إسرائيل تزعم امتلاك أدلة على مشاركة إيران في طوفان الأقصي
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
قال ضابط كبير في جيش الإحتلال الإسرائيلي إن لدى إسرائيل أدلة على تورط إيران في هجوم المقاومة يوم 7 أكتوبر، والذي خلف أكثر من 1400 قتيل وأكثر من 200 آسير.
قال اللواء مايكل إدلشتاين، القائد الذي يعمل مع القيادة الجنوبية لقوات الدفاع الإسرائيلية، إن المهاجمين كانوا مدربين جيدًا ومجهزين جيدًا.
قال في مؤتمر صحفي يوم الاثنين بعد أن عرض الجيش الإسرائيلي على الصحفيين الدوليين عرضًا لمجموعة مدته 45 دقيقة تقريبًا من لقطات الهجوم.
لم يقدم اللواء الإسرائيلي، وفقا لسكاي نيوز البريطانية، أي دليل محدد على التورط الإيراني بخلاف شهادته. كما رفض توضيح ماهية هذه الأدلة.
قال: لا أستطيع أن أشرح الكثير ولكن يمكنكم أن تفهموا ما أعنيه. ليس فقط فيما يتعلق بالمعدات بل أكثر من ذلك.
ووفقا لديبورا هاينز، محررة شؤون الأمن والدفاع، يبدو أن تعليقاته تذهب إلى أبعد من التصريحات السابقة للمسؤولين بشأن احتمال وجود صلة إيرانية، بما يتجاوز حقيقة أن طهران قدمت منذ فترة طويلة الدعم العسكري والمالي للمقاومة الفلسطينية في غزة.
وردا على سؤال عما إذا كانت الأدلة التي تم جمعها تعني أن مقاتلي حماس تلقوا تدريبا في الخارج، قال الضابط الإسرائيلي: لا أستطيع تقديم تفاصيل. أنا آسف". لقد بنوا بعض مواقع التدريب داخل غزة وأستطيع أن أقول إنهم يتصرفون باحترافية شديدة، لسوء الحظ.
قال الضابط أيضًا إن الوثائق التي عثر عليها على جثث الفلسطينيين الذين ماتوا في الهجوم، وكذلك مع عشرات المقاتلين الذين تم أسرهم، تقدم دليلاً على التعليمات المحددة التي صدرت لهم.
نشرت الحكومة الإسرائيلية بعض الوثائق التي تقول إنها استعادتها من المهاجمين. وهي تشمل كتابا وُصف بأنه "دليل اختطاف" وآخر قيل إنه يحتوي على "خطط عمليات".
قال الرئيس الإسرائيلي لشبكة سكاي نيوز، إن مقاتلي حماس لديهم تعليمات حول كيفية تصنيع أسلحة كيماوية. وردا على سؤال عما إذا كان هذا يعني أن المجموعة الفلسطينية تمتلك القدرة على الأسلحة الكيميائية، قال اللواء إدلشتاين: "ما زلنا نبحث عن أدلة حول ما إذا كان لديهم هذه القدرة أم لا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل ايران أحداث طوفان الأقصى 50 ألف حامل في غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا طورت إسرائيل هجماتها على سوريا بعد طوفان الأقصى؟
أطلقت إسرائيل منذ عام 2013 سلسلة من الهجمات الجوية على الأراضي السورية تحت شعار "استهداف الوجود الإيراني" الذي توسع بالفعل وأصبح علنيا، نتيجة ظروف المواجهة بين النظام السوري الذي استعان بدعم طهران، وفصائل المعارضة السورية التي تلقت دعما دوليا هي الأخرى.
ومن خلال متابعة الخط البياني للغارات الإسرائيلية على سوريا يظهر بوضوح أنها تشهد صعودا وهبوطا، ويختلف حجمها من عام لآخر تبعا للتطورات الميدانية، والظروف السياسية.
فقد بلغت هذه الغارات مستوى متدنيا في عام 2022 بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية، وتراجع مستوى التنسيق بين موسكو وتل أبيب بسبب الخلافات حول موقف الأخيرة من الحرب، في حين ازداد حجم الغارات منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما تبعه من اندلاع الحرب في غزة، وتوسعها إلى لبنان، والتصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل الذي امتد إلى الأراضي السورية أيضا.
إسرائيل تبرر هجماتها بنشاط الحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية (رويترز) النهج الإسرائيلي قبل 7 أكتوبرتزعم إسرائيل أن هجماتها -قبل وبعد طوفان الأقصى- يأتي جراء نشاط الحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية، وبما تقول إنها عمليات نقل للأسلحة من إيران إلى حزب الله اللبناني.
كما أشارت مصادر أمنية وإعلامية إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت في الغالب شحنات أسلحة وصلت إلى سوريا، أو مختبرات تعتقد إسرائيل أنه يتم استخدامها لتطوير صواريخ لصالح حزب الله، مثل مركزي البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق ومصياف في ريف حماة.
ومنذ عام 2013، ازدادت التحذيرات التي أطلقها خبراء أمنيون إسرائيليون، ومنهم اللواء المتقاعد يعكوف عميدرور مستشار الأمن القومي الأسبق لرئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي شغل أيضا منصب رئيس مجلس الأمن القومي، إذ طالب تل أبيب بمنع وصول الأسلحة إلى حزب الله، ومنع إيران من تشكيل قاعدة لعملياتها على الأراضي السورية تتيح لها شن هجمات على إسرائيل.
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سبتمبر/أيلول 2015 عن مخاوفه المتعلقة بسوريا صراحة، حيث أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتجاجه على استخدام إيران للأراضي السورية لتزويد حزب الله بأسلحة وعتاد متطور، بالإضافة إلى اعتراضه على الوجود العسكري الإيراني الكثيف في سوريا، محذرا من ارتفاع التصعيد على جبهة الجولان.
اصطلحت المؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية على هجماتها في سوريا مصطلح "المعركة بين الحروب"، إذ بات هذا المصطلح يرمز إلى إستراتيجية عسكرية وأمنية وقائية إسرائيلية حيال النفوذ الإيراني.
وفسر معهد واشنطن للدراسات هذه الإستراتيجية بأنها عمليات دفاعية تهدف إلى إبطال التهديدات دون أن ترقى إلى مستوى الحرب، وتتضمن شن هجمات استباقية بموجب معلومات استخباراتية عالية الدقة، بهدف تأخير نشوب الحرب، وإضعاف قوة الخصوم لردعهم، بالإضافة إلى توفير ظروف مثالية لتفوق الجيش الإسرائيلي حال نشبت حرب حقيقية مع إيران.
في أبريل/نيسان 2022، صرح الجيش الإسرائيلي عن تنفيذه 400 غارة جوية على سوريا منذ عام 2017 وحتى تاريخ صدور التصريح، في حين تشير التقديرات إلى أن معدل الغارات بين عامي 2013 و2017 يتراوح بين 5 إلى 10 غارات سنويا لا أكثر.
ويعكس ذلك ارتفاع الهجمات بالتوازي مع توسع انتشار النظام السوري والفصائل المدعومة إيرانيا على الجغرافية السورية بالتوازي مع تقلص سيطرة المعارضة التي أخذ انتشارها بالانحسار منذ نهاية عام 2016 عندما خسرت السيطرة على أحياء مدينة حلب الشرقية، ثم تبعها مغادرة مقاتليها لريف دمشق، ودخول قوات النظام السوري والفصائل العراقية وحزب الله إلى جنوب البلاد تحت غطاء روسي.
وتمثلت الأهداف المفضلة للهجمات الإسرائيلية بشحنات الصواريخ التي كانت تصل إلى سوريا عبر مطاري دمشق وحلب، اللذين خرجا مرارا عن الخدمة، بالإضافة إلى استهداف شاحنات محملة بالصواريخ بعد دخولها من شمال شرق سوريا عبر الحدود العراقية وتوجهها إلى ريف حمص أو ريف دمشق، إلى جانب مطار التيفور.
وبالإضافة إلى مراكز بحوث علمية متفرقة؛ أبرزها مركز البحوث العلمية في مصياف بريف حماة وسط سوريا، دخل الطريق الذي يربط بين سوريا ولبنان ضمن قائمة الأهداف الإسرائيلية، حيث نفذ الطيران هجمات عديدة على هذا الطريق في أكتوبر/تشرين الأول 2024 خاصة قرب نقطة المصنع ومنقطة جوسية.
واللافت أن الهجمات بقيت حتى أواخر عام 2023 لا تستهدف إيقاع خسائر بشرية إلا في حالات قليلة جدا عمدت إسرائيل من خلالها إلى تصفية شخصيات محددة، مثل عملية اغتيال الأسير المحرر من السجون الإسرائيلية سمير القنطار أواخر عام 2015، بدعوى تعاونه مع حزب الله جنوب سوريا.
متغيرات بعد طوفان الأقصىاتسع التصعيد في المنطقة بعد عملية طوفان الأقصى، ووصل إلى مستوى الصدامات المباشرة بين إسرائيل وإيران، تارة داخل البلدين، وتارة في سوريا التي تنشط فيها طهران بشكل واضح، وبناء عليه اختلف حجم وطبيعة الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2024 كشف النظام السوري عن تنفيذ إسرائيل أكثر من 100 هجوم على الأراضي السورية خلال عام واحد، تحديدا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المتغيرات التي طرأت على الغارات الإسرائيلية لم تقتصر على الكم، بل أصبحت نوعية أكثر، فوصلت إلى مناطق غير مسبوقة مثل المربع الأمني في العاصمة دمشق، بعد أن كانت تستهدف ضواحي العاصمة سابقا حيث توجد مستودعات أسلحة فقط، كما أن الهجمات الإسرائيلية باتت تتعمد بشكل واضح تحقيق خسائر بشرية، خاصة في صفوف الخبراء العسكريين الإيرانيين التابعين للحرس الثوري الإيراني.
أبرز هجوم إسرائيلي خلال العام الأخير تمثل بقصف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، الذي أودى بحياة قيادات في الحرس الثوري الإيراني على رأسهم العميد محمد رضا زاهدي، إذ مثل هذا الهجوم نقطة تحول مهمة، تبعه بعدها موجة من الهجمات الصاروخية المضادة بين طهران وتل أبيب.
في سبتمبر/أيلول 2024 نفذت إسرائيل هجوما نوعيا آخر وغير مسبوق على الأراضي السورية، تمثل في استهداف مركز البحوث العلمية في مصياف بريف حماة، الذي تعتقد تل أبيب أنه منشأة تابعة للحرس الثوري الإيراني وتستخدم لتطوير صواريخ لحزب الله، حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن أن الهجوم تضمن قيام قوة خاصة إسرائيلية بعملية إنزال جوي، حيث استولت على مواد من المنشأة المخصصة لصناعة الصواريخ، بالإضافة طبعا لقصف مركز البحوث الذي يتعرض بالأصل لهجمات متكررة.
ودمرت الغارات الإسرائيلية مطلع أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري مستودع أسلحة يتبع لحزب الله على بعد كيلومترات فقط من قاعدة حميميم الجوية الروسية بريف اللاذقية السورية، لتكون هي المرة الأولى التي يتم فيها قصف أهداف على مقربة من نقاط عسكرية روسية.
وتكررت عمليات الاغتيال الدقيقة التي نفذتها إسرائيل ضمن منطقة المزة داخل مدينة دمشق، واستهدفت في الغالب قيادات من حزب الله مقيمين في هذه المنطقة بعد أن أصبحت ضواحي العاصمة غير آمنة لإقامتهم، أبرزهم مسؤول التسليح، ومسؤول تحويل الأموال في الحزب، اللذين استهدفتهما غارة في 21 أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري.
التصعيد من طرف تل أبيب في سوريا ازداد بشكل واضح قبيل إطلاق حملتها العسكرية على جنوب لبنان، وبالتوازي مع الحملة أيضا، مما يشير إلى أنه مرتبط بالاعتبارات العسكرية والأمنية المتعلقة بالمواجهة التي امتدت إلى جنوب لبنان، خاصة أن الجيش الإسرائيلي نفذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2024 توغلا بريا محدودا في مناطق جنوب سوريا متاخمة لمنطقة البقاع اللبنانية.
يأتي ذلك في ظل تزايد التقارير عن استمرار وصول الأسلحة إلى حزب الله من سوريا عبر البقاع، والنتيجة الواضحة أن إسرائيل طورت هجماتها الجوية تبعا لحاجتها العسكرية، وانتقلت من عمليات ردع إلى هجمات أكثر تأثيرا خدمة لمسرح عملياتها جنوب لبنان.