الوطن:
2025-02-16@11:24:54 GMT

د. حازم عمر يكتب.. مصر والعالم أكبر من أمريكا وإسرائيل

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

د. حازم عمر يكتب.. مصر والعالم أكبر من أمريكا وإسرائيل

تظل القضية الفلسطينية قضية مركزية وقضية القضايا بالنسبة لمصر، ففى كلمته خلال حفل تخرج دفعة جديدة من الأكاديمية والكليات العسكرية فى 12 أكتوبر الحالى، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة إلى شعوب الأرض تتضمن كلمات واضحة وعبارات لا تحتمل التأويل، قائلاً: «إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغت ميثاق الشرف العربى فى وجدان الضمير المصرى، مما جعل مصر دائماً وأبداً فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية، مقدّمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجـل الحــق العربى المشروع، فحين كانت الحرب كنا مقاتلين، وحين كان السلام كنا له مبادرين».

وقد تزامن هذا الحديث مع التطورات التى شهدها قطاع غزة وتعرّضه لقصف همجى ووحشى من قِبل دولة الاحتلال الإسرائيلى، واستمر جيش الاحتلال فى أعماله الوحشية التى استهدفت المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وكانت الفاجعة الكبرى يوم الثلاثاء 17 أكتوبر، حيث ارتكب جيش الاحتلال جريمة بشعة استهدف خلالها المستشفى الأهلى العربى الكائن فى حى الزيتون بمدينة غزة.

والتى أدت إلى استشهاد مئات الفلسطينيين ووقوع مئات الجرحى والمصابين، وجاء ذلك فى وسط صمت كبير من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، التى أعلنت صراحة تضامنها مع حكومة الاحتلال، فقال الرئيس الأمريكى جو بايدن إن دعم بلاده لإسرائيل ثابت كالصخر، وعقد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، والمستشار الألمانى أولاف شولتس، مؤتمراً صحفياً أكدا فيه تضامنهما مع دولة الاحتلال، وصرح رئيس وزراء بريطانيا بأن دعمه لإسرائيل لن يتوقف حتى تكسب الحرب.

ولم تكتفِ هذه الدول بتصريحاتها الداعمة لدولة الاحتلال، فتسابقوا لزيارتها وتأكيد دعمهم لها، بل وصل الأمر إلى إرسال معدات عسكرية وأسلحة، فأرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات «جيرالد فورد»، وتلتها حاملة الطائرات الثانية «يو إس إس أيزنهاور» لدعم تل أبيب فى مواجهة قطاع غزة المكتظ بالسكان، والذى يحاصره جيش الاحتلال براً وبحراً، وترصد طائراته كل حركة فيه، وتمادوا فى تصرفاتهم، فرفضوا مشروع القرار، الذى تقدّمت به روسيا لمجلس الأمن الدولى من أجل وقف إطلاق النار فى غزة والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين فى القطاع، وكأنهم يطلبون من جيش الاحتلال الاستمرار فى قتل المدنيين.

فعن أى دعم يتحدثون؟ دعم لتهجير الفلسطينيين عن أوطانهم، دعم لاستهداف المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، دعم لقطع الماء والغذاء عن الفلسطينيين والموت جوعاً وظمأ؟

ورغم أن الموقف الأمريكى والأوروبى كان متوقعاً، لكن مصر والعالم أكبر منهم، فاتخذت مصر والدول العربية والإسلامية والصين وروسيا والكثير من الدول المتعاطفة مع الفلسطينيين مواقف مختلفة. ولقد كان المشهد الرائع خروج الملايين من المصريين بمختلف طوائفهم وتوجّهاتهم السياسية ليُجسّدوا القومية المصرية فى صورة رائعة دعماً للقيادة السياسية فى مواقفها تجاه القضية الفلسطينية لتعلم إسرائيل ومن وراءها أن الأمن القومى المصرى خط أحمر، وأن سيناء فى القلب، وأى محاولة للعبث فى ذرة من رمالها سيتم مواجهتها بكل حسم.

الحقيقة التى يجب أن تدركها إسرائيل أنه لا سبيل لحل القضية الفلسطينية إلا بالانسحاب من الأراضى المحتلة والقبول بقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين، وليس حلاً آخر، فلهم فى حرب أكتوبر المجيدة وما يشاهدونه من وحدة وتجانس بين أبناء الوطن فى أوقات الأزمات عبرة وعظة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر أمريكا إسرائيل حل القضية الفلسطينية جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

«خبير أممي»: الموقف المصري ثابت على مدار عقود تجاه دعم القضية الفلسطينية

قال الدكتور محمد حمزة الحسيني، مستشار الجمعية المصرية بالأمم المتحدة، إن الدول العربية التزمت التعامل الثابت للقضية الفلسطينية خلال 7 عقود أآلة أن يكون هناك حل في يوم من الأيام، ولكن منذ تولي اليمين المتطرف حكومة الاحتلال وتم تثبيت أركان الدولة المتشعبة والحلم التوراتي من النيل إلى الفرات تم التوسع في جنوب سوريا ودعم احتلال جنوب لبنان ودعم إثيوبيا لتضييق الخناق على مصر.

وأضاف «الحسيني»، أن مصر هي الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت الاحتلال الصهيوني وهي الدولة الوحيدة التي تمتلك القرار القوي متمثلًا في تعطيل اتفاقية كامب ديفيد، التي هي صمام الأمان لأمن الاحتلال الصهيوني، وأن مصر هي أسوأ كوابيس الاحتلال، لذلك مهما حاولوا استفزاز رجال الأمة لن يستطيعوا زج مصر في تصريحات غوغائية أفلاطونية لأن الدولة القوية الكبيرة حينما تتحرك يسكن الجميع لذلك تحشد مصر مع إخوانها من الدول العربية موقف موحد أمام الاحتلال الصهيوني.

وأوضح أن مصر والعرب رافضون لتهجير الفلسطينيين وأهلنا بغزة باقون، ومما لا شك فيه ما شاهدناه في بيان لوزارة الخارجية أن الوزير بدر عبد العاطي على اتصال بنظرائه من 11 دولة، مشيرًا إلى التأكيد على ثوابت الموقف العربي إزاء القضية الفلسطينية الرافض لأي إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية، واقتراح ترامب أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة من إسرائيل وتنشئ ما وصفه بـ«ريفييرا الشرق الأوسط» بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى منها مصر والأردن، لكن الدول العربية أعلنت تمسكها بحل الدولتين.

وأشار إلى أن مقترح تهجير الفلسطينيين انتهاك صارخ للقانون الدولي، وتعدي على الحقوق الفلسطينية، ويُهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ويقوّض فرص السلام والتعايش بين شعوبها، وبدلا من ذلك تبحث مصر مع دول عربية أخرى كيفية إعادة إعمار غزة وإزالة الركام بعد الحرب الإسرائيلية التي دمرت القطاع، مؤكدًا أن الرؤية المصرية التي أعلنتها وزارة الخارجية في بيانها الأخير تُمثل الحل الواقعي والمتكامل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عادل ومستدام، لأن الرؤية المصرية تتسق مع القانون الدولي والإنساني على عكس الطرح الأمريكي الذي يدعم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومنه يجب التحذير من أن أي محاولة لتجاوز حقوق الفلسطينيين أو الالتفاف عليها لن تؤدي إلا إلى للمزيد من عدم الاستقرار والصراعات في المنطقة.

وأكد أن الموقف المصري ثابت على مدار العقود تجاه دعم القضية الفلسطينية بكل السبل الممكنة، إيمانًا بأن تحقيق الأمن والسلام لن يكون ممكنًا إلا من خلال تسوية عادلة، تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وفقًا للقانون الدولي، موضحًا أن إسرائيل لا تزال تُمارس سياسات القمع والعدوان، سواء من خلال التوسع الاستيطاني غير الشرعي، أو محاولات تهجير الفلسطينيين، أو فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، وهي ممارسات تتنافى مع كل القوانين والمواثيق الدولية، وتؤدي إلى المزيد من التصعيد الذي يُعرقل أي فرصة لتحقيق السلام.

وشدد على أن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية كبيرة سواء لوقف التصعيد العسكري أو للدفع نحو مفاوضات تضمن حقوق الفلسطينيين، وهو ما يجعلها الطرف الأكثر مصداقية في هذا الملف، موضحًا أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات جادة وملموسة لإنهاء هذا الصراع، وليس مجرد الاكتفاء بإدارة الأزمات دون حلول حقيقية، منوهًا بأن الرؤية المصرية تُمثل الطريق الوحيد القادر على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، والذي يضمن حقوق الفلسطينيين، ويُحقق الاستقرار للجميع.

اقرأ أيضاً«أستاذ علاقات الدولية»: مصر والأردن حائط الصد الأول المدافع عن القضية الفلسطينية

رئيس الوزراء: القضية الفلسطينية تعد من أولويات مصر في العمل العربي والاقليمي

رئيس مجلس الوزراء: موقف مصر ثابت بشأن القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجي: أمريكا تلعب دورا محوريا في الأزمة القائمة بين حماس وإسرائيل
  • خبير عسكري: أمريكا تلعب دورًا محوريًا في خيوط أزمة حماس وإسرائيل
  • "لا تهجير إلّا للقُدس".. "رمزية لافتة" من المقاومة للموقف العربي الرافض لتصفية القضية الفلسطينية
  • كاتب صحفي: عدم حل القضية الفلسطينية يهدد استقرار المنطقة والعالم
  • النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. وموقفه التاريخي من القضية الفلسطينية
  • رئيس بلدية رفح الفلسطينية: الاحتلال يهدد حياة المدنيين ويعطل جهود الإغاثة والإعمار
  • القضية الفلسطينية بين مخططات التهجير والمقاومة: قراءة في الواقع والتحديات
  • «خبير أممي»: الموقف المصري ثابت على مدار عقود تجاه دعم القضية الفلسطينية
  • خبير: مصر حصن القضية الفلسطينية أمام أمريكا والاحتلال الصهيوني
  • الحوثي : سنتدخل عسكرياً إذا نفذت أمريكا وإسرائيل خطة التهجير بالقوة