الدكتور أشرف رضوان.. مدير الغلابة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
لو كنت وزيرًا للصحة لتمسكت بهذا الطبيب الذى أفنى حياته فى حب مصر، ولطلبت المد له بدلًا من السنة عشر سنوات.
فمثل هذا النموذج الفريد فى إخلاصه وعشقه لمهنته لا يتكرر كثيرا، بل هو حالة نادرة جدًا.
أعرفه منذ أكثر من عشرين عاما، نموذج يحتذى فى الإدارة والتخطيط وحسن التدبير.
فطبيب الأسنان أشرف رضوان الذى يعمل مديرا لمركز رعاية طفل العباسية مشغول طول الوقت وعلى مدار سنوات بتدبير موارد وتبرعات لشراء أجهزة ومستلزمات للمركز، لسد العجز وتوفير خدمات جديدة للفقراء لم تكن موجودة، ويشعر بفرحة كبيرة وانتصار عندما يحصل على تبرع لشراء سونار أو أجهزة تكييف لتطوير المبنى أو ينجح فى اقتناص أجهزة تعقيم (اتوكلاف) مستعملة من مستشفيات أخرى تابعة لوزارة الصحة.
والأهم من ذلك دفاعه باستماتة عن المركز على مدار أكثر من عشر سنوات والسعى للحصول على قرار نزع الملكية وتعويض أصحاب العقار لكى يستمر المركز فى خدمة المرضى الغلابة.
على مدار سنوات إدارته لمركز طفل العباسية جسد الدكتور أشرف رضوان المعنى الحقيقى لمهنة الطب الإنسانية بانحيازه الكامل للمرضى الغلابة ورفضه العديد من فرص السفر إلى دول الخليج رغم احتياجه الشديد لها، ولم يسعَ لامتلاك عيادة خاصة حتى يتفرغ بشكل تام لتطوير الخدمات بالمركز لينافس أكبر المستشفيات، وليبقى عليه كمركز إشعاع طبى ومنارة تبعث الأمل والطمأنينة فى نفوس أبناء الوايلى والعباسية المترددين عليه والذين يزيد عددهم على نصف مليون بخلاف المترددين من مناطق أخرى من المرج إلى حلوان.
المركز بالنسبة لأشرف رضوان قصة عشق واستمرار لنجاح إدارات متعاقبة منذ إنشائه عام 1955 حتى الآن، فإذا كنا أطلقنا طبيب الغلابة على عدد من الأطباء المخلصين للمهنة، فمن حق هذا الرجل أن نطلق عليه مدير الغلابة، فقد تحدى كل الظروف الصعبة والبيروقراطية ليجعل مركز طفل العباسية ملاذا للمرضى الغلابة ومن أهم المراكز على مستوى الجمهورية، وضمن أربعة مراكز فقط متميزة على مستوى القاهرة.
فالمركز إلى جانب صرفه الألبان للأطفال المحرومين من الرضاعة الطبيعية يقدم خدمات متميزة بتذكرة كشف لا تتعدى جنيها واحدا شاملة صرف العلاج مجانا بخلاف عيادة العلاج الطبيعى التى تضم أحدث الأجهزة بجهد خاص من المدير ومنها جهاز الموجات التصادمية وهو جهاز نادر وغير متوافر سوى فى ثلاثة مستشفيات كبرى فقط، إضافة لوجود قسم أسنان متميز جدا يضم ٣٢ طبيبا وعيادة تركيبات الأسنان بنوعيها الثابت والمتحرك، بالإضافة إلى هذا فإن المركز به ركن للمشورة الذى يهتم بالصحة النفسية للطفل.
وقد ساهم المركز بفضل مديره الدؤوب بشكل فعال جدا فى مواجهة جائحة كورونا، كما شارك فى المبادرات الرئاسية «تحليل فيروس سى» و«الكشف المبكر لسرطان الثدى» والأمراض المزمنة «الضغط والسكر» الاعتلال الكلوى «قياس السكر التراكمى» و«الدهون الثلاثية» و«مبادرة الأم والجنين» و«مبادرة كبار السن».
كما أدخل «رضوان» خدمات أخرى للمركز مثل الطوارئ والاستقبال ونظام المشروطية والمتابعة الطبية لمستفيدى معاش تكافل وكرامة وعلاج غير القادرين وكلها خدمات تليق بمستشفى كبير وليس بمركز رعاية طفل!
باختصار تاريخ هذا الرجل حافل ومشرف، وأخشى أن تنتهى قصة هذا المركز وتطوى صفحته بخروج أشرف رضوان على المعاش أواخر هذا الشهر، فيتم تسليم المبنى للورثة، ويسدل الستار على عشر سنوات من الكفاح للإبقاء عليه ملاذًا للغلابة ومنارة طبية ومركز إشعاع يبعث الأمل والطمأنينة فى نفوس أبناء الوايلى والعباسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الألبان للأطفال
إقرأ أيضاً:
مقتل 88 فلسطينيا على الأقل بقصف إسرائيلي استهدف بيت لاهيا والشيخ رضوان
يتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ412 مخلفا عشرات آلاف القتلى والجرحى والمفقودين، وأفادت وسائل إعلام فلسطينية اليوم الخميس، بمقتل وفقدان أكثر 88 فلسطينيا معظمهم نساء وأطفال في مجزرتين في بيت لاهيا وحي الشيخ رضوان شمالا.
وقالت إن 66 شخصا معظمهم أطفال ونساء قتلوا، وجرح أكثر من 100 آخرين في قصف إسرائيلي على حي سكني بمحيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة،ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى.
كما وقامت القوات الإسرائيلية بنسف منازل في مخيم جباليا شمال القطاع.
من جهته، أفاد الدفاع المدني في غزة “بتعرض طواقمه في ساعات الفجر الأولى إلى استهداف مباشر من قبل الطائرات الإسرائيلية أثناء محاولتهم انتشال القتلى وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأحياء من تحت أنقاض منزلا سكنيا تم قصفه في منطقة الصبرة جنوب غربي مدينة غزة”.
وفي الضفة الغربية، قتل شاب فلسطيني بالرصاص خلال اشتباكات مسلحة مع الجيش الإسرائيلي بعد اقتحامها فجر اليوم مخيم العين بنابلس شمالي الضفة الغربية، ويأتي اقتحام نابلس بعد ساعات من إعلان الاحتلال انسحابه مساء أمس الأربعاء من مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة في عملية استمرت نحو يومين، مخلفا 8 قتلى و19 جريحا.
وعلى مدار يومين، اندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الإسرائيلية في مناطق عدة، أبرزها الحي الشرقي للمدينة وأطراف المخيم وقرية كفر دان.
وكان من بين القتلي، المقاوم في كتائب عز القسام الجناح العسكري لحركة (حماس)، قصي محمد ياسر فرحات، الذي نعته الكتائب وأكدت أنه “استشهد عصر أمس الأربعاء خلال اشتباكه مع قوات الاحتلال في قرية كفردان بجنين”.
كما بلغ عدد القتلى الفلسطينيين نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلة 790 شخصا، في حين وصل عدد الجرحى إلى نحو 6450، وفق معطيات رسمية.
وبالتزامن مع التصعيد في الضفة، تواصل إسرائيل شن حرب على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن سقوط نحو 148 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار واسع ومجاعة أودت بحياة العشرات.