جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-20@04:35:16 GMT

هدوء ما قبل العاصفة

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

هدوء ما قبل العاصفة

 

 

خالد بن سعد الشنفري

 

هدوء ما قبل العاصفة أو الركود المُؤقت قبل العاصفة، مصطلح قديم جدًا على ما يبدو، وقد بدأ هذا التعبير مع البحارة الذين كانوا يعنون به ظاهرة جوية عاينوها نتيجة أسفارهم الطويلة في البحر، وما كانوا يستشعرونه قبل حصول العواصف والأعاصير؛ حيث كان الجو يهدأ ويسكن الهواء ويركد قبل العواصف؛ وهي ظاهرة ديناميكية علمية قد أثبتها العلم في العصر الحديث لسنا بصدد شرحها.

قبل أن أعلم بهذه المعلومة، كنتُ أتساءل كيف يمكن لمن يعيش على اليابسة قديماً أن يتنبأ بأن هدوءًا يسبق عاصفة ما ولم يكن حينها لديهم تقنيات الأرصاد الجوية التي نعرفها حاليًا.

منذ دخول مساء هذا اليوم الأحد 22 أكتوبر 2023، وهذا التعبير لا يُفارق مخيلتي واستشعره تمامًا، خصوصًا ان المركز الوطني للانذار المبكر من المخاطر المتعددة، قد بدأ- منذ ايام- في بث البيانات التحذيرية من اقتراب إعصار "تيج" في بحر العرب قادما الينا في ظفار.

سبق لي أن كتبت عدة مقالات تزامنًا مع بعض الأعاصير الأخيرة التي كثر توافدها علينا في عمان وبالذات ظفار التي تملك تاريخيا أكبر رصيد من أعاصير شهيرة حدثت لها مثل الحيمر والشلي (الغريقة) وغيرها رغم أنني لم أعاصرها أو أعشها؛ حيث يقال إنني من مواليد عام الغريقة أي عام 1959 ولم أعاصر إلا إعصار 1964، وكان عمري حينها خمس سنوات تقريبا، لكن أحداثه ما زالت مغروسة في مخيلتي، وقد كتبت عن ذلك مقال بعنوان "الخندق الكبير" كناية عن الخندق الذي شاهدت أهالي الحافة يحفرونه بوسائل بدائية وسط أكوام من رمال الشاطئ لغرض تسريب المياه التي كادت تغرق الحافة إلى البحر.

رغم أن حالة هدوء ما قبل العاصفة التي أعيشها الآن، ومنذ دخول مساء الإثنين، إلا أنه قد سبقها حراك كبير حثيث لمعظم أجهزتنا ومؤسساتنا العسكرية والدفاع المدني وكافة الأجهزة الحكومية من صحية واجتماعية وخدمية بالتخطيط والتنسيق والتنفيذ لتسخير كافة الإمكانيات المتاحة للتعامل مع هذا الضيف غير المرغوب فيه وتجنب أي أضرار أو مخاطر يسببها للإنسان أهم ثرواتنا في عمان.

مما أسعدني مشاهدته كثيرًا خبر توجه صاحب السمو السيد محافظ ظفار وسعادة الدكتور رئيس بلدية ظفار مع ثلة من المهندسين والفنيين من مختلف الأجهزة الحكومية وأجهزة الدفاع المدني لمعاينة سدي حماية صلالة، وتطميننا على كفاءة والجاهزية العالية للسدين لما هو أكبر من هذا الإعصار، لأنه قد سبق لي أن كتبت مقالا بعد حدوث كارثة إعصار دانيال في سبتمبر الماضي على مدينة درنة الليبية وتسبب سوء صيانة سدي حمايتها في هذه الكارثة التي فقد على إثرها أكثر من 10 آلاف إنسان.

لقد أطلقت على العقد الماضي مسمى "عقد الأعاصير" في عمان والتي كان نصيبنا منها في ظفار ثلاثة أعاصير، وقد أصبح علينا اليوم ليس مجرد الإتعاظ فقط؛ بل الاستعداد مسبقاً لذلك.

حفظ الله بلادنا وشعبها تحت ظل القيادة الرشيدة لمولانا السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله وأبقاه.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

28 % نسبة إنجاز طريق (ميتن - المزيونة - هرويب) بمحافظة ظفار

تواصل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تنفيذ مشروع طريق (ميتن - المزيونة - هرويب) بمحافظة ظفار ويبدأ المشروع من نيابة هرويب وينتهي بنيابة ميتن بولاية المزيونة بطول 210 كيلو مترات، ويعتبر المشروع من الطرق الرابطة والمهمة بمحافظة ظفار، وسوف يسهم في انسيابية الحركة المرورية بين نيابات ومناطق ولاية المزيونة وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية.

وقال المهندس محمد بن أحمد تبوك مدير دائرة التصميم وإنشاء الطرق بمحافظة ظفار إن نسبة الإنجاز في المشروع حتى نهاية شهر أكتوبر وصلت إلى 28 %، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في شهر أكتوبر من العام 2026، مشيرًا إلى أن هذا الطريق يعتبر من المشاريع المهمة التي تنفذها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في المحافظة لما له من أهمية اجتماعية واقتصادية، وأوضح أن العمل في المشروع مقسم إلى أربعة أجزاء، الجزء الأول من نيابة هرويب إلى أندات ومنها إلى نيابة توسنات ومن ثم إلى مركز ولاية المزيونة، ويستكمل الطريق من مركز ولاية المزيونة إلى نيابة ميتن حيث يربط هذا الطريق المناطق والنيابات بمركز ولاية المزيونة.

وقال سعادة أحمد منشر بالحاف عضو مجلس الشورى ممثل ولاية المزيونة إن الطرق بشكل عام تعتبر اللبنة الأولى في تنمية البنية التحتية في أي ولاية من ولايات سلطنة عمان وطريق هرويب ميتن يعد من المشاريع المهمة لتطوير الخدمات الأساسية لهذه الولاية ويربط نيابات الولاية ببعضها البعض مع مركز الولاية ومن خلاله سيسهل على أبناء هذه النيابات والقاطنين في المناطق الصحراوية المتباعدة التواصل بسهولة أكثر وتمكنهم من البقاء والتوطن والأعمار في مناطقهم ومراكز إقامتهم سواء في هرويب أو منطقة مثلث حبروت ومركز اندات ونيابة توسنات مرورا بمركز الولاية إلى نيابة ميتن بمسافة تقريبا 210كم.

وقال محمد بن أحمد رعفيت عضو المجلس البلدي بولاية المزيونة يعتبر المشروع من المشاريع الحيوية والمهمة والتي يتم تنفيذها والذي يعول عليه كثيرا في زيادة التنمية وخدمة أهالي الولاية ونياباتها الممتدة على طول الخط الحدودي الغربي من سلطنة عمان وتيسير حركة الناس والسلع بين أطراف الولاية نفسها وارتباطها مع باقي الولايات ومركز المحافظة في ذات الوقت، وكذلك خدمة التجارة الداخلية والحركة السياحية لما تتمتع به هذه الولاية من مقومات ومعالم سياحية طبيعية وتاريخية.

وقال الباحث الاقتصادي عصام بن محمد زعبنوت إن مشروع تنفيذ طريق هرويب أندات والتفرع إلى مثلث حبروت ومن ثم إلى نيابة توسنات لتربطها بمركز الولاية المزيونة ومنها إلى نيابة ميتن يعتبر من الطرق الاستراتيجية في تعزيز القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياحية، ويسهل انسيابية الحركة للمواطنين والقاطنين في هذه المناطق المأهولة بالسكان، كما أن المقومات الفريدة من نوعها على جانبي الطريق ستكون مناطق ذات جذب سياحي.

مقالات مشابهة

  • عاصفة قوية تضرب شمال غرب الولايات المتحدة
  • مناقشة تحفيز ودعم بيئة ريادة الأعمال بمحافظة ظفار
  • الأهلي يواصل معسكره بقطر للقاء ظفار العماني في بطولة أندية الخليج
  • شعلة سلام أم مرجل نار: جهود عراقية لكبح العاصفة الإسرائيلية المتهورة
  • شراكة استراتيجية بين بنك ظفار و"خليج مسقط " لتلبية الاحتياجات المصرفية
  • نمو التدفق السياحي في محافظة ظفار بنسبة 18.4% .. وتنفيذ مشروعات جديدة لتحقيق الاستدامة السياحية
  • أمريكا الوسطى.. العاصفة "سارا" تقترب من سواحل دولة بيليز
  • إعصار يتسبب في حدوث موجات مد ونزوح أعداد هائلة من الناس في الفلبين
  • بنك ظفار يصدر "تقرير الاستدامة الأول" محققًا الريادة في الممارسات البيئية والاجتماعية
  • 28 % نسبة إنجاز طريق (ميتن - المزيونة - هرويب) بمحافظة ظفار