جعان يامّا بَدي آكل| تفاصيل مؤلمة في استشهاد الطـ فل يوسف بغزة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
دائما ما تحمل الحروب قصصا مؤلمة تدمي القلوب، وتقشعر لها الأبدان، وفي غزة آلاف القصص من تلك النوعية، حيث يعيش قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري، تحت قصف إسرائيلي لم يهدأ على المنطقة المكتظة أصلا بالسكان والغارقة في حصار مطبق، وارتفاع عدد الضحايا في الجانب الفلسطيني إلى نحو 4500 ما بين شهيد وجريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1400 قتيل، وأسر نحو 200 شخص.
بدأت تلك القصة بالطفل يوسف، الذي طلب من والدته الطعام، وسط القصف والدمار في كل مكان قائلا: ماما أنا جعان يمّا ، بدّي آكل"، لترد الأم: "متخافش حبيبي ، راح اعمل لك قلّاية بندورة".
الطفل يوسفخرجتُ الأم إلى منزل جارتها، بحثاً عن حبّتي طماطم لإسكاتِ جوع يوسف، حيث أوصته أن يغلقَ البابَ جيّدا ريثما تعود، خاصة أن والده في المستشفى يؤدي واجبه، ولا أحد بوسعهِ الذهاب غيرها، وتركته داعية الله أن يحفظه.
وجهت رسالة بالعبري لمواطني دولة الاحتلال.. ماذا قالت الصحف الإسرائيلية عن بسمة وهبة سترناكم بالبيجامات الكستور.. كيف أفحمت أنغام متحدث الإعلام الصهيوني؟ الحرب تقضي على الأخضر واليابسطرقت أم يوسف باب جارتها أم محمود عدّة مرّات، لكن لم يجبْ أحد، فذهبت إلى منزلِ آل المقداد، على الطرفِ الآخر من الشّارع، وكلّها أملٌ أن تجد حبّتي طماطم ليوسف، حيث تخشى من الابتعاد عنه.
والدة يوسفحلت خيبة الأمل على أم يوسف، لأن بيت ال المقداد لم يعد فيه شيءٌ يؤكل، أيامُ الحرب الصعبة قضت على كلّ شيء، ورغم ذلك دار حديث سريعا بين أم يوسف وجارتها: "كيفك يمّا، وكيف أولادك، انشالله ما وصلكم القصف ؟"، لترد الجارة: "والله منيحة ، زي ما بتشوفي ، الله يسترها علينا".
تهديد بالخمسة| صن داونز يبعث رسالة رُعب للأهلي .. ماذا حدث ؟ تصرف مفاجئ من فاروق جعفر بعد خسارة انتخابات الزمالك| ماذا فعل ؟ السؤال عن حبتي طماطمتردّدتُ أم يوسف في سؤال أم مقداد عن الطماطم، لكنها تذكرت جوع صغيرها وسألتها عن الطماطم، خاصة أنها تعلم أن النّاسُ في الحربِ لا تملكُ ترفَ الأحاديث المطوّلة، حيثُ بوسعِ كلّ ثانيةٍ أن تكونَ الأخيرة.
أم يوسفأحضرت أم مقداد حبتي الطّماطم بسرعة، وودّعتُ الحاجة عائدة إلى طفلها بسعادة، كمن وجدت كنزا، ولم لا وهي ستطعم فلذة كبدها إلى حين أن يرزق الله بغيره.
رجع فخر العرب.. ماذا قالت الصحافة العالمية وجمهور محمد صلاح عن فيديو دعم غزة؟ صلاح في موقف صعب| طوفان الهيكلة يمر بـ ليفربول.. وصفقة عالمية تهدد الملك صوت انفجار يصم الآذانعادت أم يوسف إلى طريق العودة للمنزل مصحوبة بدعوات أم مقداد، بأن تتحسن الظروف وتعود الحياة الطبيعية إلى قطاع غزة، وأن يسترها الله على الجميع، وأنها مجرد أزمة وبتعدّي بعون الله.
انفجارقطع صوت السيدة الذي يتردد في أذن أم يوسف صوتُ انفجارٍ كبير، وشاهدت سحابةً سوداء حجبت كلّ شيءٍ، أصيبت بالصمم المؤقت بسبب قوّةِ الانفجار، لكنّ شيئا واحداً كان يشغلُ بالها ، هل يوسف بخير أم لا ؟.
ركضّتُ نحوَ الشّارع وهي تصارعُ لأخذِ نفسٍ بسبب الأتربة والدّخان، زحامٌ كبير في مكان القصف، والكلّ يصرخ ويساعدُ المسعفين لأخذِ الضحايا، وكأنها أهوالُ القيامة.
اسعاف في غزةظلت أم يوسف تصرخ: "ياجماعة شفتو يوسف؟ فيكم حدا شاف ولد صغير هون ؟"، وجاء الرد: "يما والله ما بعرف ، المصابين راحوا على الشفا، إلحقيهم هناك".
بيعمل باديكير وغزة بتنضرب|حقيقة صورة أثارت الغضب من محمد رمضان.. ما توقيتها؟ فيديوهات مسربة وبدون فستان فرح.. زواج مجدي الهواري ودنيا حديث رواد السوشيال لحظات الرعب على أم يوسفتذكرتُ والدة أم يوسف أن زوجها أبو يوسف ، يعملُ هناك طبيبا ، لم يعد للمنزلِ من بداية الحرب ، ركبتُ في سيارة الإسعاف للمستشفى ، وهي تتذكر آخر لحظةٍ قبل إغلاق باب السيارة ، البابُ الذي اغلقتهُ على يوسفْ، والذي لم يعد موجودا.
رعب أم يوسفتذكرت أنها كنتُ خائفة من أخطارِ الأرض بغريزة الأم الفطرية، فأوصدتُ الباب، كيفَ لأم أن توصدَ الخطرَ القادم من السمّاء ؟ حتى الخوفُ في الحروبِ يصيرُ مختلفا.
فيديو تضامن محمد صلاح مع غزة يحقق 50 مليون مشاهدة في ساعة ثورة غضب على رضا عبدالعال| هاجم فيتوريا وسخر من نجم المنتخب.. ماذا قال ؟ رحلة البحث عن يوسففي الطّابق الثاني من مجمّع الشفاء، صادفتُ أم يوسف والده ، ببدلتهِ الخضراء ، مرهقاً من أيامِ الحربِ ودوامِ العمل الذي لا يتوقّف ، لقدْ وهب حياتهُ للنّاس تلبيةً للواجب.
والدي يوسفيوسف يوسف.. لم تستطع النطق بأكثر من ذلك ليفهم الأب سبب وجودها، خاصة أن الناس لا يأتون للمستشفى للتنزّه.
رحلة البحث عن يوسفبدأت رحلةُ البحث عن يوسف، والأم تسأل كل من يقابلها: "يوسف 7 سنين ، أبيضاني وحلو"، وظلت تكرّر الأمر على كل من تصادفه ، طبيبا أو صحفيا أو مصابا ، لا يهم ، كل ما تريدهُ هو معرفةُ مكان يوسفْ.
بعيداً عن الضجيج.. أول رد من أسرة محمد صلاح على التبرع لـ غزة «صلاح» يكتفي بالمشاهدة| «كوكا» يضرب بقوة.. منشور مهاجم منتخب مصر يطوف العالم ويفضح الإعلام الغربي فلاش باك لفلذة الكبدبعدَ عدّة أدوارٍ، والبحث في عدّة غرف تعبت أم يوسف، حاولتْ قدماها رفعها لكنّ خوفها كانَ أثقل ، فارتمتُ على أقرب مقعد.
انهيار والدة الشهيدذهبَ أبوه يبحث، ومرّت حياةُ يوسفَ أمام عيني أمه ، رزقتُ به بعد سنواتٍ من الزواج ، كان بمثابةِ النّعمة في حياتها ، لكنّه كان جميلاً كالقمر ، فعوّض وجودهُ كلّ حرمان ، فسمتهُ يوسف ، ربّتهُ وكانتُ تتنفسُ به ، كلّ يومٍ من حياتها كان سعادةً جديدة ، وهي ترى يوسف يكبرُ بين يديها ، صار يوسفُ يلعبُ ويتكلم ، وحانَ وقتُ دخولهِ للمدرسة هذه السنة، لقدْ كان ذلك صعباً عليها ، كيفَ سيكون بوسعها أن تفارقهُ لثمانِ ساعاتٍ كلّ يوم ، انتظرته أمام البابِ كلّ يومْ ، تستقبله بحضنها وبقلاية البندورة التّي يحبها.
ضربة موجعة للأهلي| الدوري السعودي يطلب نجم الفريق.. والمارد الأحمر بلا بديل الله قادر على كل شيء.. ظهور لافت لحورية فرغلي يبهر الجميع.. شاهد الصور صدمة.. رحل يوسف وهو جائع"اتركوني لوحدي" ، قطعت الجملة بصوت أبو يوسف الموجوع ، استرسال ذكريات أم يوسف، فقفزتُ نحوه وهي تصرخ: "يمكن ما يكونش هوّ" ، كانت محاولة يائسة ، خاصة انه ولدهُ ويعرفه ، لايخطئ الأب في توقّع مستقبل ابنه ، فكيف بالتعرف على ملامحه.
والد يوسفعاطفةُ الأم أخبرتها ، ان كل شيء انتهى ، أردّتُ لحظة وداعٍ أخيرة لكنّهم منعوها ، أرادوا منّها أن تحتفظَ بصورته الجميلة في مخيلتها ، يوسف الأبيضاني بشعره الكيرلي ، قبلَ أن تشوهه الصواريخ.
الشهيد يوسفحزنها كأمّ غيرُ قابلٍ للترجمة ، فكيف تعبّر وكيفَ تشرح سنينوات صبرها لقدومِ يوسف ، لقد كان يوسف العطاء الذّي عوّض حرمانها ، فمن يعوّض حرمانها من يوسف ؟.. لقد ربّته بحبّ ، حرمتُ نفسها لتعطيه ، وتحمّلتُ الألم والمعاناة ليعيشَ كطفلٍ طبيعي كباقي الأولاد ، أغلقتُ عليه الباب لتحميه ، فرحل هو والباب ، كيفَ للأم أن تحمي ابنها في الحرب، وظلت أم يوسف جالسة على حطام المنزل تنتظر يوسف ليعود من المدرسة كلّ يوم ، وكيفَ لها أن تنتظر بعد الآن ويوسف لم يعد موجودا؟.. لقد رحل يوسف وهو جائع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تفاصيل مؤلمة استشهاد الطفل يوسف قصف اسرائيلي قطاع غزة أم یوسف لم یعد
إقرأ أيضاً:
بعد استشهاد عائلات بالكامل.. كيف غيرت الحرب التوزيع السكاني في غزة؟
مع مرور أكثر من 410 أيام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حدث تغييرا كبيرا في التوزيع السكاني بغزة وسط اختفاء عائلات بالكامل من السجل المدني بعد استشهاد أفرادها بالكامل.
تفاصيل السكان في غزة قبل الحربوذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن غزة قبل الحرب كان يسكنها مليوني و226 ألف شخص، منها 444 في الشمال و749 ألف في مدينة غزة، و319 ألف في المحافظة الوسطى، و438 ألف في خان يونس، و275 ألف في رفح ولكن بعد الحرب تغير الأمر كليا.
تغيرات سكنية في غزة بسبب الحربوأشارت الوكالة إلى أن الحرب والنزوح والإبادة الجماعية المنفذة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فقد وصل عدد السكان إلى مليوني و174 ألف شخص منهم 75 ألف نسمة في شمال القطاع، و370 ألف في غزة، و749 ألف في الوسط، و915 ألف في خان يونس، و44 ألف فقط في رفح الفلسطينية.
ارتفاع أعداد الشهداء والمصابينووصل عدد الشهداء والمفقودون نحو 147 ألفا أما عدد المواليد الجدد منذ بداية الحرب فقد وصل إلى 90 ألفا، فيما غادر القطاع 100 ألف فلسطيني، بحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة في غزة في نوفمبر 2024.
ويأمل الفلسطينيون أن يعمل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على إيقاف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بعد فشل جو بايدن في وقف الحرب بعد استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو عدة مرات لمنع وقف الحرب.