عربي21:
2024-10-05@05:42:05 GMT

الإعلام الغربي.. ضحية مجانية غربية لصالح الصهاينة

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

عبارة لطالما ترددت خلال الحروب، وهي أن الحقيقة أول ضحايا الحروب، ولكن عشنا اليوم لنرى أن الإعلام نفسه يقدم نفسه طواعية كضحية مجانية تطوعية لصالح الرواية والسردية الإسرائيلية مما أفقده توازنه، وأفقده معه شعبيته، وما تبقى له من مصداقية وسط الشارع العربي وحتى الغربي، فمن كان يظن أن مؤسسات إعلامية عريقة ستتلقف رواية الإسرائيلي دون أي تمحيص أو تدقيق، عن قطع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لرؤوس أطفال رضع، وتروج لها على أنها الحقيقة الكاملة، ليعتذر بعضها عن تلك الروايات، ويصر البعض الآخر على التمسك بها، والأدهى من ذلك أن يتلقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الرواية التي لقنه إياها نتنياهو، فيعتذر البيت الأبيض بعد ساعات عنها، ويعلن بأنها غير حقيقية.



وحين أصر الصحافي الإسرائيلي على ترديد رواية قطع رؤوس الأطفال الرضع على شاشة قناة الجزيرة، أحسن المذيع المتألق محمد كريشان بإيقافه عند حده، قائلا له لسنا مستعدين لسماع أكاذيب وافتراءات، وهو الموقف الذي ينبغي أن يتمسك به كل إعلامي صادق ومنحاز لمهنته في وجه من يكذب على الجمهور، ويسعى إلى ترويج الأكاذيب والافتراءات على شاشاته ومنصاته الإعلامية.

لم أتصور أن تضحي صحف عريقة مثل نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال وواشنطن بوست بكل مهنيتها، وتضعها على المحك لصالح أحداث مثل هذه، وكنت أتوقع أن هذه الوسائل الإعلامية أذكى من أن تقع في مطبات، وأخطاء إعلامية كهذه، ولكن بكل تأكيد فإن هذه الأخطاء ليست منعزلة، وإنما تأتي ضمن سياق تاريخي
لكن أكذوبة قطع رؤوس الرضع لم تكن الفخ الوحيد الذي نصبه لنفسه الإعلام الغربي، فقد نصب لنفسه أفخاخا ومصائد عدة، حين أصرّت وسائل الإعلام الغربية على ترديد الرواية الصهيونية، في تحميل حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية قصف المشفى المعمداني، والذي سقط فيه أكثر من 500 شهيد، بينما الكل يعلم بأن كل صواريخ المقاومة التي أطلقت منذ بداية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وحتى اليوم لم تقتل عُشر معشار هذا العدد، ومع هذا تصر المؤسسات الإعلامية الغربية على ترويج هذه الرواية الكاذبة، وهو ما ألزم نيويورك تايمز على تغيير عنوانها الرئيسي ثلاث مرات، فقط وفقط لتبرئ الصهاينة من مسؤولية قصف المشفى، وتحملها لحركة الجهاد الإسلامي. وعلى الرغم من استمرار تل أبيب في قصف المشافي، وتهديدها بقصف مشفى القدس، لم يدفع الوسائل الإعلام الغربية للعودة والتحقيق في جريمة المشفى المعمداني.

شخصيا لم أتصور أن تضحي صحف عريقة مثل نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال وواشنطن بوست بكل مهنيتها، وتضعها على المحك لصالح أحداث مثل هذه، وكنت أتوقع أن هذه الوسائل الإعلامية أذكى من أن تقع في مطبات، وأخطاء إعلامية كهذه، ولكن بكل تأكيد فإن هذه الأخطاء ليست منعزلة، وإنما تأتي ضمن سياق تاريخي، بحيث أن وسائل الإعلام في كل الحروب من وظيفتها أمام مشاهديها ومتابعيها، أن تضعه في السياق التاريخي لهذه الحرب وهو ما افتقرت إليه وسائل الإعلام الغربية، لأن ذلك سيظهر مدى الظلم والحيف الذي طال الشعب الفلسطيني على مدى قرن تقريبا، من احتلال للأرض وتهجير وقتل ودمار وخراب.

وفي دراسة مهمة أجرتها المؤرخة الفلسطينية مها نصار، رصدت فيها أنه منذ عام 1979 وحتى الآن نشرت نيويورك تايمز 2490 مقالة لم يكن منها سوى 46 مقالة لصالح فلسطين، وكُتبت بأيدي  فلسطينيين. أما واشنطن بوست فقد نشرت 3249 مقالة غالبيتها مؤيدة لإسرائيل، بينها 32 مقالة لصالح الفلسطينيين.

وحين أجرت محطة سي بي إس مداخلة للقانونية الفلسطينية نورا عريقات، طالبت الأخيرة المذيع بوصف هجمات إسرائيل بالوحشية، كوصفه هجمات حماس بالوحشية، لكنه رفض ذلك، وقابلت المؤسسة ذلك بحذف مقابلتها كاملة من موقع المحطة.

بعض الإعلام الغربي ضحّى بكثير من سمعته ومهنيته التي بناها على مدى عقود، والمصداقية والموثوقية هي أقرب ما تكون إلى الزجاج، فإن كُسرت فمن الاستحالة ترميمها وإصلاحها، مما يحتم علينا وضع استراتيجية إعلامية بعيدة المدى، للمشاهدين الغربيين، لشرح قضيتنا الفلسطينية، وقضايانا العادلة الأخرى
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ بينما طورد كل الصحافيين العرب العاملين في المؤسسات الإعلامية الغربية من خلال منعهم من عرض آرائهم على منصات تواصلهم الاجتماعي، كان زملاؤهم الغربيون يسرحون ويمرحون ويقولون ما يشاؤون عن الحرب في غزة تأييدا للكيان الصهيوني، وهو ما دفع زميلنا بسام بونني إلى الاستقالة من بي بي سي احتجاجا على انحيازها في تغطية الحرب على غزة، كما طردت بي بي سي أيضا ستة من الصحافيين بتهمة انحيازهم للفلسطينيين عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

لقد دفع الإعلام ثمنا باهظا في هذه الحرب، وربما الثمن الذي دفعه في أيام من مهنييه وكادره لم يسبق أن دفعه في أي حرب سابقة، إذ خسرت المهنة 15 صحافيا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وحتى اليوم، بينهم 11 فلسطينيا، ولا نعلم شيئا تفصيليا عن عدد الجرحى والمفقودين. مثل هذه الخسارة الكبيرة لم يسبق أن تعرض لها الإعلام في فترة زمنية قصيرة من قبل.

الخلاصة، إن بعض الإعلام الغربي ضحّى بكثير من سمعته ومهنيته التي بناها على مدى عقود، والمصداقية والموثوقية هي أقرب ما تكون إلى الزجاج، فإن كُسرت فمن الاستحالة ترميمها وإصلاحها، مما يحتم علينا وضع استراتيجية إعلامية بعيدة المدى، للمشاهدين الغربيين، لشرح قضيتنا الفلسطينية، وقضايانا العادلة الأخرى. وباعتقادي أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا لافتا في ذلك، وستواصل تجازها المنصات الإعلامية التقليدية، إن كان بسبب التفات الجيل الجديد للمنصات الحديثة، أو بسبب حالة النفور من المنصات التقليدية التي طبعت نفسها بطابع الانحياز للقاتل ضد الضحية. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلية الفلسطيني الانحياز إسرائيل فلسطين اعلام مهنية انحياز مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإعلام الغربی نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

يوم أسوَد للجنود الصهاينة في جنوب لبنان.. حاولوا الدخول عموديًا فخرجوا أفقيًا

يمانيون – متابعات
أربعاء أسود يعيشه العدوّ الصهيوني منذ الفجر حيث يتلقّى جنوده ضربات متتالية خلال محاولات عدة من التوغل البري داخل الحدود اللبنانية، والتي باءت بالفشل الذريع، وسط سقوط قتلى وجرحى لجيش الاحتلال الذي خُيّل إليه بعد عام من القصف والتدمير وقتل المدنيين الأبرياء أنّ باستطاعته تسجيل صورة انتصار واحدة من داخل الحدود اللبنانية، ليخرج جنوده أفقيًا بعدما حاولوا الدخول عموديًا، كما وعد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله.

وقد تصدَّى مجاهدو المقاومة ‏الإسلامية، فجر اليوم الأربعاء (2 تشرين الأول 2024)، لِقوة من مشاة العدوّ “الإسرائيلي” حاولت التسلل إلى بلدة العديسة الجنوبية من جهة خلة المحافر واشتبكوا معها وأوقعوا بها عددًا كبيرًا من الإصابات وأجبروها على التراجع.

وأفادت وسائل إعلام “إسرائيلية” عن سقوط 20 جنديًا “إسرائيليًا” بين قتيل وجريح جراء الحدث الأمني عند الحدود مع لبنان، وكانت عملية إنقاذهم صعبة جدًا بسبب القصف المدفعي الكثيف الذي نفذه حزب الله.

ودعا الجيش “الإسرائيلي” ــ وفق إذاعة جيش العدوّ ــ إلى عدم نشر أسماء الأماكن التي تسقط فيها صواريخ حزب الله، حيث تحدّث إعلام العدوّ عن إطلاق حوالى 120 صاروخًا وحوالى 20 مُسيرة من لبنان باتّجاهات مختلفة.

هذا؛ وأفادت وسائل إعلامية عن إصابة العشرات من قوة النخبة التابعة لـ”جيش” الاحتلال، حيث سمعت صرخاتهم في الأرجاء، موضحة أنّ المروحيات الصهيونية أجلت القتلى والجرحى من الجنود تزامنًا مع إطلاق القنابل الدخانية.

واعترفت وسائل إعلام صهيونية في تقارير بإصابة 20 جنديًا في الشمال، مشيرة إلى أنّ مروحيات عسكرية هبطت في مستشفيات “رامبام” في حيفا و”زيف” في صفد و”بيلنسون” في الوسط. وأعلنت هذه الوسائل الإعلامية عن تبادل عنيف لإطلاق النار بين قوات الرضوان وقوات “الجيش” الصهيوني عند الحدود مع لبنان، لافتة إلى أن قوة النيران التي يطلقها حزب الله في اتّجاه قوات “الجيش” ضخمة، فهو – أي حزب الله – لم يتوقف عن إطلاق رشقات صاروخية نحو مراكز تجمع القوات منذ الصباح.

كما أفاد إعلام العدوّ أنه في مستشفى زيف بصفد فشلت جهود إنقاذ حياة جندي مصاب، فأعلن عن مقتله.

وتحدث إعلام العدوّ عن قتال عنيف مع حزب الله في الشمال، و”حدث غير عادي”، واصفًا إياه بالـ “حدث كثير الإصابات”، مؤكدًا إجلاء الإصابات بـ 4 مروحيات على الأقل.

ووفق إعلام العدو، فإنّ كمين العديسة أدى ــ في حصيلة أولية ــ إلى مقتل ثمانية جنود صهاينة
أحدهم ضابط برتبة نقيب، وسقوط 32 جريحًا بعضهم بحالة خطرة.

كما خاضت المقاومة الإسلامية اشتباكات مع جنود العدوّ “الإسرائيلي” المتسلّلة إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية وأوقعوا في صفوفهم إصابات عدة.

وبحسب إعلام العدو، أدى كمين مارون الراس إلى سقوط قتيلين، و35 جريحًا بعضهم بحالة خطرة.

ونشرت وسائل إعلام “إسرائيلية” مشاهد لإخلاء الجيش “الإسرائيلي” لقتلى وجرحى وقعوا خلال الاشتباكات مع حزب الله.

وذكرت إذاعة جيش العدوّ أنّ مواجهة حصلت داخل مبنى صباح اليوم عندما تسلّلت مجموعة من وحدة “إيغوز” إلى داخله، حينها فتح حزب الله النار وأطلق الصواريخ تجاه القوّة، وحتّى خلال عملية سحب الجرحى واصل حزب الله إطلاق النار والصواريخ.

وتحدث إعلام العدوّ عن سقوط قتيل على الأقل من وحدة “إيغوز” جراء اشتباكات مع حزب الله عند الحدود الشمالية، لافتًا إلى أنه “منذ صباح اليوم حصلت عدة اشتباكات بين الجيش “الإسرائيلي” وعناصر حزب الله من مسافة قريبة في عدد من النقاط”.

وقال الجيش اللبناني في بيان إنّ قوة تابعة للعدو “الإسرائيلي” انسحبت من الخط الأزرق بعدما اخترقته لمسافة 400 متر داخل الأراضي اللبنانية، لافتًا إلى أنّ الخرق “الإسرائيلي” جرى في منطقتي خربة يارون وبوابة عديسة.

ونشرت وسائل إعلام “إسرائيلية” مشاهد لإخلاء الجيش “الإسرائيلي” لقتلى وجرحى وقعوا خلال الاشتباكات مع حزب الله:

مقالات مشابهة

  • الجنود الصهاينة.. كما قال السيد حسن نصرالله: “جاؤوا عمودياً ويعودون أفقياً”
  • اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية يستنكر استهداف مكتب العلاقات الإعلامية لحزب الله
  • “وام” تفوز بجائزة أفضل جهة إعلامية تنشر ثقافة ممارسة الرياضة المجتمعية
  • آية سماحة ضيفة الإعلامية إنجي علي في برنامج "أسرار النجوم" الليلة
  • المستوطنون الصهاينة يجددون اقتحام المسجد الأقصى
  • يوم أسوَد للجنود الصهاينة في جنوب لبنان.. حاولوا الدخول عموديًا فخرجوا أفقيًا
  • دول غربية تدعو رعاياها لمغادرة إيران وتجلي آخرين من لبنان
  • غضب في الأردن بعد إسقاط صواريخ إيرانية.. نتعرض للخطر بدل الصهاينة
  • احتفالا بانتصارات أكتوبر.. المتحدة للخدمات الإعلامية تقدم «وثيقة جاليلي» قريبًا
  • قيادي بـ«الإصلاح والنهضة»: إطلاق قناة «Qnews» يعزز الريادة الإعلامية المصرية