بوابة الوفد:
2025-04-24@16:48:28 GMT

القدس لنا والبيت لنا

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

هنا نستطيع أن نكتب دون أن تقوم إدارات مواقع التواصل الاجتماعى بحذف ما نكتبه، أو التهديد بغلق الحسابات أو شعورنا بحتمية كتابة الكلمات بالحروف المنفصلة والتى تدين إسرائيل وممارسات الاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين وجرائم القوات التى تزداد يومًا بعد يوم من السابع من أكتوبر الجارى.

هنا نستطيع أن نتهم الكيان الصهيونى وأعوانه الذين يتشدقون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ويروجون لأنفسهم بأنهم حماة الحق والإنسانية وحقوق الإنسان، بينما نراهم فى المؤتمرات يصفون أمن إسرائيل بأنه غير قابل للتفاوض، ثم يصفون مقاومة الشعب الفلسطينى الأعزل بالإرهاب.

هنا نستطيع أن نصف الكيان الصهيونى بكل تأكيد بأنه كان ومازال وسيظل العدو الأول، وأن ممارساته الحالية لا تضعفنا بقدر ما تساعدنا على توصيل الصورة كاملة للأجيال الجديدة من الأبناء لتبقى القضية الفلسطينية الهم الأول لمصر وشعبها، ولتظل المشاهد الإجرامية للكيان الصهيونى باقية فى أذهان الجيل الجديد ليعرف الحقيقة كاملة وليتعلم كيفية المقاومة دفاعًا عن الأرض والعرض.

هنا أتذكر أول مظاهرة خرجت فيها مع زملاء الدراسة بالمرحلة الاعدادية لنطوف شوارع قريتنا للتنديد بالعدوان على فلسطين، بتشجيع من أساتذتنا والأهالى لنرفع الأعلام التى جاءت من المصروف الشخصى لنا بجنيهات قليلة وقتها لنهتف «يا شارون يا خسيس.. دم العرب مش رخيص» و«يا فلسطين يا فلسطين.. إحنا معاكى ليوم الدين»، وغيرها من الهتافات.

هنا أستطيع أن أعبر عن فخرى واعتزازى كمصرى بالحالة الحالية التى يعيشها الشعب المصرى بالكامل تجاه القضية الفلسطينية، والتى تؤكد بأن الأجيال فى مصر تعرف وتدرك جيدًا أبعاد القضية التى تمثل رمزًا للصمود والمقاومة وتعبيرًا عن العروبة التى ظللنا لسنوات نفتقدها لأسباب كثيرة، لعل أهمها آلاعيب الغرب داخل الدول بكل الطرق والأدوات غير المشروعة.

هنا أقول بأن موقف وتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى تجاه القضية سواء عبر البيانات الرسمية، أو المؤتمرات الصحفية أو قمة القاهرة للسلام كانت معبرة وبقوة عن الشعب المصرى وما بداخله من شعور وكلمات يريد أن يسمع بها العالم أجمع، ليصبح الشعب المصرى على قلب رجل واحد ينطق المضمون الذى يرفض تصفية القضية الفلسطينية سواء على حساب الفلسطينيين وأرضهم أو على حساب مصر بأى شكل من الأشكال.

هنا أرى الانتفاضة التى ملأت الجامعات المصرية والمدارس والمساجد والكنائس والميادين والشوارع لإعلان الموقف المصرى الشعبى المساند للموقف المصرى تجاه القضية. وهنا أتذكر أشعار الخال عبد الرحمن الأبنودى رحمه الله حينما كتب «ومصر عارفة وشايفة وبتصبر.. لكنها فى خطفة زمن تعبر.. وتسترد الاسم والعناوين».

هنا أدعو الله عز وجل «اللهم نصرك الذى وعدت». وهنا أيضا أغنى مقتطفات من رائعة فنية للفنانة فيروز «لأجلك يا مدينة الصلاة أصلى.. لأجلك يا بهية المساكن.. يا زهرة المدائن.. يا قدس.. يا قدس.. يا مدينة الصلاة أصلى..عيوننا إليك ترحل كل يوم.. القدس لنا والبيت لنا.. للقدس سلام آت.. للقدس سلام آت».. وللحديث بقية إن شاء الله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي الشعب المصرى القضية الفلسطينية مواقع التواصل الاجتماعي الاحتلال الإسرائيلى

إقرأ أيضاً:

فلسطين تستحق الغضب لأجلها

نقل المَقْرِي التلمساني في كتابه "نَفْح الطِّيب"، قول لِسَان الدِّين ابن الخطيب عن أحوال الأندلس قبيل سقوطها:

"وإن تَشَوَّفْتم إلى أحوال هذا القُطْر ومَن به مِن المسلمين، بمقتضى الدين المتين والفضل المبين، فاعلموا أننا في هذه الأيام ندافع من العدو تيارا، ونكابر بحرا زخَّارا، ونتوقع -إلا إن وقى الله تعالى- خُطوبا كِبارا، ونمد اليد إلى الله تعالى انتصارا، ونلجأ إليه اضطرارا، ونستمد دعاء المسلمين بكل قُطْرٍ استعدادا به واسْتِظْهارا، ونستشير من خواطر الفضلاء ما يحفظ أخطارا، وينشئ رِيحَ رَوْح الله طيبة معطارا، (..)، وهي شِدَّة ليس لأهل هذا الوطن بها عهد، ولا عرفها نَجْد ولا وَهْد، وقد اقتحموا الحدود القريبة، والله تعالى وليُّ هذه الأمة الغريبة، وقد جعلْنا مقاليد أمورنا بيد من يقوِّي الضعيف، ويدرأ الخَطْبَ المُخيف، ورَجَوْنا أن نكون ممن قال الله تعالى فيهم "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".

ونقل المقري التلمساني -كذلك- عمن وصفه بأنه صاحب مناهج الفكر:

"ولم تزل هذه الجزيرة [الأندلس] منتظمة لمالكها في سلك الانقياد والوفاق، إلى أن طَمَا بمُتْرفيها سَيْلُ العِناد والنفاق، فامْتازَ كلُّ رئيسٍ منهم بصَقْعٍ كان مَسقَطَ رأسه، وجعَلَه مَعْقِلا يعتصم فيه من المخاوف بأفْرَاسِه، فصار كل منهم يَشُنُّ الغَارَة على جارِه، ويحارِبُه في عُقْر دارْه، إلى أن ضعفوا عن لقاءِ عدوٍّ في الدين يعادي، ويراوح مَعاقِلَهُم بالعَيْث ويغادي، حتى لم يبق في أيديهم منها إلا ما هو في ضمانِ هدْنةٍ مُقَدَّرَة، وإتَاوَةٍ في كل عام على الكبير والصغير مُقَرَّرَة، كان ذلك في الكتاب مسطورا، وقدرا في سابق علم الله مقدورا".

عندما ألَّف تقي الدين بن المقريزي كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، جعل العنوان كاشفا عن غايته ومقصده من كتابه، وتلك غاية التاريخ والقصص؛ العِظَة والاعْتِبار، وفي التنزيل "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"، وما نورده عن الأندلس هنا ليس للتباكي، بل للاعتبار من حال الافتراق والتعادي، أو حال الانصراف عن نُصْرَةِ جماعةٍ تواجه "عدوّا في الدين يعادي، ويراوح مَعاقِلَهُم بالعَيْث ويغادي، حتى لم يبق في أيديهم منها إلا ما هو في ضمانِ هدْنةٍ مُقَدَّرَة".

في بداية مرحلة الطفولة نحفظ جميعا قصة الثيران الثلاثة التي أُكِلت تِباعا عندما انفرط عقد اتحادها، وهذا الدرس للأطفال، يحمل حكمة بعُمْر التاريخ البشري، ومع ذلك يظل البشر يقعون في خطأ تجاهل هذا الدرس. ولعل الدافع الرئيس للوقوع في الخطأ، هو المذكور نفسه في القصة، وهو الخوف من العدو القوي، في حين أن العِبرة تقول إن الاتِّحاد يَجْبُر نقص الآحاد، وإن المرء ضعيفٌ بنفسه، قويٌّ بإخوانه، ولو اتحدت الأطراف المنفردة، لأَوْجَعت الخَصْم الصَّائِل، ولكن هيهات أن يعتبر أولو الحُكم، والمتشبِّثين بمتاع الحياة الدنيا، وهو متاع قال عنه صاحب التنزيل: "فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل"!

إذَا انْصَرَفَتْ أذهانُ أولي الحكم عن درس الاتحاد، فلا عُذر للمحكوم أن ينصرف عن الدرس، ودرسُ الأندلس يقول إن الحكام المتآمرين على بعضهم، أرادوا الاحتفاظ بأوطانهم مقابل موالاة العدو، أو معاداة القريب، وأَمِنَ أتباعهم للحال باعتبار أنهم لا ناقة لهم ولا جمل في مسائل الحكم، فلما قوِيَ العدو، مدَّ سطوتَه وبطشَه على المحكوم قبل الحاكم، وألْحَقَ الصَّغار بالجميع. ومن هنا وَجَبَ على المحكومين أن يعلموا أن حكامهم إذا لم يكونوا ممتثلين لإرادتهم، لن يحفظوا لهم أرضا ولا عِرضا.

الإشكال الرئيس في مسألة الحكام والمحكومين أن الشعوب تحتاج إلى تنظيمات تقود عملية الضغط، وقد نتج عن انتكاسة الربيع العربي أن التنظيمات التي كانت تستطيع رفع صوتها، وعلى رأسها الإخوان المسلمين، قد انزوت على نفسها نتيجة البطش الأمني، أو صارت تخشى من التعبير عن نفسها لأن العالم يغض الطرف عن اعتقال الإسلاميين أو حتى قتلهم، فباتت تكلفة الاعتراض على الحكام شديدة الارتفاع، ولا سقف لها.

في مقابل هذا الإشكال، يأتي واجب الانتصار للمظلومين في فلسطين وغزة تحديدا، وأيّا كان الثمن، فإنه لا يمكن أن يبلغ بحال من الأحوال ما يقدمه أهل غزة الصابرة، والأَوْلى أن تبدأ التنظيمات السياسية غير الدينية في الخروج من انعزالها وترك أوهام أنها تحافظ على مكتسبات غير موجودة سوى في خيالها، كما تحتاج التنظيمات السياسية الدينية إلى رَفْعِ الصوت للضغط على الحكام من أجل فلسطين، إذ إن الفلسطينيين يستحقون أن نضحي معهم ولو بحُرِّيتنا، كما أن تحركات الضغط هذه ربما تحتاج إلى تجاهل الهتاف السياسي ضد هؤلاء الحكام أو المطالبة بإسقاطهم، في محاولة أخيرة كيلا يتذرعوا بهذه الحجة لقمع الاحتجاجات.

إن التواطؤ العربي ضد القضية الفلسطينية بلغ مستوى غير مسبوق، وسيكون مُخلَّدا في صفحات التاريخ السوداء، كما لا نزال نستذكر الخيانات التاريخية منذ آلاف السنين فيما وصَلَنا من روايات التاريخ، ونتيجة ما يحدث في فلسطين سيمتد إلى كل وطن عربي، فالمستعمِر لم يتوقف يوما عن نهب مقدراتنا رغم خروج قواته من بلادنا، واليوم أصبحت قواته تعود وتقترب وتنتشر في منطقتنا، عندما مرَّغَتْ جماعة صغيرة أنف وكيل القوى الاستعمارية في التراب، بمعدات محدودة، وقدرات بسيطة، وعندما هددت قوى الاستعمار بسحق مهاجمي الكيان البغيض، خرجت جماعات أخرى تقارعها على حدود بلدها الفقير المطحون.

إن لعنة وجود كيان الاحتلال لن ترحم أحدا، والصمت المطبق عن أهل غزة سيحل لعنة على الجميع، "واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة".

مقالات مشابهة

  • تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تهنئ الشعب المصرى بذكرى تحرير سيناء
  • حركة فتح: مصر تتعامل مع القضية الفلسطينية بحرص تام والقرار الفلسطيني يجب أن يظل مستقلًا
  • عاجل - الرئيس الفلسطيني يشكر السيسي والملك عبد الله الثاني على مواقفهم في دعم القضية الفلسطينية
  • فلسطين تستحق الغضب لأجلها
  • جيش الشعب.. القوات المسلحة تحتفل بالذكرى الـ 43 لتحرير سيناء
  • القدس للدراسات: جيش الاحتلال يقصف المدنيين عمدًا دون تردد أو خوف أمام أعين العالم
  • رئيس مجلس الشيوخ يهنئ الشعب المصري بمناسبة عيد القيامة المجيد وشم النسيم
  • رفضوا توظيف القضية لخدمة أجندات خارجية.. نواب أردنيون: «الإخوان» تستغل «شماعة فلسطين» لتقويض أمن الدولة
  • محلل سياسي يكشف الأوضاع الكارثية التي يمر بها الشعب الفلسطيني
  • المؤتمر الوطني الفلسطيني يحذر من محاولات تصفية القضية الفلسطينية