مصيره على المحك.. نتنياهو متهم بإتلاف وثائق إخفاقه بمعركة طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
القدس المحتلة- حملت الشكوى التي قدمتها "الحركة الديمقراطية المدنية" في إسرائيل ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهمة إتلاف وحرق وثائق يمكن أن تدينه بالإخفاق في منع معركة "طوفان الأقصى"، السيناريوهات التي يواجهها بعد انتهاء الحرب على غزة.
وطالبت الحركة، في الشكوى التي قدمتها إلى المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية جلي ميارا، بفتح تحقيق في الشبهات المنسوبة إلى ديوان رئيس الوزراء بحرق وثائق بتعليمات من نتنياهو الذي منع علنا قيادة الجيش من تسجيل محضر جلسات المشاورات الأمنية المتعلقة بسير الحرب على غزة، وذلك خلافا لما هو سائد.
وعكس هذا السلوك سعي نتنياهو للتنصل من المسؤولية ودحرجتها إلى قيادة الجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وخوضه صراعا على مستقبله السياسي، في ظل تراجع شعبيته واتساع الأصوات التي تطالبه بالاستقالة.
بعض المحللين يشير إلى ملامح تمرد خفي داخل حزب الليكود ضد نتنياهو (الجزيرة) تهرب وتخبطويعتقد المحلل السياسي عكيفا الدار، أن التهم المنسوبة لنتنياهو -بإعطاء تعليمات بإتلاف وثائق ستُدينه بالإخفاق في منع الهجوم المفاجئ لحركة حماس- صحيحة وتعكس سياسته في التهرب من المسؤولية وتحميلها للجيش والأجهزة الأمنية.
وقال الدار -للجزيرة نت- إن ذلك يعكس حالة التخبط التي يعيشها نتنياهو، وعدم قدرته على اتخاذ قرارات "عقلانية" عند الأزمات، في محاولة منه لاستباق الأحداث وتجنب أية مسؤولية عند تشكيل لجنة تحقيق رسمية بعد انتهاء الحرب.
واستشهد المحلل السياسي بالقرار المعلن لنتنياهو بمنع قيادات الجيش من إجراء تسجيلات للمداولات الأمنية بشأن سير الحرب على غزة، في تعارض مع ما كان متبعا في المشاورات المتعلقة بالشؤون الأمنية والعسكرية.
واستعرض تُهما سابقة لنتنياهو بإصدار تعليمات لمقربيه بإتلاف مستندات تتعلق بتهم فساد وخيانة الأمانة والملفات التي يحاكم بها. وأكد أن نتنياهو، الذي فقد ثقة الإسرائيليين وحتى حزب الليكود الذي يتزعمه، لا يهمه إلا شخصه ومنصبه.
سيناريو استقالته
ورجح الدار أن نتنياهو، الذي يخشى الحروب والمواجهات الشاملة، سيسعى إلى إدارة الحرب على غزة بفتيل منخفض وتجنّب حرب شاملة مع حزب الله، لجر إسرائيل إلى لجنة تحقيق رسمية قد يستغرق عملها عامين لضمان بقائه بمنصبه.
لكن، لا يستبعد أن تفضي نتائج الحرب إلى انتخابات برلمانية بغضون عام، وهو ما سيضع نتنياهو على المحك، حيث يواجه صعوبات داخل حزبه وقد تتم الإطاحة به بانتخابات الكنيست. وفي هذا السيناريو "قد يطلب نتنياهو العفو ويتوصل إلى صفقة بالاستقالة واعتزال السياسية مقابل إلغاء محاكمته"، يضيف الدار.
بدوره، قال الصحفي الاستقصائي المتابع لقضايا الفساد العام مردخاي جيلات، إنه لا يستبعد مثل هذه الشبهات خصوصا وأن نتنياهو كانت له تجارب مماثلة وقضايا سابقة.
وأعاد صدق مثل هذه الشبهات إلى نهج نتنياهو منذ هجوم حماس المفاجئ على "غلاف غزة" ومستوطنات الجنوب، الذي تركز على المراوغة والتهرب من المسؤولية ودحرجتها إلى القيادات العسكرية والأمنية وأجهزة الاستخبارات.
لا يستبعد المحللون أن تفضي الحرب إلى انتخابات برلمانية جديدة في إسرائيل (الجزيرة) مراوغة وتضليلوقال جيلات إن طريقة نتنياهو في الهروب والتملص من المسؤولية باتت مسدودة بعد أن استنفدت بالكامل، وأكد أن "الجمهور الإسرائيلي لم يعد يثق به ولن يتمكن بعد الآن من خداع دولة إسرائيل بأكملها".
وأضاف الصحفي الاستقصائي أن نتنياهو بات يعي جيدا أن الجمهور الإسرائيلي ما عاد يصدقه، وأن إعلانه عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية بما حدث يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أو ما بات يسمى إسرائيليا بـ "السبت الأسود"، ما هو إلا تصريح للمراوغة والتضليل لامتصاص غضب الإسرائيليين.
والطرح ذاته تبناه محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس" يوسي فيرتر، الذي أوضح أن هناك انطباعا سائدا في صفوف أعضاء حزب الليكود ووزرائه بأن نتنياهو يخطط "لعملية احتيال" في غزة، وأنه لن ينفذ خطة الحرب بتقويض حكم حماس كما يريد المستوى العسكري، وذلك لمواصلة التهرب من تحمل مسؤولية الإخفاق في منع "طوفان الأقصى".
وأشار فيرتر -في حديث للجزيرة نت- إلى "ملامح تمرد خفي" داخل حزب الليكود ضد نتنياهو، في ظل تراجع شعبيته وتراجع القوة الانتخابية للحزب الذي تعززت قناعات مختلف قياداته بأن ما يهم نتنياهو هو النجاة والحفاظ على كرسي رئاسة الوزراء.
ريبة وخوف
وأضاف محلل "هآرتس" أن مختلف الأوساط السياسية والحزبية وحتى الجهات الأمنية والعسكرية تتابع تصريحات نتنياهو وتحركاته بريبة وخوف.
وقدّر أن نتنياهو لن يسمع للأصوات التي تطالبه بتحمل المسؤولية والاستقالة، وأنه لن يتخلى عن منصبه ولن يختفي من المشهد السياسي من تلقاء نفسه، وسيبقى يتصدر المشهد السياسي إلى ما بعد الحرب التي قد تستغرق طويلا.
وعزا ذلك إلى أن نتنياهو على قناعة بأنه يستطيع الخروج من هذه الأزمة سالما مثلما نجا من أزمات عديدة كان بالإمكان أن تطيح بأي سياسي آخر، ويعتقد أنه سيتجاوزها أيضا، حيث يركز جل اهتمامه فيما سيحصل باليوم التالي للحرب وليس على سير الحملة العسكرية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحرب على غزة من المسؤولیة حزب اللیکود أن نتنیاهو
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: العلاقات بين ترامب وبوتين تضع العالم على المحك
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "المستبد الماكر والمناهض لأميركا"، يريد الجلوس مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب المتعطش لاتفاقية سلام في أوكرانيا تظهره صانع سلام، ويأمل في إغرائه بإنشاء نظام عالمي جديد قائم على المعاملات دون قواعد أو حقوق إنسان ليقسما العالم إلى مناطق نفوذ بينهما.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم روبين ديكسون وكاثرين بيلتون وفرانسيسكا إيبل- أن بوتين يسعى إلى إبرام صفقة كبرى بشأن الأمن الأوروبي، تترك أوكرانيا تحت رحمة الكرملين، وتضعف حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتعزز مكانة روسيا كقوة عالمية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جدعون ليفي: إسرائيل غارقة في الكارثة ومصابة بالعمىlist 2 of 2كاتب أميركي: الجمع بين رأيي بايدن وترامب مهم لنا في سورياend of listوقبل أي محادثات يقوم الكرملين بعناية بتقييم رسائل ترامب وطموحاته ونقاط ضعفه التي تشمل -حسب المحللين الروس- السذاجة الجيوسياسية وقصر فترة الانتباه، والميل إلى الاعتماد على الحدس دون العقل، يقول كونستانتين ريمتشوكوف، محرر صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا "أعتقد أن ترامب يلتزم الصمت عمدا لأنه لا يعرف. لقد رأينا حملته. إنه ليس مفكرا عميقا في الأمور الجيوسياسية".
وستكون القضية الكبرى بين الرجلين -حسب الصحيفة- حرب أوكرانيا التي وعد ترامب بإنهائها خلال 24 ساعة، مع أن بوتين وضع شروطا صارمة لأي صفقة، تشمل إبقاء أوكرانيا خارج الناتو بشكل دائم، وتقليص قوتها العسكرية بشكل كبير والتمسك بجزء من أراضيها، مما يعني بالنسبة للمحللين، ضعف الأمل في التوصل إلى اتفاق، بسبب موقف بوتين المتطرف وخوف ترامب من الظهور بمظهر الضعيف.
إعلان
لا إشارات لعصر جديد
ورأت الصحيفة أن الأمور الآن لا تشير على الفور إلى عصر جديد من العلاقات الدافئة بين الرجلين، إذ بث مذيعو التلفزيون الحكومي الروسي صورا عارية لميلانيا ترامب بعد أيام قليلة من الانتخابات، كما حذر بوتين من أن ترامب "ليس آمنا"، في إشارة واضحة إلى اغتياله المحتمل.
ومن جهته، أعلن ترامب بعد خسارة بوتين لعميله السوري بشار الأسد أن روسيا في "حالة ضعف" بسبب الحرب الأوكرانية والاقتصاد المتعثر، وقال "هذا هو وقته للتحرك"، وطالب بوتين بالذهاب إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا وإجراء محادثات سلام.
ومع ذلك، يتفق الرجلان في أمور عديدة، فبوتين لا يحب ذكر القمع الروسي وحقوق الإنسان، وهو يرى في ترامب شخصا قاسيا لا يهتم بالقيم مثله، مما يساعد في تشكيل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب بدون حقوق الإنسان، تتقاسم فيه الشركات العملاقة الخريطة وتتاجر بسيادة الدول الأضعف.
مزاج منتصروذكّرت الصحيفة بأن بوتين عبّر بعد أيام من فوز ترامب عن مزاج منتصر، مدعيا أن نظامه الجديد أصبح قريبا، وقال إن "الناتو لم يعد يناسب العصر، وميثاق الأمم المتحدة -الذي يحظر الغزو- أنشأه المنتصرون ويجب تغييره، والليبرالية الغربية شمولية في جوهرها".
وقال الكاتب الروسي المقيم بالولايات المتحدة ميخائيل زيغار إن بوتين بدا وكأنه يخاطب ترامب بشكل مباشر عندما قال إن الغرب عاجلا أم آجلا سوف يفهم الحاجة "لنهج عملي رصين يرتكز على تقييم قاسٍ، ولكنه عقلاني يراعي الأحداث والقدرات الخاصة"، وأوضح أن "القوة تصنع الحق، وإن على الدول الدفاع عن مصالحها عسكريا، وبأي وسيلة ضرورية".
صفقة كبرى
وبينما يستعد بوتين وترامب للملاكمة -حسب تعبير الصحيفة- يبقى الزعيم الروسي مقيدا بالوقت بسبب اقتصاده الذي يعاني من العقوبات، ولكنه يراهن على أن أوكرانيا لا تستطيع الصمود وقتا طويلا، خاصة أن موسكو تعتقد أن تسليم الأسلحة الغربية سوف ينخفض تحت حكم ترامب.
إعلانوقالت تاتيانا ستانوفايا، من مركز كارنيغي، إن بوتين يأمل في "إقناع ترامب بأن الحرب يجب أن تنتهي وفقا لشروطه. وإذا لم ينجح الأمر سوف يستمر في القتال". وقال أكاديمي روسي (لا يريد كشف هويته) إنه لا يوجد مزاج للتسوية في الكرملين مع تقدم قواته بشكل مطرد في شرق أوكرانيا، ولا أحد يتوقع انهيارا اقتصاديا، وبالتالي "فإن روسيا مستعدة لإجراء مفاوضات، ولكن من موقع قوة".
ورأت واشنطن بوست أن تفاخر ترامب بقدرته على إبرام صفقة سريعة يشير إلى نفاد الصبر، ولذلك يصر المسؤولون الروس على صفقة تعالج "الأسباب الجذرية" للحرب، ورغبة بوتين في صفقة كبرى بشأن البنية الأمنية الأوروبية، وقال أحد المقربين من الكرملين إن بوتين سيرفض أي صفقة لا تشمل أوروبا وبقية العالم.
تقسيم العالموهذا يعني -حسب الصحيفة- عقد قمة بين ترامب وبوتين يتفقان فيها على تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، مع ضمان تفوق روسيا على أوكرانيا وجورجيا وغيرهما من جيران الاتحاد السوفياتي السابقين غير الأعضاء في الناتو، ومن شأن هذا أن يكبح جماح الحلف ويهدد أمن أوروبا.
غير أن المحيطين بترامب يرون تقسيم النفوذ الناشئ بين روسيا والصين، وقال ترامب إنه سيضطر إلى "تفكيك التحالف" بين روسيا والصين، ولكن لعبته لإضعاف العلاقات بين موسكو وبكين لن تنجح، "نظرا للعلاقة الشخصية بين المستبدَين وعدم ثقتهما المشتركة في واشنطن وآمالهما في أن يصبحا أكثر قوة في نظام ناشئ متعدد الأقطاب على حساب الولايات المتحدة".