على مدار تاريخ القضية الفلسطينية، تقوم مصر بدورها المنوط بها، فى تحمل مسئولياتها التاريخية، كونها الشقيقة الكبرى.
ومنذ اللحظات الأولى التى بدأ فيها التصعيد بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلى، لم تتوقف مصر عن دورها المعتاد والتاريخى فى الحفاظ على السلام والأمن القومى والعالمى، والتواصل مع الجانبين، والشركاء الإقليميين والدوليين، لوقف العمليات العسكرية وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
وعلى المستوى الشعبى، تابعنا شهامة المصريين المعهودة فى حملات التبرع بالدم، إضافة إلى التبرعات بإرسال قوافل شاملة محملة بكميات ضخمة من المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية إلى معبر رفح استعدادًا لإدخالها لقطاع غزة.
كما كانت مواقف المصريين التضامنية مع أشقائهم الفلسطينيين، شاهدة على احتضان قضيتهم، حتى شاهدنا جموع المصريين فى الأحزاب والنقابات والجامعات فى تظاهرات حاشدة، دعمًا وتضامنًا معهم، ورفضًا لأعمال العنف والقتل التى تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة.
إن الدولة المصرية لم تدخر أى جهد، لتهدئة الأوضاع المشتعلة فى فلسطين، ولذلك دعت إلى قمة عاجلة، حضرها زعماء 18 دولة، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسات ومنظمات دولية، بهدف احتواء الموقف ومنع التصعيد، والسماح بعبور المساعدات الإنسانية.
وقد سعت مصر من خلال دعوتها إلى هذه القمة، لبناء توافق دولى عابر للثقافات والأجناس والأديان والمواقف السياسية.. توافق محوره قيم الإنسانية ووقف الحرب التى راح ضحيتها آلاف الأبرياء، وإعطاء أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة.
إن العدوان الغاشم الذى تشنه دولة الاحتلال الإسرائيلى، كشف خللًا واضحًا فى قيم المجتمع الدولى فى التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافسًا على سرعة إدانة قتل الأبرياء فى مكان، نجد ترددًا غير مفهوم فى إدانة نفس الفعل فى مكان آخر، بل نجد محاولات لتبرير هذا القتل، كما لو كانت حياة الإنسان الفلسطينى أقل أهمية من حياة باقى البشر.
وللتاريخ نود التأكيد على ما يبذله الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى لا يدخر جهدًا فى استمرار العمل مع جميع الشركاء للحفاظ على سياسة مصر الراسخة والداعمة للحقوق الفلسطينية، والإيمان بالسلام كخيار استراتيجى لا حياد أو تراجع عنه، حتى تتحقق رؤية حل القضية الفلسطينية.
إننا نستطيع القول بأن مصر لن تقبل أبدًا بدعاوى تصفية القضية الفلسطينية على حساب أى دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة واحدة فى الحفاظ على سيادتها وأمنها القومى، فى ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر والتهديدات، مستعينة فى ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته.
كما أن قمة السلام الأخيرة التى احتضنتها القاهرة، أعطت لمصر دعمًا دوليًا وتأييدًا لموقفها الرافض للمخطط الإسرائيلى، ورفض تهجير الفلسطينيين بشكل قاطع، ولذلك ستؤكد الأيام المقبلة أيضاً أن أى حلحلة، حتى لو كانت بسيطة، لهذا الصراع سيكون أساسها مصر.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي دولة الإحتلال الإسرائيلي تاريخ القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلى
إقرأ أيضاً:
درة الكيانات الدولية
منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة قام بزيارات مكوكية خارجية لتهيئة المناخ مع كثير من الدول المتقدمة لإيمانه برؤية الاحتكاك الدولى والشراكات الدولية للاستعداد، لعصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى وتكون رسالة للمسئولين بأن أى إنجاز لا بد أن يكون على أحدث ما وصل إليه العلم فى العالم، وهذا ما أثمر عنه تحديث شبكات الكهرباء بمصر للقضاء على مشكلة انقطاع الكهرباء، وحاليًا كثير من المشروعات تتم الآن على أحدث التكنولوجيا وآخرهم القطار الكهربائى الذى سوف يغطى مصر بالكامل.. وفى الطيران المدنى وخاصة بعد توقيع معاهدة شيكاغو لمنظمة الطيران المدنى الدولى الايكاو، وهو يعمل بسياسات وإجراءات دولية، وكانت مصر ضمن 55 دولة موقعة على هذه الاتفاقية و أصبحت «الايكاو» هى التى تصدر القواعد القياسية للأعضاء التى بلغ عددها الآن 193 دولة، منها مصر ضمن الدول الأعضاء الدائمين وعددها 36 دولة مقسمة على ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى للدول مصنعى الطائرات، والثانية للدول التى لها إسهامات على المستوى الدولى، والثالثة الدول التى تمثل استكمالًا جغرافيًا للعالم و مصر ضمن المجموعة الثانية، وكل ثلاث سنوات تعقد الجمعية العمومية لانتخاب الدول الأعضاء، وغالبًا ما تكون انتخابات شرسة ثم تأتى بعد ذلك للكيانات الدولية التى تدعم الايكاو والدول مثل اتحاد النقل الجوى «الاياتا» ومجلس المطارات الدولى، «ACI» ولمصر تمثيل بها عن قارة أفريقيا للاطلاع على كل ما هو جديد.. دون الانتظار الى إصدار السياسات والاطلاع عليها ولنا رأى فى هذه الكيانات الدولية.. ويمثل مصر دائمًا مندوب دائم بالمنظمة الدولية للطيران المدنى الإيكاو.. وكان آخرها الطيار سامح الحفني، وزير الطيران المدنى الحالى والذى كان يشغل منصب مندوب مصر الدائم بـ«الايكاو» وعضوًا بمجلس إدارة المنظمة العالمية قبل أن يتم اختياره وزيرًا للطيران لما. يتمتع به من كفاءة وخبرة كبيرة في مختلف أنشطة قطاع الطيران المدني، حيث شغل العديد من المناصب المهمة بالطيران المدني المصري.