المستشفى المعمداني في غزة: صور تم التحقق منها وتفاصيل ما زال الغموض يخيم عليها
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
إعداد: فريق تحرير مراقبون إعلان اقرأ المزيد
بعد مرور بضعة أيام على الانفجار الذي هز المستشفى الأهلي العربي المعروف أيضا باسم المستشفى المعمداني في غزة، تتبادل حركة حماس والسلطات الإسرائيلية المسؤولية بشأنه. وتواصل حماس اتهام إسرائيل بقصف المستشفى مؤكدة أن الضربة تم تنفيذها "باستخدام العتاد الحربي الأمريكي الذي لا يملكه سوى المحتل (إسرائيل)".
من جانبه، يواصل الجيش الإسرائيلي التمسك بأن الانفجار يعود لإطلاق فاشل لصاروخ يعود لحركة الجهاد الإسلامي معتمدا في روايته على صور الأقمار الاصطناعية ومقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وتبنى الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أدى زيارة إلى المستشفى غداة الهجوم الرواية الإسرائيلية معتمدا في ذلك "على معلومات تحصلنا عليها إلى حد الآن، تفيد بأنه يبدو أن الانفجار يعود لصاروخ خرج عن السيطرة أطلقته مجموعة إرهابية في غزة" وفق تصريح الرئيس الأمريكي الذي أكد أنه توصل إلى هذا الاستنتاج وفق معلومات توصلت إليها وزارة الدفاع الأمريكي البنتاغون.
ما الذي حصل بالفعل؟ إلى حد الآن، تم تداول عدة صور على الإنترنت يمكن أن تساعد في إعادة تمثيل سير الأحداث.
صاروخ انحرف عن مساره؟
في الساعة 18:59 من مساء 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وفيما كانت قناة الجزيرة تصور مشهدا عاما لمدينة غزة انطلاقا من حي الزيتون شمال المدينة، رصدت الكاميرا ما يبدو أنه صاروخ انحرف عن مساره وانفجر أثناء سقوطه.
فيديو من قناة الجزيرة بث مباشر لانفجار المستشفى الأهلي بغزة 17 أكتوبر 2023 الساعة 6:59 مساءوبعد خمس ثوان، رصدت الكاميرا انفجارا أول على الأرض. وبعد ثانية واحدة، هز انفجار المستشفى المعمداني الذي يمكن التعرف إليه من خلال لوحات الطاقة الشمسية الموجودة على السطح وهو ما تحققت منه منصة Geoconfirmed المتخصصة بتحديد المواقع الجغرافية في الساعات التي تلت الانفجار (انظر إلى الصورة أسفله).
وتم تصوير المشهد من زوايا أخرى في مقطع فيديو التقط على بعد بضعة أمتار من المكان، رصدته وتحققت منه صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
Video of what Palestinian authorities say was an Israeli strike on al-Ahli Hospital in Gaza shows the moment an explosion hits the hospital grounds. The video, verified by The Washington Post, captures the first sounds of an explosion and then a blast. https://t.co/ApBJlxYIPF pic.twitter.com/8vtS4AwXMu
— The Washington Post (@washingtonpost) October 17, 2023 مقطع فيديو يظهر الانفجار الذي هز المستشفى الأهلي المعمداني في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تحققت منه صحيفة واشنطن بوست. نيران في مبنى المستشفى وسيارات محترفة وعشرات الجثثوتمكن فريق تحرير مراقبون فرانس24 من التحقق من أربعة تسجيلات مصورة في ساحة المستشفى مساء 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري بعد الانفجار.
وتظهر مقاطع فيديو حرائق كبيرة في بهو المستشفى. ويظهر أحدها بالخصوص اشتعال النيران في عدة سيارات في ساحة المستشفى (انظر إلى الصورة أسفله).
ويظهر مقطع فيديو ثالث جثة في رواق قرب مرأب السيارات الذي ما زال مشتعلا. ويظهر تسجيل رابع التقط في ليلة الانفجار عشرات الجثث الهامدة ملقاة على العشب وقد احترق بعضها أو تشوهت. سيارات متفحمة وبنايات لم تتهدم وحفرة صغيرة.
وغداة الانفجار، سارعت عدة وكالات أنباء عالمية على غرار وكالة رويترز إلى نشر مقاطع فيديو وصور لمكان الانفجار تحت وضح النهار.
ونرى من خلال هذه الصور، سيارات محترقة وأنقاض وملابس ملقاة على الأرض وحواجز حديدية طوقت مرأب السيارات الذي تضرر من الانفجار. ولكن بخلاف الزجاج المتناثر هنا وهناك، لا يبدو أن أيا من أجزاء مبنى المستشفى قد تضرر بشكل كبير، وهو ما تؤكده عدة صور نشرتها وكالة رويترز.
وتظهر إحدى الصورة أيضا وجود حفرة صغيرة لا يتجاوز قطرها المتر الواحد.
وبالنظر إلى حجم الحفرة، أكد عدة خبراء أنه في كل الأحوال لا يتعلق الأمر بضربة جوية، وهو رأي مارك غارلاسكو المستشار العسكري لمنظمة PAX Protection of Civilians.
على منصة إكس (تويتر سابقا)، أكد الخبير أن أضرار ضربة جوية مثل تلك التي تنفذها إسرائيل على القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري لا يمكن أن تسبب فقط "أضرار سطحية فقط" مثل تلك الظاهرة في الصور وغيابا كاملا للحفر الكبيرة.
وهي فرضية تبناها أيضا ثلاثة خبراء آخرين اتصل بهم فريق التحقق في هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي فيرفاي BBC Verify.
في المقابل، رفض عدة خبراء تواصلت معهم فرانس24 التعليق على الوضع مؤكدين أنه من المستحيل في الوقت الحاضر تحديد أسباب الانفجار بالاعتماد على هذه الصور فقط.
غموض بشأن عدد الضحايا
تخيم شكوك أيضا بشأن حصيلة ضحايا الانفجار. وفيما تؤكد وزارة الصحة التابعة لحماس مقتل 470 شخصا، لا يزال من غير الممكن إلى حد الآن التثبت من العدد الدقيق للقتلى ولكن بضعة مصادر شككت في حقيقة الحصيلة التي أعلنت في غزة.
وفي كل الأحوال، ليست هذه المرة التي يتعرض لها هذا المستشفى لضربات. ففي 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، أي قبل ثلاثة أيام من الانفجار، تعرض المستشفى الأهلي العربي إلى أضرار بسبب ضربة صاروخية نددت بها عدة منظمات مسيحية متحدثة عن وقوع أربعة جرحى.
وفي بيان نشر في 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نددت منظمة الصحة العالمية بعمليات إخلاء شمال غزة بسبب الضربات الإسرائيلية فيما يتولى "22 مستشفى يعالج أكثر من 2000 شخص" في هذه المنطقة.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: بيئة خبر كاذب إسرائيل قطاع غزة بيئة المستشفى الأهلی العربی المستشفى المعمدانی أکتوبر الجاری ساحة المستشفى تشرین الأول مقطع فیدیو أکتوبر 2023 فی ساحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو غاضب من تحقيق 7 أكتوبر والجيش يقر بـ”الفشل التام”
#سواليف
أثارت نتائج تحقيق أجراه #جيش_الاحتلال الإسرائيلي وأظهرت فشله في #هجوم_7_أكتوبر/تشرين الأول 2023 غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو، في حين استغلها معارضوه للمطالبة بمحاسبته.
وخلص تحقيق أجراه جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الإقرار بـ”الإخفاق التام” في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، وكشف عن تفاصيل ومعطيات جديدة عن الهجوم.
وبرر نتنياهو غضبه بأن الجيش نشر النتائج قبل إرسالها إليه، وهو الذي رفض كل دعوات الاستقالة أو الإقرار بمسؤولية الفشل في التعامل مع الهجوم غير المسبوق الذي تعرضت له إسرائيل.
مقالات ذات صلة اضطرابات جوية يوم السبت وحالة ماطرة نهاية الأسبوع المقبل 2025/02/28أما رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته هرتسي #هاليفي فأقر بأخطاء الجيش الإسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية كاملة.
وقال هاليفي في تصريحاته بشأن تحقيقات الجيش “لا مشكلة لدينا في الاعتراف بأننا أخطأنا يوم 7 أكتوبر، وأنا أتحمل المسؤولية، لقد كنت قائد الجيش في ذلك اليوم، والمسؤولية تقع على عاتقي”.
دعوات للمحاسبة
وبينما دعا عضو مجلس الحرب السابق بيني غانتس إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية استغل زعيم المعارضة يائير لبيد النتائج للدعوة إلى محاسبة ما سماها الحكومة الفاشلة.
وقال لبيد عبر منصة إكس إن “الجيش يُظهر شجاعة ونزاهة ويحقق مع نفسه دون أي محاولة للتستر أو التهرب من مسؤوليته”.
وأضاف “حان الوقت لكي تقوم مجموعة الجبناء الفاشلين التي تسمى حكومة إسرائيل بالشيء نفسه بدلا من الهروب من المسؤولية طوال الوقت”.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصادر قولها إن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد إيال زامير سيعين فريقا خارجيا للتحقيق في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول كما أراد سلفه.
وذكرت معاريف أن قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية كان يفترض أن يصدر تحذيرا من الهجوم، لكنه خلص إلى عدم وجود هذا السيناريو.
“تفوق للإرادة الفلسطينية”
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقالت أمس الخميس إن نتائج التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي بشأن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 -والتي خلصت إلى وجود إخفاقات جسيمة في توقع الهجوم والتصدي له- تؤكد تفوق الإرادة الفلسطينية على كل الآلة العسكرية الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن مظاهر الإخفاق التي كشفت بعضا منها تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي تؤكد تفوق الإرادة الفلسطينية على كل الآلة العسكرية للاحتلال، وقدرة العقل الأمني للقسام على هزيمة مجموع الأجهزة الأمنية الصهيونية.
وأضاف قاسم في بيان عبر تليغرام أن “غطرسة المستعمر الصهيوني ستظل تمنعه من رؤية حقيقة هذا الشعب العظيم الذي يسعى لانتزاع حريته واستقلاله”.
إخفاق تام
وقال مسؤول عسكري لصحفيين اليوم الجمعة إن هجوم “7 أكتوبر كان عبارة عن إخفاق تام، وإن الجيش أخفق في تنفيذ مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين”.
وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم كشف اسمه- أن “الكثير من المدنيين قتلوا في ذاك اليوم، وهم يسألون أنفسهم أو بصوت مرتفع: أين كان الجيش الإسرائيلي؟!”.
وأكد الجيش في ملخص عن التقرير لوسائل الإعلام أن قواته “أخفقت في حماية المواطنين الإسرائيليين، تم التفوق على فرقة غزة (الإسرائيلية) في الساعات الأولى من الحرب، مع سيطرة” فصائل المقاومة على الأرض.
وأقر المسؤول العسكري بأن الجيش كان يتمتع بـ”ثقة مفرطة”، وأساء تقدير قدرات حركة (حماس) قبل أن تشن الهجوم.
وتوصل التحقيق إلى أن الهجوم نفّذ على 3 دفعات تضم قرابة 5 آلاف مقاتل، وأفاد بأن الدفعة الأولى ضمت أكثر من ألف من مقاتلي وحدة النخبة في حماس “الذين تسللوا تحت ستار من النيران الكثيفة”، مشيرا إلى أن الدفعة الثانية ضمت ألفي مقاتل، في حين تخلل الثالثة دخول مئات المقاتلين يرافقهم آلاف المدنيين.
خداع إسرائيل
من جانبها، نقلت “تايمز أوف إسرائيل” عن تحقيق الجيش أن “المحور الذي تقوده إيران وضع خططا لتدمير إسرائيل، وأعداء إسرائيل كانوا أكثر استعدادا لحرب متعددة الجبهات من تقديراتنا”.
وأضافت الصحيفة أن “جهود حماس للتوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل كانت جزءا من حملة خداع”، مشيرة إلى أن الجيش “اعتقد أن أي تهديد عبر الحدود سيتم إحباطه بواسطة السياج الحدودي”.
وقالت إن “معظم ضباط القوات الجوية لم يكونوا في الجنوب بسبب الإجازات، لكن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ عملية “سيف ديموقليس” لمهاجمة العديد من قادة حماس ومقارهم”.
وخلص التحقيق إلى ضرورة “التوصية باتباع سياسة الدفاع الهجومي وزيادة قوام الجيش وموارده لحماية حدود إسرائيل، وعلى الجيش أن يكون مستعدا لهجوم واسع ومفاجئ علينا”.
فشل في البحر أيضا
من جهتها، نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن مقاتلي حماس “هاجموا قواتنا المرسلة وكبار الضباط وعطلوا منظومة القيادة والسيطرة، وإن الفوضى إثر هجوم 7 أكتوبر أدت إلى حوادث بنيران صديقة لكنها لم تكن كثيرة”.
وقال المسؤول إن “القادة العسكريين توقعوا غزوا بريا من 8 نقاط حدودية، لكن حماس هاجمت عبر أكثر من 60 نقطة، ومعلوماتنا الاستخباراتية تظهر أن التخطيط للهجوم بدأ في 2017”.
كما تحدثت صحيفة معاريف عن فصل جديد من فشل الجيش الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقالت إن تحقيق الجيش كشف كيف فشلت البحرية الإسرائيلية في تنفيذ مهمتها بمنع زوارق مقاتلي القسام من دخول شواطئ إسرائيل في ذلك اليوم.
ويكشف التحقيق عن واحدة من أصعب الحوادث في “الحملة الدفاعية” التي شنها الجيش الإسرائيلي في الساعات الأولى من هجوم طوفان الأقصى، إذ تم الدفع بمقاتلين من لواء غولاني على شاطئ زيكيم بعد وصول قوارب القسام، لكنهم تجنبوا الاشتباك مع المهاجمين وفروا أمامهم، مما أدى إلى مقتل 17 مدنيا على الشاطئ، بينهم مجموعة من المراهقين، وفق معاريف.
وأشار التحقيق إلى أنه رغم التحذير الساعة 4:30 فجرا قبل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول لم تزد البحرية الإسرائيلية انتشارها قبالة غزة حتى مع النشاط غير الطبيعي في بحر غزة ووجود نحو 70 قاربا غزيا قبالة سواحل القطاع، معظمها قوارب صيد وزوارق سحب وقوارب مطاطية صغيرة.