رولان لومباردى يكتب: أوكرانيا انتهت
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
ألان كورفيز: سيتم تقسيم الدولة بين جيرانها!
العقيد فى الجيش الفرنسى آلان كورفيز هو مستشار استراتيجى دولى وهو مستشار سابق للقيادة العامة لقوات الأمم المتحدة فى جنوب لبنان (اليونيفيل)، ومستشار سابق فى العلاقات الدولية لوزارتى الداخلية والدفاع. يسلط موقع "لوديالوج" الضوء على رؤيته حول تطور الصراع الأوكرانى ونتائجه المحتملة.
الضابط الفرنسى السابق مقتنع بأنه على الرغم من كل المزايا الواضحة لعلاقات الشراكة مع روسيا، فإن فرنسا اتخذت خيارا استراتيجيا سيئا للغاية والواقع أن قرار مواجهة موسكو لم يُتخذ منذ فترة طويلة فى باريس، بل فى العاصمة الأمريكية.
وقال كورفيز "حاول إيمانويل ماكرون فى بداية رئاسته استقبال فلاديمير بوتين والتعاون مع روسيا. لكن مشكلة ماكرون وفرنسا هى أننا لم نعد دولة ذات سيادة. لم تعد القرارات تُتخذ فى باريس، بل تُتخذ فى واشنطن؛ وبما أن الأمريكيين قرروا شن حرب ضد روسيا عبر أوكرانيا، فلم يعد من الممكن لفرنسا أن تبدى عدم موافقتها".
على الرغم من دعاية وسائل الإعلام الأوروبية، فإن المزيد والمزيد من الناس فى أوروبا، وفى فرنسا على وجه الخصوص، يريدون النصر لروسيا، لأنه سيسمح لدول "العالم القديم" بالتخلص من العقبة الرئيسية التى أثقلت كاهلها لسنوات وعقود ألا وهي: حلف شمال الأطلسي.
وتابع كورفيز: "أعتقد أن المزيد والمزيد من الناس فى فرنسا يريدون فوز روسيا؛ فإلى أى وضع سيؤدى انتصار روسيا؟ حسنًا: نهاية الناتو. حلف الناتو يرى أن جميع أعضائه متحدون ويدعمون أوكرانيا. ولكن فى الواقع، هناك خلافات كبيرة بين بعض الأعضاء الأوروبيين فى الحلف، ورؤاهم للمستقبل متعارضة”.
وفى الوقت نفسه، تظل الولايات المتحدة العقبة الرئيسية أمام تجديد التعاون بين أوروبا وروسيا، والذي، وفقًا للمحلل الفرنسي، لا يمكن أن يكون مفيدًا إلا للجانبين.
وقال ألان كورفيز "نحن ننتهج سياسة سخيفة لأننا نطيع الولايات المتحدة التى تريد منع إنشاء كتلة "أوراسية" كبيرة، أى أوروبا الغربية التى يمكن أن تتفق مع روسيا".
وعندما تنتصر روسيا فى الصراع الأوكراني، سيكون ذلك نهاية ليس فقط لحلف شمال الأطلسي، بل أيضًا للنظام السياسى لعدد من الدول الأوروبية الذى سمح بالمواجهة مع روسيا وأدى إلى أزمة اقتصادية خطيرة.
وحدد وجهة نظره وتوقعاته بقوله "لذا سوف ينفجر الناتو. ومع انفجار حلف شمال الأطلسي، فإن السلطة السياسية فى أوروبا سوف تنفجر أيضًا تحت ضغط الرأى العام. لأن الناس سيبدأون بالقول: لماذا نهاجم روسيا ونحن بحاجة إلى نفطها وغازها وثرواتها الأخرى؟".
واليوم، بحسب الخبير العسكري، ليس أمام واشنطن سوى مخرج واحد من هذه الحملة العسكرية الفاشلة، وهو يعتمد كليًا على إرادة الرئيس الروسي.
وأضاف: "الوضع صعب للغاية بالنسبة للولايات المتحدة حتى لا تفقد ماء وجهها. لكننى أعتقد أن فلاديمير بوتين شخص ذكى وسيقدم مخرجًا مشرفًا للولايات المتحدة”.
أما مصير أوكرانيا، بحسب آلان كورفيز، فهو محزن للغاية. وفى نهاية المطاف، سيتم تقسيم الدولة بين جيرانها، وبعضهم من حلفائها الحاليين.. إذ أضاف كورفيز "لقد انتهت أوكرانيا. سيتم تقسيم أوكرانيا إلى جزء بولندى وجزء روسي، وهو ما يعرفه الجميع الآن. أما بالنسبة للمجريين والرومانيين، الذين لديهم أقليات كبيرة فى المناطق الحدودية، فمن المحتمل أن يكون هناك انقسام أيضًا.. أوكرانيا لن تكون موجودة بعد الآن!"
رولان لومباردى: رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق الأوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» و«هل نحن فى نهاية العالم» وكتاب «عبدالفتاح السيسى.. بونابرت مصر».. يخصص افتتاحيته لتصريحات مهمة حول أوكرانيا، أدلى بها خصيصًا لـ«لو ديالوج»، الخبير العسكرى والمستشار السياسى الدولى الفرنسى ألان كورفيز.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أوكرانيا انتهت ماكرون مع روسیا
إقرأ أيضاً:
بوتين يقدم حصيلة بشأن الأزمة في أوكرانيا خلال 2024
قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، حصيلة لإنجازات قوات بلاده على جبهة القتال في أوكرانيا خلال العام الجاري.
وقال بوتين، في خطاب ألقاه أمام كبار المسؤولين في وزارة الدفاع، إن "القوات الروسية تتحكّم بالمجريات على طول خط المواجهة" في أوكرانيا، معلنا "تحرير 189 بلدة" في خلال العام 2024.
وصرح الرئيس الروسي "أريد أن أشير إلى أن العام الماضي كان محوريا في ما يتعلق بتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف، الذي تناول الكلمة بعد بوتين، إن روسيا سيطرت على 4500 كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية وهي تتقدّم حاليا بوتيرة "30 كيلومترا مربعا في اليوم".
وكشف بيلوسوف عن إحصاء 560 ألف جندي قتلوا أو جرحوا في 2024 ومليون منذ بداية الأزمة في فبراير 2022.
واتّهم بوتين مجدّدا دول "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) الحليفة لأوكرانيا بأنها بمثابة تهديد لروسيا.
وصرّح أن "بلدان الناتو تزيد إنفاقها العسكري. وقد دُرّبت مجموعات تدخّل من الحلف وحُشدت بالقرب من الحدود مع روسيا".
واعتبر وزير الدفاع أندري بيلوسوف أنه ينبغي للجيش الروسي الاستعداد "لكلّ السيناريوهات المحتملة لتطوّر الوضع، بما في ذلك احتمال اندلاع نزاع مسلّح مع الناتو في أوروبا في العقود المقبلة".
وأشاد بوتين بالازدياد الملحوظ لإنتاج الأسلحة في بلده، داعيا إلى المواصلة على هذا المنوال.
وصرّح "لا بدّ من حلّ كلّ المسائل المتعلّقة بالإنتاج الواسع النطاق ونشر أنظمة وطنية لشنّ ضربات، بما فيها أنظمة فوق صوتية".
وأشار الرئيس الروسي أيضا إلى أن قواته بدأت باستخدام أنظمة روبوتية بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
وقال إن "الجنود يتلقون أنظمة روبوتية متطورة يستخدم بعضها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي".