جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-18@01:49:17 GMT

وجود إسرائيل أقوى من المصلحة

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

وجود إسرائيل أقوى من المصلحة

 

سليمان المجيني

tafaseel@gmail.com

 

في بعض الأحيان نحاول تحقيق المنطق لتكتمل الصورة الذهنية لفعل أو ردة فعل لكن عند تطبيقها على واقع الصراع بين إسرائيل والعرب من جانب والعرب والغرب (أمريكي، أوروبي) من جانب آخر نجد أن مصالح الغرب تطغى بشكل كبير لصالح العرب بينما هي مكلفة من الجانب الإسرائيلي، لذا فالتماهي الغربي مع إسرائيل- من ناحية منطقية- غير سوي ولا يستند إلى منطق المصلحة، بينما هو أقرب إلى الأيديولوجية أي الاعتناق المذهبي والفكري لما يسمى إسرائيل، وأي شيء يخدش هذا الفكر أو المذهب فإنَّه هالك لا محالة.

هذه رواية، لكن هناك رواية أخرى يسطرها المرحوم الدكتور عبد الوهاب المسيري صاحب موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية"، هذه الرواية أكثر تداولاً، وهي منطقية أكثر من وجهة نظري، ذلك أنه قسّم اليهود إلى الفاشلين اجتماعيًا، والساخطين دينيًا، والمجرمين، بحيث تم تصديرهم إلى الشمال الأمريكي بقتل السكان الأصليين (الهنود الحمر)، وإلى جنوب أفريقيا، وإلى أستراليا وإلى فلسطين، هي جيوب استيطانية أُسست بسبب المشاكل التي ضجت بها أوروبا كالبطالة والفقر والجريمة والإحباط الاجتماعي وتفاقم المسألة اليهودية هناك .

ونستنتج من هذا مقدار التمسك الأوروبي والأمريكي بالوجود الصهيوني على أرض فلسطين، وتصديق أي تلفيق من قبل الصهاينة يعكس ذلك، ولو ثارت جموع الناس في جنوب أفريقيا ضد البيض لوقفت معهم نفس هذه الدول التي تقف اليوم ضد الفسطينيين، ولوقفت أيضاً ضد الشعب الأصلي في أستراليا.

والكثير من الساسة العرب يعلمون ذلك، ويعلمون أن تدخلهم الميداني سوف يجر وراءه تحريك الأساطيل المدججة بالأسلحة الفتاكة التي لا قبل لهم بها، وسوف تنهب الثروات وتسوى الأرض بما عليها، وربما نعذرهم إلى هذه الحدود، لذا تجدهم ينحون إلى السلم مهما كان الثمن.

نعم.. علينا المطالبة بما نريد من المجتمع الدولي، وهي مطالبات مشروعة، بل هي أمنيات؛ فالطرف الآخر لا يحملها محمل الجد ويعلن صراحة أن حماس ارتكبت فعلا فظيعا حينما فكر مقاتلوها خوض هذه الحرب.

أغلب الدول الغربية التي تمتلك الترسانة العسكرية الأقوى في العالم تدين تصرف حماس، وتقف بالمال والعتاد مع إسرائيل، ورغم أن الأمر ليس بغريب إلا أن دولنا ما زالت تناور المجتمع الدولي، وكأن من حق هذا المجتمع أن يأخذ أي بيت يعجبه في أي بقعة في العالم ليقيم فيه ثم يأتي صاحب المنزل ليجد الغرباء في منزله، بالطبع عليه تركهم وشأنهم ثم يحاول البحث عن ذويه، وهذا منطق الغاب وليس التحضر، الغابة تعمل بنفس الطريقة والبقاء للأقوى.

كيف على العالم المتحضر مواجهة هذا الأمر؟ وكيف علينا دخول هذه الحرب الوجودية دون إراقة قطرة دم واحدة؟ الحقيقة أن فرصتنا عن طريق الآلة الإعلامية، علينا استغلال علاقاتنا السلمية مع الدول الغربية على الأقل في إنشاء ودعم أصوات إعلامية (تلفزيون، إذاعات، صحافة) إلكترونية وبلغات مختلفة نعرّف فيها بثقافتنا وننشر موضوعاتها عبر هواتفنا التي تجوب العالم، نكسب ثقة المشاهد؛ فالمجتمعات بشكل عام مسالمة تجنح إلى العيش السليم دون منغصات وحوادث، ومن ثم تعكس أخبارنا واقع الحال لأنَّ الفرد الغربي مغيب عن أخبار العالم، وحتى لو تم التحكم بالمنصات مثل يوتيوب وإكس وفيسبوك وغيرها أو تحجيمها، يمكن إيجاد منصات أخرى أو تبني ذلك مع دول عربية أخرى.

حينما نسمع عن الدعوة الإسلامية الأولى (أيام رسولنا الكريم) وكيف وصلوا إلى أصقاع الأرض نستغرب ذلك؛ فالرحلة ربما تستغرق أكثر من شهر أو شهرين، ومع هذه الصعوبات وغيرها وصلت الرسالة والمسلمون الآن في كافة أصقاع الأرض، علينا واجب الدعوة بأخلاقنا الحقيقية، وبتراثنا وقيمنا، أما الأدوات فهي متوفرة أكثر عن ذي قبل، وستبقى علاقتنا مع الغرب قائمة على أساس الاحترام كما يريدون وكما هو قائم (باعتقادنا)، وحديثهم عنَّا وعن إرهابنا لن يسكت فعلنا أو لم نفعل، لذا فالخير في نشر الثقافة الإسلامية، نشر ثقافة الرسول الكريم صلَّ الله عليه، نشر ثقافة التحضر الحقيقي.

ذكر في تراثنا أن الرسول دعا ربه لرفد المجتمع المسلم وتدعيم أركانه بأحد العُمرين (عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام المكنى بأبي جهل) فاستجاب الله لدعائه؛ فكان الفاروق عمر بن الخطاب، ومن هنا يمكن لعلماء هذه الأمة توخي الإيجابية بالدعاء لضم أحد القطبين في هذا العالم ليكون رافدا وقوة تُعين المسلمين على العدو ودحره عن المقدسات وعن أرواحنا وحرماتنا، بدل اللعن والشتم دعوا دعواتنا إيجابية على الأقل في جزء منها.

القوة هي التي ستبطل أعمال الغاب وسيكون التحضر هو السائد، مصداقاً لقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، لعل مجابهة القوة بقوة أخرى سبيل لإنهاء الضرر (وهو كذلك في الحقيقة) وسيكون للمفاوضات جدواها إلى أن يحين الأمر بتحلل الكيان الصهيوني ورجوع الدولة الفلسطينية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس «نقل النواب»: مصر أكثر دولة تحمي وتحترم حقوق اللاجئين في العالم

أعلن النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، موافقته من حيث المبدأ على مشروع قانون اللاجئين المقدم من الحكومة، مؤكدا أنه يتضمن العديد من المزايا والحقوق التي تقدمها الدولة لهم.

مصر أكثر دولة تحمي وتحترم حقوق اللاجئين

أكد النائب علاء عابد، أن مصر أكثر دولة تحمي وتحترم حقوق اللاجئين في العالم، ونحن نستضيف نحو 9 ملايين لاجئ على أرضنا يتمعون بكل حقوقهم.

أضاف في كلمة أمام الجلسة العامة لمجلس النواب برئاسة المسشار الدكتور حنفي جبالي، لمناقشة مشروع قانون اللاجئين المقدم من الحكومة، أنه منذ 100 عام لم يتم تنظيم هذا التشريع، ونحن لا نفرض ضرائب أو رسوم على اللاجئين، ونحن نرحب بالجميع، والقانون يستهدف تنظيم دخول اللاجئين، لأننا ليس لدينا قاعدة بيانات دقيقة لعدد اللاجئين على أرض مصر.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري تونسي: الجيش اليمني من أقوى الجيوش في العالم
  • أكثر من 60 فناناً من مختلف أنحاء العالم في احتفال نور الرياض
  • خبير عسكري عربي: أصبح الجيش اليمني يصنف ضمن أقوى الجيوش عالميًا
  • ” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “
  • رئيس «نقل النواب»: مصر أكثر دولة تحمي وتحترم حقوق اللاجئين في العالم
  • صحيفة عبرية: إسرائيل مكروهة اليوم أكثر من أي وقت مضى.. ما علاقة الإخوان؟
  • واشنطن بوست: الولايات المتحدة قد تواجه قريبا تهديدا أقوى من الأسلحة النووية
  • أقوى حكم في العالم.. أغضب ميسي ورونالدو وأثار الجدل بمصر
  • مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها
  • الصحة تجري أكثر من 150 ألف فحص للسكري خلال عام واحد