الرهائن والمساعدات وضرب المصالح الأمريكية بالمنطقة .. أسرار خلافات واشنطن مع تل أبيب بشأن الحرب البرية
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية، عن تفاصيل الخلاف بين واشنطن وتل أبيب حول الهجوم البري المنتظر، وذكرت الصحيفة أن البيت الأبيض يريد من إسرائيل تأجيل عمليتها البرية في قطاع غزة لإتاحة المزيد من الوقت للمفاوضات لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم فصائل المقاومة الفلسطينية هناك، وكذلك لدخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، حسبما قال العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين لم تذكر أسماؤهم لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وفي تقرير تم نشره أمس الأحد، فإن إدارة بايدن تريد أيضًا زيادة الاستعداد لأي هجمات محتملة على أهداف أمريكية في المنطقة من قبل الجماعات المتمركزة في إيران، والتي تعتقد أنها من المرجح أن تزداد مع استمرار الحرب، وقال مسؤول دبلوماسي لتايمز أوف إسرائيل في الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة والدول الأوروبية تضغط على إسرائيل لوقف عمليتها البرية على أمل التفاوض على إطلاق سراح المزيد من الرهائن.
رغم كل ما حدث .. الحرب البرية لم تبدأ بعد
بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر عندما شنت الحركة فجأة هجوما بريا وجويا وبحريا على الدولة اليهودية، وتحت غطاء وابل من آلاف الصواريخ التي تم إطلاقها على البلدات والمدن في جميع أنحاء البلاد، عبر أكثر من 2500 مسلح الحدود وقاموا بشن هجمات قاتلة في المناطق الجنوبية، وقد بقتل أكثر من 1400 شخص من ضباط وعساكر وسكان المستوطنات الإسرائيلية، كما اختطفوا أكثر من 200 شخص كأسرى، لدي معظمهم جنسيات أخرى غير الإسرائيلية.
واستمر إطلاق حماس للصواريخ على جنوب ووسط إسرائيل، مما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى، وتم تهجير حوالي 200,000 إسرائيلي من الجنوب والشمال، والتي تعرضت أيضًا لوابل من هجمات منظمة حزب الله اللبنانية، فيما ردت إسرائيل بضربات مكثفة على أهداف تابعة لحماس بينما تعهدت بتدمير الحركة وإزالتها من السلطة في غزة، حيث تحكم منذ عام 2007، وطُلب من المدنيين في غزة المقيمين في شمال القطاع الإخلاء، كما حشد الجيش الإسرائيلي قواته قبل التوغل البري المتوقع، ولكن رغم كل ما حدث وتم سرده في السطور الماضية لم تبدأ الحرب البرية، وكان هذا هو التسائل الأهم للصحيفة العبرية، وهو لماذا لم تبدأ الحرب.
فيتو أمريكا على موعد الحرب
وبحسب الصحيفة العبرية، فقد قال مسؤولون إن الولايات المتحدة لا تطلب من إسرائيل وقف الغزو البري ولكنها تنصحها بالانتظار، وأن واشنطن ما زالت تؤيد بشكل كامل هدف إسرائيل بتدمير حماس في أعقاب الهجوم المميت، ومع ذلك، قال أربعة من كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين للتايمز إن الغزو البري تم تأجيله مراراً وتكراراً ولا يعرفون السبب وراء ذلك، وأشار اثنان إلى أن الانتظار كان بسبب مفاوضات الرهائن، وقال مسؤولان أمريكيان للصحيفة إن رسالة التأخير تم نقلها إلى إسرائيل عبر وزير الدفاع الأمريكي لويد جيه. أوستن، الذي يتحدث مع وزير الدفاع يوآف جالانت كل يوم تقريبًا، بالإضافة إلى ذلك، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرة أخرى أمس الأحد حول نفس الأمس.
ورغم نفى مصدر في مكتب رئيس الوزراء بأن تكون واشنطن تعيق إسرائيل، مكتفيا بالقول: «لا يوجد ضغط أميركي، فقط دعم أميركي»، إلا أن مايكل هرتزوغ، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، قال لشبكة CNN: “لا يوجد أي ضغط في الواقع. إنهم يقدمون لنا النصائح، لكنهم لا يخبروننا بما يجب أن نفعله أو ما لا يجب أن نفعله”، وقد أيد المسؤولون الأمريكيون هذه الرواية، قائلين إنه حتى عندما التقى بايدن مع نتنياهو في تل أبيب الأسبوع الماضي، لم يقدم الرئيس أي طلبات بل طرح أسئلة حول غزو بري محتمل لتوضيح أنه لن يصبح صراعًا مفتوحًا، وذكر التقرير أن ذلك يشمل التساؤل عمن سيتولى السلطة في غزة بعد إزاحة حماس من السلطة وكيف سيؤثر الهجوم البري على مصير الرهائن، وقال أحد المسؤولين إن موضوع المساعدات الإنسانية لغزة وسقوط ضحايا من المدنيين تمت مناقشته أيضا.
حماس تفخخ العلاقة بين تل أبيب وواشنطن
يبدو أن حماس المسئولة عن تفخيخ العلاقة بين تلك أبيب وواشنطن، وقد تحدثت الصحيفة العبرية عن ذلك، فوفقا لصحيفة التايمز، كانت هناك "أحداث سريعة الحركة" منذ إطلاق سراح امرأتين أمريكيتين كانت حماس قد احتجزتهما كرهينتين يوم الجمعة، فقد دفع ذلك واشنطن إلى "الاقتراح بشكل أكثر إلحاحاً" بأن تتيح إسرائيل الوقت لإجراء مفاوضات لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، ولم تتضح على الفور الآلية الدقيقة لنقل الرهائن يوم الجمعة، وقالت حماس إن الإفراج تم “لأسباب إنسانية”.
وقال مسؤول مطلع على مفاوضات الرهائن، التي تجري عبر قطر، إن حماس حذرت من أن عملية برية إسرائيلية ستجعل صفقة الرهائن أقل احتمالا، وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لم يذكر اسمه لصحيفة التايمز إن الاتصالات بين الولايات المتحدة وقطر تشير إلى أنه يمكن إطلاق سراح حوالي 50 رهينة من مزدوجي الجنسية، بغض النظر عن صفقة أكبر لجميع الرهائن.
طلب التأجيل حقيقي ومساعٍ لفك ارتباط شكلي مع تل أبيب
وفي أحدث ظهور له حول الأزمة الحالية، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع برنامج “واجه الأمة” على شبكة سي بي إس نيوز يوم الأحد لكنه لم يرد بشكل مباشر على الأسئلة حول سعي الولايات المتحدة لتأخير الغزو البري الإسرائيلي، ولكنه قال: "هناك العديد والعديد من الإسرائيليين الذين هم رهائن، وبالطبع، رهائن من جنسيات أخرى، لذلك نحن نعمل على بذل كل ما في وسعنا، باستخدام أي أدوات أو شراكات أو علاقات لدينا لإخراجهم، وإسرائيل تفعل الشيء نفسه"، وتابع: "لكن فيما يتعلق بما نتحدث عنه مع إسرائيل فيما يتعلق بعملياتها العسكرية، فإن الأمر يركز حقًا على كيفية القيام بذلك، وأفضل السبل لتحقيق النتيجة التي يسعون إليها".
ومع ذلك، بينما قال المسؤولون الأمريكيون إنهم يفضلون تأجيل العملية البرية، فقد شددوا أيضًا على ضرورة تجنب إعطاء الانطباع بأن واشنطن تسيطر على تصرفات إسرائيل، لأن ذلك قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع إيران أو وكلائها في المنطقة، ومع ذلك، قال بلينكن لشبكة إن بي سي إن الولايات المتحدة تتوقع "احتمال التصعيد، التصعيد من قبل وكلاء إيران الموجهين ضد قواتنا، والموجه ضد أفرادنا".
وبالفعل بدأت وزارة الخارجية الأمريكية سحب موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين من العراق كإجراء احترازي، وذكرت شبكة سي إن إن أيضًا يوم الأحد أن التأخير قد يساعد في مفاوضات الرهائن، ونقلت شبكة التلفزيون الأمريكية عن مصدرين مطلعين على المناقشات دون الخوض في تفاصيل، ونقل عن شخص مطلع على المناقشات قوله: "ضغطت الإدارة على القيادة الإسرائيلية للتأخير بسبب التقدم المحرز على جبهة الرهائن" والحاجة إلى إدخال شاحنات المساعدات إلى غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إطلاق سراح تل أبیب
إقرأ أيضاً:
العراق بحرب خفية مع إسرائيل والضربة الصهيونية قريبة!.. ماذا بعد شكوى تل أبيب ضد بغداد؟
بغداد اليوم - بغداد
أكد الباحث في الشأن السياسي مجاشع التميمي، اليوم الأربعاء (20 تشرين الثاني 2024)، أن العراق يمر حاليا بحرب خفية مع إسرائيل، فيما حذر من اعتداء إسرائيلي مرتقب على اهداف داخل العراق.
وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، إن "إقدام إسرائيل على شكوى ضد العراق في مجلس الامن الدولي، يعتبر صفحة جديدة من الحرب الخفية بين العراق والكيان الإسرائيلي رغم ان الدولة العراقية تحاول تجنب أي أزمة في هذه الأوقات كون العراق يمر بظروف صعبة خاصة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض".
وأضاف أن "هذه الشكوى ستكون بمثابة الذريعة الإسرائيلية لضرب العراق"، مستبعدا أن تكون "الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية ضد مواقع اسرائيلية، بموافقة الحكومة العراقية وقوى الاطار التنسيقي لأنهم يعرفون عواقب هذه الشكوى التي جاءت بسبب الضربات شبه اليومية على إسرائيل وما يؤثر سلبا على العراق من خلال التمهيد لاستهداف مقرات رسمية وأخرى غير رسمية في العراق".
وحذر الباحث في الشأن السياسي أن "هذا يؤثر على استقرار الأوضاع في العراق وهو ما يعد إحراجا كبيرا للحكومة العراقية التي تعهدت للجانب الأمريكي بأن يبقى العراق بعيدا عن الصراعات الجارية في لبنان وغزة".
وكانت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، أكدت بذل الحكومة العراقية جهودا حثيثة لإيقاف ومنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة.
وقال عضو اللجنة عامر الفايز في حديث لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (15 تشرين الثاني 2024)، إن "الحكومة العراقية تدرك جيدا خطورة اتساع دائرة الحرب في المنطقة وتأثيرها على وضع العراق ولهذا هي تبذل جهودا حثيثة لإيقاف ومنع اتساع رقعة الحرب من خلال ما تملكه من علاقات إقليمية ودولية مميزة".
وبين ان "موقف العراق واضح وثابت منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من عام، فهو كان داعم لفلسطين ومع إيقاف العدوان وكذلك الموقف نفسه مع لبنان، وهو يعمل وفق علاقاته الخارجية على تعجيل الوصول الى اتفاق لوقف إطلاق النار والعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها في كل من غزة ولبنان".
في السياق ذاته، كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (19 تشرين الثاني 2024)، عن رسالة 4 قيادات عراقية نخبوية للبيت الابيض بشأن تهديدات الكيان الصهيوني.
وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إن "السفيرة الامريكية في بغداد عقدت خلال الاسبوعين الماضيين أربعة لقاءات مهمة مع قيادات عراقية سياسية نخبوية من مكونات عدة كانت تتمحور في أربعة ملفات أبرزها آلية إبعاد بغداد عن الحرب والصراع في الشرق الاوسط".
وأضاف أن "القيادات العراقية بينت لواشنطن من خلال سفيرتها رفضها لأي تهديدات تأتي من قبل الكيان الصهيوني باستهداف أي مواقع في بغداد وأن الامر سيقود الى توترات لا تعرف نتائجها مع التأكيد بأن ترك الكيان يمضي في مسلسل الابادة بحق الفلسطينيين واللبنانيين سيؤدي الى ارتدادات تستمر عقودا من المواجهات ولو بأشكال متعددة".
وأشار الى أن "القيادات بينت خطورة ما يحدث في غزة ولبنان وسط صمت امريكي بل دعم وتمويل مباشر لماكنة الموت"، مؤكدا، أن "أحد القيادات العراقية أبلغ السفيرة بأن أمريكا تمر بمرحلة ضعف غير مسبوقة لدرجة أنها لم تعد قادرة على إيقاف ماكنة الموت المستمرة منذ 13 شهرا".
وكان المجلس الوزاري للأمن الوطني، أكد في (6 تشرين الثاني 2024)، أن مصالح العراق العليا تحتم العمل على إبعاد أراضيه وأجوائه عن آلة الحرب التي يحاول الكيان الصهيوني توسيعها.