لجريدة عمان:
2025-01-05@15:19:57 GMT

نوافذ :السلام المفقود

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

بعد معركة غزة الطاحنة تراجعت آمال السلام بالنسبة للعرب للعيش جنبا إلى جنب مع الاحتلال، وأصبح الحلم بعيد المنال كسراب يتلاشى بعد جولة من الدماء والوحشية والغرور والطغيان في نفوس قادة الحرب، والتي ستكون لهذه الواقعة أبعاد أكبر مما نتخيل.

انكشفت الكثير من الأمور وأصبحنا على حقيقة واحدة، هي أن مشروع إبادة غزة أصبح واقعا بمن فيها من بشر وحجر، مشروع غربي قبل أن ينفذه الاحتلال وهذا هو أخطر ما في الأمر الذي ظهر فيه الموقف جليا أمامنا، ليكون واضحا كالشمس من القضية الفلسطينية برمتها مع أننا كنا نعتقد أنهم شركاء معنا في البحث عن السلام.

السلام الذي كنا نستجديه من أجل أجيال العرب القادمة، وحتى لا نستنزف في قدراتنا بسبب عدم التوصل إلى حلول فإنه يتبخر اليوم أمام أعيننا، فالقضية ليست فلسطينية، بل عربية مشغولة بهموم مستقبل الشرق الأوسط وكيف يمكن أن نقبل بنصف الحلول التي ارتضينا بها ولم يرض بها الطرف الآخر.

القادم سيغير المشهد في المنطقة، فكلما أوغلت إسرائيل في القتل والتدمير والسعي في تحقيق هدف إفناء غزة عن بكرة أبيها ومن على وجهها لتنفيذ خطة استعادتها وضمها، وقد يكون الدور على الضفة الغربية لتخلو كل الأرض الفلسطينية للاحتلال.

سيتغير القادم نتيجة ما ترتكبه عواصم القرار في العالم من مجازر وجرائم في حق الفلسطينيين التي ستبقى في جبين الإنسانية عارا إلى يوم الدين لم يشهد تاريخ البشرية إطلاقا له مثيل، من إبادة جماعية يشاركون فيها، بهدف تفريغ غزة من ساكنيها. أحرار العالم اليوم أمام واقع جديد يفرض نفسه، وهو أن يتحمّلوا مسؤوليتهم الأخلاقية أمام ما يحدث من مآسٍ يومية في القطاع، وأن هذه القضية ستظل تنزف دماءها شئنا أم أبينا وسوف تستمر تستنزف العرب وستمنعهم عن أي تقدم حضاري وسيسخّرون وسائل الإعلام عن نقل الحقائق للعامة وسينفذون مخططهم القديم الحديث في إنهاك الأمة العربية وسيحطمونها من نقطة ضعفها وهي فلسطين التي يطالبون بها كدولة وسيمعنون في قتل الأطفال والنساء والرجال كما يحدث في الصراع الأخير وهدم البيوت والمساجد والكنائس والمستشفيات كما حدث ويحدث وسيستمرون يقطعون الماء والعلاج والغذاء والكهرباء والاتصالات عن الذين ما زالوا على قيد الحياة وسيحشدون ما يملكون من أساطيل وقوات جوية وبحرية وبرية لمساندة الاحتلال في تنفيذ المجازر المشتركة ولن يردعهم أحد إلا الإرادة الفلسطينية في البقاء والمقاومة على أرضه.

وإن كان كل ذلك يبعدنا عن أوهام السلام الذي كنا نحلم به، فإن هناك من تقوى إرادته بعد أن خبر جيدا عقيدة الاحتلال الواهية وهي أن الدفاع عن الأرض والعرض بهذه الروح المتيقنة من نصر الله سيكون الأمر معها مختلفا تماما. ما يحدث في غزة يطوي صفحة السلام المنتظر في المنطقة، ويؤكد أن أحقاد الاحتلال على العرب لا تعطي الفرصة للعيش المشترك وأن عواصم صناع القرار ليست مع إقامة سلام دائم بين العرب وإسرائيل، وأن المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة لن تكون قادرة على التأثير في إنجاز سلام، وأن الفكر الغربي يؤمن أنه لا دولة فلسطينية بل دولة إسرائيلية للأبد، تتوسع غدا شرقا وغربا على دماء العرب شاء من شاء وأبى من أبى.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"الأوقاف الفلسطينية": الاحتلال الإسرائيلي دمر 815 مسجدا بشكل كلي في غزة خلال 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، اليوم الأحد، تقريرا خاصا حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2024.
وذكرت وزارة الأوقاف - في تقريرها، والذي أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" - أن الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة منذ بداية العام الماضي، دمر 815 مسجدا تدميرا كليا، و151 مسجدا بشكل جزئي، ودمر 19 مقبرة بشكل كامل، وانتهك قدسيتها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث، واستهدف ودمر 3 كنائس في مدينة غزة.
وأضافت أن الاحتلال الإسرائيلي اعتدى على المسجد الأقصى، من خلال سماحه لعصابات المستوطنين الإرهابيين باقتحامه وتدنيس ساحاته وذلك بـ 256 اقتحاما خلال العام الماضي، مارس خلالها المستوطنون طقوسا تلمودية تحت إشراف وحماية شرطة الاحتلال التي تمنع بشكل دائم حراس المسجد الأقصى التابعين لدائرة الأوقاف في القدس من قيامهم بعملهم خلال هذه الاقتحامات.
وأوضحت الوزارة، في تقريرها، أن الإرهابي بن غفير قد اقتحم المسجد الأقصى مدعوما من حكومته اليمينية المتطرفة 7 مرات منذ توليه منصبه، و4 مرات منذ بدء الحرب على غزة، وأصدر عددا من التصريحات اليمينة المتطرفة والتي هدد فيها بتأسيس كنيس يهودي في المسجد الأقصى في إشارة إلى السيطرة عليه، كما عمل على تكثيف الوجود اليهودي من خلال دعمه حكوميا وإعطائه غطاء شرعيا.
وأشار التقرير إلى أن 2567 مستعمرا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك في عيد (الحانوكاه) اليهودي، ومارسوا خلاله انتهاكات عديدة كان أبرزها اقتحام "بن غفير"، وأدى الحاخام يسرائيل شليطا طقوسا تلمودية، وممارسة الرقص والغناء والسجود الملحمي.
وفيما يتعلق بالحرم الإبراهيمي، مارست قوات الاحتلال انتهاكاتها له بشكل يومي سواء من خلال منع رفع الأذان فيه والذي وصل منذ بداية العام 674 مرة تقريبا، أو من خلال التضييق على المسلمين من خلال منعهم، وإغلاقه لـ 10 مرات خلال ذات الفترة، كما أعاق الاحتلال احتفالات المولد النبوي داخل الحرم.
وأشار التقرير إلى أن عدد المصلين في الحرم الإبراهيمي خلال عام 2024 بلغ 236،530 مصليا فقط، ويُعتبر هذا الرقم أقل من المتوقع بسبب الإجراءات المشددة التي فرضها الاحتلال، بما في ذلك إغلاق مداخل الحرم منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أعاق وصول أعداد كبيرة من المصلين.
وقد اقتحم الحرم الإبراهيمي الشريف 3،381 جنديًا إسرائيليًا خلال عام 2024، في انتهاك صارخ لحرمة المكان الديني، واستفزازا لمشاعر المسلمين، وكثّف الاحتلال من نقاط التفتيش حول الحرم، وأغلق جميع مداخله ولم يبق إلا باب "السوق" مما زاد من صعوبة وصول الفلسطينيين إليه.
ولفت التقرير إلى أنه رغم القيود الإسرائيلية المفروضة على الحركة والإغلاق المستمر لمداخل الحرم الإبراهيمي، استقبل 12،663 سائحا فقط خلال عام 2024.
وأدانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية المخططات الخطيرة المزمع تنفيذها تجاه الحرم الإبراهيمي الشريف، والتي أعلن عنها عضو الكنيست عن حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، والذي طالب بتأميم الحرم الإبراهيمي الشّريف، والسيطرة عليه، ووضعه بشكل كامل تحت السيادة الإسرائيلية من خلال إلغاء ما يتعلق بالسيادة الفلسطينية عليه في اتفاقات أوسلو، وإعادته إلى أيدي إسرائيل من خلال الاستيلاء عليه بشكل تدريجي.
وفيما يتعلق ببقية أماكن العبادة والمساجد، اعتدى الاحتلال الإسرائيلي على 20 مسجدا في مناطق مختلفة بالضفة الغربية مع تركيز واضح على محافظتي طولكرم وجنين، إما بالتدمير الجزئي لعدد من المرافق أو من خلال تدنيسها بالكتابة والسخرية من الشعائر الإسلامية. 
ورصدت وزارة الأوقاف في تقريرها عددا من الاعتداءات على الأماكن المقدسة والمصلين المسيحيين، حيث قامت جماعات دينية يهودية متطرفة بالاعتداء والبصق بحق الحجاج المسيحيين في مدينة القدس المحتلة، وتحديدا في منطقة كنيسة حبس المسيح، كما ضيقت عليهم خلال الأعياد المسيحية ومنعتهم من الوصول إلى كنيستي المهد والقيامة.
ودعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية المجتمع الدولي إلى إجبار الاحتلال على وقف الاستمرار بهذه الانتهاكات التي أصبحت ذات وتيرة عالية، خاصة مع حرب الإبادة على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • ورد للتو.. هذا ما حاولت بعض الدول إخفاؤه بخصوص ما يحدث في غزة (أرقام صادمة تكشف لأول مرة)
  • "الأوقاف الفلسطينية": الاحتلال الإسرائيلي دمر 815 مسجدا بشكل كلي في غزة خلال 2024
  • الصحة الفلسطينية: 88 شهيدا جراء عدوان الاحتلال على غزة خلال 24 ساعة
  • أستاذ علوم سياسية: ما يحدث في غزة يخالف كافة أحكام القانون
  • رئيس الوزراء العراقي: ما يحدث في غزة مسؤولية الدول الكبرى
  • تصعيد العدوان الصهيوني في قطاع غزة.. المقاومة الفلسطينية تصد وتثبت حضورها
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف موقع قيادة وسيطرة للعدو في جحر الديك بالصواريخ
  • الخطيب: لا يمكن لطائفة أن تحمل عن كل العرب عبء القضية الفلسطينية
  • سوق أهراس.. العثور على المفقود نصيب عبد حليم بعد 14 عامًا من الاختفاء
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذر سكان قرى بجنوب لبنان من الانتقال إلى بلداتهم حتى إشعار آخر