البوابة نيوز:
2025-01-22@10:07:04 GMT

ألكسندر عون يكتب: مستقبل أرمينيا

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

الخبير تيجران يجافيان: أذربيجان تمارس نفوذها على روسيا عقب اتفاق يتحايل على العقوبات الدولية المفروضة على موسكو


تيجران يجافيان باحث بمركز الاستخبارات الفرنسي (CF2R) وهو مؤلف كتاب الجغرافيا السياسية لأرمينيا، وشارك مع إيريك دينيسيه في وضع كتاب كاراباخ العليا.. هنا، في لقاء حصري مع "لوديالوج" نتناول فيه الصراع بين أذربيجان وأرمينيا في ناجورنو كاراباخ.

تيجران يجافيان

لوديالوج: لماذا يتصاعد الصراع مجددا بين أذربيجان وأرمينيا في ناجورنو كاراباخ؟

تيجران يجافيان: لقد شهدنا عدة درجات من الصراع، الأول حرب الـ٤٤ يومًا عام ٢٠٢٠، ثم حرب هجينة التي أسفرت عن جميع أنواع المضايقات السياسية التي تهدف إلى جعل الحياة اليومية للأرمن مستحيلة وأصبحت المعيشة هناك تتأرجح ما بين  انقطاع للغاز وتآكل للأراضي واغتيالات تستهدف الفلاحين، وأخيرًا هذا الحصار الذي هو سلاح حرب حقيقي منذ نوفمبر الماضي، إن ما حدث في ١٩ سبتمبر كان بمثابة الضربة القاضية.

لوديالوج: لقد أعلنت منذ فترة أن روسيا هي الضامن الوحيد لأمن أرمينيا، لماذا تسمح موسكو بحدوث العدوان الأذربيجاني؟ وماذا عن الحرب في أوكرانيا؟ هل هناك اتفاق ضمني مع أنقرة أم بسبب الحكومة الأرمنية التي تصر على التوجه الدائم نحو الولايات المتحدة؟

تيجران يجافيان: يأتي الهجوم في ناجورنو كاراباخ في سياق محاولة إضعاف روسيا وزيادة الاعتماد بشكل خاص على أذربيجان، ومن المفترض أن تكون أرمينيا وروسيا حليفتين في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

ولكن الذي بدا واضحًا أنه منذ الثورة المخملية  هناك تقارب بين أرمينيا والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، الأمر الذي يثير غضب موسكو إلى حد كبير، وسبب التخلي عن الروس لا يكمن في هذه المناورة الأرمينية ولكن في الترابط المتزايد بين أذربيجان وروسيا وتركيا. يمكننا  أن نتحدث عن التنسيق الروسي التركي والروسي الأذربيجاني. حيث إن روسيا وتركيا في تعاون تنافسي في القوقاز كما أنهما يتفقان على رفض الغرب.

وتوصلت روسيا وأذربيجان  إلى اتفاق يمكنهما من التحايل على العقوبات الدولية المفروضة على روسيا عبر صادرات المواد الهيدروكربونية التي تمر عبر الأراضي الأذربيجانية. وهذا يفسر إلى أي مدى تمارس أذربيجان نفوذها على روسيا وموسكو مستعدة للتخلي عن الأرمن في سياق تسعى فيه إلى معاقبة التقارب الأرمني الغربي والتصديق على نظام روما الأساسي.

لوديالوج: ماذا عن الدور الذي تلعبه تركيا أردوغان في هذا الصراع؟

تيجران يجافيان: مثلما هو الحال دائمًا تلعب تركيا دورها، فهي تنوي ترسيخ هيمنتها في محيطها الإقليمي المباشر. إن ما تمارسه في القوقاز هو لعبة إمبريالية جديدة حيث تشترك مع روسيا في مناطق النفوذ. وهو ما يندرج مع الصورة الأوسع لما يحدث في سوريا وأيضًا في ليبيا. وتريد تركيا بالتأكيد الحصول على هذا الممر الذي يتجاوز الحدود الإقليمية والذي سيمر عبر جنوب أرمينيا لربطها بأذربيجان ويصبح مركزًا ومنصة عبور للمواد الهيدروكربونية والأسلحة الأذربيجانية والتركية وأيضًا منصة بين بحر قزوين والغرب. ما يهمها هو استغلال أرمينيا اقتصاديًا بجعلها مستعمرة اقتصادية بالاضافة الي إنشاء كيان إقليمي حقيقي مع أذربيجان.

لوديالوج: لماذا يقلق الأوروبيون من مصير أرمينيا أكثر من قلقهم من مصير أوكرانيا؟

تيجران يجافيان: لا شك أن مصير أرمينيا يقلق الغربيين لأنه اختبار لديمقراطياتنا فنحن نتحدث عن الديمقراطية الوحيدة في القوقاز. لذا فإن التنازل عن الديمقراطية الأرمينية على مذبح الحسابات المالية والغاز يشكل رسالة سيئة لأوروبا لانه سيغذي التطرف الشعبوي الوطني وسيحول المنطقة إلى أفغانستان حقيقية لأننا سنقوم بالهدم والقضاء على كل آثار المسيحية الأرمينية بتراثها الذي يعود إلى قرون. الأمر الذي يزيد من خطورة ما يحدث في ظل لامبالاة الدول الغربية.

لديالوج: إسرائيل في الواقع تدعم الأذريين أي تدعم إبادة جماعية حقيقية وجديدة للأرمن لأسباب استراتيجية (ضد إيران)، وبصرف النظر عن الخطأ الأخلاقي الكبير الذي ترتكبه دولة مثل دولة إسرائيل ألا يشكل هذا خطأ استراتيجيًا طويل الأمد؟

تيجران يجافيان: تتصرف إسرائيل باستهانة شديدة باسم السياسة الواقعية، إن السلطة الإسرائيلية لا تهتم بالأخلاق مما يخلق شعورًا مؤلمًا  بين الشتات الأرمني وفي أرمينيا. وهذا شىيء مؤسف. ولا تدرك إسرائيل أنها بمساعدة أذربيجان مقابل البترول ومقابل إقامة قاعدة خلفية ضد إيران فإنها بذلك تغذي تركيا.  علي إسرائيل إدراك خطورة أفعالها وأن يدرك قادتها أنهم شاركوا فعليًا وبشكل صريح في التطهير العرقي واستكمال الإبادة الجماعية. هناك سؤال أخلاقي يفرض نفسه حول ما فعلته إسرائيل والذي لا يمكن إصلاحه بخصوص تدمير ناجورنو كاراباخ الأرمنية.

لوديالوج: ما رأيك في نتيجة هذه الدراما؟

تيجران يجافيان: أشعر بالقلق  فنحن نعاني من فراغ أمني فليس هناك طريقة للتنظيم وليس هناك هيكل أمني، وسوف تملأ إيران وتركيا هذا الفراغ الأمني. لذا فإن الأمر أصبح يتعلق بالتنافس بين القوى الإقليمية التي لديها استراتيجية إمبريالية جديدة والتي تخوض صراعًا من أجل إعادة توازن القوى. لكن فيما يخص هذه القضية فان الأضعف والتى هي أرمينيا في هذه الحالة هو الذي سيدفع الثمن. ولهذا السبب، علينا أن ندرك أن أرمينيا تمر بأصعب اللحظات في تاريخها منذ استقلالها في عام ١٩٩١.

ألكسندر عون: صحفى فرنسى لبنانى متخصص فى قضايا الشرق الأوسط.. يكتب عن العلاقات التاريخية بين كاراكاس ودمشق، منذ عهد الرئيس الراحل هوجو شافيزا، وذلك بمناسبة استئناف الرحلات الجوية بين فنزويلا وسوريا بعد غياب لمدة 12 عاما.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصراع بين أذربيجان وأرمينيا ناجورنو كاراباخ ألكسندر عون لوديالوج روسيا ناجورنو کاراباخ

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية

في مسرح الحياة، يقف بعض الأشخاص تحت أضواء الحب الجماعي، ملايين القلوب تتسابق لتقديم محبتها وإعجابها، وتُغرقهم بفيض من المشاعر التي تجعلهم في مقام القداسة البشرية.. ولكن فجأة، وكأن عاصفة غاضبة اجتاحت الميدان، يتبدل الحب والإعجاب إلى نقد لاذع، والقلوب التي كانت تنبض باسمهم، تخفت وتنسحب دون تفسير واضح! فما الذي يدفعهم لإظهار العكس؟ وكيف يمكن لذلك الشخص المستهدف استعادة ذلك الحب الذي بدا يومًا وكأنه لن ينتهي؟

مؤمن الجندي يكتب: كيف يُروى الغياب بعد الرحيل؟ مؤمن الجندي يكتب: قصة عمر بين الشوك والضوء مؤمن الجندي يكتب: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟ مؤمن الجندي يكتب: قلوب بلا أقنعة

حين يتعلق الملايين بشخص، يكون ذلك في العادة بسبب قيم أو مهارات أو مواقف ألهمتهم، وربما لملامح كاريزمية جعلت هذا الشخص رمزًا لهم.. لكن، الحب الطاغي يسحب دائمًا الوعي وينبض من القلب، وقد يطلق في كثير من الأحيان موجة شعورية.. وهذا النوع من الحب هش بطبيعته؛ لأنه يقوم على التوقعات المثالية، وحين يخطئ هذا الشخص – كبشر طبيعي – تتحول التوقعات إلى خيبة أمل، وخيبة الأمل إلى غضب جماعي.

محمود الخطيب، رمز الأهلي التاريخي، كان دائمًا محط حب الجماهير بفضل نجاحاته لاعبًا ورئيسًا للنادي وقبلهما كقدوة حسنة في الأخلاق.. ومع ذلك، شهدت الفترة الأخيرة تحول بعض الجماهير لمهاجمته بسبب التأخر في إبرام صفقات جديدة وقرارات أخرى لم ترقَ لتطلعاتهم.. هذا التحول يعكس هشاشة الحب الجماعي الذي سرعان ما ينقلب تحت ضغط التوقعات العالية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تُضخم الخلافات.

هذا الانقلاب "السوشيالي" على الخطيب من وجهة نظري يرتبط بغياب الوعي الجماعي، حيث تنجرف بعض الجماهير خلف موجات النقد دون إدراك لحجم التحديات التي يواجهها، أو حتى لطريقة النقد نفسها كيف تكون؟ استعادة الثقة تتطلب شفافية وقرارات قوية من الخطيب، وأيضًا وعيًا من الجماهير بأن الرموز العظيمة تخطئ أحيانًا، لكنها دائمًا تملك القدرة على التصحيح.

السوشيالجية.. ومشهد التدمير الجماعي

نحن اليوم نعيش عصرًا جديدًا، حيث تلعب فئة "السوشيالجية" – أولئك الذين يعيشون على مواقع التواصل الاجتماعي – دورًا محوريًا في صياغة الرأي العام.. لكن المعضلة تكمن في أن الوعي لديهم كثيرًا ما يغيب أمام إغراء التصدر والجدل! فبدلًا من أن يُقيموا المواقف بعقلانية، ينجرون خلف التيار، ويصبحون وقودًا للتوجهات الجماعية، سواء كانت في اتجاه الحب أو الكراهية.

أرى أن الحل لهذه الظاهرة يتطلب إعادة بناء الوعي الجماعي، وتعليم الشباب أن الحب والكراهية ليسا مجرد أزرار يمكن الضغط عليها بسهولة.. علينا أن ندرك أن البشر خطاءون بطبعهم، وأن الشخصيات العامة ليست رموزًا مثالية، بل هي مرآة لعواطفنا وتوقعاتنا.

في النهاية، الحب الجماعي ليس دائمًا دليلًا على القيمة، والكراهية الجماعية ليست حكمًا مطلقًا.. وما بين الحب والكراهية، يقف الوعي كحكم عادل، قد ينقذنا من الظلم ويُعيدنا إلى جوهر الإنسانية.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

مقالات مشابهة

  • مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: عيد الشرطة
  • مؤمن الجندي يكتب: كيف يُروى الغياب بعد الرحيل؟
  • القس نصر الله زكريا يكتب: عيد الغطاس.. التجلي الإلهي
  • نادر خطاطبة يكتب .. هل تهدد الازمة “المالية والإدارية” مستقبل جامعة اليرموك ألاكاديمي؟؟
  • تركيا تتسلم زعيم مافيا من أرمينيا.. فيديو
  • أوكلاهوما يعزز صدارته للغربية.. وغيلجوس ألكسندر يواصل تألقه
  • علي الفاتح يكتب: حرب الاستيطان تُفسد أحلام ترامب!
  • د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: الدور المصري في وقف العدوان على غزة
  • مأساة «20 يناير الأسود»هي صفحة من صفحات المجد والشجاعة في تاريخ أذربيجان الحديث