الولايات المتحدة و بريطانيا يدعمون كندا في نزاعها مع الهند
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
أكتوبر 23, 2023آخر تحديث: أكتوبر 23, 2023
المستقلة/- حثت الولايات المتحدة و بريطانيا نيودلهي اليوم الجمعة على الرجوع بقراراها بشأن تقليص كندا لوجودها الدبلوماسي في الهند و عبرتا عن قلقهما بعد أن سحبت أوتاوا 41 دبلوماسيا وسط نزاع بشأن مقتل انفصالي من السيخ.
و زعمت كندا تورط الهند في مقتل المواطن الكندي و الزعيم الانفصالي السيخي هارديب سينغ نيجار في يونيو/حزيران الماضي في إحدى ضواحي فانكوفر، و الذي وصفته الهند بأنه “إرهابي”.
و قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر: “نحن نشعر بالقلق إزاء مغادرة الدبلوماسيين الكنديين الهند استجابة لمطالبة الحكومة الهندية لكندا بتقليص وجودها الدبلوماسي في الهند بشكل كبير”.
و قالت واشنطن إنها أخذت مزاعم كندا على محمل الجد، و حثت الهند، إلى جانب لندن، على التعاون مع كندا في التحقيق في جريمة القتل حتى مع إحجام القوى الغربية عن إدانة الهند علانية.
و يقول المحللون إن الولايات المتحدة و المملكة المتحدة لا تريدان الإضرار بالعلاقات مع الهند، التي يعتبرونها الحليف الأكبر لمنافستهما الآسيوية الرئيسية الصين.
لكن تصريحات يوم الجمعة الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية و وزارة الخارجية البريطانية كانت الأكثر انتقادا لنيودلهي حتى الآن في هذه القضية.
و قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: “نحن لا نتفق مع القرارات التي اتخذتها الحكومة الهندية و التي أدت إلى مغادرة عدد من الدبلوماسيين الكنديين للهند”.
و سحبت كندا 41 دبلوماسيا من الهند بعد أن طلبت نيودلهي الشهر الماضي من أوتاوا تقليص وجودها الدبلوماسي في أعقاب مزاعم كندا بشأن مقتل النجار. قالت كندا يوم الجمعة إنها علقت مؤقتًا العمليات الشخصية في قنصلياتها في عدة مدن هندية و حذرت من تأخير معالجة التأشيرات.
و قالت وزارة الخارجية الأمريكية “حل الخلافات يتطلب وجود دبلوماسيين على الأرض. لقد حثنا الحكومة الهندية على عدم الإصرار على خفض الوجود الدبلوماسي لكندا و التعاون في التحقيق الكندي الجاري”، مضيفة أنها تتوقع “أن تتمسك الهند بالتزاماتها”. الالتزامات المنصوص عليها في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.”
كما استشهدت وزارة الخارجية البريطانية باتفاقية فيينا. و قالت إن “الإلغاء الأحادي الجانب للامتيازات و الحصانات التي توفر سلامة و أمن الدبلوماسيين لا يتوافق مع المبادئ أو الأداء الفعال لاتفاقية فيينا”.
المصدر:https://www.reuters.com/world/us-backs-canada-dispute-with-india-over-diplomats-2023-10-20/?utm_source=reddit.com
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
مودي يقطع زيارته للسعودية وحملات واسعة للقوات الهندية في كشمير
قطع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارته إلى السعودية وعاد إلى نيودلهي -صباح اليوم الأربعاء- بعد الهجوم الدامي أمس على سياح في إقليم جامو وكشمير -بالجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي- وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات، ولم تعلن أية جهة المسؤولية عنه.
وعقب الهجوم بدأت قوات الأمن الهندية في كشمير عملية مطاردة واسعة لمنفذي الهجوم الذي يعد الأعنف من نوعه في المنطقة منذ عام 2000.
وقال شهود عيان بالقرب من موقع الهجوم في باهالغام، وهو مقصد سياحي شهير يقع على بعد حوالي 90 كيلومترا من مدينة سريناغار العاصمة الصيفية للإقليم ذي الأغلبية المسلمة- بانتشار كثيف لقوات الأمن.
وأفادت وكالة أنباء "برس ترست أوف إنديا" الهندية أن رئيس الوزراء قطع زيارته التي استمرت يومين إلى السعودية، وعاد إلى نيودلهي صباح اليوم.
وفور وصوله، اجتمع مودي بكبار مسؤولي الأمن وتعهد بـ"تقديم المهاجمين ومنفذي هذا العمل الشنيع للعدالة".
كما قالت وزارة المالية إن الوزيرة نيرمالا سيتارامن قطعت زيارتها إلى الولايات المتحدة وبيرو "لمؤازرة شعبنا في هذا الوقت العصيب والحزين".
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدرين بالشرطة الهندية اليوم قولهما إن 26 شخصا قتلوا وإن 37 آخرين أصيبوا بعضهم في حالة خطيرة بعد أن أطلق مسلحون النار في منتجع بكشمير الخاضعة لسيطرة الهند، على الرغم من عدم صدور إحصائية رسمية بالضحايا.
إعلانوأضاف الضابطان أن 4 مسلحين على الأقل أطلقوا النار على عشرات السياح من مسافة قريبة. وقالا ـشريطة عدم الكشف عن هويتهما التزاما بسياسة وزارة الداخليةـ إن معظم السياح القتلى من الهنود.
وتم انتشال ما لا يقل عن 24 جثة في أعقاب الهجوم، وتوفي شخصان أثناء نقلهما لتلقي العلاج. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، في وقت تبحث الشرطة والجنود عن المهاجمين.
وذكرت "ذا إنديان إكسبريس" الهندية أن إحدى الناجيات من الهجوم أفادت بأن رجالاً يرتدون الزي العسكري خرجوا من الغابات المحيطة إلى مرج كان السياح يستمتعون فيه بهدوء الطبيعة.
وحسب تقرير الصحيفة، ظن الناجون أنهم رجال شرطة. ونقلت عن الناجية من الحادث قولها "لقد ظلوا هناك لمدة 20 دقيقة على الأقل، دون رادع، يتحركون ويطلقون النار".
وقالت ناجية أخرى لصحيفة "إنديا توداي" الهندية إن المهاجمين طلبوا من رجال عائلتها رفع الأذان. وأضافت "ثم استأنفوا إطلاق النار على والدي وعمي".
ومن جانبه سارع وزير الداخلية الهندي أميت شاه إلى التوجه لمدينة سريناغار، العاصمة الصيفية للجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، وعقد اجتماعًا مع كبار مسؤولي الأمن، معهدا بـ"معاقبة الجناة بأشد العقوبات".
وقال رئيس وزراء الإقليم عمر عبد الله إن الهجوم "كان أكبر بكثير من أي هجوم شهدناه يستهدف المدنيين في السنوات الأخيرة".
وقال مير واعظ عمر فاروق، كبير علماء الدين في كشمير، على مواقع التواصل الاجتماعي "هذا العنف غير مقبول ويتعارض مع قيم كشمير التي ترحب بالزوار بمحبة ودفء".
ومن جانبه، أدان زعيم المعارضة راهول غاندي الهجوم، وقال "إن على حكومة مودي أن تتحمل مسؤوليتها بدلا من تقديم ادعاءات جوفاء بأن الوضع طبيعي" في المنطقة.
وسارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الاتصال برئيس الوزراء الهندي معربا عن دعمه الكامل للهند بسرعة "لتقديم مرتكبي هذا الهجوم الشنيع إلى العدالة".
إعلانوكتب ترامب على مواقع التواصل مشيرا إلى "الأنباء المقلقة للغاية الواردة من كشمير. الولايات المتحدة تقف بقوة إلى جانب الهند ضد الإرهاب".
ووصف جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي الذي تزامنت زيارته الهند مع الحادث بأنه "هجوم إرهابي مدمر" مضيفا القول إنه "خلال الأيام القليلة الماضية، غمرنا جمال هذا البلد وشعبه. أفكارنا وصلواتنا معهم وهم يرثون هذا الهجوم المروع".
أما وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو فقال على قناة إكس "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الهند".
ومن المفارقات أن هجوم أمس جاء بعد يوم من لقاء مودي نائب الرئيس الأميركي في نيودلهي. كما وقع الهجوم الأعنف -الذي سبقه في مارس/آذار 2000 عندما قتل 36 شخصا في قرية جنوبية بكشمير- عشية زيارة الرئيس الأميركي في ذلك الوقت بيل كلينتون.
وقد أدان زعماء عالميون آخرون الهجوم، منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني. كما تعهدت رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين بأن "أوروبا ستقف إلى جانبكم".
ومن ناحيته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم بشدة، وشدد على أن "الهجمات على المدنيين غير مقبولة تحت أي ظرف من الظروف".
سلام غريبيذكر أن مسلحين في إقليم جامو وكشمير يقاتلون الحكومة الهندية منذ عام 1989 بالجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي، وذلك بدعم من العديد من الكشميريين المسلمين بهدف استقلال الإقليم أو إعادة توحيده تحت الحكم الباكستاني تطبيقا لنتائج استفتاء تاريخي سابق بشأن مصيره.
ولكن الهند تصر على أن ما تسميه التمرد في كشمير "إرهاب ترعاه باكستان". وتنفي إسلام آباد هذه التهمة. في حين يعتبر العديد من الكشميريين هذا القتال كفاحا مشروعا من أجل الحرية. وقد قتل عشرات الآلاف من المدنيين والمسلحين والقوات الحكومية الهندية بهذا الصراع.
إعلانوتنشر الهند نحو 500 ألف جندي من القوات العسكرية وشبه العسكرية بشكل دائم في إقليم جامو وكشمير، لكن القتال خفت حدته منذ أن ألغت حكومة مودي الحكم الذاتي المحدود لكشمير عام 2019.
وقد انحسر العنف في الآونة الأخيرة في وادي كشمير، وانتقل القتال بين القوات الحكومية والمسلحين إلى حد كبير إلى المناطق النائية بمنطقة جامو، بما في ذلك راجوري وبونش وكاثوا حيث واجهت القوات الهندية هجمات قاتلة.
يُذكر أن هذه المنطقة تستقطب ملايين الزوار الذين ينعمون بـ"سلام غريب" تحافظ عليه نقاط التفتيش الأمنية المنتشرة في كل مكان، والمركبات المدرعة، وجنود الدوريات. وقد عززت نيودلهي السياحة بقوة، واعتبرتها علامة على عودة الحياة إلى طبيعتها.