القدس المحتلة-سانا

المأساة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر تتفاقم، مع كل يوم من العدوان الإسرائيلي المتواصل عليه لليوم الـ 17.. لم يعد مصطلح “جرائم الحرب” كافياً لتوصيف فظائع الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، فالمجازر اليومية التي يرتكبها ترقى إلى الإبادة الجماعية، حيث يبلغ متوسط عدد الضحايا 50 شهيداً وجريحاً في الساعة الواحدة.

منذ بداية عدوانه في السابع من الشهر الجاري ارتكب الاحتلال، مئات المجازر راح ضحيتها 5087 شهيداً، منهم 2055 طفلاً و15273 جريحاً، ومن بين هذه المجازر 597 مجزرة بحق عائلات، وذهب ضحيتها 3813 شهيداً، بينهم أكثر من 50 عائلة تضم ما يزيد عن 500 فرد أبيدت عن بكرة أبيها ومحيت من السجل المدني بالكامل، في حين تم الإبلاغ عن 1500 مفقود ما زالوا تحت الأنقاض منهم 830 طفلاً.

وارتفع عدد النازحين إلى مليون و400 ألف، نصفهم في مراكز الإيواء البالغ عددها 220 مركزاً، والآخرون يتواجدون في التجمعات المستضيفة من الأقارب والأصدقاء والمرافق العامة، فيما عاد عشرات آلاف النازحين إلى مناطق سكنهم في وسط وشمال القطاع، بعد أن أجبرهم الاحتلال على النزوح إلى جنوب القطاع.

17 يوماً على العدوان لم يترك الاحتلال خلالها شبراً واحداً في القطاع، إلا واستهدفه مسوياً أحياء كاملة بالأرض بينها أحياء الرمال والكرامة والزهراء، ودمر 20 ألف وحدة سكنية بالكامل، كما تضررت 165 ألف وحدة، أي ما يعادل نصف منازل القطاع، إضافة إلى تضرر 176 مدرسة منها 30 مدرسة خرجت من الخدمة، وتدمير وإلحاق الضرر بـ 72 مؤسسة وعشرات المرافق العامة والخدمية، فضلاً عن تعرض شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي لأضرار كبيرة.

المستشفيات كانت في مقدمة أهداف الاحتلال، حيث قصف عدداً منها وارتكب مجزرة وحشية في مستشفى المعمداني راح ضحيتها نحو 500 شهيد، ومئات الجرحى معظمهم من النازحين الذين لجؤوا إلى المستشفى هرباً من قصف طيرانه، وأسفرت اعتداءات الاحتلال ضد المنظومة الصحية عن استشهاد 57 من كوادرها وإصابة 100، إضافة إلى خروج 12 مستشفى و32 مركزاً صحياً من الخدمة بسبب الاستهداف ونفاد الوقود، إلى جانب تدمير 25 سيارة إسعاف.

قصف الاحتلال الهمجي وحصاره الكامل، أدخلا القطاع الصحي في حالة انهيار مع فقدان المستشفيات قدراتها العلاجية والاستيعابية ونفاد مخزونها من المستلزمات الطبية والأدوية، فيما تواجه الطواقم الطبية إصابات بحروق شديدة وإذابة للجلد لم تشاهد من قبل على أجساد الجرحى ويصعب التعامل معها، جراء قصف الاحتلال للقطاع بأسلحة غير معتادة، تؤدي إلى حروق بنسب تتراوح بين 70 و100 بالمئة.

وبهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا، يتعمد الاحتلال استهداف تجمعات أهالي القطاع في الأسواق والمخابز ومراكز الإيواء والمستشفيات وفي محيطها، وتدمير المنازل بمن فيها، كما لم تسلم دور العبادة من إجرامه، حيث هدم 32 مسجداً بشكل كامل وألحق الضرر بـ 3 كنائس بينها كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس ثالث أقدم كنيسة في العالم.

ومع استمرار الكارثة التي يعيشها القطاع جراء العدوان والحصار، لم يسمح الاحتلال إلا بإدخال قافلتي مساعدات عبر معبر رفح خلال اليومين الماضيين، تحملان كميات محدودة جداً من المواد الغذائية والأدوية، لا تشكل سوى نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية المتزايدة لأهالي القطاع، ورغم ذلك يواصل الاحتلال قصفهم من منزل إلى آخر ومن حي إلى حي، محولاً أحياء سكنية إلى أثر بعد عين، دون أن يترك لذوي الناجين سوى الركام ليذكرهم بأحبائهم، والسؤال: إلى متى يكتفي المجتمع الدولي بدور المشاهد مكتوف الأيدي.

جمعة الجاسم – عاليا عيسى

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

عودة البرد والشتاء.. الأمطار تُغرق خيام النازحين في خان يونس

أفادت شبكة قدس الفلسطينية بزيادة معاناة الفلسطينيين في غزة أضعافا مضاعفة مع قدوم البرد والشتاء والأمطار، في ظل انهيار البنى التحتية، وعدم وجود أي خدمات.

وفي ظل أوضاع معقدة، تعرضت خيام النازحين المتهالكة في خان يونس إلى تسرب المياه وغرق بعضها وعدم حمايتها للمحتمين بها في ظل استمرار حرب الإبادة.

وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها وجرائم الإبادة في محافظة شمال قطاع غزة، لليوم الواحد والخمسين على التوالي، عبر تفجير المنازل والبنية التحتية، وحصار مشدد يمنع الدواء والطعام والمياه، لإجبار المواطنين على النزوح جنوبا.

وخلّف العدوان على محافظة الشمال أكثر من ألفي شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، ونزوح أكثر من نصف عدد سكانها البالغ نحو 200 ألف مواطن، وسط ظروف إنسانية كارثية، وتدمير لأحياء سكنية كاملة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أجبرت قوات الاحتلال عشرات الآلاف من المواطنين على النزوح قسرا من محافظة الشمال إلى مدينة غزة، في مسعي احتلالي لإقامة منطقة عازلة.

ويعاني حوالي 80 ألفا ممن تبقوا في منازلهم أو المباني التي نزحوا إليها داخل شمال غزة، من أوضاع مأساوية، جراء الغارات المكثفة ونيران الآليات والمسيرات.

ورغم نزوح عشرات الآلاف من شمال قطاع غزة، لا يزال العديد من السكان يرفضون مغادرة منازلهم، ويعيشون مشاهد يومية من الدمار والخراب، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل الحصار المشدد، والقصف المستمر، وشح الطعام، والدواء، وعدم توفر أي فرق إنقاذ.

واستفحلت المجاعة في جل مناطق القطاع جراء حصار الاحتلال المتواصل، لا سيما في الشمال، إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني تواليا على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام.

المواطنون في غزة يعانون هم أيضا سياسة تجويع جراء شح في المواد الغذائية، بسبب عرقلة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.

ويطالب المجتمع الدولي إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لمنع حدوث مجاعة، لكن دون جدوى.

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44,176 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,473 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

 

مقالات مشابهة

  • الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي / شاهد
  • 35 شهيدا بالقطاع والقسام توقع قتلى وجرحى للاحتلال شرق رفح
  • الصحة الفلسطينية تكشف ارتفاع حصيلة الحرب على قطاع غزة لـ44211 شهيدا
  • أونروا: إمدادات الغذاء بغزة لا تلبي 6% من الحاجة.. وتفاقم معاناة النازحين مع بدء المنخفض الجوي
  • بالصور: تأثير المنخفض الجوي على النازحين في دير البلح
  • الأمطار الغزيرة تزيد مأساة النازحين في الخيام جنوب القطاع (شاهد)
  • غزة: أكثر الأماكن التي تضررت بها خيام النازحين في القطاع نتيجة الأمطار
  • عودة البرد والشتاء.. الأمطار تُغرق خيام النازحين في خان يونس
  • 19 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة
  • مركز حقوقي عراقي يصف إجراءات حظر التجوال بـالفاشلة: الصحفيون كانوا ضحيتها