تعصف بحزب العمال البريطاني المعارض موجة من الاستقالات؛ في ظل غضب بين أعضائه من المسلمين والمناصرين للقضية الفلسطينية؛ جراء دعم زعيمه كير ستارمر لإسرائيل في عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وقال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، في مقال بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد"، إن ستارمر يسعى لفرض سياسته القائلة بأن لإسرائيل الحق في "الدفاع عن نفسها".

وتابع أنه في ظل رئاسته للحزب، مُنعت فروعه من مناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني و"نُصح" الأعضاء المنتخبون بعدم حضور المظاهرات المؤيدة لفلسطين، بحسب 8 من أعضاء مجلس العمال في أكسفورد.

وحتى الآن، يرفض ستارمر، وهو محامي حقوق إنسان سابق، الاعتذار أو التراجع عن تصريح قال فيه إن إسرائيل لها الحق في قطع المياه والكهرباء منذ بدء الحرب عن الفلسطينيين المحاصرين في غزة.

ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشة متردية؛ بسبب حصار إسرائيل للقطاع منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

كما أيدت المدعية العامة في حكومة الظل (من حزب العمال) إميلي ثورنبيري، وهي محامية أخرى بمجال حقوق الإنسان، قرار إسرائيل بقطع الكهرباء والمياه، معتبرة أن لإسرائيل "الحق المُطلق في الدفاع عن نفسها".

وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلة اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، أطلقت "حماس" وفصائل مقاومة أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل في 7 أكتوبر الجاري.

اقرأ أيضاً

ازدواجية الغرب.. دعمه لعدوان إسرائيل يقوض مزاعمه في أوكرانيا

رد قوي

وعلى خلفية دعمه المطلق لإسرائيل، واجه ستارمر ردا قويا، إذ فقد حزب العمال السيطرة على مجلس مدينة أكسفورد؛ إثر استقالة أعضاء المجلس الثمانية.

وحتى ليلة السبت، استقال 20 عضوا آخرين من أعضاء المجالس العمالية، ويمكن قلب مجلسين آخرين على الأقل يسيطر عليهما الحزب، أحدهما في مدينة ليستر.

ولهذا السبب، انتقد بيتر سولسبي، عمدة ليستر، ستارمر بقوله في رسالة إن "الانطباع هو أن الإدانة (من جانب ستارمر) للأحداث الأخيرة (هجوم "حماس") تمتد إلى الموافقة دون انتقاد على رد الحكومة الإسرائيلية وتجاهل عقود من الظلم والقمع للفلسطينيين وانتهاكات حقوقهم الإنسانية".

ومنذ بدء الحرب الراهنة على غزة، شهدت بريطانيا أكبر مظاهرات شعبية دعما لفلسطين، منذ الحرب الأمريكية- البريطانية على العراق عام 2003.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوجوف" أن أغلبية واضحة بلغت 76% من جميع الناخبين و89%  من ناخبي حزب العمال تؤيد وقفا فوريا لإطلاق النار بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية.

النتائج أظهرت أيضا أن موقف ستارمر الداعم لإسرائيل يحظى فقط بدعم واحد في المئة من أعضاء حزبه.

وقال أحد أعضاء الحزب المسلمين إن "حزب العمال يوشك، خلال 7 أيام، على تفكيك قاعدة ناخبيه الأكثر ولاءً (المسلمين) في أي مكان في البلاد، ولا أبالغ في تقدير مدى تصاعد الغضب".

وأظهر استطلاع داخلي لحزب العمال أن 78% من الناخبين المسلمين المسجلين يؤيدون الحزب؛ مما يجعله أكبر كتلة تصويت في أي مكان في البلاد.

واعتبر عضو مسلم بارز في الحزب أن اللحظة الراهنة تشبه لحظة حرب العراق بالنسبة لحزب العمال، باستثناء أنه على عكس عام 2003، فإن المسلمين اليوم معرضون لخطر حقيقي للملاحقة القضائية بسبب تعبيرهم عن دعمهم لفلسطين".

ولليوم السابع عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال قصف غزة وقتلت حتى الأحد 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصاب 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما لا يقل عن 210 إسرائيليين، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

اقرأ أيضاً

يتقدمهم بايدن.. قادة 6 دول يؤكدون دعمهم لعدوان إسرائيل على غزة

المصدر | ديفيد هيرست/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين غزة حرب إسرائيل بريطانيا حزب العمال ستارمر حزب العمال

إقرأ أيضاً:

تهديد وصل من الحزب إلى أميركا.. هكذا سيردّ في حال تعرّض مطار بيروت للقصف

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنّ "طرفاً ثالثاً نقل رسالة من "حزب الله" إلى الأميركيين، مفادها أنّ "أيّ إجتياح بريّ أو استهداف لمطار بيروت، سيكون الردّ عليه غير متوقّع".     وفي سياق آخر، قال تقرير لمعهد واشنطن، إنّ "إسرائيل هي التي تتعرّض لضغوط لتغيير الوضع الراهن في جنوب لبنان وتسهيل العودة الآمنة لسكان الشمال".     وأضاف التقرير أنّ "إسرائيل تُدرك أنّ خسائر الحرب العسكريّة والمدنيّة مع "حزب الله" ستكون الأكبر في تاريخها". (رصد لبنان24)        

مقالات مشابهة

  • أميركا قدمت مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 6.5 مليار دولار
  • "هل أنتما حقا أفضل ما لدى بريطانيا؟".. مناظرة أخيرة حامية بين سوناك وستارمر قبيل الانتخابات
  • تركيا تتهم السليمانية بتزويد حزب العمال بالأسلحة عبر مطارها وتهدد بضربات عنيفة
  • جرائم نتنياهو «تفخخ إسرائيل».. والخلافات الوزارية تعصف بالحكومة
  • تهديد وصل من الحزب إلى أميركا.. هكذا سيردّ في حال تعرّض مطار بيروت للقصف
  • حزب نمساوي يدين إقامة المسلمين الصلاة في الشوارع
  • سوناك: أمامنا عشرة أيام لإنقاذ بريطانيا من حزب العمال
  • العمال البريطاني قد يفقد مقعدا مضمونا لصالح حزب الديمقراطيين الأحرار
  • أكد على دعم واشنطن "الصارم" لإسرائيل.. بلينكن يدعو غالانت إلى حل دبلوماسي مع حزب الله
  • الخارجية الأمريكية: إسرائيل أبلغتنا بقرب انتهاء العملية العسكرية الرئيسية برفح الفلسطينية