انسحبت الشخصية اليسارية المعروفة سارة فاغنكنيشت مع تسعة نواب آخرين من حزب اليسار تمهيدا لتأسيس حزب جديد.

أعلنت سارة فاغنكنيشت وتسعة من مؤيديها أعضاء فيالبرلمان الألماني "بوندستاغ" اليوم الاثنين (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2023) انسحابهم من حزب اليسار المعارض بهدف تشكيل حزب جديد في يناير/ كانون الثاني القادم للمنافسة في انتخابات البرلمان الأوروبي لعام 2024.

مختارات نائبة ألمانية ذات أصول مصرية تترشح لرئاسة كتلة حزبها في البرلمان حركة يسارية ألمانية جديدة ردا على المد اليميني الشعبوي

بعد مخاض دام أسابيع عديدة، رأت حركة يسارية جديدة عابرة للأحزاب النور اليوم الثلاثاء بعد أن اعلنت مؤسستها سارة فاغنكنيشت عن تأسيسها مشيرة إلى ان أكثر من 100 ألف شخص قد انضموا إلى الحركة عبر الانترنت لحد الآن.

زعيمة يسارية شابة تطلق حركة سياسية جديدة في ألمانيا

زعيمة يسارية شابة ذات مواقف إشكالية حتى داخل حزبها، إنها سارة فاغنكنيشت. ولعل أكثر الانتقادات التي وجهت إليها هو موقفها من ملف اللاجئين حيث اتهمها البعض بتبني سياسات شعبوية. فاغنكنيشت أسست حركة يسارية عابرة للأحزاب.

قبل الشتاء .. ألمانيا تقدم حزمة عسكرية شاملة لأوكرانيا بمليار يورو

كشفت ألمانيا عن نيتها تزويد أوكرانيا بحزمة جديدة متنوعة من الأسلحة تشمل الدفاع الجوي والمدرعات والذخائر. وجدد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس التزام بلاده باستمرار رفع الاستعداد العملياتي للقوات المسلحة الأوكرانية.

وقالت سارة فاغنكنيشت (54 عاما) في مؤتمر صحافي "قررنا تأسيس حزب جديد لأننا واثقون بأن الأمور كما هي عليه الآن لا يمكن أن تستمر على هذا النحو". وعرضت لجمعية تحمل اسمها يفترض أن تفضي إلى قيام الحزب الجديد الذي يدور في فلك هذه الشخصية المعروفة والمثيرة للجدل في ألمانيا، التي تعد لهذا الأمر منذ أشهر.

وتم اليوم الاثنين تجاوز مرحلة مهمة عبر انسحابها مع زملائها التسعة من حزب اليسار المعارض. بيد أنّ ولادة الحزب تتطلب جمع أموال وتبرعات تمهيدا للمشاركة في يونيو/ة حزيران المقبل في الانتخابات البرلمانية الاوروبية.

 وهاجمت فاغنكنيشت خصوصا حكومة المستشار أولاف شولتس والتي تضم ائتلافا بين الحزب الاشتراكي الديموقراطي والخضر والليبراليين واصفة إياها بـ "أسوأ حكومة في تاريخ ألمانيا تتصرف بشكل غير محترف ومن دون هدف".

كما نددت بتسليم أسلحة لأوكرانيا وفرض عقوبات اقتصادية على موسكو، تحرم ألمانيا، البلد الصناعي الذي يفتقر إلى المواد الأولية، الحصول على طاقة رخيصة. واعتبرت أن "هذا الأمر يقلق بالتأكيد عددا كبيرا من الناس الذين باتوا يجهلون لمن يصوتون، أو يصوتون لليمين المتطرف انطلاقا من غضبهم او يأسهم".

كذلك، انتقدت إجراءات الحكومة البيئية في مواجهة التبدل المناخي، مبدية تأييدها لتقليص عدد المهاجرين في البلاد. ودعت خصوصا إلى "الحفاظ على قوانا الاقتصادية" وإرساء مزيد من العدالة الاجتماعية والاستثمار في البنى التحتية وتبني "سياسة خارجية تقوم على السلام".

ومن أبرز الداعمين لسارة فاغنكنيشت، الذين أعلنوا استقالتهم من حزب اليسار، الزعيم السابق للحزب كلاوس إيرنست ورئيسة الكتلة البرلمانية للحزب أميرة محمد علي، وخبيرة الشؤون الخارجية سيفيم داغدلن.

وأعلن النواب العشرة الذين يمثلون جميعًا دوائر انتخابية في ألمانيا الغربية في البوندستاغ رغبتهم في البقاء أولاً في كتلة اليسار حتى يتم تأسيس الحزب الجديد، وهو ما أثار حفيظة قيادة الحزب. إذ وصف رئيس الكتلة البرلمانية للحزب ديتمار بارتش سلوك هؤلاء بأنه "غير مسؤول وغير مقبول".

كما اتهم النواب الثلاثة المنتخبون مباشرة من حزب اليسار، غيزينه لوتش وسورين بيلمان وغريغور غيزي، فاغنكنيشت ومجموعتها بارتكاب "سرقة أخلاقية فاحشة" لأنهم يرغبون في الاحتفاظ بمناصبهم في البوندستاغ التي فازوا بها بدعم اليسار."

وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة بيلد الشعبية الواسعة الانتشار أمس الأحد أن 27 في المئة من الألمان قد يصوتون لصالح حزب يساري جديد بزعامة فاغنكنيشت.

وعلى غرار اليمين الألماني الشعبوي، تعول فاغنكنيشت على قاعدة شعبية في الولايات الألمانية الشرقية التي تشهد العام المقبل انتخابات لبرلمانات ثلاث ولايات.

ع.ش/ أ.ح (أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: دويتشه فيله دويتشه فيله فی ألمانیا حزب جدید

إقرأ أيضاً:

صعود اليسار والوسط في فرنسا يحبط خطط اليمين للهيمنة على قارة أوروبا

على الرغم من صعود اليمين المتطرف، إلا أنه فى مواجهة شرسة مع اليسار والوسط الليبرالي، فقبيل تحقيقه انتصاراً ساحقاً فى فرنسا بعد أن فاز بأغلبية ساحقة فى الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، اتحدت الأحزاب اليسارية والوسطية لتوقع به خسائر خلال الجولة الثانية، وفى بريطانيا كانت المواجهة بين حزب المحافظين المحسوب على وسط يمين الطيف السياسي وحزب العمال اليساري فى أوجها، حيث نجح الأخير فى إيقاع هزيمة ساحقة بالأول، ليتولى مقاليد الحكم الإنجليزي لأول مرة منذ 14 عاماً.

وحسب عدد من الخبراء والمحللين السياسيين، خلال حديثهم لجريدة «الوطن»، فإن أوروبا ترسم ملامح خطة سياسية جديدة، حيث يحاول اليمين المتطرف السيطرة على الانتخابات التشريعية والحكومات، فيما تستعد الأحزاب اليسارية والوسط لاستعادة الهيمنة على مقاليد السلطة من خلال اكتساب ثقة الشعوب مرة أخرى.

«العنانى»: اليمينيون المتطرفون يرفضون الدعم الغربى لأوكرانيا لتجنب المواجهة مع الدب الروسى

فى البداية، قال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إنه مع صعود اليمين المتطرف فى أوروبا أصبحت المواجهة مع الأحزاب اليسارية والوسطية حتمية، لا سيما أن كلا الطرفين يحاول السيطرة على مقاليد الحكم والبرلمان.

وأضاف أن أحزاب اليمين المتطرف تكتسب شعبيتها بين المواطنين الأوروبيين من خلال معارضة ملف الهجرة، وبالأخص من بعض الدول العربية ودول شمال أفريقيا مثل المغرب والجزائر، فهناك توجُّه عام لطرد العرب والمسلمين والأفارقة من هذه الدول بسبب اعتقادهم أن الهجرة تعود بالسلب على المواطنين، مضيفاً أن ملف الهجرة يُعتبر موضوعاً حساساً، حيث يشعر البعض بأن الهجرة تتسبب فى تهديد أمنى يؤدى إلى تأثيرات سلبية على المواطنين ويثير جدلاً كبيراً، ما يدفع بعض الفئات السياسية إلى اتخاذ مواقف متشددة ضد الهجرة.

وأوضح: «الأحزاب اليسارية والمحافظة تتبنى سياسات أقل تعقيداً تجاه أزمة الهجرة»، مضيفاً أنها يجب عليها أن تثبت لمواطنيها أن المهاجرين قد يكونون داعمين لتلك الدول، خاصة أنها تواجه أزمة زيادة أعداد كبار السن فى مقابل انخفاض أعداد الشباب والقوى العاملة.

ولفت إلى أن أزمة روسيا وأوكرانيا هى إحدى نقاط الخلاف بين القوتين المتصارعتين، ففى الوقت الذى تقدم فيه الأحزاب اليسارية والوسطية دعماً لا محدوداً لأوكرانيا، ترى الأحزاب اليمينية المتطرفة أنها تؤدى إلى تعقيد الأمور اقتصادياً، بخاصة بعد الاستغناء عن الغاز الروسى الذى يُعد الأرخص والأسرع فى التوصيل مقابل الحصول على الطاقة من دول أو أماكن أخرى، مؤكداً أن هذه التوجهات السياسية تؤدى إلى تشكيل تحالفات وتوترات تؤثر على الاستقرار الإقليمى والدولى.

وأكد «العنانى» أن هناك خلافات داخل الأحزاب الأوروبية بشأن الملف «الروسى - الأوكرانى» بخاصة فيما يتعلق بعمليات التسليح، فبعض الأحزاب اليمينية فى دول مثل ألمانيا والنمسا تعارض التدخل الغربى والأمريكى فى أوكرانيا، وتعتقد أن هذا التدخل يؤثر سلباً على الدول الأوروبية ويزيد التوتر مع روسيا، وأن دعم الغرب لأوكرانيا قد يضع الدول الأوروبية فى مواجهة مباشرة مع الدب الروسى، مما يزيد من التوترات ويخلق تحديات اقتصادية وسياسية للدول الأوروبية التى تسعى لتجنب تصعيد الصراع.

وتابع: «إن من أبرز القضايا التى تتصادم بين اليمين واليسار هى ملف الضرائب، وبعض الملفات الداخلية الأخرى التى كانت محل جدال ونقاش، فمثلاً أعلن اليسار الفرنسى قبيل الانتخابات التشريعية عن أنه يعتزم جمع 30 مليار يورو سنوياً من الأثرياء، وهو ما أدى إلى غضب رجال الأعمال وتيار الوسط، بينما يحاول التيار اليمينى تبنى وجهة نظر مغايرة، وهى تقليل قيمة الضرائب المفروضة على المواطنين ورجال الأعمال».

«محمود»: فشل «المحافظين» فى تحقيق برامجه الانتخابية دفع البريطانيين لاختيار «العمال» كبديل

وقال بهاء محمود، خبير العلاقات الدولية، إن تصاعد شعبية الأحزاب اليمينية فى الدول الأوروبية تصطدم بالواقع المرير، وهو ما أدى إلى هزيمتهم فى بريطانيا، نظراً لفشلهم فى تحقيق الوعود الانتخابية على مدار 14 عاماً، مضيفاً أن صعود اليمين المتطرف فى انتخابات البرلمان الأوروبى لا يعنى بالضرورة وصوله إلى السلطة فى الحكومات الأوروبية، ورغم ذلك فإن الوضع فى فرنسا يختلف، حيث يرى «محمود» أن اليمين المتطرف يمكن أن يُشكل خطراً على السلطة الحالية، خاصة فى حال فشل اليسار فى استعادة قوته.

وأكد «محمود» أهمية «جبهة الجمهورية» التى تُشكل تحالفاً بين الأحزاب اليسارية واليمينية المعتدلة لمنع وصول اليمين المتطرف للحكم، حيث يُثير هذا الصعود العديد من المخاوف، خاصةً فيما يتعلق بدعم أوكرانيا، حيث يُعبر بعض أعضاء اليمين المتطرف عن مواقف موالية لروسيا، وهو ما قد يؤثر على سياسة أوروبا تجاه الأزمة الأوكرانية، ولكن حتى هذه اللحظة يوجد دعم كبير لمنع اليمين المتطرف للوصول إلى الحكومة.

وأضاف خبير العلاقات الدولية أنه على المستوى الإقليمى والدولى لا يوجد فارق كبير فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية، وأما بخصوص منطقة الشرق الأوسط فيمكن أن يكون هناك تغير فى شكل العلاقة، فمصالح تلك الدول هى العامل الرئيسى فى تحديد شكل العلاقات، وممكن أن يكون هناك توتر فى بعض الملفات مثل الهجرة واللجوء، فاليمين المتطرف ضد هذه المسألة لكن بدأ يعيد صياغتها مع الحكومات مثل إيطاليا، واليمين المتطرف لم يعد بنفس الحدة فى طلب الخروج من الاتحاد الأوروبى، أو اتخاذ مواقف تهدد مصالح الدول الكبرى، كما أن بريطانيا وفرنسا تتحركان تحت رعاية أمريكا، وبالتالى دورهما محدود فى تحديد سياساتهما الخارجية، بغضِّ النظر عن الخلافات بين فرنسا أو بريطانيا أو دولة أخرى.

ويرى «محمود» أن صعود اليمين فى أوروبا ليس ظاهرة جديدة، وأن الأنظمة السياسية فى دول مثل فرنسا وبريطانيا تعمل بشكل مختلف عن النظام ثنائى الأحزاب، حيث يوجد هناك العديد من الأحزاب والتيارات السياسية، مشيراً إلى أن فشل حزب «المحافظين» فى بريطانيا فى تحقيق برنامجه الانتخابى دفع المواطنين لاختيار حزب العمال كبديل، على الرغم أنه لم يُقدّم برنامجاً واضحاً بعد، لكن مرحلة التغيير بدأت بسبب استياء الشعب من فشل الأحزاب التقليدية.

وأشار إلى أن نجاح اليمين المتطرف فى الجولة الأولى فى الانتخابات التشريعية الفرنسية يرجع إلى فشل الرئيس ماكرون فى تحقيق وعوده، فبدلاً من أن يكون حزباً وسطياً جامعاً، انحرف عن مساره، ما أدى إلى عودة الأحزاب إلى مواقفها الأصلية، وحدوث استياء شعبى واسع، ويُرجَّح أن يكون هذا الاستياء هو السبب فى تفضيل الشعب الفرنسى لليسار على اليمين، ورغبة الشعب فى برامج واضحة من الأحزاب بدلاً من الخطابات الفارغة.

«الديهى»: اليساريون انتبهوا لخطر الغريم التقليدى ضد التكامل الأوروبى والحدود المشتركة وحقوق الإنسان

وحذَّر الباحث فى العلاقات الدولية، محمد ربيع الديهى، من أن صعود اليمين فى أوروبا قد يُغيّر جذرياً سياسة القارة تجاه العديد من الدول والقضايا، فمن المرجَّح أن تؤدى سياسات اليمين المتطرف إلى تراجع الدعم الأوروبى للقضايا الإنسانية، مثل حقوق الإنسان واللاجئين، كما أكّد «الديهى» أن رفض الهجرة من قبَل اليمين قد يُفاقم التوترات الداخلية فى الدول الأوروبية، ويشكّل عائقاً أمام فكرة التعاون الأوروبى، مثل إلغاء الحدود، التي تُعد حجر الزاوية فى التكامل الأوروبي.

مقالات مشابهة

  • حكومة جديدة في كاتالونيا تنهي الحقبة الانفصالية في إسبانيا
  • الاشتراكيون يستعيدون السيطرة على الحكومة الكتالونية بعد الفوز بالانتخابات
  • صعود اليسار والوسط في فرنسا يحبط خطط اليمين للهيمنة على قارة أوروبا
  • حكومة جديدة في كتالونيا تنهي الحقبة الانفصالية بإسبانيا
  • الأحزاب اليمينية ترسم ملامح سياسة أوروبية جديدة
  • الذكري ٧٨ لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني (2 والاخيرة)
  • قروض بلا فوائد للسيدات من بنك ناصر لتأسيس مشروعات جديدة.. إليك التفاصيل
  • بالصور | القيادة العامة تحيي الذكرى الـ 84 لتأسيس الجيش الليبي
  • «عقيلة صالح»: القوات المسلحة طوق النجاة وصمام حماية البلاد
  • هل أصاب اليسار الفرنسي في اختيار مرشحته لمنصب رئيس الوزراء؟