أكد عدد من النقاد أن اختيار الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني شخصية العام الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، يعتبر تكريماً لكل الأدباء والروائيين والمثقفين، وتكريماً للأرض العربية وفضاءاتها، وإبداعاتها.

الكوني روائي استثنائي في شعرية لغته العالية وفي أفكاره الحرة المنحازة للإنسان

وأضافوا في تقرير خاص لـ24 "أن الكوني روائي استثنائي في شعرية لغته العالية، وفي أفكاره الحرّة المنحازة للإنسان، وفي موضوعاته التي تغوص في القارات السردية البكر التي لم يطأها أحد قبله".

مشيدين باختيار هيئة الشارقة للكتاب، الكوني شخصية العام الثقافية لفعاليات الدورة الـ42 من معرض الشارقة للكتاب.
يقول الناقد الفلسطيني المحاضر في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الإمارات، يوسف حطيني: "لا شك أن اختيار إبراهيم الكوني شخصية العام الثقافية من قبل إدارة معرض الشارقة للكتاب عام 2023 يؤشر على وعي كبير بدور هذا المعرض في تكريس الشخصيات الثقافية المبدعة، وفي الاعتراف بدورها وأثرها الثقافي، كما يمثل في المقابل فرصة أكبر لاحتكاك المثقف العربي بما قدمه هذا المبدع المثقف المتميز، ولا شك أن اختيار شخصية مثل المبدع إبراهيم الكوني يثلج صدور كثير من المثقفين العرب، لما يمثله هذا الاختيار من اعتراف بتميز هذا المبدع في مجالات الرواية والقصة والبحوث اللغوية والنقدية والفكرية والسياسية التي اشتغل فيها".

روائي استثنائي

ويضيف "لقد جاء اختيار الكوني، وتكريمه في هذا العرس الثقافي، مستحقاً تماماً، لما قدّمه من إنجازات تبحر إبحاراً عميقاً في التاريخ والأديان والميثيولوجية والفلسفة، بالإضافة إلى شهرته الواسعة في مجال السرد العربي، وتمكُّن سردياته المتميزة من التموضع في سدرة منتهى السرد العربي، فأعماله السردية تعدّ مفخرة لهذا السرد، من مثل روايات "التبر"، و"المجوس"، والدمية" و"من أنت أيّها الملاك"، و"ناقة الله"، وغيرها من الروايات والمجموعات القصصية والنصوص المفتوحة، فهو روائي استثنائي في شعرية لغته العالية، وفي أفكاره الحرّة المنحازة للإنسان، وفي موضوعاته التي تغوص في القارات السردية البكر التي لم يطأها أحد قبله، وفي اجتراح فضاء جغرافي مدهش يقوم على وصف الطبيعة، والصحراء بشكل خاص، على نحو غامض مثير، ربما يجعل اللغة أكثر سحراً من الطبيعة ذاتها".

تكريم الأرض العربية

ويضيف الشاعر والناقد العراقي الدكتور إياد عبدالمجيد: "الاحتفاء بالإبداع وبرمز من رموزه الروائي الكبير إبراهيم الكوني، يعني الاحتفاء في فضاءاته المتميزة التي تمكن فيها من عالم السرد، وعلاقته بالمكان، التي تطرد بمداخلها ومقارباتها البنيوية والسيكولوجية والسوسيولوجية، والدلالات المختلفة المتناسلة من بعضها، فقد تفرد في الاحتفاء بالصحراء وجعلها مفتاحاً تأويلياً مكّنه من الدخول إلى عالم السرد، وقد تميزت رواياته بتجليات المكان وخواصه وتفاعلاته، باعتباره فاعلاً من بين أصناف الفواعل في حركتها ورمزيتها وتنميطها، الصحراء المكان عكست في أدب الكوني ثقافة لونية ومعجماً لونياً لفهم علاقة العرب بالصحراء، وهذا الحيز الفاعل الذي ترسم فيه الكوني الحركة والانحراف والمناظر والخطوط والحركات والمناظر، ما دفعه للكتابة وهو يترسم الحركة فيها ولا يحسن الصنعة في هذا المجال إلا الكتاب الخلاقون وفنانو التخييل".
ويؤكد "إن جل أعمال الكوني تحتفي بالصحراء، أو تحيل إليها حتى تلك الجداريات واللوحات المرسومة في أغلفة رواياته في كهوف الجبال الصحراوية في ليبيا، وإحالات رواياته، فهل يأتي التكريم لهذا الرمز الإبداعي وهو يتميز في رواياته وعطائه الثري في معرض الشارقة للكتاب، لنجد تكريماً صادف أهله، كما عودتنا الشارقة وسلطان المعرفة فيها عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي، نعم فإن تكريم الكوني يعتبر تكريماً لكل الأدباء والروائيين والمثقفين، وتكريماً للأرض العربية وفضاءاتها، وإبداعاتها".

روائي عالمي

يذكر أن إبراهيم الكوني أصدر 81 كتاباً في مختلف المجالات وتُرجمَتْ أعماله إلى أكثر من 40 لغة حية واختارته مجلة لير الفرنسية كأحد أبرز 50 روائياً عالمياً معاصراً وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأمريكا واليابان، ما نتج عنه أن أصبحت أعماله تدرس في المناهج في جامعات عديدة مثل السوربون وجامعة طوكيو وجامعة جورج تاون وتعتمد كمادة مرجعية للدراسات البحثية لنيل الدرجات العلمية، وقد حصل إبراهيم الكوني على جوائز عديدة على المستويين الإقليمي والدولي من بينها جائزة الشارقة للإبداع العربي عام 2008.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة معرض الكتاب الشارقة إبراهیم الکونی الشارقة للکتاب

إقرأ أيضاً:

ظاهرة “قمر الدم” النادرة تزين سماء رمضان المقبل

يمانيون../
يتوقع خبراء الفلك حدوث ظاهرة كونية نادرة ومثيرة تُعرف بـ”قمر الدم” مساء يوم الجمعة الموافق 14 رمضان 1446هـ، الموافق 14 مارس 2025م، حيث سيكون العالم على موعد مع أول خسوف كلي للقمر لهذا العام.

وأفاد الخبراء أن هذه الظاهرة ستجعل القمر يظهر بلون أحمر داكن، وهي ظاهرة فلكية تحدث عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، مما يحجب أشعة الشمس عن القمر بالكامل. ويؤدي انعكاس الضوء الأحمر عبر الغلاف الجوي للأرض إلى منح القمر هذا اللون الفريد.

ووفقاً للبيانات الفلكية، سيبدأ الخسوف الكلي للقمر عند الساعة السادسة مساءً، وسيستمر حتى الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، مما يتيح للمهتمين بعلوم الفلك وهواة الرصد فرصة مميزة لمتابعة هذا الحدث الفريد في سماء العديد من المناطق حول العالم.

ويعتبر “قمر الدم” من الظواهر التي تجذب انتباه العلماء وعشاق الفلك، حيث يشكل فرصة لدراسة الظواهر المرتبطة بالغلاف الجوي للأرض وتأثيراته على الضوء المنعكس من القمر.

مقالات مشابهة

  • تلسكوب هابل يلتقط صورة مذهلة للغبار الكوني.. ماذا تكشف؟
  • تفاصيل شخصية سما إبراهيم في مسلسل شهادة معاملة أطفال برمضان 2025
  • بعد عرض فيلم شرق 12 في أسبوع نقاد برلين.. هالة القوصي تناقش هوية التصميم
  • النواة الداخلية للأرض أقل صلابة مما كان يعتقد سابقا
  • جماليات الوصف وتعطيل السرد.. حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة أنموذجا
  • «السياحة الثقافية»: زيادة في أعداد السياح الوافدين للأقصر منذ بداية 2025
  • نقاد: مسلسل الأميرة فكرته مختلفة ويحمل مؤشرات النجاح قبل بداية عرضه
  • ظاهرة “قمر الدم” النادرة تزين سماء رمضان المقبل
  • “جاما للطيران” تتوسع في مطار الشارقة
  • مركز أبو ظبي للغة العربية يفتح باب الترشح لجائزة "سرد الذهب"