الشارقة: «الخليج»

بحثت القيادة العامة لشرطة الشارقة، سبل تعزيز التعاون مع إدارة التنمية الأسرية وفروعها بالشارقة في المجال الإعلامي، من خلال تنظيم حملة توعوية مشتركة تحت شعار «أسرة مستقرة.. مجتمع آمن»، وتهدف إلى تسليط الضوء على أهم الظواهر التي تطرأ على المجتمعات، وتعزيز المحتوى التوعوي حولها، كظاهرة التنمر والإدمان الإلكتروني والتحرش بالأطفال؛ وذلك في مختلف قنوات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وتستمر الحملة حتى نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.

وأكد اللواء سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة، أهمية التعاون بين الأدوار الأمنية المجتمعية؛ وذلك من خلال تعزيز أواصر التعاون مع مختلف المؤسسات بالمجتمع التي تسهم في دعم الأفراد، وتعزيز استقرارهم، مشيداً بجهود إدارة التنمية الأسرية وفروعها‏ في تحقيق مفاهيم الشراكة في المسؤولية الاجتماعية للمحافظة على الأسرة والمجتمع، وتحقيق الاستدامة المجتمعية.

وأشار إلى أن دور الإعلام الأمني في الحملة سيركز على نشر رسائل توعوية متكاملة بلغات مختلفة حول مكافحة الظواهر السلبية التي تهدد استقرار الأسر والوقاية منها؛ وصولاً إلى أكبر شريحة من المجتمع؛ وذلك من خلال الاستغلال الأمثل لكافة الممكنات المتاحة، وتوظيف الوسائل الإعلامية لشرطة الشارقة، المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية.

وتتضمن الحملة حزمة من البرامج وورش العمل التوعوية المتنوعة، ورسائل إعلامية، تسلط الضوء على ترسيخ الصورة الذهنية لمجتمع مستقر بأسرة متلاحمة، تستهدف الأسر والمؤسسات والجهات الأسرية بطرق مبتكرة؛ تأكيداً للدور الكبير الذي تقوم به الأسرة في تشكيل استقرار المجتمع وتعزيز أمنه.

ومن جانبها، أشارت موضي بنت محمد الشامسي، رئيس إدارة التنمية الأسرية وفروعها، إلى أن قضايا المجتمع أخذت منحنى مختلفاً مع الانفتاح التكنولوجي الذي يشهده العالم في الوقت الراهن؛ الأمر الذي جعلنا نكثف الجهود التوعوية، لردع المخاطر التي تنتج من تلك الظواهر الدخيلة على المجتمعات من خلال الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا بتعدد منصاتها الاجتماعية.

وأضافت أن هذا التعاون الإعلامي المشترك مع القيادة العامة لشرطة الشارقة ليس وليد الساعة، وإنما نتج عن جهود مستمرة ضمن محور المسؤولية المجتمعية الذي يسهم في بناء مستقبل مستدام ومزدهر لمجتمعاتنا، مشيرةً إلى أن حملة «أسرة مستقرة.. مجتمع آمن» هدفها تعزيز الوعي الأمني للمجتمع، وحمايته من الظواهر السلبية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات شرطة الشارقة من خلال

إقرأ أيضاً:

طعنة في قلب العائلة| «الجرائم الأسرية» ظاهرة أم استثناءات؟.. الخبراء يجيبون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في الأونة الأخيرة شهدت مصر عدة حوادث أسرية مؤسفة، كالمذبحة التي حدثت قبل أسابيع في قرية رستم بمحافظة الغربية، وتم اكتشاف أن الجاني هو الإبن الأكبر، والضحايا هم الأم والأشقاء الإثنين.
وفي نفس التوقيت، وعلى نفس غرار التسلسل البشع في تلك الحوادث، شهدت منطقة المقطم بالقاهرة تجرُد أب من صفاته الأبوية، وأقدم أكثر من مرة بمساعدة أبنائه على خطف وتعذيب ابنته «جنى» لابتزاز والدتها ماديا، لتقرر الفتاة التخلص من معاناتها على أيدي أقرب الناس لها وتلقى نفسها من الدور العاشر لتسقط جثة هامدة في عيد الأضحى الماضي. 

الطالبة جنى 


فأثارت هذه الحوادث قلق ورعب لكثير من الأشخاص وهو ما ظهر جلياً في ردود الأفعال على منصات التواصل الإجتماعي، وجاءت بعض التعليقات كالتالي :
« لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم الناس جرالها ايه كل يوم نسمع عن حاجة شكل في القلوب معندهمش دم ولا رحمة ليه الناس بقيت بتاكل في بعضها كده والمشكله انها بتيجي من القريب قبل الغريب»

(تعليقات مستاءة بسبب الحوادث العائلية المتكررة)
 
تفسير الخبراء

وكان للخبراء المتخصصين تفسير للأسباب وراء تلك الحوادث، فمنهم من رأى أنها لم تصبح ظاهرة بعد، و أخر رأى أنه يجب تجريم الأسباب الأولية التي تؤدي لدوافع تلك الحوادث، ومن خلال هذا التحقيق تكشف «البوابة نيوز» العوامل الاجتماعية والنفسية والأمنية لهذه النوعية من الحوادث، كما تقدم الحلول التي أوصى بها الخبراء.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور فتحي قناوي أستاذ كشف الجريمة في المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية لـ «البوابة نيوز»، أن تلك الحوادث الاسرية التي تثير قلق واضطراب رواد السوشيال ميديا لم تعد ظاهرة، لأنها لم تتخطى الـ10%، وأنها تحدث منذ القدم، فإن أول جريمة في التاريخ هي جريمة أسرية عندما قتل قابيل أخيه هابيل.

 نفسية القارئ

« ولكن نشر الجريمة بتفاصيلها الدقيقة البشعة هو ما يثير الرعب في نفوس الأشخاص، ويشعرهم بعدم الأمان حتى داخل محيط أسرتهم، وأحيانا أخرى ما توسوس تلك التفاصيل لبعض الأشخاص لتقليدها، ومن هنا تصبح وسائل التواصل الإجتماعي نقمة على مستخدميها في اتجاهين، لذلك كثيرا ما نجد تفاصيل جريمة ما مكرره مرات عديدة وفي أماكن مختلفة».. بهذة الكلمات فسر« قناوى» أن نشر تفاصيل الجريمة على منصات التواصل الإجتماعي يمكن أن تؤثر على نفسية القارئ في اتجاهين، فإما أن تقلقه أو أنها أحيانا ما توحي إليه بارتكاب جريمة مشابهة.


من أمن العقاب أساء الأدب

وفي هذا الصدد أوصت الدكتورة« فادية ابو شهبة» أستاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، بضرورة البدء في تجريم جميع الانتهاكات الأسرية غير المجرمة في التشريع المصري، موضحة أن هذه الانتهاكات تعد الخطوة الأولى في سلسلة الجرائم فيما بعد، «إن لم يلقى المعتدي الجزاء عند أول خطأ يرتكبه فإنه يتمادى لأن من أمن العقاب أساء الأدب».
وأرجعت «أبو شهبة » سبب كثرة تكرار تلك  الحوادث الأسرية، لأن قلما ما تحتاج للاحتياط من الجاني، وايضا قلما ما يبلغ المجنى عليه اعتقادا هذا يحافظ على أواصر الأسرة، جاهلين أن الكريمة لا تأتي مرة واحدة، ولكن تسبقها هذه الانتهاكات .


قلبي على ولدي انفطر

وأوضحت الدكتورة «فادية أبو شهبة» أمثلة للانتهاكات غير المجرمة :«عقوق الوالدين بكافة أشكاله يجب أن يجرم، فيجب عند هجر الوالدين وعدم السؤال عنهم، أو رفع الصوت عليهم أو تهديدهم، أو التنمر عليهم بسبب عجزهم، كل مثل هذه الانتهاكات يجب ان تجرم ويكون لها عقوبة، وألا يسمح للمجنى عليه التنازل عن الدعوة، لأن كثيرا ما يأتي أحد الوالدان ويتنازل عن حقه، وهذا يحدث بسبب حنية الوالدين على أبنائهم رغم وجود عقوق، فبتالي لا يحق للنيابة العامة الاستمرار في الدعوة لأن صاحب الشأن تراجع عنها».

حجب السوشيال ميديا و إعادة التهيئة
 

وفي ذات السياق قال الدكتور«جمال فرويز» استشاري الطب النفسي، أن وسائل التواصل الإجتماعي غزت المجتمع قبل أن يتم تهيئته لإستقبالها، مفسرا« لذلك يبحث رواد التواصل الإجتماعي دائما عن التفاهات والترند، والتي أدت لتدمير جميع العلاقات الإنسانية، فلذلك أؤيد وبشدة حجب السوشيال ميديا نهائي الى أن يستعيد المجتمع وعيه و قيمه التي فقدها في السنين الأخيرة».
وأكمل « فرويز» أن السبب الأخر لتدمير العلاقات الأسرية و إيصالها للجرائم هي غياب القدوة في متاهة السوشيال ميديا فأصبح مناعة المستخدمين ضعيفة وأحيانا منعدمة لأخذ أي شخص مثل أعلى وتقليد سلوكه وطريقة كلامه بغض النظر عن أن هذا الشخص لا يصلح أن يكون قدوة لأي أحد.


خطوات العلاج المجتمعي

وضع الدكتور«جمال فرويز» عدة خطوات لنمو الوعي لدى المجتمع لتجنب الأسباب والدوافع التي تؤدي للحوادث الأسرية، وهي:

مراقبة الأهل للتغيرات النفسية والأخلاقية التي تطرأ على أبناءهم، وإصلاحها أول بأول، والحرص على زرع القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية.
 سعي الأهل لإصلاح الخلافات بين أفراد العائلة وتحسين العلاقات بينهم.
 ضرورة تكثيف جهود الأزهر والكنيسة للتصدي لمن يروج للترندات الدينية التي تشتت الأجيال الحالية، وتزعزع الثقافة والهوية لجعلهم منساقين وراء الصرعات.
 مضاعفة جهود وزارة الشباب والرياضة لملئ فراغ الشباب فيما يفيد، بحيث أن تكون هناك أنشطة كثيرة ومتنوعة تساعد الشباب بالبعد عن توافه الأمور على السوشيال ميديا .
 ضرورة إنتاج أفلام ومسلسلات واقعية تناقش هذه المشاكل بعمق ومسؤولية، وتقديم الحلول الصحيحة والأخلاقية لها، والا تكتفي بعرض المشكلات فقد لأن ذلك يضاعف حالة اليأس و الضغينة.
بهذه النقاط وجه دكتور«جمال فرويز» الخطوات الأساسية لإعادة تهيئة المجتمع والتخلص من أثار السوشيال ميديا السلبية التي كانت من أهم أسباب وراء الجرائم الأسرية.

مقالات مشابهة

  • طعنة في قلب العائلة| «الجرائم الأسرية» ظاهرة أم استثناءات؟.. الخبراء يجيبون
  • «الباعور» يبحث تعزيز التعاون مع روسيا
  • مدبولي: نعمل على تحقيق أمن مصر المائي من خلال تعزيز التعاون مع دول حوض النيل والقرن الأفريقي
  • اليابان تستكشف فرص الاستثمار التكنولوجي في الشارقة
  • 100 مشارك في النسخة الثامنة من “إعلامي المستقبل”
  • خطر التضليل الإعلامي على تماسك المجتمعات
  • وزير البلدية والإسكان يستقبل السفير الصيني لدى المملكة ويبحث تعزيز فرص التعاون بين البلدين
  • «إعلامي المستقبل» يستهدف تدريب 110 طلاب وطالبات
  • شرطة أبوظبي تكرم 87 فائزاً ببرنامج حافز لجهودهم في تعزيز الريادة المؤسسية
  • أكثر من مائة مشارك في النسخة الثامنة من “إعلامي المستقبل”