لجريدة عمان:
2025-02-07@14:02:29 GMT

نوافذ :السلام المفقود

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

بعد معركة غزة الطاحنة تراجعت آمال السلام بالنسبة للعرب للعيش جنبا إلى جنب مع الاحتلال، وأصبح الحلم بعيد المنال كسراب يتلاشى بعد جولة من الدماء والوحشية والغرور والطغيان في نفوس قادة الحرب، والتي ستكون لهذه الواقعة أبعاد أكبر مما نتخيل.

انكشفت الكثير من الأمور وأصبحنا على حقيقة واحدة، هي أن مشروع إبادة غزة أصبح واقعا بمن فيها من بشر وحجر، مشروع غربي قبل أن ينفذه الاحتلال وهذا هو أخطر ما في الأمر الذي ظهر فيه الموقف جليا أمامنا، ليكون واضحا كالشمس من القضية الفلسطينية برمتها مع أننا كنا نعتقد أنهم شركاء معنا في البحث عن السلام.

السلام الذي كنا نستجديه من أجل أجيال العرب القادمة، وحتى لا نستنزف في قدراتنا بسبب عدم التوصل إلى حلول فإنه يتبخر اليوم أمام أعيننا، فالقضية ليست فلسطينية، بل عربية مشغولة بهموم مستقبل الشرق الأوسط وكيف يمكن أن نقبل بنصف الحلول التي ارتضينا بها ولم يرض بها الطرف الآخر.

القادم سيغير المشهد في المنطقة، فكلما أوغلت إسرائيل في القتل والتدمير والسعي في تحقيق هدف إفناء غزة عن بكرة أبيها ومن على وجهها لتنفيذ خطة استعادتها وضمها، وقد يكون الدور على الضفة الغربية لتخلو كل الأرض الفلسطينية للاحتلال.

سيتغير القادم نتيجة ما ترتكبه عواصم القرار في العالم من مجازر وجرائم في حق الفلسطينيين التي ستبقى في جبين الإنسانية عارا إلى يوم الدين لم يشهد تاريخ البشرية إطلاقا له مثيل، من إبادة جماعية يشاركون فيها، بهدف تفريغ غزة من ساكنيها. أحرار العالم اليوم أمام واقع جديد يفرض نفسه، وهو أن يتحمّلوا مسؤوليتهم الأخلاقية أمام ما يحدث من مآسٍ يومية في القطاع، وأن هذه القضية ستظل تنزف دماءها شئنا أم أبينا وسوف تستمر تستنزف العرب وستمنعهم عن أي تقدم حضاري وسيسخّرون وسائل الإعلام عن نقل الحقائق للعامة وسينفذون مخططهم القديم الحديث في إنهاك الأمة العربية وسيحطمونها من نقطة ضعفها وهي فلسطين التي يطالبون بها كدولة وسيمعنون في قتل الأطفال والنساء والرجال كما يحدث في الصراع الأخير وهدم البيوت والمساجد والكنائس والمستشفيات كما حدث ويحدث وسيستمرون يقطعون الماء والعلاج والغذاء والكهرباء والاتصالات عن الذين ما زالوا على قيد الحياة وسيحشدون ما يملكون من أساطيل وقوات جوية وبحرية وبرية لمساندة الاحتلال في تنفيذ المجازر المشتركة ولن يردعهم أحد إلا الإرادة الفلسطينية في البقاء والمقاومة على أرضه.

وإن كان كل ذلك يبعدنا عن أوهام السلام الذي كنا نحلم به، فإن هناك من تقوى إرادته بعد أن خبر جيدا عقيدة الاحتلال الواهية وهي أن الدفاع عن الأرض والعرض بهذه الروح المتيقنة من نصر الله سيكون الأمر معها مختلفا تماما. ما يحدث في غزة يطوي صفحة السلام المنتظر في المنطقة، ويؤكد أن أحقاد الاحتلال على العرب لا تعطي الفرصة للعيش المشترك وأن عواصم صناع القرار ليست مع إقامة سلام دائم بين العرب وإسرائيل، وأن المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة لن تكون قادرة على التأثير في إنجاز سلام، وأن الفكر الغربي يؤمن أنه لا دولة فلسطينية بل دولة إسرائيلية للأبد، تتوسع غدا شرقا وغربا على دماء العرب شاء من شاء وأبى من أبى.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الرئاسة الفلسطينية: بلادنا بأرضها وتاريخها ومقدساتها ليست للبيع

أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن بلاده بأرضها وتاريخها ومقدساتها ليست للبيع، مشددا على أنها ليست مشروعاً استثمارياً.

وقال أبوردينة في بيان إعلام لمؤسسة الرئاسة الفلسطينية "وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتفاوض وليست ورقة مساومة وأن شعبنا الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام دفاعاً عن حقوقه الوطنية المشروعة، وحفاظاً على قراره الوطني المستقل الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، لن يتنازل عن شبر من أرضه سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين.

وأضاف أبوردينة: أن الشعب الفلسطيني وقيادته لن يسمحا بتكرار نكبتي 1948 و1967، وسيُفشلان أي مخطط يهدف إلى تصفية قضيته العادلة عبر مشاريع استثمارية مكانها ليس في فلسطين ولا على أرضها.

وزاد الناطق الرسمي باسم الرئاسة: إن الرد العربي والدولي على مخططات الإدارة الأميركية بتهجير الفلسطينيين، أثبت أن العالم جميعه يتكلم بلغة واحدة نابعة من الشرعية الدولية والقانون الدولي، فيما تتكلم الإدارة الأميركية وحدها لغة مختلفة، كما أن هناك أصواتا أميركية وأعضاء كونجرس، وأصواتا إسرائيلية تعتبر أن هذا المشروع غير قابل للتنفيذ.

وجدد أبو ردينة التأكيد على أن تحقيق السلام والأمن والاستقرار ينبع من فلسطين وتحديداً من عاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وليس من أي مكان آخر، ولا بأي قرار من أحد.

وأشار إلي أن الرئيس محمود عباس ثمن في بيان رسمي، مواقف الدول العربية والدولية الرافضة لدعوات التهجير أو الضم، مؤكداً أنه لا بديل عن حلول سياسية على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، من أجل سلام دائم ومستقر يحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة.

مقالات مشابهة

  • مصر تكثف اتصالاتها مع الدول العربية بشأن مستجدات القضية الفلسطينية
  • مصر تكثف اتصالاتها لتنسيق المواقف العربية بشأن المستجدات الفلسطينية
  • اعتقالات واقتحامات وإغلاق طرق.. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟ (صور)
  • الرئاسة الفلسطينية: أراضينا ليست للبيع وليست مشروعا استثماريا
  • الرئاسة الفلسطينية: بلادنا بأرضها وتاريخها ومقدساتها ليست للبيع
  • إدارة تعليم الجوف تنظم ملتقى نوافذ حوارية للموجهين الطلابيين
  • حزب المؤتمر: موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية يعكس التزامها بالحقوق العربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يفجر منازل الشهداء واقتحامات واشتباكات ضارية مع المقاومة.. ماذا يحدث بالضفة؟.. عاجل
  • رسالة فريدة من نوعها لنتن ياهو وهو في البيت الأبيض
  • ترامب.. والعدل المفقود!!