بوابة الوفد:
2025-04-29@03:30:41 GMT

نكبة الإنسانية

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

لم يسجل الفن والدراما نكبة ١٩٤٨ كما سجلها وصورها د. «وليد سيف» فى روايته التغريبة الفلسطينية (أيام البلاد وحكاية المخيم) وهما جزءان من رواية سردية تاريخية واقعية كتبت بعد إنتاج وكتابة الدراما التلفزيونية التغريبة الفلسطينية ٢٠٠٤ من إخراج الراحل «حاتم على» وبطولة «جمال سليمان» و«تيم حسن» وغيرهم من نجوم الدراما السورية والأردنية.

. هذه الملحمة التاريخية امتدت عبر الذاكرة الشفاهية لبعض الذين عاصروا أحداث حرب المقاومة الفلسطينية عام ١٩٣٦-١٩٣٩ ضد الاحتلال البريطانى ومحاولة فرض الهيمنة الصهيونية وبيع الأراضى وضرب الفلاحين العزل فى شمال فلسطين بالرصاص حتى يخرجوا من أراضيهم كما تعرض قسوة ووحشية الصهاينة وهم يذبحون الأبرياء ويقطعون شمل الأسر فى ريف فلسطين وتلك القوى غير المتكافئة بين جيوش بريطانيا والصهاينة وهؤلاء الفلسطينيين العزل البسطاء فى بيوت من طين بريف غزة وحيفا ويافا وعلى الضفة وكيف كانت النكبة الفلسطينية الأولى بالرغم من تدخل الجيوش العربية الهزيلة والتى فشلت فى صد هجوم العدوان البريطانى الصهيونى وكانت نتائجها من يومها منذ ٧٥ عاما حتى الآن هى تلك القضية الفلسطينية جرح الأمة دائها وعذابها والباب الخلفى والمعلن الذى تدخل منه جميع المفاسد الاستعمارية للاستغلال والهيمنة والتسلط والتحكم فى مصائر الشعوب والدول العربية بالتخويف والترهيب والترغيب والتطبيع.. وإذا كانت التغريبة الفلسطينية بدأت بالنكبة وأيام البلاد إلا أنها امتدت إلى أيام المخيمات وحرب النكسة ١٩٦٧ والتهجير الثانى وبدايات حركات المقاومة الفلسطينية وظهور الفصائل القتالية وإذا كانت حرب النصر والعبور فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣ قد غيرت مجرى التاريخ والجغرافيا وهزمت الأسطورة الكاذبة عن إسرائيل التى لا تقهر فإن السياسة حاولت إرساء قواعد جديدة للصراع من خلال سلطة فلسطينية على رام الله وغزة تحت الاحتلال لا هى بدولة ولا هى بحكم ذاتى وإنما بين بين.. فكانت النتيجة حركات مسلحة للمقاومة تعددت ما بين حماس والقسام والجهاد وحزب الله.. وجاءت لحظة الصدام فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ لتكتب تاريخًا جديدًا لنكبة جديدة لكن هذه المرة على مرأى ومسمع من العالم فإذا بنا نصطدم بالديستوبيا تلك المدينة الفاسدة التى يحكمها «الكابيتول» وهم مجموعة من الرأسمالية المسلحة التى تتحكم فى الشعوب كما فى رواية «ألعاب الجوع» ٢٠٠٨ والتى تحولت إلى فيلم شهير بذات الاسم.. فى هذه المدينة الفاسدة كما نرى الآن تصبح الشعوب لعبة وأداة فى يد الرأسمالية المسلحة التى تملك الشركات الكبرى والإعلام العالمى وترسانة الأسلحة التكنولوجية وشبكة المصالح الممتدة تدمر كل ما تريد ولا تحترم لا قانونا دوليا ولا إنسانيا والنتيجة تنفصل الشعوب عن حكامها ويتحول المشهد العالمى إلى لعبة الموت وليس الجوع فقط وما نحن جميعًا إلا أدوات فى يد من يملكون مصائر الكون بشكل أو آخر. 

ما يحدث فى الأمم المتحدة وفى المنظمات الدولية وحتى العربية ما هو الا نكبة للإنسانية وليس لفلسطين وغزة.. حتى مؤتمر السلام بالرغم من جهود مصر الجبارة لإعلان موقفها من القضية ورفضها للتهجير وإصرارها على السلام إلا أن تلك المدينة الفاسدة التى يحكمها «الكابيتول» وأعوانه قد فشلت فى حماية العزل فى غزة ولم تنجح فى وقف إطلاق النار.. لن تذهب دموع ودماء ودعوات وصلوات كل هؤلاء الجرحى والثكلى واليتامى والمشردين واللاجئين وحتى نحن المتابعون لن يذهب كل هذا الدم هباء لا بد أن تنتصر الإنسانية ويتم القضاء على المدينة الفاسدة عاجلًا أم آجلًا لأن نكبة البشرية اليوم هى نكبة عالمية وليست نكبة فلسطينية فقط وهذا هو الفرق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التغريبة الفلسطينية المنظمات الدولية الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

حكاية أطفال الأنابيب (٢)

يبدأ طفل الأنابيب بالتحام الحيوان المنوي بالبويضة في المختبر، و هذا يعنى أن نحصل من مبيض الأم على بويضة ناضجة، أو مجموعة بويضات ناضجة، ثم تحضير السائل المنوي من الزوج ، واستخراج الحيوانات المنوية. بالطريقة التقليدية يجمع عدد كبير من الحيوانات المنوية مع البويضة في طبق مخبري يوفر أجواء مثالية لكى يخترق واحد من هذه الحيوانات جدار البويضة، و تلتحم المادة الجينية للحيوان المنوي بالمادة الجينية البويضة، و بمشيئة الله يحدث أن تبث الحياة في البويضة المخصّبة، و تبدأ الخلية بالانقسام إلى مجموعة خلايا، و بعد خمسة أيام من اتحاد الحيوان المنوي بالبويضة، يصبح المسمَّى جنينا، و تتم إعادته إلى الرحم.
الأغلب حاليا ألا يتم العمل بهذا الشكل التقليدى الذي شرحناه، و لكن يقوم الطبيب بعمل تلقيح مجهري، و يتم ذلك لزيادة احتمالات النجاح، و خاصة إذا كان عدد الحيوانات المنوية قليلا، أو أن هناك عيب كبير في قدرتها على الحركة، و بدلا من أن تترك المسألة لقدرة الحيوان المنوي الذاتية على اختراق جدار البويضة، يتم استخدام أنبوبة مخبرية دقيقة تحمل الحيوان المنوي و تخترق جدار البويضة ، و قد أصبح هذا هو الغالب في مختبرات أطفال الأنابيب.
في بداية تاريخ أطفال الأنابيب كانت البويضة تؤخذ من الأم التى وصل المبيض فيها إلى مرحلة إنتاج بويضة ناضجة  بالطريقة الطبيعية، و حيث أن كثيرا من الأخوات لا تكتمل لديهن الدورة المبيضية بحيث نحصل على البويضة الناضجة، كان لا بد من اتباع طرق علمية تحقق اكتمال الدورة المبيضية حتى مرحلة البويضة كاملة النضج، ليتم استخراجها جاهزة للتلقيح المجهري، والسؤال كيف؟
تمكن العلم من فهم الطرق الفسيولوجية التى توصل المبيض لإنتاج البويضه الناضجة، وهذا قادنا إلى التوصل إلى صناعة الأدوية المشابهة تركيبا و وظيفة للهرمونات التي تفرزها أجهزة الجسم، و تؤدى إلى تحفيز و اكتمال الدورة المبيضية حتي نحصل على البويضات الناضجة.
و بتبسيط شديد يمكن شرح هذه الدورة الفسيولوجية كالتالي : يحتوى كل مبيض على آلاف الجريبات، و كل جريب منها يحتوى على بويضة بدائية ( غير ناضجة)، في الأحوال الطبيعية تدخل عدد من هذه الجريبات في عملية إنضاج ينتهى واحد منها أو اثنين للوصول إلى البويضة الناضجة. و لحدوث هذه الدورة و اكتمالها، فإن المبيض يكون تحت تأثير حافز يفرزه الفص الأمامي للغدة النخامية الموجودة في المخ وهو هرمون (FSH ) ، وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يلزم إخراج البويضة الناضجة من الجريب الذي يحتويها، و يتم هذا إذا تعرضت لمؤثر يعمل كمشغل العربة، يعنى مثل طفرة فجائية، و هذا الحافز هو هرمون ( LH ) ، وهو يُفرز عند توفر شروط خاصة لها علاقة بمستوى هرمون الاستروجين الذي ينتج من المبيض، وعدم خروج هذا الهرمون في الوقت المناسب، أو خروجه قبل اكتمال نضج البويضة، يعنى عدم القدرة على الحصول على البويضة الناضجة. و هذه العمليات العبقرية التى تحدث يوميا مع آلاف الانات تخضع لإدارة منطقة في الدماغ ( hypothalamhs ) و يسميها العرب المهاد أو الوطاء، و يصدر عنها مواد تتحكم في الدورة الهرمونية التى تحدث في الغدة النخامية و من ثم في المبيض.
وعندما تم اكتشاف تركيب هذه الهرمونات و الحصول عليها بعدة طرق أحدثها طريقة الهندسة الوراثية، أصبح استخدامها يؤدي إلى الحصول على عدد أكبر من البويضات الناضجة، و هذا يزيد من فرص النجاح، كما أمكن تفادى خروج هرمون ( LH ) قبل الوقت المناسب، و ذلك باستخدام أدوية تلغى تأثير العوامل التى يفرزها المهاد،و بالتالى نصل إلى التحكم الكامل بعملية الإباضة دون تدخل الجسم، وهذا أيضا أدى إلى زيادة فرص النجاح.

SalehElshehry@

مقالات مشابهة

  • أمطار خفيفة على منطقة المدينة المنورة
  • حكاية أطفال الأنابيب (٢)
  • حبس تاجر 4 أيام على ذمة التحقيقات في قضية تهريب سلع غذائية فاسدة بالإسكندرية
  • ضجيج بلا طحين
  • القليوبية .. ضبط كميات كبيرة من المخللات الفاسدة داخل مصنع بدون ترخيص بطوخ
  • الأمم المتحدة: الشعوب الأصلية تواجه أزمة المناخ لكن دون دعم
  • أنصار الله .. من الشعب وللشعب
  • طقس المدينة المنورة.. تنبيه من أمطار على المهد والحناكية
  • نواب يشيدون بتوجيهات الرئيس السيسي ببناء الإنسان: أهم أهداف التنمية.. وصناعة الوعى أولى خطوات التصدى لمثلث تدمير الشعوب
  • الرئيس اللبناني يتسلم دعوته لحضور القمة العربية في بغداد