زاهى حواس يكتب: عجائب الدنيا السبع
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
هرم خوفو العجيبة القديمة الوحيدة التى لا تزال قائمة
غريب أمر هؤلاء الذين يلقبون أنفسهم بالعلماء، بينما هم يتعاملون مع موضوع عجائب الدنيا السبع بمنطق العصور الوسطى فى كل دول العالم المتقدم يتم إسناد المشروعات الكبرى لمؤسسات علمية متخصصة، ولا يتم التعامل مع أى فرد إلا بعد من مراجعة تاريخه العلمى لمعرفة قدراته ومدى استعداده، أما عندنا فى مصر وللأسف الشديد فإن هناك البعض ممن كان يسمح للهواة والمغامرين بالعمل فى آثارنا، وقمنا بوقف حوالى ٣٥ بعثة أجنبية لأنها لم تكن خاضعة لمؤسسة علمية كمتحف أو جامعة.
تذكرت كل هذا عندما تقدم شخص عادى سويسرى لمحاولة اختيار عجائب الدنيا السبع عن طريق التصويت على شبكة الإنترنت وعندما أرسل لى خطابا يطلب مقابلتى أرسلت له رافضا المقابلة وذلك بعد قراءتى لتاريخه العلمى، بل وأرسلت خطابا إلى السفير السويسرى بالقاهرة أشرت فيه بضرورة أن يبتعد عن الهرم الأكبر هرم الملك "خوفو" العظيم، لأنه المعجزة الوحيدة التى يبلغ عمرها ٤٦٠٠ سنة، والوحيدة التى لا تزال باقية بيننا أما المعجزات الأخرى التى دمر معظمها عن طريق الزلازل فتاريخ أغلبها يعود إلى ٢٠٠٠ عام. ولم تؤثر هذه الزلازل على الهرم الأكبر.
وللأسف الشديد وجدنا بعض الناس فى مصر يقولون إن الهرم مستبعد من عجائب الدنيا السبع، وأنه سيتم تغيير كتب التاريخ ويشطب الهرم منها، فهل أصبح التاريخ يكتب بواسطة المغامرين والهواة؟! والحقيقة أن هناك العديد من المؤسسات التى قامت باختيار عجائب الدنيا السبع ولم تثر حولها كل هذه الدعاية.
فلقد تم اختيار عجائب الدنيا فى العصور الوسطى ودخل فيها برج بيزا المائل ومسجد آيا صوفيا بتركيا، ومقابر كوم الشقافة بالإسكندرية. وهناك قوائم أخرى ضمت قلعة صلاح الدين، وتاج محل بالهند، ولم يتم اختيار الهرم الأكبر لأنه خارج المنافسة تماما.
وهناك أيضا العديد من القوائم المعاصرة، مثل تلك التى أعدتها جمعية المهندسين المدنيين الأمريكية واختارت ممر السكة الحديد بين إنجلترا وفرنسا، ومبنى الإمباير ستات وقناة بنما وغيرها.
وقد أعد مغامر آخر مثل هذا السويسرى قائمة سياحية عام ٢٠٠٥، ووضع الهرم الأكبر كأهم موقع سياحى يليه سور الصين العظيم، وضريح تاج محل وغيرها من المواقع السياحية الهامة. وهناك أيضا عجائب طبيعية أعدتها شبكة الـ CNNعام ١٩٩٧ واختاروا من ضمن السبعة عجائب الأخدود العظيم بأمريكا الوسطى، وجبل إيفرست وبركان باركيتين وشلالات فكتوريا، وعجائب أخرى تحت الماء كأخاديد أعماق البحار، وجزر جالاباجوس بالمحيط الهندى وغيرها.
وجاء هذا السويسرى برنارد ويبر ليعلن عن رئاسته لمؤسسة باسم New Open World Co Operation لاختيار عجائب الدنيا السبع الجديدة من ضمن ٢٠٠٠ إثر تم تصفيتها إلى ٢١ أثرا، ودعى العامة للتصويت عليها، وبالطبع فسوف يقوم هؤلاء باختيار أشياء مثل برج إيفل، وتمثال الحرية وغيرهما، وليس لنا أن نلومهم على ذلك لأن هؤلاء ليسوا على دراية سواء بالتاريخ أو الحضارات القديمة، ولا يوجد عندهم مقاييس معينة لتحديد ما يمكن أن يطلق عليه عجيبة من عجائب الدنيا.
وقد قالت مدام ريفرييه مدير إدارة الثقافة باليونسكو أن هذا المشروع يجب إهماله وعدم إعطائه أى شرعية، وأرسل إلى لويس موزيال رئيس مؤسسة الأغاخان الثقافية يقول: "للأسف أن مصر هى الدولة الوحيدة التى عملت دعاية لهذا المشروع، وأن السيد برنارد ويبر ليس لديه أى خبرة أو خلفية حول التراث الثقافى...".
وأجمل ما فى خطابه هو قوله: "أننا سوف نضحك كثيرا على عجائب الدنيا السبع الجديدة ذلك المشروع السخيف ومبدعه السيد ويبر". لقد آلم هذا المشروع هؤلاء الذين يعتدون بالتراث الثقافى ويقدرون قيمته. ونؤكد أن هذا التصويت وما سيسفر عنه من اختيار عجائب الدنيا السبع سوف يذهب إلى مزبلة التاريخ.
وفعلا تم التصويت على العجائب الحديثة ولا أحد يعرف ما هى العجائب التى اختيرت ويظل هرم خوفو هو العجيبة القديمة الوحيدة التى لا تزال قائمة.
زاهى حواس: من أهم الآثاريين المصريين، وزير سابق للآثار.. يحاضر فى العديد من الدول الغربية حول الآثار الفرعونية وتاريخ قدماء المصريين.. له مؤلفات بالعربية والإنجليزية فى هذا المجال.. يكتب عن الفنان المصرى العالمى عمر الشريف وصراحته المعهودة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عجائب الدنيا السبع الهرم الأكبر خوفو العصور الوسطى هرم خوفو الملك خوفو الدكتور زاهي حواس الهرم الأکبر
إقرأ أيضاً:
أسرار الفراعنة ضمن فعاليات الصالون الثقافي لجامعة المنصورة
استقبل الدكتور شريف يوسف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، عالم الآثار والمصريات الكبير الدكتور زاهي حواس، وزير الدولة الأسبق لشؤون الآثار، وذلك خلال زيارته لجامعة المنصورة، اليوم الثلاثاء ، ضمن فعاليات الصالون الثقافي للجامعة، حيث ألقى محاضرة عن "أسرار الفراعنة" في قاعة المؤتمرات الكبرى بإدارة الجامعة.
حضر اللقاء الدكتور محمد عطيه، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، و الدكتور محمد عبد العظيم، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، و الدكتور طارق غلوش، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، و نواب رئيس الجامعة السابقين، والسادة العمداء ووكلاء الكليات، والمدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، إضافة إلى أعضاء الصالون الثقافي، وأعضاء هيئة التدريس والإعلاميين والصحفيين، وعدد من الشخصيات العامة، وحضور طلابي واسع من مختلف كليات الجامعة.
أدار اللقاء الدكتور محمد عبد اللطيف، عميد كلية السياحة والفنادق، الذي عبّر عن تقديره واعتزازه بالعالم الكبير والحارس الأمين، كما لقبه البعض، الدكتور زاهي حواس، كما عبّر عن فخره بإدارة صالون ثقافي يسلط الضوء على عظمة الحضارة المصرية القديمة، التي تُعد واحدة من أقدم وأعظم الحضارات التي عرفها التاريخ البشري، وتمثل رمزًا خالدًا للغموض والجمال، ومصدر إلهام لا ينضب للباحثين والمستكشفين حول العالم، حيث تُقدّم لنا لمحة عن حياة أمة عظيمة أسهمت في تشكيل وجه الحضارة الإنسانية.
وأعرب الدكتور شريف خاطر عن سعادته بهذه الفعالية الثقافية الهامة، مشيرًا إلى الدور الكبير الذي يقوم به الدكتور زاهي حواس في تعزيز الوعي العالمي بالحضارة المصرية، وأكَّد "خاطر" على ضرورة إبراز عظمة الحضارة المصرية وتاريخها العريق، لافتًا إلى أن مصر تمتلك إرثًا حضاريًا لا يضاهى، مشيرًا إلى أن الجامعة تحرص دائمًا على توعية طلابها بأهمية هذا التراث وضرورة الحفاظ عليه.
وقبيل بدء فعاليات الندوة، قام الأستاذ الدكتور شريف خاطر بتقديم درع الجامعة للدكتور زاهي حواس تقديرًا لجهوده العظيمة في مجال علم المصريات وكشف أسرار الحضارة المصرية.
وأعرب الدكتور زاهي حواس عن سعادته بزيارة جامعة المنصورة ولقائه مع شبابها، حيث استعرض أهم المحطات في قصة حياته منذ الصغر، إلى أن بدأ أولى خطوات النجاح في عالم الآثار، وأصبح أحد أكبر وأهم العلماء في الحضارة المصرية القديمة، مؤكدًا على ضرورة أن يحب الإنسان عمله حتى يتفوق في إنجازه.
كما أكَّد د. زاهي حواس أن عام 2025 سيكون عامًا مليئًا بالاكتشافات الأثرية في مصر، مشيرًا إلى أنه سيتم خلال هذا العام الإجابة على تساؤلات مهمة شغلت بال الأثريين حول العالم.
كما تحدث عن بعض من أسرار الهرم الأكبر، هرم خوفو، وأبو الهول، ومقابر عمال بناة الأهرام، الذي يُعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية التي تؤكد أن المصريين هم بناة الأهرامات. وتحدث عن لقائه مؤخرًا مع "مستر بيست"، اليوتيوبر العالمي، واصطحابه له في جولة في منطقة الأهرامات، لينقل للعالم عظمة الحضارة المصرية، ويبرز صورتها الحقيقية.
وانتهى حواس حديثه بكلمة وجهها إلى الشباب، حثهم فيها على الاجتماع والتكاتف والتعاون في ظل الظروف والتحديات الراهنة التي تمر بها مصرنا الحبيبة. وفي نهاية الندوة، استقبل الدكتور زاهي أسئلة واستفسارات متعددة من الحضور.
جدير بالذكر أن الدكتور زاهي حواس ناقش اليوم رسالة ماجستير بكلية التجارة تحت عنوان "تأثير مصداقية المؤثرين على قرار الشراء بتوسيع متغيرات جودة العلاقة بالتطبيق على شركات العقار السياحي" للباحث محمد علي.