فرنسا تستكمل سحب قواتها من النيجر
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
أكملت فرنسا سحب قواتها من قاعدة شمالية في النيجر كجزء من الرحيل المخطط له من الدولة الواقعة في غرب إفريقيا في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد بازوم في يوليو.
قال المتحدث باسم المجلس العسكري، العقيد أمادو عبد الرحمن، لوكالة الأسوشيتد برس، إن ما يقرب من 200 جندي و28 شاحنة و24 مركبة مدرعة غادروا قاعدة أولام العسكرية التي تم تسليمها إلى النيجر.
من المتوقع أن يكتمل انسحاب فرنسا بحلول نهاية العام. ويعمل نحو 1500 جندي فرنسي في النيجر لتدريب قواتها وتنفيذ عمليات مشتركة.
يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستنهي وجودها العسكري في النيجر وتسحب سفيرها من البلاد نتيجة الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم.
يخضع بازوم للإقامة الجبرية مع زوجته وابنه منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، وقد قطع المجلس العسكري الكهرباء والماء عنه.
في الأسبوع الماضي، لم يتمكن المقربون من بازوم من الوصول إليه لعدة أيام واتهمه المجلس العسكري بمحاولة الهروب مع عائلته، مما أثار مخاوف بشأن مكان وجوده. قال محامي بازوم لوكالة أسوشيتد برس يوم الاثنين إنه تمكن من إجراء مكالمة هاتفية واحدة في عطلة نهاية الأسبوع ليقول إنه بخير، لكن لم يعد لديهم اتصال منتظم به.
وقال ريد برودي، المحامي الأمريكي في فريق بازوم: إنه في المنزل، وتمكن طبيبه من زيارته وهو آمن وسليم. لكن لم يعد لدينا اتصال مباشر معه حيث تم الاستيلاء على هواتفهم.
واتهم المجلس العسكري بازوم بمحاولة الفرار بسيارة مهربة وبمساعدة مروحيتين تابعتين لـ”قوة أجنبية”. ولم يتسن التأكد من هذه الادعاءات.
وكان يُنظر إلى النيجر على أنها آخر دولة في منطقة الساحل، وهي مساحة شاسعة أسفل الصحراء الكبرى، يمكن للدول الغربية أن تتعاون معها لصد التمرد الجهادي المتزايد المرتبط بتنظيمي القاعدة وداعش.
ويحذر محللون من أن انسحاب فرنسا سيترك فراغا أمنيا يمكن أن يستغله المتطرفون. وفي الشهر الذي تلا تولي المجلس العسكري السلطة، ارتفع العنف المرتبط في المقام الأول بالمتطرفين بنسبة تزيد عن 40%، وفقًا لمشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة والأحداث.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النيجر فرنسا احتجاز الرئيس بازوم غرب أفريقيا المجلس العسکری
إقرأ أيضاً:
الجسر القاري.. كيف غيّر اتصال آسيا وإفريقيا مسار التطور البشري؟!
الولايات المتحدة – يعتقد العلماء أنه لولا الجسر البري بين قارتي آسيا وإفريقيا الذي ظهر نتيجة عمليات تكتونية داخل الأرض لكان مصير الكوكب مختلفا تماما.
قد تبدو العمليات الجارية في أعماق الأرض بعيدة عنا جدا، إلا أن تأثيرها على تطور كوكبنا كبير جدا. حيث يؤدي تشكّل المساحات اليابسة إلى التأثير في تيارات المحيطات والظروف المناخية، بل وحتى على هجرة الكائنات الحية وتطورها. ويُرجح العلماء أن صعود الصخور المنصهرة من دثار الأرض قبل ملايين السنين قد يكون قد حدد المصير التطوري للجنس البشري.
وقد أصبح تشكل جسر بري واسع ربط بين آسيا وإفريقيا قبل حوالي 20 مليون سنة عبر مناطق شبه الجزيرة العربية والأناضول الحديثة موضوعا لبحث جديد.
وقد جمعت دراسة نشرتها مجلة Nature Reviews Earth & Environment بين بيانات منشورة سابقا ونماذج جديدة تم تطويرها في مدرسة “جاكسون” للعلوم الجيولوجية بجامعة “تكساس” في أوستن ومركز “هيلمهولتز” للعلوم الجيولوجية.
سمح الارتفاع التدريجي لليابسة لأسلاف حيوانات مثل الزرافات والفيلة ووحيد القرن والفهود وحتى البشر بالهجرة بين إفريقيا وآسيا. وقد وضع ظهور هذا الممر البري نهاية لعزل إفريقيا عن القارات الأخرى الذي استمر 75 مليون سنة.
ويوضح البروفيسور تورستن بيكر من قسم علوم الأرض والكواكب في كلية “جاكسون”: “يساهم هذا البحث في الكشف عن آليات تغير كوكبنا وطبيعة العلاقة بين الحياة وتكتونية الصفائح الأرضية”.
تعود بداية هذه القصة إلى ما قبل 50-60 مليون سنة، عندما تسبّب انزلاق صفيحة تكتونية في طبقة الوشاح الأرضي في صعود صخور منصهرة إلى السطح بعد نحو 30 مليون سنة.
وساهمت هذه الحركات في الوشاح، إلى جانب تصادم الصفائح التكتونية، في ارتفاع اليابسة. مما أدى إلى:
اختفاء المحيط القديم (تيثيس) انقسامه إلى البحر الأبيض المتوسط وبحر العرب في شكلهما الحديث تشكيل جسر بري بين آسيا وإفريقيا إغلاق المضيق الضحل قبل الموعد المتوقعوأضاف البروفيسور إيفيند ستراومي من مركز الأبحاث النرويجي (NORCE): “أُغلق المضيق الضحل قبل بضعة ملايين السنين من الموعد المتوقع. ولو لم يحدث هذا العمود الحممي (البلوم)، لسار تصادم القارات بطريقة مختلفة تماما.”
كما أشار إلى أنه لو تأخر اتصال إفريقيا بآسيا لمليون سنة إضافية، لاتخذت الحيوانات المهاجرة – بما فيها أسلاف البشر – مسارا تطوريا مختلفا جذريا.
وقبل بضعة ملايين السنين من الإغلاق الكامل للمضيق، نجحت أسلاف الرئيسيات – بما فيها السلف المشترك للإنسان – في العبور من آسيا إلى إفريقيا. وعلى الرغم من انقراض هذه المجموعة في موطنها الأصلي بآسيا، فإن سلالتها ازدهرت في القارة الإفريقية. وعندما اكتمل تشكل الجسر البري، عادت هذه الكائنات لتعيد استيطان آسيا مرة أخرى.
وعلّق البروفيسور ستراومي قائلا: “يمثل هذا النموذج دليلا واضحا على كيف يمكن للعمليات التكتونية طويلة الأمد أن تُحدث تحولا جذريا في مسار التطور البيولوجي للحياة على الكوكب.”
المصدر: Naukatv.ru