هل حضر الغرب قمة السلام فـي القاهرة لحماية «إسرائيل»؟!
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
في الوقت الَّذي عمَّت التظاهرات المُندِّدة بمجازر «إسرائيل» ضدَّ المَدنيِّين في غزَّة كثيرًا من دوَل العالَم، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لِقمَّة دوليَّة في القاهرة، تزامنًا مع فتح معبر رفح والسَّماح بمرور كميَّات رمزيَّة من المعونات الإنسانيَّة لأهالي غزَّة المُحاصَرين منذ أسبوعين بِدُونِ ماء ولا غذاء ولا كهرباء ولا مستلزمات طبيَّة، استجاب للدَّعوة كثير من الدوَل والمنظَّمات، فحضرها عددٌ من القادة العرب وأمين عامُّ الأُمم المُتَّحدة، ورؤساء دوَل وحكومات أوروبيَّة وممثِّلو الاتِّحاد الأوروبي والاتِّحاد الإفريقي، ومنذ الكلمات الأولى في افتتاح المؤتمر وهناك تباين في مواقف العرب والأوروبيِّين ممَّا يحدُث في غزَّة، فبَيْنَما أدان العرب «إسرائيل» وطالبوا بوقف العدوان، ودخول المساعدات بِدُونِ شروط إلى القِطاع، أصرَّ ممثِّلو الغرب أن يتضمَّنَ البيان الختامي للقمَّة بندًا وحيدًا فقط وهو إدانة حركة حماس، ورفضوا أيَّ إدانة لِمَا ترتكبه «إسرائيل»، ورفضوا وقف إطلاق النَّار حتَّى تنجزَ «إسرائيل» عمليَّة الثأر من حماس والقضاء على المقاومة الفلسطينيَّة وطردها من غزَّة.
وأمام إصرار الدوَل الأوروبيَّة على رفض كافَّة الصيغ المتوازنة والحلول الوسط، فشل المؤتمر في الخروج ببيان ختامي، واكتفت مصر بإصدار بيان يُعبِّر عن خيبة أملها في الوصول لِتوافُقٍ دولي؛ لِنَبذِ العنف ووقفِ الحرب واحترام القانون الدولي الَّذي يحمي المَدنيِّين، ويضْمَن وصول المساعدات الإنسانيَّة إلى مستحقِّيها، وحذَّرت مصر من اتِّساع رقعة الصراع الدَّائر إلى مناطق أخرى في الإقليم، وأشارت إلى ازدواجيَّة معايير المُجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبَيْنَما نرى هرولةً لإدانة قتْلِ الأبرياء في مكان، نجدُ صمتًا غير مفهوم عن إدانة نَفْسِ الفعل في مكان آخر، بل نجدُ تبريرًا للقتل، وكأنَّ حياة الإنسان الفلسطيني أقلُّ أهمِّية من حياة باقي البَشَر. كما أكَّدت مصر رفضها تصفية القضيَّة الفلسطينيَّة على حساب دوَل بالمنطقة، خدمة لـ»إسرائيل» (في إشارة لرغبة أميركيَّة/ إسرائيليَّة لتهجير أهالي غزَّة إلى سيناء حتَّى يتسنَّى للجيش الإسرائيلي تطهير غزَّة من المقاومين).
والخلاف بَيْنَ العرب والغرب بشأن فلسطين خلاف تاريخي، ليس أمرًا جديدًا ولا مستغربًا، يَعُودُ لوعدِ بلفور ونشأة «إسرائيل» الَّتي زرعوها لحماية المصالح الغربيَّة في منطقتنا كما قال الرئيس الأميركي بايدن.
هذا الانحياز الفاضح، هو الَّذي شجَّع «إسرائيل» على قتْلِ النِّساء والأطفال وقصف المستشفيات ودُور العبادة في غزَّة، دُونَ أن يهتزَّ لها جفن، ضاربةً بالقانون الدولي عرض الحائط، ضامنةً أن يكفلَ «الفيتو» الأميركي الحماية لها في مجلس الأمن.
لَمْ يكتفِ الغرب بالانحياز السِّياسي لـ»إسرائيل»، بل مارس سقوطًا أخلاقيًّا تبدَّى في وأدِ الحقيقة، وطمس الوقائع والانحياز للأكاذيب الإسرائيليَّة، مهما خلَت من المنطق والأسانيد، فشاهدنا الرئيس الأميركي يتَّهم حماس بقطع رؤوس أطفال المستوطنين، وعِندما تبَيَّنَ عدم وجود دليل أو صورة وحيدة على هذه المزاعم، اعتذر البيت الأبيض عمَّا قاله بايدن، الَّذي لَمْ يتَّعظْ وراح مرَّة أخرى يُردِّد أكاذيب نتنياهو عن مسؤوليَّة المقاومة الفلسطينيَّة عن مذبحة مستشفى المعمداني الَّتي استشهد فيها 500 فلسطيني معظمهم أطفال ونساء.
أين حقوق الإنسان الَّتي صدعنا الغرب بها، وابتزوا من خلالها أنظمة وشعوب العالَم الثالث؟! داسوها اليوم بأقدامهم قربانًا لـ»إسرائيل»، أين حُرِّيَّة التعبير الَّتي عيرونا بغيابها؟ فكثير من الدوَل الغربيَّة أصدرت قوانين وتشريعات طارئة، تتيح ملاحقة وسجن كُلِّ مَن يجاهر بنصرة أهل غزَّة، وإدانة المذابح الإسرائيليَّة، والَّتي وصلت لتهديد وزير الداخليَّة الفرنسي لاعب الكرة الفرنسي كريم بن زيمة بسحب الجنسيَّة مِنْه بسبب دعمِه لغزَّة بعبارة على مواقع التواصل الاجتماعي.
محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«المجلس الانتقالي» تعلن استعدادها لحماية «حكومة السلام والوحدة»
قيادة حركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي، أعلنت استعدادها للتحالف مع أي جهة “إذا كان من أجل وقف الحرب والانتهاكات”.
كمبالا: التغيير
أعلنت قوات حركة/ جيش تحرير السودان- المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس يحيى، ترحيبها بالتوقيع على ميثاق تحالف السودان التأسيسي بنيروبي “لتكوين حكومة شرعية في السودان مهامها الرئيسية إنهاء الحرب وإحلال السلام المستدام وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية والحفاظ على وحدة السودان أرضًا وشعباً”.
وأكدت رئاسة هيئة أركان الحركة في تصريح صحفي، وجود تنسيق واستعداد لبناء قوة موحدة لحماية حكومة السلام المرتقبة والمواطنين.
ووقعت كيانات سياسية ومسلحة- بينها المجلس الانتقالي- بجانب قوات الدعم السريع بالعاصمة الكينية نيروبي في فبراير الماضي، ما سمي ميثاق تحالف السودان التأسيسي الذي يُمهِّد الطريق أمام «حكومة سلام ووحدة» في مناطق سيطرة الدعم السريع.
وبحسب تصريح الحركة، خاطب نائب رئيس هيئة الأركان توجيه، الناطق العسكري باسم قوات الحركة العميد أحمد يحيى جدو القوات، محيياً شهداء الحركة ورئيسها د. الهادىي إدريس على جهده المتواصل للبحث عن تحقيق السلام الشامل وتأسيس السودان الحديث القائم على مبادئ الديمقراطية الفدرالية والعلمانية والوحدة الطوعية في إطار الاعتراف واحترام التنوع والتعدد الفكري والثقافي في البلاد.
وأكد جدو أهمية تكوين جيش وطني مهني وقومي واحد عبر قوات تحالف السودان التأسيسي وشرفاء القوات المسلحة المتحالفة معهم لإنهاء ظاهرة تعدد الجيوش في السودان.
وأعلن التحالف مع أي جهة إذا كان من أجل وقف الحرب والانتهاكات، وحذر مروجى الإشاعات والفتن في الميديا.
وأكد أن هناك تنسيقاً وعملاً مشتركاً في مقبل الأيام مع كل القوات المنضوية تحت لواء ميثاق التحالف السودان التأسيسي بهدف بناء قوة موحدة لحماية حكومة السلام المرتقبة وحماية المواطنين العزل وفرض سيادة حكم القانون.
وأعلن جدو التزام قوات الحركة وقوات الدعم السريع وقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان- شمال وقوات تجمع قوى تحرير السودان بحماية حكومة السلام والوحدة من داخل السودان براً وجواً وبحراً.
الوسومأحمد يحيى جدو الحركة الشعبية ـ شمال الدعم السريع السودان القوات المسلحة الهادي إدريس يحيى حركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي ميثاق نيروبي