نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عدد اليوم الإثنين، تقريرًا عن تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة ومعاناة سكانه من نقص المياه بسبب الحصار الإسرائيلي.

هذا الوضع أدى إلى تحذير الأمم المتحدة من انتشار الأمراض بسبب اضطرار السكان لشرب المياه الملوثة، مما تفاقم الأوضاع الصحية في القطاع.

وأوضحت الصحيفة، في التقرير الذي نُشر عبر موقعها الإلكتروني، معاناة إحدى سكان قطاع غزة تدعى هنا أبو عودة، الذي يقيم في مدينة رفح بالجنوب القطاع.

هناك، 40 شخصًا يشارك في نفس المنزل، ولم يستطيعوا الاستحمام لمدة أسبوعين، إلى جانب معاناتهم من العيش في منزل واحد بسبب الضغط الناتج عن النزوح القسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين نحو الجنوب بسبب القصف الإسرائيلي وأوامر الإخلاء في المنطقة الشمالية المزدحمة بالسكان في القطاع.

وأشارت أبو عودة في مقابلتها مع الصحيفة إلى أن المياه التي يحصلون عليها لا تكفي حتى للشرب، وأنهم يمنحون الأولوية للاحتياجات الأساسية للأطفال. وبالنظر إلى الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، يُسبب هذا الوضع مشكلات جلدية للسكان.

ووفقًا للصحيفة، فإن تأمين المياه أصبح تحديًا كبيرًا للعائلات الفلسطينية في قطاع غزة الذي يضم 2.3 مليون نسمة، خاصة في ظل درجات الحرارة العالية. وقد بلغت درجة الحرارة 31 درجة مئوية يوم الأحد الماضي. ونتيجة لهذا الوضع، اضطر الناس لشرب المياه الملوثة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية في القطاع.

ونقلت الصحيفة تصريحات جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين "الأونروا"، التي أكدت أن الناس في غزة يعانون من نقص شديد في إمدادات المياه، حيث إما أنهم لا يملكون مياهًا على الإطلاق أو يواجهون إمدادات محدودة للغاية. وحتى في ملاجئ "الأونروا"، كانت المياه الصالحة للشرب نادرة.

يُذكر أن إسرائيل فرضت حصارًا على غزة وقامت بقطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود عقب هجمات شنتها حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر الجاري، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع وارتفاع عدد الضحايا.

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن قطاع غزة عادةً ما يحصل على المياه العذبة من مزيج من الآبار وخطوط الأنابيب القادمة من إسرائيل، بالإضافة إلى محطات تحلية المياه على البحر الأبيض المتوسط. ولكن وكالات الإغاثة تقول إن نقص الوقود والكهرباء أثر على المحطات وأنظمة ضخ المياه.

وأفاد مسؤولون في الأمم المتحدة بأن إسرائيل تسمح فقط بإمدادات محدودة وغير كافية من المياه عبر الأنابيب التي تمتد إلى جنوب غزة لمدة ثلاث ساعات يوميًا. وحذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من أن الوضع سيزداد سوءًا.

وأوضحت المنظمة أنه في غضون ثلاثة أيام "سينفد الوقود اللازم لاستجابتنا الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة"، وأضافت "بدون الوقود، لن يكون هناك ماء، ولن تكون هناك مستشفيات أو مخابز تعمل. سيؤدي ذلك إلى مزيد من الآثار السلبية على الأطفال والنساء والسكان في غزة".

وفي الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى أن سعر المياه قد ارتفع بشكل كبير منذ بدء الحصار. ورغم دخول نحو 20 شاحنة محملة بإمدادات طارئة إلى غزة يوم السبت من مصر، ونحو 14 شاحنة أخرى أمس الأحد، إلا أنه لم يكن واضحًا ما إذا كانت تحمل مياهًا.

ووصفت الأمم المتحدة الإمدادات بأنها "قطرة" في البحر مقارنة بالإمدادات الطارئة واللازمة لتلبية احتياجات السكان. وقال مسؤولون في المنظمة الدولية إن المساعدات حتى الآن تمثل فقط 4% من المتوسط اليومي الذي تم إرساله قبل الصراع الأخير.

وفي خان يونس، جنوب قطاع غزة أيضًا، وقف محمد النجار، مواطن غزاوي عمره 45 عامًا في طابور طويل أمام نقطة توزيع المياه. وكان قد أحضر عربة يجرها حمار تحمل خزانًا بسعة 500 لتر أملًا في أن يتمكن من ملؤه بالماء.

وقال النجار في مقابلة مع الصحيفة: "لا يوجد ماء أو كهرباء حتى عندما نحصل على بعض المياه المنقولة عبر الأنابيب من البلدية، لا توجد طاقة لتشغيل المضخات لرفعها إلى الخزانات الموجودة على السطح". وأضاف أن 30 نازحًا لجأوا إلى منزله، وفي بعض الأحيان يستغرق الأمر ساعات للحصول على الماء الذي يستخدمونه للشرب والطبخ وغسل الأيدي والوضوء فقط.

ومن جهتهم، قال سكان آخرون إن أسعار الوقود المستخدم في تشغيل المولدات الخاصة للتعويض عن انقطاع التيار الكهربائي ارتفعت ثلاثة أضعاف، مما دفعهم إلى الاعتماد على العربات التي تجرها الحمير لجلب المياه والقيام بمهام أخرى، حيث لم يبق لديهم سوى القليل من البنزين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة إسرائيل المياه الأمم المتحدة فی القطاع قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خيانة نَصّ !!

أطياف
صباح محمد الحسن

طيف أول :
للذين روّضوا لعيونهم العتمة
ولؤلئك الذين نما في وعيهم جرحٌ ذو شجون
،وللذين وقفت أحلامهم لتوديع أصواتهم
لرهناء الإنتظار في وحشة منعطفات الوقت!!
ولم تكن زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لتبادل التحايا كما وصفها الإعلام الكيزاني، أن الرجل نقل تحيات الأمين العام انطوني غوتيرش للفريق عبد الفتاح البرهان
ولم يكن إعلام المجلس شفافا في شرح ماتضمنه اللقاء وماناقشه رمطان لعمارة مع قائد الجيش
فالمجلس قال إن اللقاء ناقش كيفية محاسبة المجتمع الدولي للدول التي تدعم قوات الدعم السريع وانه أخبر لعمامرة بأنه سيقوم بحماية المدنيين من بطش قوات آل دقلو الإرهابية المتمردة ، وقال البرهان أنه في حال عودة المواطنين لمنازلهم وقراهم، سيتم إبتدار العملية السياسية وإجراء الإنتخابات التي يقرر فيها الشعب السوداني مستقبله السياسي دون تدخلات خارجية)!!
حديث بلغ فيه التزوير والطمع السياسي مبلغا بعدم الشعور بمعاناة الشعب والقفز على حجم الكارثة والوقوق على "أكوام رماد" الحلم بالتفكير في العودة من جديد للحكم "إنتخابات"!! كما أنه صور الزيارة وكأن رمطان رسول العالم الذي منح البرهان الشرعية لمواصلة مسيرته
ويبدو، أن إعلام المجلس يمارس هوايته ، على طريقة بطل رواية ( المترجم الخائن) للروائي السوري فواز حداد حيث كان " حامد" بطل الرواية الذي يعمل مترجما يغير في النص قليلا ليكون أقرب لروح الواقع ويتماشى معه ، درج على التعدي على النص ،. ولكن وبعد أن تم تسريب النصوص الأصلية، هاجمه النقاد واعتبروا أن مايقوم به هو عملية لا أخلاقية وهي خيانة للأمانة الأدبية للنص الأصلي).
فالعمامرة على لسانه قال إن اللقاء تناول الأوضاع في السودان مشيرا إلى إنخراط الأمم المتحدة وتشجيعها للحل التفاوضي بشأن الأزمة في السودان مؤكداً ضرورة تضافر الجهود من أجل مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة والإسراع في العودة للأوضاع الطبيعية والتفرغ لعمليات إعادة البناء والإعمار).
أي ان عملية عودة المواطنين الي منازلهم وعملية البناء والإعمار تأتي بعد العودة للعملية التفاوضية وليس بمعزل عنها
و من خلال تصريحات لعمامرة يمكن أن يكون لصياغة السؤال ضرورة مباشرة هل حمل المبعوث الخاص في زيارته العاجلة لبورتسودان دعوة رسمية من الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش الي الفريق عبد الفتاح البرهان للعودة الي طاولة منبر جنيف، الأمر الذي أخفاه المجلس الإنقلابي وإعلامه الذي ترجم النص حسب مايناسب الواقع !!
وبالأمس تسألنا هنا أنه ولطالما أن وزير خارجية الحكومة قال : لقد أخطرنا المبعوث الخاص للأمم المتحدة اننا نفضل الذهاب الي جدة بدلا من جنيف ذكرنا أن هذه الإجابة لاتأتي إلا اذا كان رمطان لعمامرة دعا البرهان الي جنيف والجيش فضل العودة الي جدة عليها
وهو ما أكده حديث لعمامرة ( أن الأمم المتحدة تشجع للحل التفاوضي وأن الحرب إستكملت قرابة العامين وأسفرت عن الكثير من الضحايا مبيناً أن المنظمة الدولية تعمل جاهدة من أجل تقليص المدة الزمنية للحرب وتقليل عدد ضحاياها ) وهو، حديث واضح وصريح أن المبعوث قدم دعوة رسمية للتفاوض بمنبر جنيف لكنها دعوة مختلفة وغير عادية اراد فيها التزاما مكتوبا من البرهان او وعدا جديدا يحتاج الي ضمانات جعلت لعمامرة يحل ضيفا عليه، فالرجل جاء الي العاصمة الإدارية بورتسودان بالرغم من الأمم المتحدة الآن في إجازة عن العمل بمناسبة الأعياد
فلايمكن أن ( يقطع إجازته) إلا لأمر ضروري ومهم سيما أن ثمة لقاء مرتقب بجنيف بشأن السودان برعاية من الأمم المتحدة في يناير القادم لمناقشة توحيد المبادرات، ووقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية
ويبدو ان لعمامرة عندما علم أن الجيش وإعلامه لم يفصح عن الزيارة واسبابها ووضعها في قالب آخر كتب البارحة على صفحته في منصة ( x)
عقدت اليوم لقاءا جوهريا مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، حيث استعرضنا مجمل جوانب الوضع في السودان وتبادلنا وجهات النظر حول كيفية المضي قدما نحو السلام ). !!
طيف أخير :
#لا_للحرب
شرعت مبادرة الأعلام البيضاء في حملتها أمس ( بطانية نازح) لجمع وشراء 1000بطانية للنازحين بمدينتي عطبرة وبربر بالتعاون مع 'سوا "بنقدر "
حملة "بطانية نازح" تأتي تحت شعار ( دفء وأمل)

   

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: أوروبا غير قادرة على فرض عقوبات صارمة على روسيا
  • بيانات أممية: انخفاض نسبة سكان غزة الذين نستطيع تقديم مساعدات لهم إلى 29%
  • دعوة أممية لتقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في غزة
  • الأمم المتحدة تطالب بمساعدات طبية عاجلة في غزة
  • منع دخول المساعدات.. سلاح إسرائيل لمواصلة الإبادة الجماعية في غزة
  • فوز المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة بلقب دبلوماسي العام
  • خيانة نَصّ !!
  • في الإسكوا.. اجتماع بحث في خطة وزارة الزراعة لمسح الأضرار الزراعية
  • الأمم المتحدة: إسرائيل تواصل تقييد دخول المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة: انهيار القانون والنظام في غزة