يؤكد الدعم المستمر من الولايات المتحدة لإسرائيل، على أن العلاقة بين البلدين ليست مجرد علاقة دولية بالشكل المتعارف عليه، إذ يمتد الأمر إلى صداقة وشراكة قوية منذ عام 1948، حيث تٌعد الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة تعترف بإسرائيل دولة مستقلة في 14 مايو 1948، عندما أصدر الرئيس هاري ترومان، بيان اعتراف بإسرائيل عقب إعلانها الاستقلال في التاريخ نفسه، وعقب هذا تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، عندما قدم السفير الأمريكي، جيمس غروفر ماكدونالد، أوراق اعتماده في 28 مارس 1949 ليصبح أول سفير لأمريكا في الدولة العبرية.

دعم الولايات المتحدة إسرائيل في حرب غزة 

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، دعمها الكامل لسلطات الاحتلال الإسرائيلية في حربها على ‏قطاع غزة، وهو ما أكد عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء زياته الأخيرة لإسرائيل، وقامت الولايات المتحدة، بإرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد، إلى شرق المتوسط، كنوع من أنواع الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، وهذا الدعم يعود لأكثر من 70 عامًا حيث بدأت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل عام 1949 بملايين الدولارات.

والسؤال الآن، لماذا كل هذا الدعم المستمر من الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل؟

لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟

ترتكز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل على تجارة ثنائية سنوية تصل إلى نحو 50 مليار دولار من السلع والخدمات، وهناك العديد من المعاهدات والاتفاقيات التي ترسخ العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين، منها اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية الإسرائيلية للعام 1985، لتصبح الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لإسرائيل منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة في العام 1985، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.

وأشار محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، مبنية على أسس سياسية وليست اقتصادية استثمارية فقط.

الاستثمارات الأمريكية في إسرائيل

وأضاف أنيس، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن حرص الولايات المتحدة الأمريكية على تواجد استثمارات أمريكية في إسرائيل، لم يكن الدافع وراء ذلك هو أن إسرائيل فرصة ذهبية للاستثمار، إذ إن الأمر ليس إلا دعمًا للجانب الإسرائيلي بطريق غير مباشر.

تمويلات أمريكية لشركات البرمجة 

وتابع الخبير الاقتصادي، بأنه منذ فترة الخمسينيات تتواجد الشركات الأمريكية في إسرائيل، وإن كان هذا غير واضحًا في هذه الفترة، إلا أنه الآن أصبحت هذه الشركات الأمريكية المتواجدة في إسرائيل معروفة ومعلنة، وهو ما جعل إسرائيل تحتل المركز الثاني على مستوى العالم من حيث عدد كبير من الشركات الناشئة، مثل (ألفابت، أبل، مايكروسوفت، ميتا، إنتل) حيث يتواجد جزء كبير من قسم الأبحاث الخاص بهذه الشركات في إسرائيل، يضاف إلى ذلك شركات السوفت وير والبرمجة سواء كانت شركات إسرائيلية بتمويل أميركي أو شركات أمريكية متواجدة في إسرائيل، وهذا القطاع من القطاعات الهامة والقوية جداً في إسرائيل، وفي إسرائيل يوجد أكبر مركز تطوير لشركة Intel في العالم.

دعم أمريكي لقطاع الزراعة الإسرائيلي

وأوضح أنيس، أن هناك أيضًا تمويلات أمريكية لقطاع الزراعة الإسرائيلي من إدخال التكنولوجيا الحديثة في عملية الزراعة، مما ساهم في إحداث نقلة وتطوير الزراعة في إسرائيل بتقنية عالية، وذلك التمويل من خلال مبادرات تمويلية أمريكية لشركات ناشئة إسرائيلية في قطاع الري والزراعة.

الصادرات الأمريكية إلى إسرائيل

وبلغت الصادرات الأمريكية إلى إسرائيل نحو 20 مليار دولار في عام 2022، فيما بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر الأمريكي في إسرائيل 42.5 مليار دولار في عام 2022، والاستثمار الأجنبي المباشر الإسرائيلي في الولايات المتحدة 10.6 مليار دولار في نفس العام، بحسب بيانات اقتصادية.

تواجد تكنولوجي إسرائيلي قوي في أمريكا

وتقدم إسرائيل للولايات المتحدة، دعما في بعض المجالات الهامة، منها تبادل المعلومات الاستخبارية والإنتاج الصناعي الدفاعي، بالإضافة إلى معالجة قضايا الاستدامة المتعلقة بالأمن المائي والغذائي، والطاقة المتجددة، والصحة العامة، بحسب بيانات اقتصادية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الولايات المتحدة إسرائيل حرب غزة حرب إسرائيل في غزة الحرب العلاقات الأمريكية الاقتصادية دعم أمريكا لإسرائيل قطاع غزة فلسطين الولایات المتحدة الأمریکیة ملیار دولار فی إسرائیل

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: أمريكا لا تريد إلا الحفاظ على هيبة إسرائيل

قال زهير الشاعر، الكاتب والباحث السياسي، إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن تدعم رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت بالتحديد ولكن تريد أن تحافظ على هيبة إسرائيل كحليف استراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.

وأضاف «الشاعر»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الولايات المتحدة الأمريكية تساهم بـ50% من ميزانية محكمة الجنايات الدولية بالرغم من أنها ليست عضو كامل في هذه المحكمة، وإنما عضو مراقب وبالتالي هي تريد أن تسجل موقفًا واضحًا أمام المحكمة وجميع الجهات الدولية بأنها لن تتخلى عن إسرائيل بالمطلق.

ما سبب توقيت هذا القرار الآن؟

وتابع «ما سبب توقيت هذا القرار الآن؟ هل أعطت أمريكا ضوءًا أخضر لهذه المحكمة لتمضي قدمًا في اتخاذ قرارها ضد نتنياهو وجالانت كون هذه  الفترة بالغة الأهمية والحساسية للرئيس جو بايدن من جهة ومن جهة أخرى، بايدن لا ينسى أبدًا عملية إفشال نتنياهو لكل جهوده التي حاول أن يقوم بها خلال الفترة الماضية والتي كانت مصاحبة لعملية الحرب في قطاع غزة».

مقالات مشابهة

  • صحيفة كورية: أمريكا و”إسرائيل” فشلتا في إيقاف الهجمات اليمنية
  • إسرائيل.. المصادقة على تعيين سفير جديد إلى الولايات المتحدة
  • لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
  • عادل حمودة: الشيخ زايد انتقد بشجاعة السياسة الأمريكية
  • عبدالمنعم سعيد: أمريكا تعد إسرائيل حليف استراتيجي كبير لها
  • عبدالمنعم سعيد: أمريكا تعتبر إسرائيل حليفا استراتيجيا كبيرا لها
  • عبدالمنعم سعيد: أمريكا تعتبر إسرائيل حليف استراتيجي كبير لها
  • خبير استراتيجي: الولايات المتحدة تخشى العدالة الدولية ومتناقضة فيما يخص قراراتها
  • باحث سياسي: أمريكا لا تريد إلا الحفاظ على هيبة إسرائيل
  • خبير علاقات دولية: أمريكا تدعم إسرائيل رغم حديثها عن وقف إطلاق النار