ضبط قارب يحمل ادوية مهربة في باب المندب
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
ضبطت قوات خفر اليوم الاثنين، قارب على متنه ادوية مهربة في مديرية ذو باب المندب غربي تعز.
وذكرت مصادر، إن قوات خفر السواحل، اعترضت قارب خشبي بعد الاشتباه به خلال دورية بحرية روتينية في سواحل منطقة واحجة.
وأضافت المصادر ان الدورية القت القبض على تسعة مهربين، على متن القارب وبحوزتهم كميات من الأدوية المهربة.
وأشارت إلى تسليم المهربين والمضبوطات إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
2025.. هل يحمل الأمل لغزة أم يستمر العذاب؟
غزة- مراسل «عُمان» - بهاء طباسي: في قلب غزة، حيث لا تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني من صراع طويل ومعقد، تتبدل السنوات ولا يتبدل الواقع.
ومع نهاية عام 2024، يستعد أهل غزة لاستقبال عام 2025، وهو عام يبدو وكأنه يحمل لهم المزيد من الأسئلة والتحديات، في ظل الوضع الذي لا يزال يشهد حربًا وحصارًا يعصف بحياة ملايين الفلسطينيين.
كيف يرى أهل غزة هذا العام الجديد؟ وكيف يخططون للمستقبل في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية وتزداد فيه القيود السياسية والاقتصادية؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه من خلال شهادات ميدانية وآراء محللين سياسيين في هذا التقرير.
واقع غزة في ظل الحرب والحصار
عاشت غزة طوال السنوات الماضية تحت وطأة الحروب المتتالية والحصار الشامل. لم تتوقف العمليات العسكرية، ولا الحروب المدمرة، ولا حتى الانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان. في ظل هذا الواقع المرير، يظل الشعب الفلسطيني في غزة يواجه صعوبات غير مسبوقة على جميع الأصعدة، بدءًا من الحياة اليومية تحت وابل من نيران وتهجير قسري وصولًا إلى الأوضاع الاقتصادية التي تتدهور بشكل مستمر.
يقول «عبدلله الخالدي»، وهو أحد سكان مدينة غزة: «في كل عام نأمل أن يأتي السلام، لكن مع الأسف، كل عام نمر بنفس المعاناة. الحروب لا تنتهي، والحصار يزداد قسوة. لا نعلم كيف ستكون الأيام القادمة؟ ولكننا لا نتوقف عن الأمل. مهما كانت الظروف، نواصل العيش، نواصل المقاومة».
أما «أم يوسف»، وهي امرأة مسنّة من مخيم جباليا في شمال غزة، فقالت: «ماذا ننتظر من العام الجديد؟ الحرب لم تتوقف، ونحن نعيش في ظروف صعبة جدًا داخل الخيام ومراكز الإيواء».
وتضيف بألم: «الكهرباء مقطوعة تماما، والمياه ملوثة، والمرض يهدد الجميع. لكن مع كل هذا، نحن هنا، نحن صامدون، ولن نسمح بأن ننهزم».
هذه الشهادات تمثل نبض الشارع الغزي الذي يسعى رغم القسوة إلى الاستمرار في الحياة وسط كل التحديات.
جيل يكبر وسط الدمار وانعدام مقومات الحياة
من الشمال إلى الجنوب، تختلف المشاهد ولكن تظل المعاناة واحدة. في مدينة رفح، الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، يقول «عادل سمارة»، وهو شاب في الثلاثينات من عمره: «الحصار لم يقتصر على الحدود فقط، بل دخل إلى داخل بيوتنا. دُمرت بالكامل. لا عمل، لا أمل. الجميع ينتظرون انتهاء المعركة، لكن المعركة لا تنتهي. في هذا العام، لا نعلم إن كنا سننجو أم لا، لكننا نعيش يومًا بيوم».
وفي مدينة خان يونس، وسط القطاع، تذكر «فاطمة بكري» وهي أم لثلاثة أطفال: «أطفالي يكبرون في بيئة مليئة بالدمار، لا مدارس، لا أمان، في بعض الأحيان، نعيش في خوف من القصف». وتضيف: «لكننا لا نستسلم، أعيادنا باتت أشبه بالأيام العادية، لأن الحرب أخذت منّا كل شيء».
وفي حديث مع «أبو محمد العمودي» من مخيم جباليا شمال غزة، الذي اضطر للنزوح بعد قصف منزله، قال: «لقد فقدنا كل شيء. الخيمة أصبحت بيتنا، ولكن البرد والريح يقطعان أجسادنا في هذا الشتاء القاسي. حتى مياه الأمطار التي تتساقط بكثرة تدخل إلى الخيمة وتغمر الأرض».
ويشير: «نحاول حماية الأطفال لكن الظروف أقوى منّا، لا أستطيع أن أصف لكم كيف نعيش، ولكننا صامدون، لأنه لا خيار لدينا».
من جهة أخرى، قالت «أم حسن العصار»، وهي امرأة مسنّة نازحة من منطقة شرق غزة: «في الخيمة، لا يوجد شيء، لا تدفئة، ولا غذاء كافٍ، الأمطار غمرت خيمتنا، ونحن نحاول إبقاءها جافة باستخدام الأغطية القديمة».
وتؤكد: «الوضع صعب جدًا، والمساعدات التي نحتاج إليها تأخرت كثيرًا. كلما ازدادت الرياح، تزداد معاناتنا».
وتذكر «هالة لافي» من مخيم الشاطئ غرب غزة، وهي شابة في العشرينات، قائلة: «أمي مريضة ولا أستطيع تأمين العلاج لها في هذا المكان، نحن نعيش في خيمة صغيرة لا تحمينا من البرد أو المطر، لا نعرف كيف سنظل على قيد الحياة في هذه الظروف».
وأضافت: «نحن نواجه صعوبة في تأمين احتياجاتنا الأساسية من الغذاء والدواء. الأطفال يتعرضون للمرض بشكل مستمر، ونحن عاجزون عن مساعدتهم».
تتوزع الشهادات لتظهر أن أهل غزة يعانون بشكل متشابه، رغم تفاوت الأماكن، في كل زاوية من القطاع، هناك أمل، ولكن هذا الأمل مكبل بالواقع الأليم. فالأحلام تصبح صعبة التحقيق في ظل الحصار والحروب المستمرة، لكن الناس يصرون على العيش في هذا الجحيم الذي لا ينتهي، ويواجهون الأزمات بكل صبر وإرادة.
العمليات العسكرية تحدد مستقبل الصراع في 2025
في هذا السياق، تحدث العديد من المحللين السياسيين عن المستقبل المظلم الذي ينتظر قطاع غزة في العام الجديد. يقول محمد شاهين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة: «لا أعتقد أن العام 2025 سيكون عامًا أفضل لأهل غزة. لا شيء ينذر بانتهاء الحرب في القريب العاجل، والأوضاع السياسية على الأرض تزداد تعقيدًا. الحصار مستمر، والعملية السياسية في حالة جمود، بينما تستمر الانتهاكات الإسرائيلية».
ويوضح المحلل السياسي الفلسطيني: «الوضع في غزة يتطلب تدخلاً دوليًا حقيقيًا، وهو أمر بعيد المنال في الوقت الحالي. الكل يتحدث عن حلول، ولكن لا أحد يقدم خطة عملية لإنهاء المعاناة. الشعوب في غزة تتطلع إلى الأمل، لكن الأمل يتلاشى مع كل قذيفة تصيب الأرض».
من جهة أخرى أشار محمد جودة، الباحث في الشؤون الفلسطينية، إلى أن عام 2025 سيكون عامًا مفصليًا في عملية المقاومة الفلسطينية.
وأضاف: «الظروف في غزة قد تدفع نحو انفجار جديد في أي لحظة. لا يمكن التنبؤ بما سيحدث، ولكن في ظل حالة الجمود السياسي، فإن التحركات العسكرية والميدانية هي التي ستحدد مصير الوضع في القطاع».
الجانب الاقتصادي
من الناحية الاقتصادية، تعتبر البطالة في غزة من أعلى المعدلات في العالم، حيث لا يجد الشباب فرصًا للعمل في ظل الحصار والدمار المستمر.
وفي الوقت نفسه، يواجه رجال الأعمال في غزة تحديات كبيرة في الاستيراد والتصدير، بسبب القيود المفروضة على المعابر التجارية. بينما ينفق أهل غزة معظم مواردهم على الغذاء والضروريات الحياتية، فإن أي تحسن في الظروف الاقتصادية يبدو بعيدًا.
الجانب الاجتماعي
على الرغم من الأزمات المستمرة، يظل سكان غزة صامدين في وجه التحديات اليومية. هناك العديد من المبادرات الشعبية التي تسعى لتحسين الوضع الاجتماعي، من خلال دعم الأسر الفقيرة والمحتاجين، وتنظيم الفعاليات المجتمعية التي تهدف إلى تخفيف بعض من الألم.
في النهاية، يظل عام 2025 عامًا مشبعًا بالأمل والقلق في غزة. مع استمرار الحرب والحصار، يبقى الشعب الفلسطيني في غزة يقاوم بصبر وشجاعة لا مثيل لها. لكن السؤال الأهم الذي يطرحه الجميع هو: هل سيستمر هذا الحال؟ وهل سيشهد العام القادم انفراجة في الأفق، أم أن الآلام ستستمر؟ تبقى الإجابة مفتوحة، ولكن يبقى أهل غزة دائمًا على أمل أن يأتي يوم يكون فيه السلام هو ما يرافقهم في حياتهم اليومية.