بوابة الوفد:
2024-11-23@02:27:16 GMT

نكبة الإنسانية

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

لم يسجل الفن والدراما نكبة ١٩٤٨ كما سجلها وصورها د. «وليد سيف» فى روايته التغريبة الفلسطينية (أيام البلاد وحكاية المخيم) وهما جزءان من رواية سردية تاريخية واقعية كتبت بعد إنتاج وكتابة الدراما التلفزيونية التغريبة الفلسطينية ٢٠٠٤ من إخراج الراحل «حاتم على» وبطولة «جمال سليمان» و«تيم حسن» وغيرهم من نجوم الدراما السورية والأردنية.

. هذه الملحمة التاريخية امتدت عبر الذاكرة الشفاهية لبعض الذين عاصروا أحداث حرب المقاومة الفلسطينية عام ١٩٣٦-١٩٣٩ ضد الاحتلال البريطانى ومحاولة فرض الهيمنة الصهيونية وبيع الأراضى وضرب الفلاحين العزل فى شمال فلسطين بالرصاص حتى يخرجوا من أراضيهم كما تعرض قسوة ووحشية الصهاينة وهم يذبحون الأبرياء ويقطعون شمل الأسر فى ريف فلسطين وتلك القوى غير المتكافئة بين جيوش بريطانيا والصهاينة وهؤلاء الفلسطينيين العزل البسطاء فى بيوت من طين بريف غزة وحيفا ويافا وعلى الضفة وكيف كانت النكبة الفلسطينية الأولى بالرغم من تدخل الجيوش العربية الهزيلة والتى فشلت فى صد هجوم العدوان البريطانى الصهيونى وكانت نتائجها من يومها منذ ٧٥ عاما حتى الآن هى تلك القضية الفلسطينية جرح الأمة دائها وعذابها والباب الخلفى والمعلن الذى تدخل منه جميع المفاسد الاستعمارية للاستغلال والهيمنة والتسلط والتحكم فى مصائر الشعوب والدول العربية بالتخويف والترهيب والترغيب والتطبيع.. وإذا كانت التغريبة الفلسطينية بدأت بالنكبة وأيام البلاد إلا أنها امتدت إلى أيام المخيمات وحرب النكسة ١٩٦٧ والتهجير الثانى وبدايات حركات المقاومة الفلسطينية وظهور الفصائل القتالية وإذا كانت حرب النصر والعبور فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣ قد غيرت مجرى التاريخ والجغرافيا وهزمت الأسطورة الكاذبة عن إسرائيل التى لا تقهر فإن السياسة حاولت إرساء قواعد جديدة للصراع من خلال سلطة فلسطينية على رام الله وغزة تحت الاحتلال لا هى بدولة ولا هى بحكم ذاتى وإنما بين بين.. فكانت النتيجة حركات مسلحة للمقاومة تعددت ما بين حماس والقسام والجهاد وحزب الله.. وجاءت لحظة الصدام فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ لتكتب تاريخًا جديدًا لنكبة جديدة لكن هذه المرة على مرأى ومسمع من العالم فإذا بنا نصطدم بالديستوبيا تلك المدينة الفاسدة التى يحكمها «الكابيتول» وهم مجموعة من الرأسمالية المسلحة التى تتحكم فى الشعوب كما فى رواية «ألعاب الجوع» ٢٠٠٨ والتى تحولت إلى فيلم شهير بذات الاسم.. فى هذه المدينة الفاسدة كما نرى الآن تصبح الشعوب لعبة وأداة فى يد الرأسمالية المسلحة التى تملك الشركات الكبرى والإعلام العالمى وترسانة الأسلحة التكنولوجية وشبكة المصالح الممتدة تدمر كل ما تريد ولا تحترم لا قانونا دوليا ولا إنسانيا والنتيجة تنفصل الشعوب عن حكامها ويتحول المشهد العالمى إلى لعبة الموت وليس الجوع فقط وما نحن جميعًا إلا أدوات فى يد من يملكون مصائر الكون بشكل أو آخر. 

ما يحدث فى الأمم المتحدة وفى المنظمات الدولية وحتى العربية ما هو الا نكبة للإنسانية وليس لفلسطين وغزة.. حتى مؤتمر السلام بالرغم من جهود مصر الجبارة لإعلان موقفها من القضية ورفضها للتهجير وإصرارها على السلام إلا أن تلك المدينة الفاسدة التى يحكمها «الكابيتول» وأعوانه قد فشلت فى حماية العزل فى غزة ولم تنجح فى وقف إطلاق النار.. لن تذهب دموع ودماء ودعوات وصلوات كل هؤلاء الجرحى والثكلى واليتامى والمشردين واللاجئين وحتى نحن المتابعون لن يذهب كل هذا الدم هباء لا بد أن تنتصر الإنسانية ويتم القضاء على المدينة الفاسدة عاجلًا أم آجلًا لأن نكبة البشرية اليوم هى نكبة عالمية وليست نكبة فلسطينية فقط وهذا هو الفرق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التغريبة الفلسطينية المنظمات الدولية الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

مصطفى عمار: السينما ذاكرة الشعوب.. وستخلد جرائم نتنياهو في قطاع غرة ولبنان

قال الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، إن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، واحد من أهم المهرجانات العربية، المقامة في منطقة الشرق الأوسط، والأقدم والأعرق بالمنطقة، مشيرا إلى أن المهرجان أكمل 45 عاما من التميز.

مصطفى عمار: دورة «القاهرة السينمائي» تمنح الفن العربي طابعا خاصا

وأضاف «عمار» خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «اليوم»، المُذاع على قناة «DMC»، تقديم الإعلامية دينا عصمت: «خلال حفل الختام الذي سيقام بعد ساعات قليلة، سيجري توزيع الجوائز، وأعتقد أن السينما الفلسطينية سيكون لها نصيب بعد مجمل الأعمال التي جرى عرضها خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، بمشروع أُطلق عليه (المسافة صفر)، وأعتقد أنه سيكون أحد نتاج هذه الدورة، فوز فيلم فلسطيني أو آخر بجائزة من جوائز المهرجان».

وتابع: «هذه الدورة تنضم إلى العديد من الفعاليات، التي تُقام على جميع أنحاء الوطن العربي، وتمنح الفن العربي سحر خاص، سواء مهرجانات السينما التي تُقام بالمملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات أو المملكة المغربية الشقيقة أو دولة عمان».

مصطفى عمار: الفنون جميعها مستمدة من عبق وتاريخ الفن المصري العظيم

وشدد رئيس تحرير «الوطن»، على أن «الفنون جميعها مستمدة من عبق وتاريخ الفن المصري العظيم، والنجوم المصريون يمثلون الفن المصري في أي فعالية يحضرونها، وهو ينعكس على دور وأهمية الفن المصري خلال الـ100 سنة الماضية».

حالة من الفخر في افتتاح «القاهرة السينمائي»

وأشار الكاتب الصحفي مصطفى عمار، إلى أبرز الرسائل التى خرجت عن مهرجان القاهرة السينمائي في الدورة الحالية، موضحا أنه كانت هناك حالة من الفخر في حفل الافتتاح، من خلال التابلوة الفلسطيني البديع الذي جرى تقديمه، بالإضافة الى كلمة الفنان حسين فهمي، وزين بدلته بارتداء علم فلسطين، وحرص على ذلك أكثر من ضيف بالمهرجان، بالإضافة الى اختيار الفيلم الفلسطيني «أحلام عابرة»، والتضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، جراء العداون الإسرائيلي الغاشم على أرض فلسطين ولبنان.

وأوضح رئيس تحرير جريدة «الوطن»: «أعتقد أن الفن هو ذاكرة للأوطان، وبعد 100 سنة الأخبار والتقارير الإخبارية تسقط مع مرور الزمن، لكن يبقي شريط السينما هو الذاكرة الوحيدة على أي جريمة ترتكب، أو وقائع نصر، وأي تاريخ يريد أن يتم حفظه لمئات السنيين».

وتابع: «بعد 100 سنة من الآن، ستكون الأفلام التي جرى عرضها في الدورة الـ45 من المهرجان، هي الشاهد الوحيد على الجرائم الفظيعة التي ارتكبها نتنياهو في حربه غير الأخلاقية على قطاع غزة ولبنان، والتى أدت إلى إدانته دوليًا واعتباره واحدًا من مجرمي الحرب».

مصطفى عمار: السينما ستخلد مشروع «المسافة صفر»

وأكد «عمار» أن «السينما ستخلد ذلك، مثلما شاهدنا في الأفلام التي تناولها المهرجان، مثل مشروع (المسافة صفر)، والتي كانت كلها من مخرجين من قطاع غزة، رصدوا ويلات الحرب وحروب الإبادة التي يجري ممارستها على الشعب الفلسطيني، من مسافة قريبة جدا بكاميرات تصويرهم».

مصطفى عمار: قناة DMC تألقت في حفل افتتاح «القاهرة السينمائي»

من ناحية أخرى، قال الكاتب الصحفي مصطفى عمار، إن قناة DMC كانت متألقة في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي.

وأضاف «عمار»: «سنتابع إعلان جوائز المهرجان، والسينما العربية على المستوى العربي، وأعتقد أن لجان التحكيم والمهرجان سيكرم السينما الفلسطينية واللبنانية على تواجدهما، ومحاولتهما التواجد في هذا المهرجان الكبير، رغم ما تُعانيه دولتي فلسطين ولبنان، وهو ما يؤكد أهمية الفن»، مؤكدا أن «السينما ساحرة، وهي ذاكرة الأوطان».

مقالات مشابهة

  • مصطفى عمار: السينما ذاكرة الشعوب.. وستخلد جرائم نتنياهو في قطاع غرة ولبنان
  • تموين الإسكندرية: ضبط مطعم مشهور يطرح كميات كبيرة من اللحوم والدواجن الفاسدة
  • أول تعليق لنتنياهو على "الجنائية".. يوم أسود في تاريخ الشعوب
  • مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة
  • إحباط تسويق أكثر من 8 قناطير من اللحوم البيضاء الفاسدة بوهران
  • الخارجية الفلسطينية تؤكد تسييس الاحتلال عملية دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • برلماني: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ووزير دفاعه السابق حكم تاريخي
  • توصية بتجديد صياغة السردية الفلسطينية وتعزيز التغطية الإنسانية
  • الصدر يغرد: امريكا عدوة الشعوب
  • بعد أن حاولت إخفاء الحقيقة عن أبناء الشعوب العربية والإسلامية .. السعودية تكشف المستور وهذا ماظهر