صيدلية متكاملة من المعلومات… اكتشاف أحد الأسباب الكامنة وراء العقم عند الرجال
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
والآن، يسلط بحث جديد أجراه معهد ستورز للأبحاث الطبية، بالتعاون مع مركز ويلكوم لبيولوجيا الخلية في جامعة إدنبرة، الضوء على الأخطاء التي قد تحدث في عملية تكوين الحيوانات المنوية، ما يؤدي إلى نظريات محتملة حول العلاجات الممكنة.
وقال سكوت هاولي، الباحث من معهد ستورز للأبحاث الطبية: "أحد الأسباب المهمة للعقم عند الذكور هو أنهم لا يستطيعون إنتاج الحيوانات المنوية.
وقد تساعد الدراسة المنشورة في مجلة Science Advances في تفسير سبب عدم إنتاج بعض الرجال ما يكفي من الحيوانات المنوية لتخصيب البويضة. وفي معظم الأنواع التي تتكاثر جنسيا، بما في ذلك البشر، يجب بناء بنية بروتينية مهمة تشبه الجسر الشبكي بشكل صحيح لإنتاج خلايا الحيوانات المنوية والبويضات.
واكتشف الفريق بقيادة كاثرين بيلمير، باحثة ما بعد الدكتوراه السابقة، أنه في الفئران، أدى تغيير نقطة واحدة ومحددة للغاية في هذا الجسر إلى انهياره، ما أدى إلى العقم، وبالتالي توفير نظرة ثاقبة للعقم البشري عند الذكور بسبب مشاكل مماثلة مع الانقسام الاختزالي.
ويتضمن الانقسام الاختزالي، وهو عملية انقسام الخلايا التي تؤدي إلى ظهور الحيوانات المنوية والبويضات، عدة خطوات، إحداها تكوين بنية بروتينية كبيرة تسمى مجمع السينابتونيمال.
ومثل الجسر، يحتفظ المجمع بأزواج الكروموسومات في مكانها ما يتيح حدوث التبادلات الجينية الضرورية والتي تعد ضرورية لفصل الكروموسومات بشكل صحيح إلى حيوانات منوية وبويضات.
وقالت بيلمير: "أحد العوامل المساهمة بشكل كبير في العقم هي عيوب الانقسام الاختزالي.
ولفهم كيفية فصل الكروموسومات إلى خلايا تكاثرية بشكل صحيح، نحن مهتمون حقا بما يحدث قبل ذلك مباشرة عندما يتشكل مجمع السينابتونيمال بينها".
وفحصت الدراسات السابقة العديد من البروتينات التي تتكون من مجمع السينابتونيمال، وكيفية تفاعل بعضها مع بعض، وحددت الطفرات المختلفة المرتبطة بالعقم عند الذكور.
ويشكل البروتين الذي درسه الباحثون في هذه الدراسة شبكات الجسر الذي يحتوي على قسم موجود في البشر والفئران ومعظم الفقاريات الأخرى، ما يشير إلى أنه مهم للمجمع.
إن نمذجة الطفرات المختلفة في منطقة يحتمل أن تكون حاسمة في البروتين البشري مكّنت الفريق من التنبؤ بأي منها قد يعطل وظيفة البروتين.
واستخدم الباحثون تقنية دقيقة لتحرير الجينات لإجراء طفرات في أحد البروتينات المعقدة السينابتونيمالية الرئيسية في الفئران، ما سمح لهم، لأول مرة، باختبار وظيفة المناطق الرئيسية من البروتين في الحيوانات الحية.
وتم التحقق من أن طفرة واحدة فقط، تم التنبؤ بها من تجارب النمذجة، هي السبب في العقم لدى الفئران.
وقال الباحثون: "نحن نتحدث هنا عن جراحة دقيقة. لقد ركزنا على منطقة صغيرة جدا من بروتين واحد في هذا الهيكل العملاق الذي كنا متأكدين تماما من أنه يمكن أن يكون سببا مهما للعقم
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الحیوانات المنویة
إقرأ أيضاً:
بوابة دمشق.. سوريا تطلق مشروع مدينة إنتاج متكاملة تعيد الحياة للدراما السورية
دمشق- تسعى سوريا اليوم إلى استعادة دورها البارز في الساحة الإعلامية والفنية العربية، لا سيما في مجال الدراما التلفزيونية التي لطالما تميّز بها السوريون قبل اندلاع الحرب (2012–2024)، وحققوا من خلالها حضورًا لافتًا على الشاشات في المنطقة.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الإعلام السورية، أواخر يونيو/حزيران الماضي، توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "المها الدولية" لإنشاء مدينة "بوابة دمشق"، التي ستكون أول مدينة متكاملة للإنتاج الإعلامي والسينمائي والسياحي في البلاد، باستثمار يُقدّر بـ1.5 مليار دولار، وعلى مساحة تقارب مليوني متر مربع في دمشق وريفها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف استعادت الدراما العراقية جمهورها بهذه المسلسلات؟list 2 of 2عمل درامي يعيد إحياء الإرث الفني لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهابend of list فرص عملوقال وزير الإعلام حمزة المصطفى، في كلمة له ضمن مراسم توقيع الاتفاقية، إن المدينة، الموزعة على 4 أقسام، ستشمل أستديوهات خارجية تحاكي الطراز العربي والإسلامي، وأخرى داخلية مزودة بأحدث تقنيات الإنتاج، إلى جانب مراكز تدريب وتشغيل ومنشآت سياحية وترفيهية.
وأشار المصطفى إلى أنه من المتوقع أن يوفر هذا المشروع أكثر من 13 ألف فرصة عمل، 4 آلاف فرصة مباشرة و9 آلاف فرصة أخرى موسمية، ما يسهم في خلق مسارات مهنية مستدامة للشباب السوريين.
وقال الوزير إن المشروع "يأتي في إطار التوجهات الحكومية لجذب الاستثمارات النوعية وتعزيز الهوية الثقافية لسوريا." مشيرا إلى أن الإعلام السوري سيكون شريكا في التنمية، لا مجرد ناقل لها.
من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة المها محمد العنزي أن "بوابة دمشق" مشروع ثقافي وتنموي وليس مجرد استثمار عقاري أو سياحي، ويهدف إلى جعل سوريا مركزا إقليميا للإنتاج الإعلامي، ومنصة لتصدير صورتها الحضارية، عبر بنية تحتية متطورة يستغرق إنجازها من 5 إلى 7 سنوات، وبمشاركة شركات عالمية متخصصة.
وقال مروان الحسين، مدير اللجنة الوطنية للدراما في وزارة الإعلام، إن الهدف المتوخى تحقيقه من مشروع "بوابة دمشق" هو "إعادة التموضع الرائد والحقيقي لواحدة من أهم الصناعات في سوريا، وهي صناعة الدراما، وتسخير جميع الطاقات في سبيل تألق هذه الصناعة التي نتطلّع ونرجو وصولها إلى مصاف العالمية."
إعلانواعتبر الحسين -في تصريح للجزيرة نت- أن سوريا غنية بتنوع ثقافي غزير وطاقات إبداعية متجددة، بالإضافة إلى بعد تاريخي؛ الأمر الذي يؤهلها لتكون رائدة عربيا حيث تزاحم الصفوف الأولى، بالإضافة إلى توفر طموح الريادة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وحول فرص العمل التي يمكن أن يوفرها هذا المشروع، أشار الحسين إلى أنه يمكن تقديرها بالنظر إلى الحجم الضخم للمشروع، معتبرا أن مشروع "بوابة دمشق" سيكون له دور استثنائي في استقطاب طواقم العمل المتنوعة للنهوض به سواء في مرحلة البناء أو في المراحل اللاحقة.
وأوضح الحسين أن "النظام البائد" قد عمل لسنوات على طمس الهوية الثقافية والفنية في سوريا، وربطها بنفسه بعيدا عن التاريخ الحضاري العريق للبلاد، وعليه يرى المسؤول الحكومي أن هذا المشروع سيفتح آفاق الإبداع أمام العاملين في المجال الدرامي (كتّاب، مخرجين، منتجين..)، إضافة إلى كونه عامل استقطاب للمنتجين الأجانب، وكل ذلك سيساهم في توفير فرص العمل.
التكاملوعن دور المشروع في إعادة سوريا إلى موقعها الطبيعي كحاضنة للصناعة الدرامية والسينمائية، قال المسؤول "سوريا تملك تاريخا فنيا عريقا وحافلا بالإنجازات؛ فهي ملأى بطاقات إبداعية، وعقول ثقافية، وسواعد نشيطة لا تعرف الكلل، ولأن اكتمال هذا المشروع في بلد فيها كل مقومات نجاح هذا القطاّع يعتبر عامل جذب كبير لصنّاع الدراما والسينما في المنطقة، الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى عودة سوريا إلى تموضعها الإقليمي الطبيعي في هذه الصناعة."
وشدّد الحسين على أن أهم عوامل نجاح أي عمل هو تكامل الأدوار ومرونة التنسيق بين الجهات الرسمية المعنية من لجان ومديريات ووزارات، ولكنه لفت إلى أن المشروع ما زال في طور "مذكرة التفاهم" التي تكتفي برسم الخطوط العريضة، وحين يُصار إلى العقد المُفصّل للبنود التنفيذية "حينها سيكون الجميع على طاولة واحدة، ليأخذ كل قطاع دوره الصحيح المناسب لتحقيق التكامل المُنتج والفعّال"، وفقا للحسين.
ويؤكد المسؤول أن تنفيذ خطة بناء مدينة بوابة دمشق سيبدأ في غضون 6 أشهر، وسيستغرق تنفيذ كامل العمليات الإنشائية من 3 إلى 5 سنوات.
بيئة مثالية
ويعتبر آندريه وانيس، مخرج منفذ لأعمال درامية سورية عديدة، أن مشروع بوابة دمشق يمثل فرصة كبيرة للعاملين في مجال الإنتاج البصري، فهو مشروع واعد ومتنوّع يعزّز جميع أنواع الإنتاج الإعلامي والفني.
ويشير وانيس، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن الفنيين والأكاديميين وكتّاب السيناريو والمخرجين السوريين سيجدون أخيرا مكانا يتوجهون إليه، كما هو الحال مع أقرانهم في الدول المجاورة لسوريا، وخاصة مصر "التي يجب أن نأخذ تجربتها بعين الاعتبار."
ويرى وانيس أن هذا المشروع سيفتح آفاقا كثيرة للدراما السورية، من خلال تأمين بنى تحتية للإنتاج، والتي تفتقد سوريا للحد الأدنى منها، فتح الآفاق أمام كتاب النصوص الدرامية والسينمائية، ومدّهم بمخيلة نابعة من زيارة مواقع التصوير في قلب البوابة والتفاعل معها خلال مرحلة الكتابة، الحدّ من هجرة المبدعين والمستثمرين والفنيين في مجال الإنتاج الفني والإعلامي من سوريا.
إعلانويأمل المخرج المنفذ أن تصبح سوريا، في المستقبل القريب، بيئة مثالية لتصوير أعمال درامية عربية يمكنها المنافسة في الأسواق العالمية.
ويقول وانيس في ختام حديثه: "إن الإنتاج الفني السوري هو صورتنا كسوريين أمام العالم، وكما تم إطلاق هوية بصرية جديدة لسوريا، من المؤكد سيكون هناك هوية بصرية جديدة للدراما السورية تنطلق اليوم مع هذا المشروع".
وكان شهد الإنتاج الفني والإعلامي في سوريا خلال حكم نظام بشار الأسد المخلوع حالة من التراجع والركود بسبب التقييد الشديد، حيث خضع لرقابة أمنية صارمة حالت دون التعبير الحر أو النقد المباشر، كما استخدم النظام الفن والإعلام كأدوات دعائية لترويج الأيديولوجيا البعثية وتمجيد السلطة والجيش مما أدى إلى تفريغه من مضمونه الفني والإبداعي. وعانى الإنتاج الفني والإعلامي من ضعف شديد في التمويل وغياب البنية التحتية الحديثة ما أدى إلى تراجع كبير في جودته.