الجزيرة:
2025-04-25@07:19:57 GMT

الذكاء الاصطناعي يهدد مجال النشر الأدبي

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

الذكاء الاصطناعي يهدد مجال النشر الأدبي

لا يخفي عالم النشر -الذي اجتمعت أقطابه أخيرا في معرض فرانكفورت للكتاب- قلقه من أن تغزو العالم مؤلفات منجزة بواسطة هذه التقنية.

ويشهد قطاع النشر الأدبي على غرار مجالات أخرى كثيرة حالة من الغليان بعد أن اهتز بفعل الثورة التكنولوجية التي أطلقتها برامج الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي".

ويبدي العاملون في هذا القطاع "شعورا عميقا بعدم الأمان"، وفق ما يؤكد يورغن بوس مدير معرض فرانكفورت للكتاب، وهو الأكبر في العالم، والذي اختتم أعماله أمس الأحد، وكان هذا الموضوع في قلب نقاشاته طوال الأسبوع.

ويتساءل هؤلاء -بحسب بوس- "ماذا سيحل بالملكية الفكرية للمؤلفين؟ ومن يملك حقا المحتويات الجديدة؟ وكيف يمكن دمجها في سلاسل القيمة؟".

حدود الإبداع الآلي

اقتحم الذكاء الاصطناعي بالفعل خدمات الترجمة، كما يتطور في مجالات النشر العلمي والقانوني، لكنه يظل هامشيا في عالم الإبداع الأدبي.

فعندما يتعلق الأمر بكتابة الروايات لا يزال الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الإلهام، وفق الكاتب البريطاني سلمان رشدي الذي يشكك بقدرة برامج الذكاء الاصطناعي على صياغة نصوص أدبية تضاهي بجودتها مؤلفات الكتّاب.

واختبر رشدي ذلك بقراءة نص قصير أنشئ "بأسلوبه" بواسطة البرامج، وعلق وسط ضحكات الحضور خلال مؤتمر صحفي قائلا إن النص الذي أنجزته البرمجية "كان سيُرمى في النفايات".

وقالت الكاتبة والأكاديمية الألمانية جينيفر بيكر -خلال نقاشات على طاولة مستديرة- إن أداء الذكاء الاصطناعي في مجال الكتابة الإبداعية "ليس جيدا بعد".

وأضافت "لا أرى بعد متى ستأتي اللحظة التي سنعهد فيها بمهمة الكتابة إلى الذكاء الاصطناعي بطريقة مستقلة تماما".

من ناحية أخرى، فإن إمكانيات هذه التكنولوجيا "كبيرة لاستخدامها كأداة للمساعدة" في الكتابة، بحسب قولها.

وبالنسبة للروايات ذات المضمون الضعيف -والتي تعتمد على نماذج سردية نمطية ومخصصة للإنتاج على نطاق واسع- يوفر الذكاء الاصطناعي فرصا محتملة، وفق ما قال بوس.

ولا يتوقف التخوف من الذكاء الاصطناعي على الكتّاب والأدباء، بل يمتد للعاملين في مجالات ثقافية أخرى مثل النشر والكتابة، والرسم والفنون والتصوير، والغناء والموسيقى، والصحافة، والكتابة الأكاديمية والبحث العلمي.

أسئلة الحقوق والقانون

بدأ مؤلفون رفع دعاوى لحماية حقوقهم في مواجهة الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمها لتوليد محتوى، لكن معاركهم القضائية لن تكون سهلة، ففي أوروبا وأميركا الشمالية يميل القانون إلى تأييد الذكاء الاصطناعي مع أن الوضع قد يتغير، وفق قانونيين.

وتعتمد الأمور كلها في نهاية المطاف على نوع النشر، وفق ما تؤكد سوزان بارفيك نائبة المستشار القانوني لاتحاد الناشرين وبائعي الكتب الألمان.

وأشارت بارفيك إلى أن "قطاع الكتب العلمية والمتخصصة هو بالفعل أكثر تقدما، وقد بحث بالفعل في هذه القضية بشكل أكبر".

لكن بمجرد أن يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي مليارات النصوص لتدريب خوارزمياته وإنشاء المحتوى تلوح في الأفق معارك قانونية.

وترتبط إحدى "المناطق الرمادية" الرئيسية في هذا المجال بالجهة التي تعود لها ملكية حقوق الطبع والنشر للمحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي.

ويقول يورغن بوس إن "هذه فوضى حقيقية وقضية مهمة للغاية"، وإن "هناك أيضا أموالا طائلة على المحك".

وعلى منصة "كي دي بي" التابعة لشركة "أمازون" والمخصصة للنشر الذاتي تكثر الكتب التي أنتجت بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي كما يلاحظ المتخصصون، حتى أن بعض هذه المنشورات باتت من أكثر الكتب مبيعا.

وباتت منصة "كيه دي بي" تطلب من المؤلفين أن يعلنوا على الموقع ما إذا كانت أعمالهم أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي (صور أو نصوص أو ترجمات).

وفي سبتمبر/أيلول الماضي اتخذ مؤلفون كثر -بينهم جورج آر آر مارتن صاحب قصة "لعبة العروش" الملحمية، وملك أفلام الإثارة جون غريشام- إجراءات قانونية في الولايات المتحدة ضد شركة "أوبن إيه آي" الناشئة في كاليفورنيا، متهمين إياها باستخدام أعمالهما لتلقين خوارزميات "شات جي بي تي" مع تجاهل حقوق الطبع والنشر الخاصة بهم.

وفي رسالة مفتوحة موقعة من كتّاب كثر مثل الروائية الكندية مارغريت أتوود والروائي الأميركي دان براون حذر اتحاد المؤلفين الأميركيين عمالقة التكنولوجيا هذا الصيف من أن "ملايين الكتب والمقالات" و"القصائد المحمية بحقوق الطبع والنشر تشكل غذاء لأنظمة الذكاء الاصطناعي، مع وجبات لا نهاية لها من دون فواتير".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي

تمكن العلماء في الصين من تحقيق إنجاز علمي بارز في مجال دعم ذوي الإعاقة البصرية، حيث قاموا بتطوير جهاز ذكي قابل للارتداء يساعد المكفوفين وضعاف البصر على التنقل بحرية واستقلالية تامة.

ويعتمد الجهاز على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين المستخدمين من التنقل دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.

ويعمل الجهاز، الذي تم الكشف عن تفاصيله في دراسة حديثة نُشرت في دورية Nature Machine Intelligence، باستخدام مزيج من الفيديو، الاهتزازات، والإشارات الصوتية لتوفير إرشادات لحظية للمستخدم، مما يساعده على التعرف على محيطه واتخاذ القرارات بشكل فوري أثناء التنقل.

ويعتمد النظام على كاميرا صغيرة تُثبت بين حاجبي المستخدم، حيث تقوم هذه الكاميرا بالتقاط صور حية لبيئة المستخدم المحيطة، ثم يحلل المعالج الذكي هذه الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي ليرسل أوامر صوتية قصيرة وواضحة عبر سماعات توصيل عظمي.

وتتمثل ميزة هذه السماعات في أنها لا تعزل المستخدم عن الأصوات المحيطة، مما يتيح له الاستماع إلى محيطه بشكل طبيعي أثناء تلقي الإرشادات الصوتية.


ولزيادة مستوى الأمان، تم تزويد الجهاز بحساسات دقيقة تُرتدى على المعصمين، وهذه الحساسات تهتز تلقائيًا في حال اقتراب المستخدم من جسم أو حاجز، مما يعطي إشارة لتنبيه المستخدم بتغيير اتجاهه لتفادي الاصطدام.

وتم تطوير هذا الجهاز من خلال تعاون بين عدة مؤسسات أكاديمية وعلمية بارزة، من بينها جامعة شنغهاي جياو تونغ، مختبر شنغهاي للذكاء الاصطناعي، جامعة شرق الصين للمعلمين، جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، والمختبر الوطني الرئيسي لعلم الأعصاب الطبي في جامعة فودان.

وما يميز الجهاز أيضاً هو خفة وزنه وتصميمه المدمج الذي يراعي راحة المستخدمين أثناء تنقلهم طوال اليوم. حيث يسمح للمستخدمين بالتنقل بحرية دون إجهاد، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم اليومية.


وخضع النظام لاختبارات أولية في الصين شملت 20 متطوعاً من ضعاف البصر، وأظهرت النتائج أن معظم المشاركين تمكنوا من استخدام الجهاز بكفاءة بعد تدريب بسيط استغرق ما بين 10 إلى 20 دقيقة فقط.

وفي نسخته الحالية، يتمكن الجهاز من التعرف على 21 عنصراً شائعاً في البيئة المحيطة مثل الكراسي والطاولات والمغاسل وأجهزة التلفزيون والأسِرّة وبعض أنواع الطعام. ومع تطور الأبحاث، يطمح الفريق البحثي إلى توسيع قدرات الجهاز ليشمل التعرف على المزيد من العناصر في المستقبل.

ويعد الجهاز خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية التامة للمكفوفين في تنقلاتهم اليومية، ويعد نموذجًا للتطورات المستقبلية التي قد تحدث في مجال التكنولوجيا المساعدة للمكفوفين، مما يبشر بمستقبل أكثر إشراقًا لهذه الفئة من المجتمع.

مقالات مشابهة

  • جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • “دبي للمستقبل” تجدد شراكتها مع “أنتلر” لدعم ريادة الأعمال في قطاع الذكاء الاصطناعي بالمنطقة
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • ترسيخًا لمكانة المملكة عالميًّا في الابتكار.. “كاوست” تقدم الجيل القادم في مجال الذكاء الاصطناعي
  • تقرير: الإمارات تتبوأ مكانة رائدة بين الاقتصادات الناشئة بمجال الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات: مصر تواصل تعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي
  • إطلاق أول برنامج دكتوراه في الذكاء الاصطناعي في دبي
  • “أمريكية دبي” تطلق بكالوريوس الذكــاء الاصطناعــي والألعاب الالكترونية
  • باحث في مجال الذكاء الاصطناعي يطلق شركة لتحل محل جميع العمال البشر