البوابة نيوز:
2024-09-19@10:32:27 GMT

ألكسندر عون يكتب: مستقبل أرمينيا

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

الخبير تيجران يجافيان: أذربيجان تمارس نفوذها على روسيا عقب اتفاق يتحايل على العقوبات الدولية المفروضة على موسكو


تيجران يجافيان باحث بمركز الاستخبارات الفرنسي (CF2R) وهو مؤلف كتاب الجغرافيا السياسية لأرمينيا، وشارك مع إيريك دينيسيه في وضع كتاب كاراباخ العليا.. هنا، في لقاء حصري مع "لوديالوج" نتناول فيه الصراع بين أذربيجان وأرمينيا في ناجورنو كاراباخ.

تيجران يجافيان

لوديالوج: لماذا يتصاعد الصراع مجددا بين أذربيجان وأرمينيا في ناجورنو كاراباخ؟

تيجران يجافيان: لقد شهدنا عدة درجات من الصراع، الأول حرب الـ٤٤ يومًا عام ٢٠٢٠، ثم حرب هجينة التي أسفرت عن جميع أنواع المضايقات السياسية التي تهدف إلى جعل الحياة اليومية للأرمن مستحيلة وأصبحت المعيشة هناك تتأرجح ما بين  انقطاع للغاز وتآكل للأراضي واغتيالات تستهدف الفلاحين، وأخيرًا هذا الحصار الذي هو سلاح حرب حقيقي منذ نوفمبر الماضي، إن ما حدث في ١٩ سبتمبر كان بمثابة الضربة القاضية.

لوديالوج: لقد أعلنت منذ فترة أن روسيا هي الضامن الوحيد لأمن أرمينيا، لماذا تسمح موسكو بحدوث العدوان الأذربيجاني؟ وماذا عن الحرب في أوكرانيا؟ هل هناك اتفاق ضمني مع أنقرة أم بسبب الحكومة الأرمنية التي تصر على التوجه الدائم نحو الولايات المتحدة؟

تيجران يجافيان: يأتي الهجوم في ناجورنو كاراباخ في سياق محاولة إضعاف روسيا وزيادة الاعتماد بشكل خاص على أذربيجان، ومن المفترض أن تكون أرمينيا وروسيا حليفتين في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

ولكن الذي بدا واضحًا أنه منذ الثورة المخملية  هناك تقارب بين أرمينيا والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، الأمر الذي يثير غضب موسكو إلى حد كبير، وسبب التخلي عن الروس لا يكمن في هذه المناورة الأرمينية ولكن في الترابط المتزايد بين أذربيجان وروسيا وتركيا. يمكننا  أن نتحدث عن التنسيق الروسي التركي والروسي الأذربيجاني. حيث إن روسيا وتركيا في تعاون تنافسي في القوقاز كما أنهما يتفقان على رفض الغرب.

وتوصلت روسيا وأذربيجان  إلى اتفاق يمكنهما من التحايل على العقوبات الدولية المفروضة على روسيا عبر صادرات المواد الهيدروكربونية التي تمر عبر الأراضي الأذربيجانية. وهذا يفسر إلى أي مدى تمارس أذربيجان نفوذها على روسيا وموسكو مستعدة للتخلي عن الأرمن في سياق تسعى فيه إلى معاقبة التقارب الأرمني الغربي والتصديق على نظام روما الأساسي.

لوديالوج: ماذا عن الدور الذي تلعبه تركيا أردوغان في هذا الصراع؟

تيجران يجافيان: مثلما هو الحال دائمًا تلعب تركيا دورها، فهي تنوي ترسيخ هيمنتها في محيطها الإقليمي المباشر. إن ما تمارسه في القوقاز هو لعبة إمبريالية جديدة حيث تشترك مع روسيا في مناطق النفوذ. وهو ما يندرج مع الصورة الأوسع لما يحدث في سوريا وأيضًا في ليبيا. وتريد تركيا بالتأكيد الحصول على هذا الممر الذي يتجاوز الحدود الإقليمية والذي سيمر عبر جنوب أرمينيا لربطها بأذربيجان ويصبح مركزًا ومنصة عبور للمواد الهيدروكربونية والأسلحة الأذربيجانية والتركية وأيضًا منصة بين بحر قزوين والغرب. ما يهمها هو استغلال أرمينيا اقتصاديًا بجعلها مستعمرة اقتصادية بالاضافة الي إنشاء كيان إقليمي حقيقي مع أذربيجان.

لوديالوج: لماذا يقلق الأوروبيون من مصير أرمينيا أكثر من قلقهم من مصير أوكرانيا؟

تيجران يجافيان: لا شك أن مصير أرمينيا يقلق الغربيين لأنه اختبار لديمقراطياتنا فنحن نتحدث عن الديمقراطية الوحيدة في القوقاز. لذا فإن التنازل عن الديمقراطية الأرمينية على مذبح الحسابات المالية والغاز يشكل رسالة سيئة لأوروبا لانه سيغذي التطرف الشعبوي الوطني وسيحول المنطقة إلى أفغانستان حقيقية لأننا سنقوم بالهدم والقضاء على كل آثار المسيحية الأرمينية بتراثها الذي يعود إلى قرون. الأمر الذي يزيد من خطورة ما يحدث في ظل لامبالاة الدول الغربية.

لديالوج: إسرائيل في الواقع تدعم الأذريين أي تدعم إبادة جماعية حقيقية وجديدة للأرمن لأسباب استراتيجية (ضد إيران)، وبصرف النظر عن الخطأ الأخلاقي الكبير الذي ترتكبه دولة مثل دولة إسرائيل ألا يشكل هذا خطأ استراتيجيًا طويل الأمد؟

تيجران يجافيان: تتصرف إسرائيل باستهانة شديدة باسم السياسة الواقعية، إن السلطة الإسرائيلية لا تهتم بالأخلاق مما يخلق شعورًا مؤلمًا  بين الشتات الأرمني وفي أرمينيا. وهذا شىيء مؤسف. ولا تدرك إسرائيل أنها بمساعدة أذربيجان مقابل البترول ومقابل إقامة قاعدة خلفية ضد إيران فإنها بذلك تغذي تركيا.  علي إسرائيل إدراك خطورة أفعالها وأن يدرك قادتها أنهم شاركوا فعليًا وبشكل صريح في التطهير العرقي واستكمال الإبادة الجماعية. هناك سؤال أخلاقي يفرض نفسه حول ما فعلته إسرائيل والذي لا يمكن إصلاحه بخصوص تدمير ناجورنو كاراباخ الأرمنية.

لوديالوج: ما رأيك في نتيجة هذه الدراما؟

تيجران يجافيان: أشعر بالقلق  فنحن نعاني من فراغ أمني فليس هناك طريقة للتنظيم وليس هناك هيكل أمني، وسوف تملأ إيران وتركيا هذا الفراغ الأمني. لذا فإن الأمر أصبح يتعلق بالتنافس بين القوى الإقليمية التي لديها استراتيجية إمبريالية جديدة والتي تخوض صراعًا من أجل إعادة توازن القوى. لكن فيما يخص هذه القضية فان الأضعف والتى هي أرمينيا في هذه الحالة هو الذي سيدفع الثمن. ولهذا السبب، علينا أن ندرك أن أرمينيا تمر بأصعب اللحظات في تاريخها منذ استقلالها في عام ١٩٩١.

ألكسندر عون: صحفى فرنسى لبنانى متخصص فى قضايا الشرق الأوسط.. يكتب عن العلاقات التاريخية بين كاراكاس ودمشق، منذ عهد الرئيس الراحل هوجو شافيزا، وذلك بمناسبة استئناف الرحلات الجوية بين فنزويلا وسوريا بعد غياب لمدة 12 عاما.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الصراع بين أذربيجان وأرمينيا ناجورنو كاراباخ ألكسندر عون لوديالوج روسيا ناجورنو کاراباخ

إقرأ أيضاً:

د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله

 

تحلُّ هذه الأيام أنسام البركة والمحبة، بمولد سيد الخلق وأشرف المرسلين صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين وكل من آمن به إلى يوم الدين، تتكرر الذكرى، وتهفو القلوب بالشوق إلى رسول الله، يسائل المؤمن نفسه: متى اللقيا وانقشاع الظلام، الذي يخيِّم على القلب الكسير والنفس البكَّاءة على حوادث الدنيا؟، يسائلُ نفسه متى نلقاك يا حبيب الله، والصدر مثقول بالهموم، والبال تقاذفته الخواطر يا حبيبي يا مُحمَّد؟

مؤمن بسيط يُسائل نفسه

يسائل ذلك المؤمن البسيط نفسه في يوم مولده، بعين خَجِلَة وصوت يختنق على شفا أن يجهش بالبكاء، وكأنَّ مقام الحنين إلى رسول الله يتناغم مع مقام الإجلال والتعظيم لله جلَّ جلاله أنْ القلب مشتاق والهجر في ليل سرمدي لا يعني سوى المزيدُ من الانتظار، عالم مليءٌ يا حبيبي بما لا يحتملُ، فقط نسارع ونصارع الذات قبل الآخر.. فهل من مآل أو مرسى في خضمِّ هذه الأمواج التي تلاطمنا؟

في ذكرى ميلاد سيد الكونين وثقليه، يُسائل ذلك المسكين نفسه في لحظة من لحظات الاعتراف النادرة، أنَّى يكون استقرارًا وهناء بال، أنَّى تنتهي هذ الرحلة الَّتي امتلأت شقاءًا وتأميلًا ووعودًا؟. نستغفرُ الله َالعليّ العظيم بقوله الحق: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون".

هذه الليالي.. البساطة وكفى

في هذه الليالي تمتزجُ أبسط المشاعر مع قلوب الناس فتسافرُ بهم إلى اللَّازمان أو عُهودًا سحيقة لم تدركها الأبدان، وكأنَّ في خاطره بذكر الحبيب قد امتلأ سعادة وحبورًا، بهذه الذكرى المباركة وكأنَّهُ بـ "مكَّة" وكأنَّ السَّماء تلألأت وازيَنَّت بنور لا تُدرِكْهُ الأبصار فقط تستشعره القلوب وكأنَّه ااُشرِبَتْ سَنَاهُ، في حضرة حاشا لله أن تتجسَّد بوهم شيطان.

تحضُرني كلمات "لاجل النبي" للمؤلف والزجَّال عبد الفتاح شلبى، التي لحَّنها وتغنَّى بها الفنان الراحل محمد الكحلاوي، كأَّنَه لهؤلاء البُسطاء الذي هو بينهم، والتي في منتصفها يقول: "يا رب توبة يا رب توبة نصوحة بعد عِصياني القلب نادم وليه العين عَاصياني؟"  في تساؤل عن جمود المشاعر، الذي أصاب النفس من حوادث الدنيا وتقلُّباتها التي تحرق قلوب البشر دون رحمة ولا تأنٍ، في خِضَمِّ مشاهد عبثية لا نرى لها تنظيمًا، سوى يد تسفكُ دمًا وأخرى تجمعُ ثروة، وعقل ينسى الآخرة، وفؤاد يهترئ كَّلَما انغمس في أرض الرحيل، ناسيًا أنَّه ضيف، والضيف عليه أن يكون كريمًا عزيز الخُطى، خفيف المتاع.

يُنشِد الراحل في آخر كلمات الزجَّال، التي انتشرت منذ أكثر من نصف قَرْن، بين عامَيِّ 1953 و1954: "دي القعدة حلوة والنبي عند النَّبِي"، فكم تشتاق قلوبٌ للزيارة بالمدينة، وكم تشتاق لحضرة لا بُغض فيها ولا شحْنَاء، ولا خوف من مستقبل، ولا اغتمام بمجهول، فقط مجلس رسول الله، وكأنَّ كلَّ شيء انتهى.

أحلام بسيطة

أنا وأنت وكل المؤمنين نحادثُ أنفسَنَا أيضًا ببساطة، ففي ظل غُيومٍ تضج بالكآبة وغروب يتطلَّع إلى حادث حديث بهذا الشَّوْق إلى رسول الله، لم نحلم في هذه الأيَّام سوى بعودة الليالي المباركة، والنفوس الرَّاضية، وأصوات البسطاء الطامحين في ملكوت الرب الجليل، بهتاف لحنٍ بسيط "لاجل النبي.. لاجل النبي.. دي القعدة حلوة والنَّبي عند النَّبِي".

مقالات مشابهة

  • أرمينيا والانتخابات الأمريكية.. التأثيرات المحتملة على العلاقات الأمنية والسياسية
  • د. محمد عثمان يكتب: مستقبل إنتاج الألبان (1-2)
  • بايرن ميونخ يكتب تاريخاً جديداً في دوري أبطال أوروبا بفوز ساحق
  • آدم “سوداكال”: سنواصل قتال هذه المليشيا في كل البقاع حتى يكتب النصر لشعبنا
  • أذربيجان البلد المضيف لـ (كوب29) توضح المهمة الرئيسية للقمة
  • أذربيجان تعلن أهدافًا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29.. فيديو
  • أذربيجان تعلن أهدافا للتمويل المناخي وتخزين الطاقة خلال رئاسة كوب 29
  • د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله
  • «إيدج» تعرض أحدث الحلول الدفاعية في معرض أذربيجان الدولي للدفاع
  • علي يوسف السعد يكتب: «200 يوم حول العالم»