا بالانسحاب من الأراضى المحتلة والقبول بقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وليس حلاً آخر، فلهم فى حرب أكتوبر المجيدة وما يشاهدونه من وحدة وتجانس بين أبناء الوطن فى أوقات الأزمات عبرة وعظة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر أمريكا إسرائيل حل القضية الفلسطينية جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عبر تحالف الأحزاب المصرية، الذي ينضوي تحت لوائه نحو 42 حزبًا سياسيًا، عن ترحيبه بتناول الصحافة الأمريكية للخطة العربية لغزة التي طرحتها مصر في القمة العربية الأخيرة وأيدتها الدول العربية والإسلامية، فضلا عن الدعم الأوروبي، واصفًا هذا الطرح بـ«المنصف والعقلاني» والذي يتسق مع الواقع الذي يؤدي بالضرورة لإحلال السلام ونبذ العنف.

وفي بيان أصدره المركز الإعلامي لتحالف الأحزاب المصرية على لسان أمينه العام، النائب تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة في مجلس الشيوخ، والذي بدوره أكد أن الخطة المصرية التي لاقت ترحيبًا دوليًا، وعلى نطاق واسع، استهدفت وضع حل لجذور الأزمة الحالية وتقديم رؤية متكاملة للحياة ما بعد الحرب على غزة، ولاسيما في ضوء المعطيات التي تشير إلى أزمة حقيقية داخل قطاع غزة، ووضع أطر بديلة للإعمار بعيدًا عن التهجير.

ووصف مطر، التراجع الأمريكي عن مخطط التهجير والذي جاء على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ«العقلاني»، في ضوء أن الإصرار على المخطط كان سيضر بالمنطقة والمصالح الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، خاصة أن العناد الأمريكي، وإن كان سيفيد الجانب الإسرائيلي وحده، لكنه كان سيزيد من رقعة الحرب والعنف في ظل عدم رضاء دول المنطقة بأكملها بالطرح الأمريكي، 

واشار إلى أنه على الولايات المتحدة أن تنظر بإنصاف لمصالح طرفي الصراع، وتسعى لحلحلته بما يحقق النفع للفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء، لافتًا إلى أن النظرة الأحادية أفقدت دول المنطقة والمجتمع الدولي الثقة في الرؤية الأمريكية.

وقال أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، إنه وإلى جانب الخطة المصرية للإعمار، والتي جاءت شاملة ومتكاملة، علينا أن نستغل حالة الزخم الدولي الدائرة حول القضية الفلسطينية وأن نضع حدًا لهذا الصراع التاريخي، عبر حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، على حدود الرابع من يونيو 1967، مؤكدًا أننا أمام فرصة تاريخية تقتضي صدق الرؤية للأطراف الدولية الفاعلة للجلوس على مائدة المفاوضات وحل تلك الإشكالية من جذورها وهو ما سيسهم في حلحلة تلك النزاعات وإحلال السلام، لكي يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون، جنبًا إلى جنب، بعيدًا عن الصراع الدموي المستمر.

واختتم بالقول: مصر لطالما كانت على الدوام داعية إلى السلام ومطالبة بضرورة احترام إرادة الفلسطينيين في إقامة دولتهم، فإنه آن الأوان أن نستمع للرؤية المصرية في هذا الصدد، وإلا فإن الحلول الوقتية لن تؤدي إلى نتائج حقيقية، وسرعان ما نعود إلى نقطة الصفر ودائرة الصراع مرة أخرى 

وطالب مطر المجتمع الدولي بأن يتبنى الرؤية المصرية وأن يكون لديه رغبة صادقة في عودة الحق الفلسطيني الذي انتزع منه منذ عقود طويلة، ونحن على يقين بأن التوافق المصري الأمريكي سيؤدي حتمًا إلى حل القضية الفلسطينية، في ظل التفاهم في الرؤى بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب.

مقالات مشابهة

  • القضية الفلسطينية أمام مجلس الأمن اليوم
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتدخل دولي حازم لوقف الإبادة وتهجير الفلسطينيين
  • سامح قاسم يكتب: ماركيز.. ذاكرة من الحكايات لا تموت
  • CBS تزعم تواصل أمريكا وإسرائيل مع 3 دول لتهجير الفلسطينيين ..تفاصيل
  • بالفيديو.. باحث بـ"المصري للدراسات": مصر أنقذت القضية الفلسطينية ومقترح ترامب انتهى
  • حزب الله: استهداف المدنيين يكشف الوجه القبيح لأمريكا
  • ذكرى رحيل البابا شنودة .. دعّم القضية الفلسطينية وجمع المسلمين والمسيحيين على موائد الإفطار
  • كيف ساهمت المواقف المصرية فى الحفاظ على القضية الفلسطينية؟
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر إنصافا لحل القضية الفلسطينية
  • تحالف الأحزاب: الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة الأكثر عقلانية لحل القضية الفلسطينية