ليسوا على قلب رجل واحد .. صحيفة عبرية تكشف تفاصيل الصراعات بين نتنياهو وقيادات الجيش الإسرائيلي
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن تفاصيل الخلاف العميق بين قيادات الجيش الإسرائيلي مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأن هناك أزمة ثقة بين الطرفين في الوقت الحالي، وهو ما يؤثر عن قرارات الجيش داخل المعركة، وبالأخص في الهجوم البري، والموقف من الأسرى لدى حماس، سواء كانوا من مزدوجي الجنسية، أو الإسرائيليين فقط.
وتحدثت الصحيفة العبرية، أن الحكومة الإسرائيلية تواجه اليوم صعوبة في التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية، ويقولون إن نتنياهو غاضب من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، الذين يتحملون المسؤولية عن تصوره لكل ما حدث، ويتفاعل بفارغ الصبر مع الآراء والتقديرات التي يعبر عنها الجنرالات، وليس في عجلة من أمره لتبني خططهم، وكذلك هو وجالانت داخل حكومة الحرب المصغرة أيضًا يجعلان من الصعب العمل معًا، وذلك نتيجة الخوف من العاصفة التي ستأتي في اليوم التالي من انتهاء الحرب.
حماس تفخخ العلاقات بين تل أبيب وواشنطن
ويبدو أن ما تقوم به حماس من تحركات في ملف الأسرى أمر مدروس، فتحدثت الصحيفة العبرية، أن الخلاف شديد من الإدارة الأمريكية، وبين الحكومة الإسرائيلية فيما يخص قرار الهجوم البري، فمن المنتظر أن يتعين على حكومة الطوارئ اتخاذ قرار بالغ الأهمية في الأيام المقبلة، وربما في الساعات المقبلة ببدء الحرب البرية، ولكن في نشرة إخبارية بثتها شبكة سي إن إن الأمريكية أمس (الأحد)، أفادت الأنباء أن إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين جوديث وناتالي رعنان عزز الشعور لدى الفريق الأميركي بإمكانية إطلاق سراح رهائن إضافيين من خلال المفاوضات، وهو ما يعزز نجاح حماس في إيجاد مساحة بين القرار بتل أبيب عن واشنطن.
وبحسب الصحيفة العبرية، فقد زعمت الشبكة الامريكية نقلا عن مصادر في واشنطن أن الإدارة الأمريكية تضغط على إسرائيل لتأجيل الدخول البري إلى قطاع غزة من أجل السماح بإحراز تقدم في قضية المختطفين، وقالت مصادر في إسرائيل ردا على ذلك إنه لا توجد ضغوط أمريكية على إسرائيل، ولكن من الواضح أن الرئيس جو بايدن مقتنع بأن التعامل مع قضية الرهائن له الأسبقية على أي تحرك آخر، بما في ذلك العمل البري، بينما ترغب إسرائيل في فصل مسألة الدخول البري عن مسألة المختطفين، وفي ظل هذه الظروف، من المشكوك فيه ما إذا كان هذا ممكنا.
أزمة الثقة تظهر في معركة توقيت الهجوم البري
وفي أجواء تبدو وكأنها انتخابية، حرص الجيش على تحميل نتياهو مسئولية تأخر بد الحرب البرية، فقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أمس صراحة أنه ينتظر موافقة المستوى السياسي على العمل البري، وهذه هي طريقة القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي لنقل عبء الإثبات إلى الحكومة، وخاصة إلى رئيس الوزراء، بحسب الصحيفة العبرية، وبعيداً عن الجدل حول التوقيت، نشأت أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي وداخل الحكومة المحدودة والحكومة العامة.
ويتحدث التقرير، عن أن أزمة الثقة تشكل ضرراً آخر للأضرار الفادحة التي لحقت بإسرائيل في السابع من أكتوبر، وهذا يجعل من الصعب للغاية التركيز على الحرب واتخاذ القرارات، حتى لو كانت مؤلمة، وتحتاج إسرائيل الآن إلى قيادة فعالة تركز على المهمة، وعلى عكس ما حدث عقب هزيمة 1973، حين فوجئت إسرائيل وتعرضت لهزيمة نكراء في البداية، لكن قيادتها، على الأقل معظمها، استمرت في العمل - وساهم اللاعبون المعززون الذين انضموا بالخبرة والهدوء في عودة عملية صنع القرار المنظمة، ولكن اليوم، تُدار إسرائيل، لكن ليس لديها إدارة فاعلة.
فهذه المرة، وعلى الرغم من النوايا الحسنة، فإن اللاعبين المعززين بيني غانتس وغادي إنزاكوت، يتركان بصمة محدودة على النتيجة النهائية، على الأقل حتى الآن، فبموجب الاتفاق الذي وقعاه مع نتنياهو، لا يمكن لهما أن يلتقيا مسؤولين خارج المناقشات الوزارية إلا بموافقة رئيس الوزراء.
قولا قاطعا .. حكومة نتنياهو الحلقة الضعيفة
وفي جملة قطعية، تحدثت الصحيفة العبرية، أن الحلقة الضعيفة الآن داخل إسرائيل هي حكومة نتنياهو، وبحسب شهادات مسؤولين سياسيين وعسكريين، فإن الحكومة تواجه صعوبة في التوصل إلى قرارات متفق عليها بشأن القضايا الرئيسية المطروحة على جدول الأعمال، ففي الأسبوع الماضي أُعلن أن نتنياهو منع اتخاذ قرار بشأن عملية استباقية في الشمال، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع جالانت أوصيا بتنفيذ هذه العملية ـ وهو الزعم الذي نفاه نتنياهو، وفي قلب النقاش كان الطلب الأميركي بتجنب الهجوم الإسرائيلي الوقائي الضربة في لبنان مرفقا بحزمة مساعدات عسكرية سخية، وهذا الأسبوع، ادعى الوزراء مرة أخرى أن نتنياهو هو الذي يقف وراء تأخير الدخول البري إلى غزة، ووصف وزير لم يجرؤ على ذكر اسمه نتنياهو بأنه "جبان".
وواقع الحال بعد 17 يوما من عملية طوفان الأقصى، أن الحرب أدت إلى إجماع واسع النطاق في المجتمع الإسرائيلي، أما في قمة الحكومة والجيش فالوضع مختلف، فقد خلقت أحداث 7 أكتوبر أزمة ثقة، فنتنياهو غاضب من كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، الذين يتحملون المسؤولية عن تصوره لكل ما حدث، وهو يتفاعل بفارغ الصبر مع الآراء والتقديرات التي يعبر عنها الجنرالات وليس في عجلة من أمره للرد على هذه الآراء، ويتبنى الخطط التي يعرضونها، وليس من قبيل الصدفة أنه التقى مرتين في الأيام القليلة الماضية مع اللواء المتقاعد اسحق باريك، الذي ينتقد بشدة قدرات الجيش البري ويعارض العمل البري في غزة.
تلك تفاصيل خلافات نتنياهو ووزير دفاعه
وبشكل أدق، تحدثت الصحيفة العبرية عن الفجوة الكبيرة بين نتنياهو ووزير دفاعه، وقالت إن العلاقة بين نتنياهو ووزير الدفاع تجعل من الصعب جدًا العمل معًا، وتشكلت الهطول بينهما في شهر مارس الماضي، عندما أقال نتنياهو غالانت واضطر إلى الانسحاب، وقد تصاعدت حدة التوترات بعد تسرب أخبار مفادها أن نتنياهو استخدم حق النقض (الفيتو) ضد عملية عسكرية بدأت في الشمال، وخلال زيارة بايدن إلى إسرائيل، منع نتنياهو غالانت من تفصيل تقييماته على مسامع الرئيس الأميركي، واكتفى غالانت، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، بالقول لوزير الخارجية في لينكولن إنه يريد مهاجمة حزب الله أولاً - لكن تم إيقافه بقرار من أطراف أخرى.
والصراع ليس بين البرامج المختلفة فحسب، بل على أسس شخصية أيضًا، فنتنياهو يعد نفسه للنضال العلني الذي سيبدأ بكل قوة عندما يستقر الوضع على الأرض، ويلقي زملاؤه على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية الكارثة على عاتق المؤسسة الأمنية، من غالانت إلى رئيس الأركان وما دونه، فالخوف من العاصفة التي ستأتي في اليوم التالي لانتهاء الحرب، يوجه أيضًا تحركات الوزراء ويتغلغل في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي.
الجميع يخشى من يوم القيامة
وبحسب أحد أهم صحف إسرائيل، فإن الخوف من يوم القيامة داخل إسرائيل، وهو يوم محاسبة الحكومة بعد انتهاء الحرب، يزيد من خلافات الحكومة الإسرائيلية، ففي المناقشات يتحدثون للنشر، ويفكرون في اليوم الذي سيتم فيه تشكيل لجنة تحقيق، وهذا يجعل من الصعب جدًا إجراء حوار صريح وثاقب، كما هو مطلوب، بين صناع القرار، حتى لو كان بعض كبار الضباط، فقد استسلموا بالفعل للعودة إلى ديارهم في نهاية الحرب، مما يسمح لهم بالتركيز أكثر على الفوز بها.
ولا يزال الخطاب في القمة، بحسب شهود من أعماق الحفرة، غير مركز بالشكل المطلوب، ويفتقر إلى مبادرة استراتيجية أو حتى تكتيكية، فيما يغيب عن التعامل مع سلسلة من القضايا الأساسية التي يشارك فيها الجيش، والتي من المفترض أن يتعامل، وقد أعلنت الحكومة عن هدف للحرب يشكك الجيش الإسرائيلي في إمكانية تحقيقه، وفي تصريحات مختلفة، وعد نتنياهو وجالانت بمحو حماس من على وجه غزة، ولم يوضحا المعنى العملي لهذا الالتزام، وقال: "سنقوم بتفكيك البنية التنظيمية بأكملها التي هي في عهد السنوار"، ولكن كيف سيتم تحقيق هذا الهدف؟ هل هي في مدينة غزة فقط أم تسيطر بشكل كامل على القطاع بأكمله؟ ومتى سيعرف الجيش الإسرائيلي والحكومة أن إسرائيل قد انتصرت بالفعل؟، وتلك تسائلت كثيرة لا تعرف أكبر رأس للسلطة بإسرائيل الإجابة عنها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الصحیفة العبریة بین نتنیاهو من الصعب
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الجيش الإسرائيلي كان يستهدف الضفة الغربية أثناء الحرب على غزة
قال اللواء سمير عباهرة، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الجيش الإسرائيلي كان يستهدف الضفة الغربية أثناء الحرب التي كانت في غزة، موضحًا أن الحواجز زادت بعد توقف إطلاق النار ليصل عددها إلى حوالي 900 حاجز بين المدن والقرى بهدف عزل المدن الفلسطينية عن بعضها.
وأضاف «عباهرة» خلال حديثه في مداخلة عبر تطبيق «ZOOM»، عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن عملية دخول الضفة الغربية كانت استرضاءً لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول امتصاص ردود فعل «سموتريتش»، مضيفًا أن المرحلة القادمة هي الوجه الآخر للجيش الإسرائيلي.
وأوضح أن إسرائيل تسعى جاهدة للقضاء على الحركات المسلحة وبالتحديد حركة حماس، وأن إسرائيل لا تتحمل 7 أكتوبر مرة أخرى من قوات الضفة الغربية.
\