جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-05@13:47:48 GMT

من وراء السواد يتدلى الغصن الأخضر

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

من وراء السواد يتدلى الغصن الأخضر

 

غالية عيسى

ربما يكون ليس من المنطقي أن تبحث عن بقعةٍ خصبة لتغرس فيها بذورك على أرضٍ غزاها الجفاف وأرَّقها اليباس، كما أنه ليس من المنطقي أن تتحدث عن الإيجابية وعن الوجه المضيء في اللوحة المعتمة التي تشكلت أمام أعيننا بفعل الانتهاكات الإنسانية التي يمارسها صهاينة الاحتلال أعداء الحياة ضد شعبنا الفلسطيني الشقيق في هذه المرحلة الصعبة من حياتنا جميعًا.

.

لكنني أبحث دائمًا عن الجزء المفقود في الصورة وأنظر إلى ما وراء السواد، إلى تلك المنطقة حالكة الظُلَمة والتي يتدلى من باطنها الغصن الأخضر؛ لذلك أقول إن الحرب على غزة اليوم أعادت تجميع أوراق القضية الفلسطينية  في ملفٍ واحد حتى بات العالم كله مطلعًا عليها مُدركًا لتفاصيلها، واعيًا لمدى وحشيتها، بعد أن حاول الاحتلال الصهيوأمريكي على مدى سنوات طويلة تهميشها  وغض أبصار العالم عنها كقضية ضاربة في عمق التاريخ العربي.

اليوم.. أصبحت أجيالنا تردد اسم فلسطين وتعي قضيتها  بعد أن نجحت تكنولوجيا الآيباد في الاستحواذ على عوالمهم الإدراكية حتى أنهم  يعيشون في معزل عن واقعهم  وتاريخهم وقضاياهم المحلية والعربية، اليوم أصبح التلاميذ في مدارسنا يرسمون علم فلسطين بألوانهِ الصامدة في كراساتهم الصغيرة بحبٍ واهتمام ويرددون عبارات التنديد بالاحتلال كعدوٍ مشتركٍ بينهم.

يوميات الحرب على غزة  هي انكسار إنساني كبير نعيشه جميعًا في الشرق والغرب، بمختلف أعراقنا ودياناتنا، نتوحد إنسانيًا؛ لأن الظلم لا صوت لهُ إلا عند من فقدوا إنسانيتهم وضمائرهم، اليوم يتوحد الإنسانيون من مختلف القارات في حب فلسطين: اسمها، علمها، تراثها، تاريخها، حاضرها، والدعاء لمستقبلها بصوت المحبة التي تؤلف بين القلوب السليمة والعقول الحكيمة.

كل ذلك الالتفاف العظيم حول القضية الفلسطينية هو من يمثل الغصن الأخضر الذي يتدلى من وراء سواد الحرب وأنين الفقد وبؤس الحال الذي يعيشه الشعب الفلسطيني العظيم والذي سيتجاوزه قريبًا عاجلًا بعد أن يكون قد قدم للعالم دروسًا كبيرة  في الإباء والصمود والإيمان بحتمية الانتصار وإن كانت تقابلها رقدة الموت وسمو الارتقاء إلى أعلى مواطن البقاء والخلود في جناتٍ عالية.

وعلى الرغم من أن فلسطين جرح الإنسانية ووجع الشعوب العربية إلا أنها ستبقى أرض الأحرار وصوت الحرية، تلك الشجرة المثمرة التي تتشبث جذورها بثبات في أعماق الأرض وحين تتعب من شدة العطش لا تسقط أوراقها؛ بل ترتقي إلى السماء على هيئة شهداء يرحلون وتبقى غصونهم الخضراء متدلية؛ لتثمر من جديد وتحصد الحب والانتصار إلى ما لا نهاية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن

قال المعهد الديمقراطي إن ندوب الأزمة في اليمن التي دامت قرابة عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في البلاد.

 

وذكر المعهد في تقرير حديث له إن أكثر من أربعة ملايين شخص نزحوا داخليا، وتضررت البنية التحتية العامة الأساسية أو دمرت بالكامل، مما ترك الملايين دون إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم.

 

وأضاف "يجب على الشركات ورجال الأعمال، الذين يوفرون فرص العمل وسبل العيش، التعامل مع البنية التحتية المتضررة، والاضطرابات على طول سلاسل القيمة الحيوية، وعدم الاستقرار في القطاع المصرفي، بالإضافة الى عدد من المشاكل الأخرى.

 

وأكد أن مؤسسات الدولة المركزية المسؤولة عن توفير هذه الخدمات الأساسية والبنية التحتية الاقتصادية العامة والاستقرار التنظيمي، قد تشظت في حين تقلصت الموارد المالية بشكل كبير أو اختفت تماما.

 

وذكر أن تخفيف تأثير هذه الصدمات تم من خلال وكالات الأمم المتحدة بدعم من المجتمع الدولي. ولكن بعد عقد من الزمان، لم يعد هذا مستدامًا، ليس فقط لأن التمويل للمساعدات الإنسانية لليمن يتناقص بسرعة، ولكن لأنه يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة مؤسسات الدولة على الاستجابة لاحتياجات مجتمعاتها.

 

وبحسب المعهد الديمقراطي فإن "هذا منحدر خطر، لأنه عندما يفقد المواطنون الثقة بالمؤسسات لتوفير الخدمات الأساسية، تفقد المؤسسات شرعيتها، وينهار العقد الاجتماعي الذي يقوم عليه السلام".

 

 


مقالات مشابهة

  • فلسطين: إسرائيل لن تنجح في تحقيق أهدافها
  • باحث سياسي: إسرائيل تبحث عن طوق نجاتها بإطالة الحرب في فلسطين ولبنان
  • بين الحاضر والماضي... رحلة النزوح اللبنانية التي لم تنتهِ "ألم يرفض النسيان"
  • مقررة أممية تطالب الجامعات بـ مراجعة السياسات القمعية التي تستهدف التضامن مع فلسطين
  • ناشطون يهاجمون مقر جامعة الدول العربية في تونس احتجاجا على موقفها من الحرب على فلسطين ولبنان
  • بايدن: الرد الإسرائيلي على إيران لن يكون اليوم ودورنا تقديم المشورة فقط
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • ما هي خسائر فلسطين وإسرائيل الاقتصادية بعد عام على حرب غزة؟
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • الأخضر بكام النهاردة؟.. سعر الدولار في مصر اليوم الخميس 3-10-2024