سيناء مصرية وليست وطنًا بديلاً لأحد!
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
تعد شبه جزيرة سيناء، الملقبة بأرض الفيروز، واحدة من الوجهات الجغرافية الفريدة والمثيرة. تقع فى الجزء الشمالى الشرقى من مصر، وتشكل الجزء الوحيد من البلاد الذى ينتمى جغرافيًا إلى قارة آسيا. تتميز سيناء بشكلها المثلثى ومساحتها البالغة نحو 6٪ من مساحة مصر بأكملها.
يحد سيناء من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب خليج السويس وقناة السويس، ومن الشرق دولة فلسطين بما فى ذلك قطاع غزة وإسرائيل، وخليج العقبة، ومن الجنوب البحر الأحمر.
تاريخ تسمية سيناء يثير جدلاً بين المؤرخين، يعتقد بعضهم أن اسمها يعنى «الحجر» بسبب كثرة الجبال فى المنطقة، فيما يشير آخرون إلى أنها تسمى «توشريت» فى الهيروغليفية القديمة، وتعنى «أرض الجدب والعراء» أما فى التوراة فتعرف باسم «حوريب» الذى يعنى «الخراب»، ومع ذلك، فإن الرأى المتفق عليه هو أن اسم سيناء يشير إلى الجزء الجنوبى من شبه الجزيرة ويرجع إلى الإله «سين» إله القمر فى العقيدة البابلية القديمة. وكانت عبادته منتشرة فى غرب سيناء، بما فى ذلك فلسطين. وجرى ترابطه بين إله «سين» وإله «تحوت» إله القمر المصرى الذى كان له دور كبير فى سيناء. وتشير النقوش القديمة إلى أنه لم يكن هناك اسم محدد لسيناء، لكن يشار إليها أحيانًا بكلمة «بياوو» أو «بيا» وتعنى المناجم.
أيا كان اسم سيناء، فإن تلك البقعة الغالية من أرض الوطن التى يحمل لها المصريون جميعًا فى قلوبهم تقديرًا لا ينقضى مع تقادم الزمن، وتعاقب الأجيال، وينظرون إليها على أنها درة التاج المصرى ومصدر فخر واعتزاز هذه الأمة باعتبارها الأرض الوحيدة التى تجلت عليها الذات الإلهية، وهى البقعة التى اختارها المولى - سبحانه وتعالى - لنزول أولى رسالاته السماوية فمكانتها الدينية والتاريخية لا ينازعها فيها أحد، وموقعها الجغرافى الفريد هو ما لفت إليها الأنظار عبر العصور المختلفة، فهى ملتقى قارات العالم القديم وحلقة الوصل بين الشرق والغرب.
سيناء غالية لأننا حررناها من العدو الإسرائيلى بالحرب وبالسلام، بالدم الغالى وبالدبلوماسية والمفاوضات والحنكة السياسية وبالإرادة الوطنية، بالمدفع والرشاش والطائرات وبالتحكيم الدولى واتفاقيات السلام، ولذلك سيبقى يوم الخامس والعشرين من أبريل الذى تحررت فيه سيناء، يومًا خالدًا فى ذاكرة الأمة، وهو اليوم الذى تجسدت فيه قوة الإرادة وصلابة العزيمة التى أكدتها أجيال أدركت قيمة الانتماء لوطنها فوهبت أنفسها للدفاع عن ترابه.
وفى ظل الأوضاع الإقليمية والدولية بالغة التعقيد يأتى تنظيم قدرات القوى الشامل للدولة على رأس الدولة المصرية التى استشرفت آفاق المستقبل برؤية عميقة للأحداث ونظرة ثاقبة للمتغيرات والتطورات الدولية فثبت لها يقينًا أنه من أراد السلام فعليه بامتلاك القوة اللازمة، القادرة على الحفاظ عليه. ومن هنا، نوجه تحية تقدير إلى رجال جيش مصر المرابطين على كل شبر من أرض الوطن والذين يستيقظون كل صباح على تجديد عهد الولاء لله والوطن متأهبين دومًا للدفاع عن أمة وضعت ثقتها المطلقة فيهم وفى قدرتهم على الحفاظ عليها.
سيناء مصرية، وستبقى مصرية، وليست وطنًا بديلاً لأحد مهما كانت الظروف.. وكما قال الرئيس السيسى: «احنا مش هنسيب سيناء لأحد، لتبقى وطنًا للمصريين أو نموت».
إن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء كما تخطط إسرائيل تقضى على حل الدولتين، ومصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وستظل تدافع عن القضية وعن مصرية سيناء مهما كلفها ذلك.
عاشت مصر وشعبها وقيادتها وجيشها، حاملة صك الدفاع عن العرب، وحامية الاستقرار الأمنى والسياسى فى القارة الأفريقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القارة الافريقية الرئيس السيسي حكاية وطن
إقرأ أيضاً:
العميد عاطف الإسلامبولى.. شهيد الواجب ورمز الشجاعة الذى لا يغيب
فى الثانى من فبراير 2015، كانت مدينة الصف تشهد مشهدًا من الأمل والتضحية، حين استجاب العميد عاطف الإسلامبولي، مفتش مباحث شرق الجيزة، لاستغاثة كانت أشبه بصرخة فزع من سيارة نقل أموال تعرضت لسطو مسلح على طريق الكريمات. انطلق العميد إلى المكان، ساعيًا وراء العدالة، فى درب مليء بالتحديات والمخاطر، لم يكن يعلم أن تلك اللحظة ستكون آخر لحظات حياته.
وهو الذى خدم الوطن 25 عامًا فى صفوف الشرطة، حيث تنقل بين العديد من المناصب حتى أصبح مفتشًا لمباحث شرق الجيزة، لم يكن مجرد ضابط بل كان مدرسة فى الشجاعة والالتزام، وأحد أبرز القامات التى قدمت مثالًا حيًا للوفاء بالواجب. كان يعلم تلامذته أن الدفاع عن الوطن لا يتوقف عند الخوف من الموت، بل هو درب من التضحية لا يعترف بالعودة.
فى تلك اللحظة الحاسمة، وعلى الرغم من مخاطرة حياته، اندفع لملاقاة الخطر بشجاعة لا تخشى الموت، ليصبح أول من يدفع الثمن، ويستشهد برصاص المجرمين الذين كانوا فى طريقهم للهروب.
تظل ذكراه خالدة فى قلوب من عرفوه، وحتى اليوم، يعبر من حوله عن فخرهم به. تقول ابنته دينا بحزن مفعم بالفخر: "أنا بنت الشهيد، أنا بنت البطل، وبقول لكل بنت شهيد خليكى دايمًا فخورة مش مكسورة"، كلماتها هى إشراقة الأمل فى عيون الأجيال الجديدة، تأكيدًا على أن البطل لا يموت، بل يبقى حيًا فى قلوب من يعشقون وطنهم.
رحل العميد عاطف الإسلامبولى عن دنيانا، لكنه ترك إرثًا من الفخر والشجاعة لا يزول. خلف وراءه أبناء يحملون رايته، ويواصلون المسير لحماية هذا الوطن العزيز. ستظل ذكرى عاطف الإسلامبولى راسخة فى ذاكرة مصر، رمزًا للإقدام والتضحية فى سبيل الأمن والعدالة.
فى قلب هذا الوطن الذى لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون فى أرواحهم أسمى معانى البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم فى شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا فى قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه فى سبيل أمنه واستقراره.
هم الذين أفنوا حياتهم فى حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة فى الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.
فى رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار فى دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون فى مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل فى قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.
مع غيابهم عن المائدة الرمضانية فى بيوتهم، يظل الشعب المصرى يذكرهم فى صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة فى ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر فى مواجهة التحديات.
إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان فى عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة فى سماء وطننا، فلهم منا الدعاء فى كل لحظة، وأن يظل الوطن فى حفظ الله وأمانه.
مشاركة