لماذا تتمسك أمريكا بدعم إسرائيل؟.. خبير: السياسة تقف خلف الدعم الاقتصادي
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
يؤكد الدعم المستمر من الولايات المتحدة لإسرائيل، على أن العلاقة بين البلدين ليست مجرد علاقة دولية بالشكل المتعارف عليه، إذ يمتد الأمر إلى صداقة وشراكة قوية منذ عام 1948، حيث تٌعد الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة تعترف بإسرائيل دولة مستقلة في 14 مايو 1948، عندما أصدر الرئيس هاري ترومان، بيان اعتراف بإسرائيل عقب إعلانها الاستقلال في التاريخ نفسه، وعقب هذا تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، عندما قدم السفير الأمريكي، جيمس غروفر ماكدونالد، أوراق اعتماده في 28 مارس 1949 ليصبح أول سفير لأمريكا في الدولة العبرية.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، دعمها الكامل لسلطات الاحتلال الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة، وهو ما أكد عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء زياته الأخيرة لإسرائيل، وقامت الولايات المتحدة، بإرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد، إلى شرق المتوسط، كنوع من أنواع الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، وهذا الدعم يعود لأكثر من 70 عامًا حيث بدأت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل عام 1949 بملايين الدولارات.
والسؤال الآن، لماذا كل هذا الدعم المستمر من الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل؟
لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟ترتكز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل على تجارة ثنائية سنوية تصل إلى نحو 50 مليار دولار من السلع والخدمات، وهناك العديد من المعاهدات والاتفاقيات التي ترسخ العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين، منها اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية الإسرائيلية للعام 1985، لتصبح الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لإسرائيل منذ توقيع اتفاقية التجارة الحرة في العام 1985، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.
وأشار محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، مبنية على أسس سياسية وليست اقتصادية استثمارية فقط.
الاستثمارات الأمريكية في إسرائيلوأضاف أنيس، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن حرص الولايات المتحدة الأمريكية على تواجد استثمارات أمريكية في إسرائيل، لم يكن الدافع وراء ذلك هو أن إسرائيل فرصة ذهبية للاستثمار، إذ إن الأمر ليس إلا دعمًا للجانب الإسرائيلي بطريق غير مباشر.
تمويلات أمريكية لشركات البرمجةوتابع الخبير الاقتصادي، بأنه منذ فترة الخمسينيات تتواجد الشركات الأمريكية في إسرائيل، وإن كان هذا غير واضحًا في هذه الفترة، إلا أنه الآن أصبحت هذه الشركات الأمريكية المتواجدة في إسرائيل معروفة ومعلنة، وهو ما جعل إسرائيل تحتل المركز الثاني على مستوى العالم من حيث عدد كبير من الشركات الناشئة، مثل (ألفابت، أبل، مايكروسوفت، ميتا، إنتل) حيث يتواجد جزء كبير من قسم الأبحاث الخاص بهذه الشركات في إسرائيل، يضاف إلى ذلك شركات السوفت وير والبرمجة سواء كانت شركات إسرائيلية بتمويل أميركي أو شركات أمريكية متواجدة في إسرائيل، وهذا القطاع من القطاعات الهامة والقوية جداً في إسرائيل، وفي إسرائيل يوجد أكبر مركز تطوير لشركة Intel في العالم.
دعم أمريكي لقطاع الزراعة الإسرائيليوأوضح أنيس، أن هناك أيضًا تمويلات أمريكية لقطاع الزراعة الإسرائيلي من إدخال التكنولوجيا الحديثة في عملية الزراعة، مما ساهم في إحداث نقلة وتطوير الزراعة في إسرائيل بتقنية عالية، وذلك التمويل من خلال مبادرات تمويلية أمريكية لشركات ناشئة إسرائيلية في قطاع الري والزراعة.
الصادرات الأمريكية إلى إسرائيلوبلغت الصادرات الأمريكية إلى إسرائيل نحو 20 مليار دولار في عام 2022، فيما بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر الأمريكي في إسرائيل 42.5 مليار دولار في عام 2022، والاستثمار الأجنبي المباشر الإسرائيلي في الولايات المتحدة 10.6 مليار دولار في نفس العام، بحسب بيانات اقتصادية.
تواجد تكنولوجي إسرائيلي قوي في أمريكاوتقدم إسرائيل للولايات المتحدة، دعما في بعض المجالات الهامة، منها تبادل المعلومات الاستخبارية والإنتاج الصناعي الدفاعي، بالإضافة إلى معالجة قضايا الاستدامة المتعلقة بالأمن المائي والغذائي، والطاقة المتجددة، والصحة العامة، بحسب بيانات اقتصادية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الولايات المتحدة إسرائيل حرب غزة حرب إسرائيل في غزة الحرب العلاقات الأمريكية الاقتصادية دعم أمريكا لإسرائيل قطاع غزة فلسطين الولایات المتحدة الأمریکیة ملیار دولار فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
اسرار العقوبات الأمريكية على حميدتي ومأزق الإمارات والسعودية
فرضت واشنطن فى ٧ يناير ٢٠٢٤ م عقوبات على قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي". وقال وزير الخارجية لأمريكية أنتونى بلينكن في بيان إن القرار استند إلى معلومات حول عمليات القتل "المنهجية" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد رجال وفتيان واغتصاب نساء وفتيات من مجموعات إثنية معيّنة.
واتهمت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش في السودان منذ أبريل ٢٠٢٣ م بارتكاب ابادة جماعية في إقليم دارفور، وفرضت عقوبات على قائدها "لدوره في الفظائع الممنهجة بحق الشعب السوداني".
من جانبها، بررت وزارة الخزانة الأمريكية العقوبات على حميدتي بكونه "طرفا رئيسيا" في النزاع، ولأن "جرائم الحرب والفظائع" التي كشفتها الولايات المتحدة ارتكبت تحت قيادته. وأضافت أن "حميدتي يتحمل من خلال قيادته مسؤولية رئيسية عن الأعمال الفظيعة وغير القانونية التي تقوم بها قواته".
إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة الثلاثاء عقوبات على سبع شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع تتهمها بالمشاركة في تمويلها وشراء المعدات العسكرية لصالحها، والمساهمة تاليا في "استمرار النزاع في السودان"
وبعدها فى ١٦ من ذات الشهر فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان متهمة إياه بتفضيل الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الألوف ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن أساليب الحرب التي ينتهجها الجيش تحت قيادة البرهان تشمل القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدام خارج نطاق القضاء.
وأعلنت واشنطن هذه الأجراءات بعد أسبوع واحد فقط من فرض عقوبات على خصم البرهان في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين، محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.وقال مصدران مطلعان لوكالات أنباء إن أحد أهداف العقوبات المفروضة اليوم هو إظهار أن واشنطن لا تنحاز لأي طرف.
وقد نعلم ان تلك القرارات لم تكن مفاجئة إذ جرى توصيف الحرابة كما يقول حميدتى بانها حرب بين جنرالين منذ اندلاع شرارتها الاولى فى مراكز السياسة والإعلام الغربيين . ولكن المفاجاة كانت فى توقيتها القاتل . وحسب مصادر قريبة من الحزب الديمقراطى فى العاصمة الإمريكية واشنطن فإنها اى تلك الإجراءات ضد حميدتى وقواته على وجه الخصوص وثقل الاتهامات التى تتضمن ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية والعنف الجنسي قد قد خرجت به ومعه قواته من سيناريو اى معالجة سياسية فى مستقبل السودان. وقرار ادارة الرئيس الامريكى بايدن كان ردا من دوائر حزبه الديمقراطى الذى خسر الانتخابات فى نوفمبر المنصرم على دعم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان لمرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب فى حملته الانتخابية بمبالغ سرية مهولة.
سهم تلك العقوبات نفذ إلى قلب شرعية قوات الدعم السريع وتوظيفها والاستعانة بها فى عملية درع الصحراء مع تمدد تهديد الحوثيين فى اليمن وهى بقعة لا زالت ساخنة ومشتعلة وفى ذات الوقت لن تجد الرياض وأبو ظبى مناصا من التملص او قل التخلص وهجران اى ارتباط معنوى او مادى مع الدعم السريع .
السفينة تغرق والجميع يقفزون منها للنجاة بأنفسهم وهيهات .
﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ يونس: ٩٢
حسين التهامى
husselto@yahoo.com
////////////////////////