كيف صور أضخم فيلم أمريكي صراع صلاح الدين ضد الصليبيين على القدس ؟

يشعر العديد من المطلعين على التاريخ بالحزن على معاناة ومأساة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عام 1948 عندما خططت الحركة الصهيونية في الاستيلاء على أراضيهم بدعم ومباركة أمريكية وأوروبية من أجل أهداف استعمارية وربما دينية، آخر فصولها ما يشهده قطاع غزة والضفة الغربية من عمليات قتل وإبادة جماعية وسرقة أراض وتشريد وهدم للبيوت خلال الصراع الحالي وسط تشجيع من الداعمين التاريخيين.

مطار العريش يستقبل طائرتي مساعدات كويتية وعراقية تمهيدًا لإرسالهما إلى قطاع غزة

ولربما لا يدرك البعض أن أراضي فلسطين دارت فيها فصل قديم من الاحتلال والدمار وسفك الدماء حدث من 836 سنة على يد الصليبيين الذين شنوا حسب المؤرخين تسع حملات على الشرق الأوسط كان أولها بدعوة وتشجيع من البابا في أوروبا، وكانت البداية من عام 1096 وانتهت في 1291.

بلدوين الرابع محمولًا على الأعناق خلال معركة الرملة ضد صلاح الدين

 واستمرت الممالك الصليبية في الشرق العربي نحو 200 عام احتلوا خلالها بإراقة الدماء والغصب والقهر أجزاء من بلاد المسلمين وشيدوا  ممالك مطلة على البحر تأتيها الإمدادات المستمرة من أوروبا أهمها عكا والقدس وعسقلان وأنطاكية.

استمرت ممالك الصليبيين نحو 200 عام في الشرق الأوسط

ومن الأفلام الغربية القليلة التي تناولت بالسرد والانتقاد والتحليل الحملات الصليبية وثمرتها الكبيرة وهي مملكة بيت المقدس الصليبية الفيلم الأمريكي "Kingdom of Heaven"، مملكة أو ملكوت السماء الذي أنتج في عام 2005 وأخرجه للنور المخرج الشهير ريدلي سكوت وأدى دور البطل أورلاندو بلوم في دور باليان، وإيفا جرين في دور سيبيلا، ومارتون كسوكس في دور غي دي لوزينيان، والممثل السوري غسان مسعود في دور صلاح الدين الأيوبي وخالد النبوي في دور الملا.

أكد الفيلم على شجاعة وإيمان صلاح الدين الأيوبي

وتولى مهمة تأليف الفيلم الأمريكي وكتابة السيناريو الخاص به وليام موناهان، الذي أراد توصيل أفكاره عن حداد قدم إلى القدس من فرنسا ليعيش صراع قصير قبل انهيار مملكة بيت المقدس بسبب الصراع على الحكم وسعي المتطرفين إلى إشعال حرب مع صلاح الدين الأيوبي من أجل إشباع رغباتهم والتخلص من الملك الشاب بلدوين الرابع الذي يصارع المرض بسبب إصابته بالجذام.

أدى خالد النبوي دور “الملا” الداعي لتحرير القدس من الصليبيين بسفك الدماء

وصور الفيلم الذي يبلغ مدته ساعتان و45 دقيقة صلاح الدين الأيوبي في صورة القائد المؤمن العاشق لوطنه ولدينه وللقدس الملتزم بعهده وكلمته والمتسامح رغم ما يدفعه إليه “الملا” الذي قام بدوره خالد النبوي نحو الانتقام والتعصب بسبب ما حدث لسكان القدس من قتل وحرق وتشريد عند احتلالها.

بلدوين الرابع آخر الملوك أخفى وجه بقناع حديدي لإصابته بالجذام

وفي حوار يدل على مدى المنفعة، يقول طبريا وزير الملك بلدوين لباليان عندما قدم المدينة وشاهد إعدام فرسان المعبد، بأنهم يرتكبون مجازر بحق القوافل العربية التجارية بالمخالفة لأوامر الملك، ما يدفع صلاح الدين لأخذ تصريح تبريري لاسترداد القدس بواسطة 200 ألف مقاتل معه في دمشق، فلو دخل حرب لربحها، وهنا يرد باليان بتعجب: “رغم أن ما يفعلونه بأوامر البابا”.

خطط صلاح الدين لاسترداد القدس بالتخطيط والحكمة

وفي حوار آخر يبرز إعجاب صلاح الدين الأيوبي بالفروسية والشجاعة، يخبر طبريا باليان أن هناك كلامًا يتردد عن قتله أمير عظيم تابع للمسلمين، لكن ملك المسلمين أرسل رسالة كتب فيها بأن قتالك لم يخرق المعاهدة وأنه كان شرعي ودفاع عن النفس والقصة أن باليان بطل الفيلم قد تاه في البحر بينما كان تحمل سفينته حصانًا، وعندما قذفته هرب الحصان فألتقاه عند بركة من الماء في الصحراء فوجده الأمير ومعه حارسه الذي تقاتل معه فقتله وكان قادرًا على قتل الأمير لكنه عفا عنه.

ادعى الصليبيين بأن المعارك تدور باسم الرب

وفي ذروة حبكة الفيلم يثير أمير من الصليبيين غضب صلاح الدين بعدما هجم على قافلة عربية، وهنا يحشد جيشا جرارا ويتقابل مع جيش بلدوين الرابع على على بوابة قلعة الكرك، حيث تفاوض على تجنب الاشتباك مع معاقبة الأمير المعتدي، ويلاحظ صلاح الدين اشتداد المرض على بلدوين فيطلب منه إمكانية إرسال أطبائه له.

فيديو لملاقاة الجيشين تعتبر من أروع مشاهده..

وفي مشهد يؤكد مدى حكمة صلاح الدين وصبره وحرصه على صون دماء المسلمين، يغضب “الملا” بسبب تجنب سلطان المسلمين خوض المعركة ويحذره من أن أسلوبه لن يجعله يستمر في الحكم بسبب مخالفته إرادة الله حسب وصفه، فيرد صلاح الدين: “أن المعركة يجب أن تكون فيها الأرقام والاستعدادات ممكنة، وتوفير المياه وغياب الأمراض يجب أن تكون في صف المسلمين حتى يمكن الله لنا الفوز في المعركة”.

حرر المسلمون القدس بعد حصار دام أيام

وبعد موت الملك بلدوين، يشعل غي دي لوزينيان الملك الذي أتى بعد بلدوين حسب الفيلم معركة حطين التي فاز فيها صلاح الدين بسبب إغارته على قرية عربية وخطف شقيقة صلاح الدين، ما يجعله يحشد الجيش ويهزم قوات الصليبيين شر هزيمة ويقتل الأمير المعتدي على القرية العربية.

أخبر وزير الملك باليان بأن احتلال القدس من أجل الثروة والمال وليس من أجل الرب

ويحدث حوار بين باليان وطبريا بعدما زارا أرض المعركة، إذ يقول الأخير : “يا للعار لقد وهبت حياتي كلها من أجل القدس كنت في البداية أعتقد أننا نحارب من أجل الرب لكنني في النهاية أدركت بأننا نحارب من أجل الثروة والأرض”.

اعتبر صلاح الدين بحسب الفيلم أن القدس بالنسبة له تساوي “كل شيء”

 ثم يحاصر مدينة القدس وبعد أيام يتفاوض مع باليان مقابل تسليم المدينة في مقابل السماح للصليبيين نساء وأطفالًا وشيوخًا ومسالمين بمغادرة المدينة، وهنا ينتهي الفيلم بدخول صلاح الدين القدس وإقامته للصلاة في المسجد الأقصى.

(أنا أؤمن بمملكة الجنة) أغنية عربية تختتم الفيلم.. شاهد

 

 

المصدر: بوابة الوفد