الوطن:
2024-07-03@23:59:43 GMT

د. حازم عمر يكتب.. مصر والعالم أكبر من أمريكا وإسرائيل

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

د. حازم عمر يكتب.. مصر والعالم أكبر من أمريكا وإسرائيل

تظل القضية الفلسطينية قضية مركزية وقضية القضايا بالنسبة لمصر، ففى كلمته خلال حفل تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية فى 12 أكتوبر الحالى، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة إلى شعوب الأرض تتضمن كلمات واضحة وعبارات لا تحتمل التأويل، قائلاً: «إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغت ميثاق الشرف العربى فى وجدان الضمير المصرى، مما جعل مصر دائماً وأبداً فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية، مقدّمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجـل الحــق العربى المشروع، فحين كانت الحرب كنا مقاتلين، وحين كان السلام كنا له مبادرين».

وقد تزامن هذا الحديث مع التطورات التى شهدها قطاع غزة وتعرّضه لقصف همجى ووحشى من قِبل دولة الاحتلال الإسرائيلى، واستمر جيش الاحتلال فى أعماله الوحشية التى استهدفت المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وكانت الفاجعة الكبرى يوم الثلاثاء 17 أكتوبر، حيث ارتكب جيش الاحتلال جريمة بشعة استهدف خلالها المستشفى الأهلى العربى الكائن فى حى الزيتون بمدينة غزة.

والتى أدت إلى استشهاد مئات الفلسطينيين ووقوع مئات الجرحى والمصابين، وجاء ذلك فى وسط صمت كبير من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، التى أعلنت صراحة تضامنها مع حكومة الاحتلال، فقال الرئيس الأمريكى جو بايدن إن دعم بلاده لإسرائيل ثابت كالصخر، وعقد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشار الألمانى أولاف شولتس، مؤتمراً صحفياً أكدا فيه تضامنهما مع دولة الاحتلال، وصرح رئيس وزراء بريطانيا بأن دعمه لإسرائيل لن يتوقف حتى تكسب الحرب.

ولم تكتفِ هذه الدول بتصريحاتها الداعمة لدولة الاحتلال، فتسابقوا لزيارتها وتأكيد دعمهم لها، بل وصل الأمر إلى إرسال معدات عسكرية وأسلحة، فأرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات «جيرالد فورد»، وتلتها حاملة الطائرات الثانية «يو إس إس أيزنهاور» لدعم تل أبيب فى مواجهة قطاع غزة المكتظ بالسكان، والذى يحاصره جيش الاحتلال براً وبحراً، وترصد طائراته كل حركة فيه، وتمادوا فى تصرفاتهم، فرفضوا مشروع القرار، الذى تقدّمت به روسيا لمجلس الأمن الدولى من أجل وقف إطلاق النار فى غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين فى القطاع، وكأنهم يطلبون من جيش الاحتلال الاستمرار فى قتل المدنيين.

فعن أى دعم يتحدثون؟ دعم لتهجير الفلسطينيين عن أوطانهم، دعم لاستهداف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، دعم لقطع الماء والغذاء عن الفلسطينيين والموت جوعاً وظمأ؟

ورغم أن الموقف الأمريكى والأوروبى كان متوقعاً، لكن مصر والعالم أكبر منهم، فاتخذت مصر والدول العربية والإسلامية والصين وروسيا والكثير من الدول المتعاطفة مع الفلسطينيين مواقف مختلفة. ولقد كان المشهد الرائع خروج الملايين من المصريين بمختلف طوائفهم وتوجّهاتهم السياسية ليُجسّدوا القومية المصرية فى صورة رائعة دعماً للقيادة السياسية فى مواقفها تجاه القضية الفلسطينية لتعلم إسرائيل ومن وراءها أن الأمن القومى المصرى خط أحمر، وأن سيناء فى القلب، وأى محاولة للعبث فى ذرة من رمالها سيتم مواجهتها بكل حسم.

الحقيقة التى يجب أن تدركها إسرائيل أنه لا سبيل لحل القضية الفلسطينية إلا بالانسحاب من الأراضى المحتلة والقبول بقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وليس حلاً آخر، فلهم فى حرب أكتوبر المجيدة وما يشاهدونه من وحدة وتجانس بين أبناء الوطن فى أوقات الأزمات عبرة وعظة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر أمريكا إسرائيل حل القضية الفلسطينية جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

هشام عبدالعزيز يكتب: تغيير نحو مستقبل مستدام

يشهد المشهد السياسى المصرى تحولاً جوهرياً مع تشكيل الحكومة الجديدة، التى تميّزت باعتمادها على توصيات النسخة الأولى من الحوار الوطنى فى صياغة خطتها. هذا النهج يمثل نقلة نوعية فى آلية صنع القرار، حيث يجسّد مبدأ المشاركة الشعبية فى رسم مستقبل البلاد.

إن اعتماد الحكومة على مخرجات الحوار الوطنى يعكس التزاماً حقيقياً بتلبية تطلعات المواطنين وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

فقد شكلت هذه التوصيات خارطة طريق واضحة للعمل الحكومى، تضمن التركيز على القضايا الملحة التى تهم المجتمع المصرى.

ومن أبرز الملفات التى تحظى باهتمام كبير فى هذه المرحلة ملف الاستثمار الأجنبى المباشر، الذى برز بقوة كأحد أهم مخرجات مؤتمر الاستثمار المصرى - الأوروبى الأخير.

فقد أكد المؤتمر أن الاستثمار الأجنبى المباشر يمثل المخرج الحقيقى من الأزمة الاقتصادية الحالية والضمانة الأساسية لانطلاق الاقتصاد المصرى نحو آفاق المستقبل.

فى ضوء هذه الرؤية، تقع على عاتق الحكومة الجديدة مسئولية كبيرة فى التحرّك السريع والفعّال على هذا الملف الحيوى، فالمطلوب هو وضع استراتيجية واضحة لجذب الاستثمارات الأجنبية، تترجم إلى إجراءات عملية وقرارات ناجزة تُحفّز المستثمرين وتُذلل العقبات أمامهم.

ولعل الدرس المستفاد من نجاح مصر فى تطوير بنيتها التحتية خلال السنوات الماضية يمثل نموذجاً يُحتذى به فى التعامل مع ملف الاستثمار، فالمطلوب من الحكومة الجديدة أن تستلهم روح العزيمة والإصرار التى ميّزت تحرك الدولة المصرية فى الكثير من الملفات الحرجة، وأن تعمل على ملف الاستثمار بنفس السرعة والكفاءة والإنجاز والتحدى.

إن تحقيق نقلة نوعية فى مجال الاستثمار الأجنبى المباشر يتطلب جهوداً متكاملة على عدة محاور:

1 - تبسيط الإجراءات الإدارية وتقليص البيروقراطية لتسهيل عملية تأسيس الشركات وممارسة الأعمال.

2 - توفير حوافز ضريبية وتمويلية جاذبة للمستثمرين الأجانب.

3 - تطوير البنية التحتية اللوجيستية والرقمية لتعزيز تنافسية مصر كوجهة استثمارية.

4 - ضمان استقرار السياسات الاقتصادية والتشريعية لبناء الثقة لدى المستثمرين.

5 - تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لخلق فرص استثمارية جديدة.

إن نجاح الحكومة الجديدة فى تحقيق هذه الأهداف سيكون له أثر إيجابى كبير على الاقتصاد المصرى، حيث سيسهم فى توفير فرص عمل جديدة، وزيادة الصادرات، وتحسين ميزان المدفوعات، وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبى.

ومن المهم التأكيد على أن نجاح هذه الجهود يعتمد بشكل كبير على التنسيق والتكامل بين مختلف مؤسسات الدولة. فالحكومة الجديدة مطالبة بتبنى نهج تشاركى يضمن تضافر جهود الوزارات والهيئات المعنية، مع الاستفادة من خبرات القطاع الخاص والمجتمع المدنى.

فى الختام، يمكن القول إن التغيير الحكومى الأخير فى مصر، المستند إلى توصيات الحوار الوطنى، يمثل فرصة حقيقية لإحداث نقلة نوعية فى مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ومع التركيز على ملف الاستثمار الأجنبى المباشر كأولوية قصوى، تتطلع مصر إلى مرحلة جديدة من النمو والازدهار، تعود بالنفع على جميع فئات المجتمع وتضع البلاد على مسار التقدّم المستدام.

مقالات مشابهة

  • وائل سعد يكتب: حكومة تغيير الواقع
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • القاصد يشهد تكريم نائب رئيس جامعة المنوفية للدراسات العليا والبحوث
  • المتحدث باسم الأمم المتحدة: إخلاء بهذا الحجم الهائل لن يؤدي إلا إلى تفاقم معاناة المدنيين وزيادة أكبر في الاحتياجات الإنسانية
  • إسلام الكتاتني يكتب: ثلاث ضربات في الرأس توجع
  • هشام عبدالعزيز يكتب: تغيير نحو مستقبل مستدام
  • السوداني: دعم القضية الفلسطينية موقف ثابت للعراق
  • الكويت تؤكد تواجدها الدائم والأبدي بالصفوف الأولى لمناصرة القضية الفلسطينية
  • الهباش: الفلسطينيون هم أصحاب الدار.. وتحديد مسار الأوضاع مسئوليتهم
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: ترتيب الأوضاع الداخلية من شأن الفلسطينيين وليس "نتنياهو"