طشقند تحيي الذكرى الـ100 لميلاد الشاعر الشعبي الداغستاني رسول حمزاتوف
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
احتفت طشقند بالذكرى الـ100 لميلاد الشاعر الشعبي الداغستاني الكبير رسول حمزاتوف بإقامة عرض موسيقي مسرحي كبير في قصر الفنون في العاصمة الأوزبكية.
وكان قد وصل إلى طشقند في وقت سابق، الوفد الحكومي من داغستان الروسية بقيادة رئيس الحكومة الداغستانية عبد المسلم عبد المسلم للمشاركة في هذا الحدث.
إقرأ المزيد. أمسية حول الشاعر رسول حمزاتوف
وافتتحت الفعاليات بوضع الزهور على تمثال "الغرانيق البيضاء".وجاء في بيان نشرته الحكومة الداغستانية، أن الوفد زار مجمع "الغرانيق البيضاء" التذكاري بمدينة تشرشيك حيث وقفوا دقيقة صمت حدادا على أرواح الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الوطن في الحرب الوطنية العظمى (1941 – 1945).
وقال الناطق باسم الحكومة الداغستانية، إن الفعاليات التذكارية استغرقت 3 أيام، وأهمها كان عرض "ينابيع رسول حمزاتوف" المسرحي الموسيقي الذي أقيم الأحد 22 أكتوبر في قصر الفنون بطشقند.
كما التقى الوفد، وزاء التجارة والصناعة والزراعة والثقافة في أوزبكستان، وعُقدت ندوات في اتحاد الشعراء وإدارة المسلمين في البلاد.
يذكر أن رسول حمزاتوف (1923 - 2003)، أحد أبرز شعراء القوقاز في القرن العشرين، ويعتبره أبناء شعوب هذه المنطقة شاعرهم على الرغم من أنه ينتمي الى شعب الآفار في داغستان.
وقد ذاع صيته بعد نشر قصائده " داغستان لي" و"الغرانيق البيضاء" و" النجوم الشامخة" و" حوار مع أبي" و" سمراء " و" مسبحة السنين". ويوصف الشاعر بأنه حكيم القوقاز وتنسب إليه أقوال مثل "الإنسان بحاجة إلى عامين ليتعلم الكلام، وإلى ستين عاما ليتعلم الصمت" و" الإبرة الواحدة تخيط ثوب العرس والكفن" و"الشعب بدون كتاب كإنسان يسير مغمض العينين لا يرى العالم". و"الشعب بدون كتاب كإنسان بدون مرآة لا يستطيع رؤية وجهه" و"على كل إنسان أن يفهم منذ صباه أنه أتى إلى هذا العالم ليصبح ممثلا لشعبه".
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الثقافة الروسية داغستان رسول حمزاتوف
إقرأ أيضاً:
نجم العقرب
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوّقة.
نتحدث اليوم عن نجم قلب العقرب الذي يعتبر من نجوم الصيف عند العرب، وكان ظهوره فـي الفجر علامة على اشتداد الحر وبداية منتصف الصيف، وهو من أضخم وألمع النجوم فـي السماء، فهو نجم عملاق أحمر يقع فـي كوكبة العقرب، وكان ظهوره عند العرب القدماء يشير إلى نهاية وقت زراعة بعض المحاصيل الصيفـية، واقتراب موسم جني المحاصيل التي تتحمل الحر.
يمكن رؤيته فـي الدول العربية فـي فصل الصيف فـي ساعات الليل الأولى، حيث يظهر فـي الأفق الجنوبي الشرقي بعد غروب الشمس.
أما فـي النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فـيظهر بوضوح فـي فصل الصيف خاصة فـي يونيو ويوليو وأغسطس، وأما عن موقعه فـيمكن العثور عليه بالقرب من مركز مجرة درب التبانة، حيث يظهر كنجم أحمر لامع.
وقد أوضحت الدراسات الفلكية الحديثة أن هذا النجم يبعد عن الأرض حوالي 550 سنة ضوئية، هذا يعني أن الضوء الذي نراه اليوم من النجم قد غادره منذ 550 عامًا، ومن ضخامة هذا النجم العملاق فإن قطره يُقدر بحوالي 700 ضعف من قطر الشمس، فإذا وُضع مكان الشمس، فإنه سيصل إلى مدار كوكب المشتري.
يُعتبر قلب العقرب نجمًا فـي نهاية عمره، ولذلك فإن درجة حرارته أقل من درجة حرارة شمسنا، فدرجة حرارة سطحه حوالي 3,500 درجة كلفن، وهي أقل بكثير من حرارة سطح الشمس التي تبلغ حوالي 5,778 كلفن، مما يعطيه لونه الأحمر المميز، ولكن إشعاعه أكثر لمعانًا من الشمس بحوالي 60,000 مرة، وذلك بسبب ضخامته واتساعه فـي مجال الرؤية، لكنه يُشع الكثير من طاقته فـي الأشعة تحت الحمراء.
وقد ورد هذا النجم فـي أشعار العرب وكتبهم، وكانوا يكرهون السفر إذا كان القمر نازلا بالعقرب، كما يذكر ذلك ابن قتيبة الدينوري فـي كتابه الأنواء فـي مواسم العرب، أما الزواج فـيعتبرونه جيدا فهذا الشاعر الجاهلي عبد هند الثعلبي يقول فـي أحد قصائده:
فَسيروا بِقلْبِ العقربِ اليومَ إنَّهُ
سواءٌ علَيْكم بالنُّحوسِ وبِالسَّعْدِ
ومن الشعراء الجاهليين الذين ذكروا هذا النجم، ويذكر فـيه وقت ولادته بحساب النجوم فـيقول:
وُلِدْتُ بِحادي النَّجْمِ يَتْلو قَرِينَهُ
وَبِالْقَلْبِ قلبُ العقربِ المتوقِّدِ
وممن ذكر هذا النجم الشاعر العباسي الذي لقب برهين المحبسين وهو أبو العلاء المعري الذي قال فـي قصيدة له:
يا سَعْدَ أخْبِيَةِ الّذينَ تَحَمَّلوا
لمّا رَكِبْتِ دُعيتِ سَعْدَ المَرْكَب
غادَرْتني كبَنَاتِ نَعْشٍ ثابتًا
وجَعَلْتِ قلبي مِثْلَ قلْبِ العَقْرَبِ
بالجَفْنِ بارَزْتِ القُلوبَ وإنّما
بالنّصْلِ يَبْرُزُ كلُّ شَهْمٍ مِحْرَبِ
كما ذكره الشاعر العباسي أبو الحسين الصوفـي فـي منظومته الفلكية التي بلغة 494 بيتًا، ويقول فـيها:
كلاهما ذو رونق ولمح
بينهما فـي البعد قيد الرمح
هما جميعا كفّة الميزان
وبيد العقرب يعرفان
وأما الشاعر ابن نباته المصري الذي عاش فـي العصر المملوكي فـيقول أنه سافر فـي الوقت الذي لا يستحسن فـيه السفر لأجل محبوبته، ويؤكد فـيه نظرة العرب أنهم كانوا لا يستحسنون السفر إذا كان القمر نازلا بالعقرب، فـيقول:
وكم قمرٍ فـيكِ سافرتُ عنهُ
وعقرب أصداغه غيهب
فما كانَ بالسفرِ المستجاد
وقد أطلعَ القمرَ العقرب
كما أن الشاعر محمد بن حمير الهمداني الذي عاش فـي العصر المملوكي قد ذكر هذا النجم فـي شعره فقال:
ما لي أُحبُّ ولا أُحَبُّ وأنّني
وأنا البريء أرى كأَني مُذْنب
عقريب صدغك والهلال جعلته
وجهًا يكره للهلال العقرب
وفـي العصر الحديث نجد الشاعر العراقي أبو المحاسن الكربلائي يذكر هذا النجم فـيقول:
فلكية رصدت بها أوقاته
فـي المشرق النائي وأقصى المغرب
تحوي بروج الأفق إلا أنها
خصت منازلها بسير العقرب