بوابة الوفد:
2024-12-23@11:33:05 GMT

نكبة الإنسانية

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

لم يسجل الفن والدراما نكبة ١٩٤٨ كما سجلها وصورها د. «وليد سيف» فى روايته التغريبة الفلسطينية (أيام البلاد وحكاية المخيم) وهما جزءان من رواية سردية تاريخية واقعية كتبت بعد إنتاج وكتابة الدراما التلفزيونية التغريبة الفلسطينية ٢٠٠٤ من إخراج الراحل «حاتم على» وبطولة «جمال سليمان» و«تيم حسن» وغيرهم من نجوم الدراما السورية والأردنية.

. هذه الملحمة التاريخية امتدت عبر الذاكرة الشفاهية لبعض الذين عاصروا أحداث حرب المقاومة الفلسطينية عام ١٩٣٦-١٩٣٩ ضد الاحتلال البريطانى ومحاولة فرض الهيمنة الصهيونية وبيع الأراضى وضرب الفلاحين العزل فى شمال فلسطين بالرصاص حتى يخرجوا من أراضيهم كما تعرض قسوة ووحشية الصهاينة وهم يذبحون الأبرياء ويقطعون شمل الأسر فى ريف فلسطين وتلك القوى غير المتكافئة بين جيوش بريطانيا والصهاينة وهؤلاء الفلسطينيين العزل البسطاء فى بيوت من طين بريف غزة وحيفا ويافا وعلى الضفة وكيف كانت النكبة الفلسطينية الأولى بالرغم من تدخل الجيوش العربية الهزيلة والتى فشلت فى صد هجوم العدوان البريطانى الصهيونى وكانت نتائجها من يومها منذ ٧٥ عاما حتى الآن هى تلك القضية الفلسطينية جرح الأمة دائها وعذابها والباب الخلفى والمعلن الذى تدخل منه جميع المفاسد الاستعمارية للاستغلال والهيمنة والتسلط والتحكم فى مصائر الشعوب والدول العربية بالتخويف والترهيب والترغيب والتطبيع.. وإذا كانت التغريبة الفلسطينية بدأت بالنكبة وأيام البلاد إلا أنها امتدت إلى أيام المخيمات وحرب النكسة ١٩٦٧ والتهجير الثانى وبدايات حركات المقاومة الفلسطينية وظهور الفصائل القتالية وإذا كانت حرب النصر والعبور فى ٦ أكتوبر ١٩٧٣ قد غيرت مجرى التاريخ والجغرافيا وهزمت الأسطورة الكاذبة عن إسرائيل التى لا تقهر فإن السياسة حاولت إرساء قواعد جديدة للصراع من خلال سلطة فلسطينية على رام الله وغزة تحت الاحتلال لا هى بدولة ولا هى بحكم ذاتى وإنما بين بين.. فكانت النتيجة حركات مسلحة للمقاومة تعددت ما بين حماس والقسام والجهاد وحزب الله.. وجاءت لحظة الصدام فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ لتكتب تاريخًا جديدًا لنكبة جديدة لكن هذه المرة على مرأى ومسمع من العالم فإذا بنا نصطدم بالديستوبيا تلك المدينة الفاسدة التى يحكمها «الكابيتول» وهم مجموعة من الرأسمالية المسلحة التى تتحكم فى الشعوب كما فى رواية «ألعاب الجوع» ٢٠٠٨ والتى تحولت إلى فيلم شهير بذات الاسم.. فى هذه المدينة الفاسدة كما نرى الآن تصبح الشعوب لعبة وأداة فى يد الرأسمالية المسلحة التى تملك الشركات الكبرى والإعلام العالمى وترسانة الأسلحة التكنولوجية وشبكة المصالح الممتدة تدمر كل ما تريد ولا تحترم لا قانونا دوليا ولا إنسانيا والنتيجة تنفصل الشعوب عن حكامها ويتحول المشهد العالمى إلى لعبة الموت وليس الجوع فقط وما نحن جميعًا إلا أدوات فى يد من يملكون مصائر الكون بشكل أو آخر. 

ما يحدث فى الأمم المتحدة وفى المنظمات الدولية وحتى العربية ما هو الا نكبة للإنسانية وليس لفلسطين وغزة.. حتى مؤتمر السلام بالرغم من جهود مصر الجبارة لإعلان موقفها من القضية ورفضها للتهجير وإصرارها على السلام إلا أن تلك المدينة الفاسدة التى يحكمها «الكابيتول» وأعوانه قد فشلت فى حماية العزل فى غزة ولم تنجح فى وقف إطلاق النار.. لن تذهب دموع ودماء ودعوات وصلوات كل هؤلاء الجرحى والثكلى واليتامى والمشردين واللاجئين وحتى نحن المتابعون لن يذهب كل هذا الدم هباء لا بد أن تنتصر الإنسانية ويتم القضاء على المدينة الفاسدة عاجلًا أم آجلًا لأن نكبة البشرية اليوم هى نكبة عالمية وليست نكبة فلسطينية فقط وهذا هو الفرق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التغريبة الفلسطينية المنظمات الدولية الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

العلمانيون العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!

#سواليف

#العلمانيون_العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!

بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة

إذا أردت أن تفهم تناقضًا صارخًا وسخرية مريرة، فلا تبحث بعيدًا عن ما يفعله “علمانيو العرب”. هؤلاء الذين حولوا العلمانية إلى مطيّة مشوهة لفهمهم المقلوب للديمقراطية والحريات. يرفضون الحاكم “الملتحي”، لا لأنه ديكتاتور أو ظالم، بل لأن لحيته تجعلهم يعانون من حساسية مفرطة تجاه أي شيء يمتّ للإسلام بصلة. وكأن الديمقراطية في قاموسهم المختزل تقتصر على بقاء البارات مفتوحة، والنوادي الليلية عامرة، وتحرير النساء من ملابسهن بدلاً من تحرير الشعوب من الظلم والاستبداد!

مقالات ذات صلة الأردن.. كتلة هوائية باردة وفرص أمطار قادمة – تفاصيل 2024/12/21

أليس غريبًا أن هؤلاء يتغنون ليل نهار بالحرية وحقوق الإنسان، لكنهم يصابون بحالة من الهلع عندما تأتي صناديق الاقتراع بشخص يحمل ذرة انتماء للهوية الإسلامية؟ بالنسبة لهم، الاختيار الشعبي يصبح عبئًا إذا لم يتماشى مع أهوائهم. الديمقراطية، في عيونهم الضيقة، ليست أداة للتعبير عن إرادة الشعوب، بل وسيلة لفرض ما يناسب نمط حياتهم “المتحرر” فقط. وكأن شعاراتهم الكبيرة تُختزل في قضايا مثل الخمر والتعري، بينما يختفون عندما يُطرح الحديث عن الفساد السياسي أو الاستبداد العسكري!

هؤلاء، الذين يُقدمون أنفسهم كمنقذين للعالم العربي، يحاولون إقناعنا بأن العلمانية هي الحل السحري لكل أزماتنا. ولكن مهلاً، أليست العلمانية الحقيقية هي التي تفصل بين الدين والدولة لتحقيق العدالة للجميع؟ أليست هي التي لا تُقصي الدين ولا تعاديه، بل تضمن حرية الاعتقاد والتعبير للجميع، بما في ذلك أصحاب اللحي والعباءات؟ يبدو أن علمانيتهم من نوع خاص، حيث يتم إقصاء ملايين المسلمين من دائرة الديمقراطية فقط لأن خياراتهم السياسية تتماشى مع هويتهم الثقافية والدينية.

ومن الطريف أن هؤلاء “الحداثيين” يعتقدون أنهم يقودون معركة التنوير في مجتمعاتنا. ولكن الواقع يقول غير ذلك؛ فهم، بوعي أو بغير وعي، يساهمون في تعميق الانقسامات. إنهم يستبدلون الاستبداد العسكري والفساد السياسي بديكتاتورية فكرية باردة تقصي الآخر المختلف فكريًا أو دينيًا. وفي هذا المشهد العبثي، يصبح الإسلام، كهوية وثقافة، العدو الأول الذي يجب القضاء عليه ليكتمل مشروعهم العلماني “المزعوم”.

إذا كانت الديمقراطية في فهمهم هي “تجنّب كل ما يمت للإسلام بصلة”، فأين احترام خيارات الشعوب؟ أم أن الديمقراطية تصبح صالحة فقط عندما تأتي بنتائج توافق رغباتهم؟ يبدو أنهم يعيشون في حالة “نرجسية فكرية”، حيث لا يرون إلا مرآة أفكارهم المنعكسة على الواقع، ويرفضون تقبل أي تنوع أو اختلاف.

لكننا نقول لهؤلاء: الديمقراطية والعلمانية ليستا أدوات فارغة لتبرير الهروب من مواجهة الاستبداد الحقيقي أو لتمرير الإملاءات الغربية. الديمقراطية الحقيقية هي احترام إرادة الشعوب، والعلمانية الحقيقية تُعلمنا التعايش والتعددية، وليس تحويل القضايا الهامشية مثل الخمر والتعري إلى معارك مصيرية.

وأخيرًا، إذا كانت مشكلتكم الحقيقية مع الإسلام لأنه يختلف مع أهوائكم، فربما يجب أن تُعيدوا النظر في عقولكم المعلّبة بشعارات جوفاء. المشكلة ليست في الدين، بل في العقول التي ترى في كل ذقن ملتحٍ تهديدًا لوجودها. أما شعوبنا، فستظل تختار من يمثلها وفق إرادتها، شاء من شاء وأبى من أبى.

مقالات مشابهة

  • ضبط معمل مخبوزات ومصادرة 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة بجدة
  • نحو منظور جديد للديمقراطية التمثيلية
  • القراءة والمطالعة ونهضة الشعوب
  • المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • العلمانيون العرب: يقفون على رؤوسهم لرؤية الواقع بالمقلوب!
  • عصر التفاهة والدعارةعندما تُقدَّم النماذج الفاسدة كقدوة
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: الكارثة الإنسانية في غزة تشتد على كافة المستويات.. فيديو
  • رئيس «المنظمات الأهلية الفلسطينية»: الكارثة الإنسانية في غزة تفوق الوصف
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
  • هل من نهاية لنفق الطغيان الطويل؟