أشارت السفيرة الأمريكية في لبنان، دوروثي شيا، إلى أنه "قبل أربعين عاما، كان الشعب اللبناني غارقا في حمم الحرب الأهلية المروّعة، الّتي أدّت إلى مقتل عشرات الآلاف".

لحظة بلحظة.. الحرب في غزة في يومها الـ17 غزة.. مقتل 60 فلسطينيا الليلة بالغارات الإسرائيلية بيسكوف: الدبلوماسيون يعملون لحل مشكلة الروس المحتجزين في غزة

ولفتت، في كلمة خلال إحياء السّفارة الأميركيّة في بيروت الذّكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحريّة الأمريكية في بيروت، أنّه "بناء على طلب الحكومة اللبنانية، شكّلت ​الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب حلفائنا الفرنسيّين والإيطاليّين وبريطانيا، قوّة جديدة متعدّدة الجنسيّات، لمساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة السّيادة الكاملة على بيروت وكلّ لبنان، أو كما قال الرّئيس الرّاحل رونالد ريغان في ذلك الوقت، لضمان السماح للشعب اللبناني برسم مستقبله.

هذا طموح لا نزال نتمسّك به".

وأوضحت شيا أنّه "هكذا، في العام 1982، وصل 800 عنصر تقريبا من مشاة البحرية الأمريكية (​المارينز​) إلى بيروت. لقد جاؤوا إلى جانب زملائهم من الجنود الفرنسيّين والبريطانيّين والإيطاليّين بسلام، للمساعدة في ضمان سلامة الشعب اللبناني ووضع حدّ للعنف المأساوي".

وركّزت على أنّ "هؤلاء المارينز الأمريكيين كانوا شبابًا أمامهم مستقبل مشرق، ولديهم التزام عميق بخدمة بلدهم والقيم الّتي نعتزّ بها كأمريكيين ولبنانيّين"، مبيّنة أنّ "في السّاعة 6:22 صباح يوم 23 تشرين الأوّل 1983، قبل لحظات قليلة فقط من الموعد المقرّر لمنبّه الصّباح، تمّ قطع مستقبلهم المشرق في غضون ثوان. لقد قاد انتحاريّ شاحنة مملوءة بالمتفجّرات إلى المقرّ وقام بتفجيرها، في هجوم تمّ تنفيذه بدعم من ​إيران​. وتحوّل المبنى إلى أنقاض".

كما ذكرت أنّ "في ذلك اليوم، قُتل 241 جنديا أمريكيا، وتبع ذلك بعد أيام قليلة، موت شخص آخر متأثّرًا بجراحه الّتي أُصيب بها أثناء الهجوم"، مشدّدة على أنّه "خلال ثوان قليلة، حَرم عمل إرهابي جبان هؤلاء الجنود من مستقبلهم المشرق. لقد تُركت عائلات حزينة إلى الأبد، بسبب خسارة لا يمكن تصوّرها، كما تركت الأمّة بأكملها في حالة صدمة".

وأضافت شيا: "بعد دقائق قليلة، ضرب انتحاري ثان ثكنة دراكار الفرنسيّة، وقتل 58 مظليا فرنسيًا. ونحن هنا اليوم، بعد مرور 40 عاما، من أجل إحياء ذكرى أولئك الّذين جاؤوا بسلام. إنّنا نتذكّرهم ونقوم بتكريمهم. ونحن هنا أيضا لنقول بشكل لا لبس فيه، إنّ التزامنا تجاه شعب لبنان أقوى بكثير من أيّ عمل جبان من أعمال العنف أو الإرهاب".

وأكّدت "أنّنا نرفض، ويرفض الشعب اللبناني، تهديدات البعض بجرّ لبنان إلى حرب جديدة. ونحن مستمرّون في نبذ أية محاولات لتشكيل مستقبل المنطقة من خلال التّرهيب والعنف والإرهاب"، مشيرة إلى "أنّني هنا أتحدّث ليس فقط عن إيران و"​حزب الله​"، بل أيضا عن حركة "حماس" وآخرين، الّذين يصوّرون أنفسهم كذبا على أنّهم "مقاومة" نبيلة، والّذين ومن المؤكّد أنّهم لا يمثّلون تطلّعات أو قيم ​الشعب الفلسطيني​، في حين أنهم يحاولون حرمان لبنان وشعبه من مستقبلهم المشرق".

ولفتت إلى أنّ "شعار مشاة البحريّة الأمريكية هو "الإخلاص دائما". واليوم، بعد مرور 40 عاما على تفجير مقرّ مشاة البحريّة، نحن مخلصون إلى الأبد لذكرى هؤلاء الجنود البالغ عددهم 241 جنديا وجميع هؤلاء، أمريكيين ولبنانيّين وغيرهم، ضحّوا بحياتهم لدعم السّلام".

وأعلنت شيا "أنّنا مخلصون أيضا إلى الأبد لقيمنا ومبادئنا، وهي القيم والمبادئ نفسها الّتي أتت بقوّات مشاة البحريّة الأمريكية إلى هنا في الثّمانينيّات، والّتي أعرف أنّنا كأمريكيين ولبنانيين نتقاسمها اليوم. أولئك منّا الّذين يخدمون هنا اليوم، يواصلون العمل يوميّا لتعزيز تلك القيم، ولنكون قوّة إيجابيّة من أجل السّلام والاستقرار والوحدة الوطنيّة في لبنان؛ واليوم على وجه الخصوص نفعل ذلك تخليدا لذكرى أولئك الّذين دفعوا الثّمن الباهظ".

 

المصدر: النهار

 

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار لبنان احتجاجات لبنان الحرب على غزة طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية ة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

لبنان.. غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية

شنت إسرائيل سلسلة غارات عنيفة على منطقة الحدث وحارة حريك وتحويطة الغدير في الضاحية الجنوبية لبيروت، فجر اليوم الخميس، إضافة لغارات على منطقة الأوزاعي المحاذية لمطار بيروت الدولي، تسببت بحدوث نزوح جماعي من المنطقة بعد تهديد الجيش الإسرائيلي بقصفها.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية الأخيرة الضاحية الجنوبية لبيروت منطقة الحدث ـالجاموس، الأوزاعي على بعد أمتار من المدرج رقم 17 من مطار بيروت، تحويطة الغدير واشتعال النيران بمحطة محروقات، مبنى في حارة حريك”.

وأطلق الجيش الإسرائيلي في وقت سابق، تهديدا إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية وتحديدا في مباني محددة في خرائط مرفقة والمباني المجاورة لها في المناطق التالية: الأوزاعي، حارة حريك، تحويطة الغدير وحدث بيروت.

وأضاف البيان: “أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها الجيش بقوة على المدى الزمني القريب من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر”.

وتسببت الغارات الإسرائيلية بحدوث نزوح جماعي من منطقة الأوزاعي في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد تهديد الجيش الإسرائيلي بقصفها.

“حزب الله”: الإنجاز الإسرائيلي الوحيد بريا هو تدمير البيوت والبنى التحتية المدنية
وأصدرت غرفة عمليات “حزب الله ” في لبنان بيانا حول التطورات الميدانية لمعركة “أولي البأس”، معتبرة إنجاز الجيش الإسرائيلي الوحيد بريا هو تدمير البيوت والبنى التحتية المدنية.

وجاء في البيان: “يواصل مجاهدو المقاومة الإسلامية تصديهم للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويكبدون جيش العدو خسائر فادحة في عدته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأمامية وصولا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المحتلة”.

وعلى صعيد المواجهات البرية، قالت غرفة العمليات:

“بتاريخ 28-10-2024 بدأت قوات جيش العدو الإسرائيلي التقدم باتجاه بلدة الخيام بأعداد كبيرة من الأفراد والآليات، وبغطاء جوي كثيف على كامل المنطقة المحيطة والمشرفة على البلدة، وسط تموضع لقوات جيش العدو على العوارض الأماميّة في مناطق تل نحاس والحمامص وسهل المجيدية”.

وتابع البيان، “ووفق الخطط الدفاعية المعدة مسبقا، وبعد رصد دقيق لمسارات التقدم المحتملة، أعد مجاهدو المقاومة الإسلامية خطة دفاع بالنار، ركيزتها الأساسية الرمايات الصاروخية والمدفعية عبر عدد كبير من الاستهدافات المُتزامنة والمركزة على تحركات وتموضعات ومسارات تقدم العدو داخل الأراضي اللبنانية وفي الداخل المحتل. وعلى مدار ثلاثة أيام متواصلة، تم تنفيذ أكثر من 70 عملية استهداف (50 منها عند الأطراف الجنوبية والشرقية للبلدة)، تم خلالها تدمير 4 دبابات بالصواريخ الموجهة ومقتل وجرح طواقمها، واستهداف تموضع للجنود في مستوطنة المطلة بصاروخ موجه ما أسفر عن مقتل وجرح عدد منهم. بالإضافة إلى استهداف مجموعة التأمين في منطقة تل النحاس بصاروخ موجّه، وقد عرض الإعلام الحربي بعض المشاهد التي توثق الإصابة”.

وكان أبرز هذه العمليات، “الصلية الصاروخية الدقيقة التي استهدفت تجمعات كبيرة لجنود وآليات العدو في منطقة وادي العصافير عند الجهة الجنوبية الشرقية للبلدة، باستعمال صواريخ نوعية ودقيقة يزن رأسها الحربي 250 كلغ من المواد شديدة الانفجار. وجراء الانفجارات الضخمة، والأعداد الكبيرة من الإصابات، عمت حالة من الذعر والتخبط في صفوف القوات المعادية”.

و”بالإضافة إلى الصليات الصاروخية والرمايات التي استهدفت تحركات العدو داخل الأراضي اللبنانية، تم خلال هذه العملية تنفيذ عدد كبير من الاستهدافات في المناطق الخلفية للقوات التي تشارك في الاعتداء على أرضنا بشكل مدروس ومحدد وأُجبرت قوات جيش العدو ليل الخميس 31-10-2024 على الانسحاب إلى ما وراء الحدود، والاستعانة بالمروحيّات العسكريّة لنقل القتلى والجرحى، واستقدام آليات خاصة لسحب الدبابات المُدمر”ة”.

ولفت البيان ، “بفعل ضربات المقاومة القاسية والمتكررة، وعدم إتاحة الفرصة أمام قوات جيش العدو للتثبيت والاستقرار داخل قرى الحافة، عمد جيش العدو إلى الانسحاب من عدد من البلدات – التي كان قد تقدم باتجاهها – إلى ما وراء الحدود، وسط عمليات تمشيط واسعة من المواقع الحدودية، ومرابض المدفعية، وغارات من الطائرات الحربية على هذه البلدات، كما يحصل في عيتا الشعب وراميا وميس الجبل وبليدا والخيام وغيرها”.

فيما يجرى التعامل مع محاولات متكررة لقوات من الجيش الإسرائيلي لإطباق الحصار على بلدة الناقورة في القطاع الغربي، ومحاولة تسلل في منطقة الوزاني في القطاع الشرقي تم استهدافها بصلية صاروخية أجبرتها على المغادرة.

تؤكد غرفة العمليات أن ” الإنجاز الوحيد الذي حققه الجيش الإسرائيلي خلال ما يطلق عليه مسمى “المناورة البرية” هو فقط تدمير البيوت والبنى التحتية المدنية وتجريف الأراضي الزراعية في البلدات الحدودية”.

إن مجاهدينا في الجبهة الأمامية عند الحدود الجنوبية، وبفعل ضرباتهم الدقيقة والمتكررة، وقدرتهم العالية على التصدي لتوغلات العدو وتدمير دباباته وآلياته، تمكنوا حتى الآن من إجبار قوات العدو الإسرائيلي على المراوحة عند حدود قرى الحافة فقط، ومنعها من التقدم باتجاه قرى النسق الثاني من الجبهة أو الاقتراب من مجرى نهر الليطاني.

واختتم البيان: “المقاومة الإسلامية وفي ذكرى أربعين شهيدها الأسمى والأقدس والأغلى، سماحة السيد حسن نصر الله قدس سره الشريف، تؤكد أنها على العهد والوعد، ستبقى وفية لدماء شهدائها وستمضي في تحقيق الأهداف التي ارتقوا من أجلها، وعلى رأسها رفعة وكرامة شعبها الأبي وحرية وسيادة بلدها، وهي تعاهد أمينها العام سماحة الشيخ نعيم قاسم حفظه الله أنها ثابتة على درب الولاية حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى”.

مقالات مشابهة

  • لبنان .. غارات إسرائيلية جديدة على ضاحية بيروت الجنوبية
  • غارتان على منطقة الحدت في ضاحية بيروت الجنوبية
  • وسط تهديدات إيران.. مقاتلات إف 15 الأمريكية تصل إلى المنطقة
  • "حزب الله": كمنّا لقوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدم باتجاه بلدة يارون
  • ردًا على قصف "تسرفين" قرب مطار بن غوريون.. غارات إسرائيلية تضرب محيط مطار بيروت
  • لبنان.. غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
  • تحليل.. السفيرة الأمريكية ستلعب دور الوساطة في كردستان
  • تحليل.. السفيرة الأمريكية ستلعب دور الوساطة في كردستان - عاجل
  • أردوغان: نرفض الوحشية والمجازر في قطاع غزة
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. توقيف رجل أطلق تهديدات ضد الديمقراطيين في ولاية ميشيجان