أرض الميعاد.. لماذا يريد اليهود إقامة دولتهم في فلسطين؟
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
شهدت فلسطين هجرات متتالية وعلى فترات زمنية لليهود منذ سنوات طويلة دون أي دولة أخرى في العالم، فهاجر اليها جميع يهود العالم تركوا دولهم في اوروبا وافريقيا وآسيا لانشاء دولتهم في فلسطين، فالسؤال الذي يخطر في بال الجميع لماذا اختار اليهود فلسطين بالتحديد لاقامة دولتهم، ففلسطين في العبرية يعتبروها هي "أرض الميعاد" أو "أرض اسرائيل" وهي الأرض المختارة، والأرض المقدسة التي تفوق في قدسيتها أي أرض أخرى لارتباطها بالشعب المختار، ويعتقد اليهود أنها الأرض التي وعد الله بها نبيه يعقوب (إسرائيل) وفي شروط الأراض أن تكون من نهر النيل إلى نهر الفرات.
أما مدينة القدس هي مدينة مقدسة عند اليهود والتي تحوي الهيكل الذي بناه سليمان بن داود، الذي يسميه اليهود "هيكل سليمان"، بالإضافة إلى هيكل أو معبد حيرود الذي شيد في وقت لاحق بعد أن هدم الهيكل الأول، وما زال اليهود اليوم يتعبدون عند حائط البراق أوحائط المبكى، الذي يؤمنون بأنه كل ما تبقى من المعبد القديم، ويشكل هذا الحائط ثاني أقدس الأماكن في اليهودية بعد "قدس الأقداس"، وتنص التوراة الشفهية والشريعة اليهودية أن الصلاة يجب أن تتلى في اتجاه القدس وهيكل حيرود، والكثير من الأسر اليهودية تضع لويحة "مزراح" على إحدى جدران منزلها لتحديد قبلة الصلاة.
لذلك يحرص الصهاينة على فلسطين لاعتقادهم أنها أرض الميعاد التي سيعود إليها اليهود، ويجتمعون فيها، وذلك حسب ما جاء في كتبهم المحرفة، كذلك حرصوا على فلسطين لموقعها الجغرافي الاستراتيجي، الذي يهدفون من ورائه إلى احتلال العالم، وتمت مؤامرة إنجليزية كانت الدعامة الأولى لإسرائيل، وهي التي منحت اليهود وعد بلفور عام 1917 م، وتسببت في هجرة ثلاثمائة ألف يهودي ما بين عام 1922-1939م، وفي أغسطس عام 1923م، تم تهجير اليهود الألمان لأرض فلسطين، واليهود الألمان هم أخطر وأهم يهود الأرض، وهم الذين حركوا الصناعة اليهودية، وانبعثت على أيديهم الصناعة، ولذا فهم في المناصب العسكرية، والبحوث العلمية.
ويزعم اليهود بلا دليل، أن القدس عاصمتهم التاريخية منذ 3000 عام، لأسباب دينية وسياسية، وبحسب روايات تراث يهودية "مزعومة" فإن القدس كان بها الهيكل الذى هدم مرتين، وكانت عاصمة المملكة التاريخية التى حكمها الملك داود فى القرن العاشر قبل المسيح، وبعده المملكة الحشمونيين اليهودية، وأنه الموقع الذي كان سيضحي فيه النبي إبراهيم بابنه، ويعتقد الكثير من اليهود أن قبة الصخرة هي موقع قدس الأقداس.
ولا يوجد فى التوراة (النص العبري) قط ولا بأى صورة من الصور أي إشارة أو تلميح أو جملة عامة أو وصف مقتضب يقول إن القدس كانت عاصمة "إسرائيل" القديمة، ويعتبر عدد من الباحثين أن هذا تلفيق استشراقي/لاهوتي لا أساس له قام به علماء آثار ومنقبون ورحالة وضباط استعماريون طوال أكثر من مئتي عام بدعم من "صندوق آثار فلسطين" البريطاني، وعلى الرغم من ذلك يعتبر الإسرائيليون القدس عاصمتهم الأبدية وتضع الحكومات الإسرائيلية كل السياسات التي انتهجتها تجاه المدينة المقدسة أكان في المحافل السياسية الدولية أو تجاه سكان القدس الشرقية من خلال سياسة التهويد المستمرة، حيث يتم هدم البيوت والاستيلاء على المنازل العربية بموجب قانون أملاك الغائبين أو بفعل صفقات مشبوهة عبر وسطاء وعدم إعطاء تراخيص البناء وفرض الضرائب على السكان العرب وسحب هوياتهم.
ويرجع الباحثون ان بريطانيا أرادت إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين بوعد بلفور عام 1904 لسببين أولها أن بريطانيا أرادت الحصول على دعم الجالية اليهودية في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى، لما تتمتع به من نفوذ واسع هناك، والتفسير الآخر سبب ديني فبريطانيا كانت تعتقد بأن العهد القديم "التوراة" تضمن حق إسرائيل في فلسطين، وبالتالي فعليها مساندتها في الحصول على هذا الحق، وكان الصهاينة البريطانيين لهم علاقات وطيدة مع السلطات البريطانية، وقاموا بمحاولات عديدة لإثبات أنهم "حاملين لواء الثقافة الغربية وسيوسعون الإمبراطورية البريطانية".
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
طائرات فوق إيران ورسالة إلى خامنئي… ماذا يريد ترامب؟
وقّع رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب على مرسوم "سياسة الضغط الأقصى" تجاه إيران بعد توليه المنصب، الخطوة الأولى في تصعيد التوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
وفي المقابل، ردّ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي بنفس الحدة على التصريحات التهديدية للرئيس الأميركي ترامب تجاه إيران. وبينما طرح الرئيس الأميركي ترامب شروطًا جديدة للتفاوض، أعلن الزعيم الإيراني آية الله خامنئي رفضه الجلوس على طاولة المفاوضات تحت الضغط.
وفي نهاية المطاف، أرسل الرئيس الأميركي رسالة إلى خامنئي تحتوي على تعابير حادة وتهديدات. وبالتالي، تطبق الولايات المتحدة الأميركية، من جهة، سياسة الضغط عبر فرض العقوبات ومراقبة الأراضي الإيرانية بالطائرات المسيّرة، وزيادة وجودها العسكري في المنطقة، ومن جهة أخرى لا تغلق باب الدبلوماسية.
أما إيران، فترد بشكل مماثل على التحركات العسكرية الأميركية، حيث ردّت طهران على التهديدات العسكرية الأميركية من خلال الإعلان عن قواعد عسكرية جديدة تحت الأرض، كما ردّت على الخطوات الدبلوماسية الأميركية بخطوات إيجابية.
ولذا، من الممكن القول إن الدبلوماسية والتصعيد العسكري يسيران بشكل متوازٍ في ذات الوقت.
إعلان التحركات العسكرية الأميركية في المنطقةعلى الرغم من وجود قواعد عسكرية للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، فإن توجيهها حاملات الطائرات والسفن الحربية القتالية إلى المنطقة، يعني أن احتمالية إطلاق عملية عسكرية ضد إيران باتت أقوى من السابق.
وفيما يتعلق بالأنشطة العسكرية الأميركية، تستمرّ حاملة الطائرات "ترومان"، التي أرسلها الرئيس جو بايدن إلى المنطقة قبل أشهر لحماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، في أنشطتها في المنطقة.
كما أرسلت إدارة ترامب السفينة الحربية "يو إس إس كارل فينسون" وعددًا من السفن القتالية المرافقة لها من موقعها في منطقة المحيط الهادئ إلى منطقة البحر الأحمر لمرافقة حاملة الطائرات ترومان.
وفي حين تعزز الولايات المتحدة قواتها البحرية في المنطقة بإرسال سفن حربية جديدة، فإن التحركات في القوات البرية بالمنطقة أيضًا لم تغب عن الأنظار. ويتردد الحديث عن إرسال أكثر من 15 ألف جندي إلى المنطقة، إلى جانب التعزيزات البحرية والجوية، في أجواء متوترة وغير مسبوقة في الشرق الأوسط.
ورغم المزاعم بأن الحشد العسكري والتحركات الأميركية في المنطقة موجهان ضد حركة "أنصار الله" في اليمن، بسبب تأثير هجماتها على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فإن حجم هذه التحركات العسكرية يُفسر كذلك على أنه تحضير لعملية عسكرية ضد إيران.
ومن ناحية أخرى، لوحظ أيضًا تصاعد في أنشطة الاستخبارات الفنية الأميركية ضد إيران. حيث تنتهك الطائرات بدون طيار التابعة للولايات المتحدة المجال الجوي الإيراني، وتحلّق على الحدود الإيرانية؛ بهدف رصد التحركات في المناطق الحيوية داخل الأراضي الإيرانية.
وقد أرسلت الولايات المتحدة طائرات بدون طيار إلى الأجواء الإيرانية عدّة مرّات لجمع المعلومات الاستخباراتية في عام 2012 وما بعده. وأعلن الحرس الثوري الإيراني في ديسمبر/ كانون الأوّل 2012 الاستيلاء على طائرة أميركية بدون طيار في مجالها الجوي فوق مياه الخليج.
إعلانوهو ما يعني أنّ إرسال الولايات المتحدة طائرات بدون طيار إلى الأجواء الإيرانية لم يكن الحدث الأول. لكنها المرّة الأولى منذ وقت طويل، الذي تشهد فيه التحركات البرية والجوية والبحرية الأميركية تنسيقًا متكاملًا.
أما إيران، فلم تتأخر في الرد على التحركات العسكرية الأميركية؛ حيث عرض قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي جزءًا من القواعد العسكرية والصاروخية الموجودة تحت الأرض.
كذلك يؤكد الزعيم الإيراني آية الله خامنئي وغيره من المسؤولين العسكريين والسياسيين في كل تصريحاتهم أن أي هجوم على إيران لن يمرّ دون ردّ.
خطوات دبلوماسيّة متبادلةوفي الوقت الذي يتصاعد فيه التوتّر العسكري بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، تُتخذ خطوات دبلوماسية متبادلة بين الطرفَين. فعلى أرض الواقع، تسير التوترات العسكرية والمسارات الدبلوماسية بين الجانبين بالتوازي منذ عودة ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.
ففي الوقت الذي وقّع فيه الرئيس الأميركي ترامب على مرسوم سياسة "الضغط الأقصى"، صرح بأنه "يأمل ألا يضطر لتطبيق هذا المرسوم، وأنه يريد التوصل إلى اتفاق مع إيران".
وردًا على توقيع ترامب على مرسوم العقوبات، صرح الزعيم الإيراني آية الله خامنئي بأن "إيران لن تجلس على طاولة المفاوضات تحت الضغط، وأن ترامب انسحب من الاتفاق النووي السابق"، وشدد على أنه "لا توجد أي ضمانات بألا ينسحب مجددًا من أي اتفاق يُتوصل إليه"، كما أكد أنهم "لن يرضخوا للتهديدات".
وأعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أنه "يدعم المفاوضات، لكنه سيلتزم بقرار آية الله خامنئي". أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فقال إن "إيران لم تكن يومًا ضد المفاوضات، لكنها ترفض التفاوض تحت الضغط". وبينما تتبادل إيران والولايات المتحدة التصريحات، اتخذ الرئيس الأميركي ترامب خطوة دبلوماسية إضافية، وكتب رسالة إلى آية الله خامنئي.
إعلانوتشير المعلومات إلى أن رسالة ترامب إلى خامنئي كانت خالية من الأسلوب الدبلوماسي، واحتوت على عبارات تهديد وإهانات. ولم يصدر عن إيران أو الولايات المتحدة تصريحات رسمية شاملة توضح محتوى الرسالة. لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي صرّح قبل أيام بأن "إيران سترد على رسالة ترامب، وأن الرد قيد الإعداد حاليًا".
ورغم أن تعزيز الولايات المتحدة قواتها العسكرية في المنطقة يُفسر على أنه تقوية للخيار العسكري ضد إيران، فإنني أعتقد أن لدى الدبلوماسية أدواتٍ عديدةً يمكنها أن تجمع بين أميركا وإيران على طاولة المفاوضات.
مرحلة جديدةمن زاوية أخرى، قد تشير الخطوات الدبلوماسية التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية وإيران إلى "بداية مرحلة جديدة" بين الدولتين. فكلا الطرفين يبديان مؤشرات على تبني نهج جديد؛ يتضمن التفاوض والحوار وحل الخلافات والأمل في فتح طريق جديد.
في فترة رئاسة ترامب الأولى، وبينما كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية مقطوعة، وكان احتمال اندلاع حرب بين البلدين عاليًا، بدأ المسار الدبلوماسي برسالة من ترامب إلى زعيم كوريا الشمالية، وانتهى باجتماعهما على طاولة واحدة في سنغافورة. وغالبًا ما تكون لحظة تصاعد الأزمة، هي ذاتها اللحظة التي يُبحث فيها عن الحل.
بدوره، ناقش حميد أبو طالبي نائب مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، في مقال كتبه الأسبوع الماضي، الوضع الراهن في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، وقدم عددًا من الملاحظات اللافتة.
حيث أشار إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية ذات مستويين، فقال: "طريق التفاعل مع الولايات المتحدة بالنسبة لإيران يجب أن يكون له طابع قتالي ومظهر عدائي بسبب المتشددين والراديكاليين في الداخل.
أما طريق التفاعل مع إيران بالنسبة للولايات المتحدة، فيجب أن يتخذ طابعًا محترمًا ومظهرًا سلميًا بسبب ضرورة معالجة الخلافات والمشاكل والحساسيات في الداخل الإيراني".
إعلانوفي إطار هذه المرحلة الجديدة، وبدون أي سابقة، أعلن وزير الخارجية الإيراني مبادرة خاصة على شاشة التلفاز في عيد النيروز، وفسّر رسالة ترامب من منظور إيراني، وأعلن أنه سيُرد رسميًا على تلك الرسالة، إضافة إلى الرسائل الأخرى التي وصلتهم.
وبعد يوم أو يومين، أعلن المبعوث الخاص لترامب تسلّم الرسائل التي أُرسلت من الجانب الإيراني، وصرح بأن الولايات المتحدة تحترم الشعب الإيراني، وأرسل رسالة مفادها ضرورة السلام والتعاون وتعزيز التفاعل بين البلدين مستقبلًا".
ويلخص حميد أبو طالبي في مقاله السياسة الإيرانية ذات المستويين كالتالي: "نحن مستعدون للحرب، لكننا لا نريدها. ولا نتفاوض مباشرة تحت الضغط والتهديد. رسالة الرئيس الأميركي تحتوي على تهديدات أكثر، لكنها تنطوي أيضًا على فرص. لا نتفاوض مباشرة، لكننا نتفاعل ونتحاور بشكل غير مباشر. العديد من تصورات الولايات المتحدة عن المنطقة غير صحيحة ولا علاقة لها بإيران. البرنامج النووي الإيراني سلمي، ونحن مستعدون للتعاون والتفاعل لإثبات ذلك".
وأشار أبو طالبي إلى أن للولايات المتحدة أيضًا سياسة خارجية ذات مستويين، وقدم أمثلة على ذلك، مختتمًا مقاله بهذه الملاحظات المهمة: "رغم أن لدى إيران والولايات المتحدة صورتين مختلفتين في الدعاية ثنائية المستويات، فإن لكل منهما هدفًا واضحًا وثابتًا.
ولذا، فإن الأهم هو استمرار العلاقات متعددة الأطراف والاتصالات العلنية والسرية، وتخفيف التوترات، والاتجاه نحو المفاوضات المباشرة الشاملة. فلا حاجة لصورة تُنتجها التصريحات والمقابلات لأغراض دعائية وإعلامية".
وفي النهاية، لا شك أن التوتر المتصاعد يومًا بعد يوم بين أميركا وإيران، ورد الأخيرة على تعزيز واشنطن قواتها العسكرية في المنطقة من خلال الكشف عن قواعدها العسكرية، تعد تطورات مثيرة للقلق، لكنها في الوقت ذاته تملك تأثيرًا من شأنه المساهمة في الجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق.
إعلانومن جهة أخرى، من الممكن القول إن كلًا من إيران والولايات المتحدة تحتاجان لمثل هذا التوتر من أجل تحقيق توازنات داخلية معينة. فربما يساعد التصعيد العسكري مع الولايات المتحدة في دفع آية الله خامنئي، الذي صرح مرارًا وبشكل واضح بعدم جدوى التفاوض مع أميركا، إلى العودة لطاولة المفاوضات.
وكذلك، قد تكون التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة وسيلة لتهدئة إسرائيل، التي تعد من الداعين إلى شن هجوم عسكري على إيران، وفي الوقت نفسه تتيح المجال للدبلوماسية.
وأخيرًا، رغم تصاعد التوتر العسكري، لا أعتقد أن جميع المسارات الدبلوماسية بين أميركا وإيران قد سُدّت، أو أن جميع الخطوات الدبلوماسية قد استُنفدت.
| الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.