نظّم مركز أبحاث الطاقة المستدامة وكلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس اليوم "المؤتمر الدولي الثامن عشر حول الحلول النظرية والهندسية للطاقة الهيدروجينية"، الذي تستمر أعماله إلى يوم "الأربعاء". رعى افتتاح المؤتمر صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، حيث ينعقد المؤتمر في وقت تشكّل الطاقة والطاقة النظيفة والتحوّل إلى الهيدروجين الأخضر كحامل للطاقة النظيفة ركيزة أساسية لسلطنة عمان.

يناقش المؤتمر أحدث التطورات في تكنولوجيا الهيدروجين، مركّزا على إنتاج الهيدروجين من المصادر الأحفورية التقليدية، وإنتاج الهيدروجين من النفايات والكتلة الحيوية المتبقية، والتحليل الكهربائي وتقنيات إنتاج الهيدروجين الأخرى من مصادر الطاقة المتجددة، وفصل وتنقية الهيدروجين، وتخزين الهيدروجين، والبنية التحتية للهيدروجين والتوزيع ومحطات التعبئة، وتقنيات خلايا الوقود وتطبيقاتها، والتطبيقات الحرارية والاحتراق، والطاقة لتقنيات الوقود، وتقييم دورة الحياة واستدامة الطاقة الهيدروجينية، واقتصاد الهيدروجين، والسلامة والمعايير واللوائح، وخرائط الطريق والسياسات. ويمثل المؤتمر فرصة مهمة لتبادل المعرفة والأفكار، وتسريع عملية تطوير ونشر الطاقة الهيدروجينية.

تحديات الهيدروجين

وتحدث الدكتور راشد بن سعيد العبري، مدير مركز أبحاث الطاقة المستدامة بجامعة السلطان قابوس في كلمته خلال المؤتمر، قائلا: "ينطوي الهيدروجين على جملة من التحديات لا بد من تجاوزها للتوسع في استخدامه كمصدر للطاقة في المستقبل وإنشاء سلسلة قيمة له ذات مرونة عالية وسهلة التشغيل؛ فنتيجة لانخفاض قيمة كثافة الطاقة يحتاج تخزين الهيدروجين إلى صهاريج ضخمة لكن عبر التطور التكنولوجي يمكن رفع قيمة الكثافة لتقليل الحجم المطلوب، كما تمثل عمليات نقل وتوزيع الهيدروجين تحديا من الناحية الاقتصادية لارتفاع تكلفة نقله لمسافات طويلة مقارنة بأنواع الوقود الأخرى، وتتلخص طرق نقل وتوزيع الهيدروجين في النقل باستخدام خطوط الأنابيب من مواقع الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك أو باستخدام المقطورات أو النقل باستخدام الناقلات للأسواق البعيدة، وذلك بعد تحويل الهيدروجين إلى أمونيا كمادة حاملة له".

وأضاف: "من ناحية الأولويات لاستخدام الهيدروجين النظيف في التطبيقات المختلفة هناك سُلّم أُعِد لهذا الغرض، ومن المهم ملاحظة أن سُلّم الهيدروجين النظيف هو إطار مفاهيمي، وأن التطبيقات محددة بحيث يكون الهيدروجين النظيف ضروريا أو تنافسيا أو مكمّلا أو غير تنافسي يختلف اعتمادا على عدد من العوامل، بما في ذلك تكلفة الهيدروجين النظيف، وتوافر الطاقة المتجددة، والنضج التكنولوجي للتكنولوجيات المنافسة، بالإضافة إلى ذلك هناك أيضا عدد من التقنيات الناشئة التي يمكن أن تتحدى الهيدروجين النظيف في بعض التطبيقات، على سبيل المثال تتمتع بطاريات الحالة الصلبة بالقدرة على توفير كثافة طاقة أعلى وعمر أطول من بطاريات الليثيوم أيون التقليدية، مما قد يجعلها أكثر جاذبية للنقل الثقيل وتخزين الطاقة طويل الأمد".

الهيدروجين النظيف

وقال العبري: "يعد سُلّم الهيدروجين النظيف بوصلة وأداة مفيدة للتفكير في التطبيقات المحتملة للهيدروجين النظيف والتقنيات المنافسة التي يواجهها، ومن المهم أن نلاحظ أن سُلّم الهيدروجين النظيف لا يزال في طور التطوّر، ومن المرجح أن تتغير التطبيقات المحددة التي يكون فيها الهيدروجين النظيف ضروريا أو تنافسيا أو تكميليا أو غير تنافسي بمرور الوقت مع انخفاض تكلفة الهيدروجين النظيف وزيادة توافر الطاقة المتجددة، والتقنيات المنافسة ناضجة". وأضاف: "من الناحية المحلية تتمتع سلطنة عمان بعدد من المزايا التي تجعلها مناسبة لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر؛ فلديها موارد وفيرة من الطاقة المتجددة، مثل: الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وموقع استراتيجي بالقرب من طرق الشحن الرئيسية".

إنتاج سلطنة عمان

وأكد مدير مركز أبحاث الطاقة المستدامة أن سلطنة عمان تهدف لإنتاج ما بين مليون طن سنويا و1.25 مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر، بقدرة 8 جيجاوات إلى 10 جيجاوات من المحلل الكهربائي، مدعوما بقدرة 16 جيجاوات إلى 20 جيجاوات من الطاقة المتجددة، بحلول عام 2030، وبحلول عام 2040 سيكون الهدف هو إنتاج 3.25 مليون طن سنويا إلى 3.75 مليون طن سنويا من 35 جيجاوات إلى 40 جيجاوات من المحللات الكهربائية ومدعومة بقدرة 65 جيجاوات إلى 75 جيجاوات من مصادر الطاقة المتجددة. وبحلول عام 2050 تهدف سلطنة عمان إلى توليد 7.5 مليون طن سنويا إلى 8.5 مليون طن سنويا من الهيدروجين الأخضر بمساعدة 95 جيجاوات إلى 100 جيجاوات من المحللات الكهربائية، مدعومة بقدرة 175 جيجاوات إلى 185 جيجاوات من مصادر الطاقة المتجددة.

وأشار إلى أنه يمكن أن يكون لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان عدد من الفوائد للبلاد، كتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والمساعدة في تحقيق هدفها المتمثل في تحقيق الحياد الصفري بحلول 2050، وخلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز أمن الطاقة في السلطنة.

التحالف الوطني للهيدروجين

وأكد الدكتور العبري أن مشاريع الهيدروجين تعد دليلا على الدور النشط الذي يؤديه المركز في التحالف الوطني للهيدروجين، ومن هذه المشاريع: مشروع "مجموعة انتقال الهيدروجين والطاقة في ولاية صور" المموَّل من الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، و"مشروع الهيدروجين الأخضر في عمان وإطلاق الإمكانات الاقتصادية لاقتصاد الهيدروجين الأخضر نحو تحقيق رؤية عمان 2040" المموَّل من شركة دليل للنفط، و"مشروع إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي لإنتاج الغاز الطبيعي المسال بكفاءة في استخدام الطاقة ومنخفضة التكلفة" بحث تعاوني بين جامعة السلطان قابوس وجامعة قطر، و"مشروع تحديد الحجم الأمثل والمواقع المثالية لمحطات الهيدروجين الخضراء لتحديث شبكة الكهرباء العمانية" بتمويل داخلي من جامعة السلطان قابوس.

الاطلاع على آخر الجهود

من جانبه تحدث الدكتور خليل بن خميس الحنشي، مدير مشروع التحالف الوطني للهيدروجين بسلطنة عمان، قائلا: جاءت مشاركتنا في هذا المؤتمر للاطلاع على آخر جهود الباحثين والمبتكرين في مجال الهيدروجين النظيف وتطبيقاته. وأضاف: يعد هذا المؤتمر في نسخته الثامنة عشرة من أهم المؤتمرات العالمية التي تتناول البحوث التفصيلية الدقيقة من أجل الدفع باقتصاد الهيدروجين، والتي يمكن لسلطنة عمان الاستفادة منه بشكل كبير؛ إذ أن هذه الأبحاث التي تعرض في المؤتمر تستشرق آفاق المستقبل من أجل تطويع البحوث والابتكار لخفض قيمة إنتاج الهيدروجين.

طاولة مستديرة

ويصاحب المؤتمر تنظيم فعالية الطاولة المستديرة؛ حيث سيناقش الخبراء من خلالها أهم التحديات التي تواجه الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، وذلك بالتعاون مع مركز مجان للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وتحالف للهيدروجين الوطني، ومنصة إيجاد بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حيث ستسلم هذه النتائج إلى المختصين في التحالف الوطني للهيدروجين ووزارة الطاقة والمعادن. وقال الدكتور عبدالرحمن بابريك، المدير المساعد لمركز مجان للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة: ستسلط الطاولة الضوء على أهم التحديات والفرص على طول سلسلة الإمداد لمشاريع الهيدروجين الأخضر في السلطنة، وستضم مجموعة من الخبراء والمختصين.

حلقة عمل تدريبية

وسيصاحب المؤتمر -يومي 24 و25 أكتوبر الجاري- تنظيم حلقة عمل تدريبية في مجال الهيدروجين الأخضر بالتعاون بين كلية الهندسة في جامعة السلطان قابوس ومركز أبحاث الطاقة المستدامة ومركز مجان للطاقة وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى منصة اربرينا. وتهدف الحلقة إلى رفع مستوى المعرفة والوعي بتقنيات الهيدروجين وطرق إنتاجه وتخزينه ونقله واستخدامه عبر تناول المفاهيم الأساسية لاستيعاب أهمية مشاريع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان بطريقة مبسطة وبعيدة عن التعقيد.

وتستهدف الحلقة جميع المبتدئين والمهتمين بالطاقة المتجددة من جميع التخصصات دون استثناء، وطلاب المدارس والجامعيين الراغبين بالبدء في دراسة مجال الهيدروجين، والمهندسين وطلاب الدراسات العليا الراغبين البدء بالعمل في مجال الهيدروجين، ومهندسي الشركات وموظفي القطاع الخاص والعام، والاستشاريين والإداريين والمستثمرين وصنّاع القرار، والعاملين في قطاع الطاقة وشركات النفط والغاز. وتشتمل الحلقة على عدد من المحاور، أهمها: مقدمة عن وقود الهيدروجين ومستقبله ودوره في التحول الطاقي، وتقنيات إنتاج الهيدروجين، واستخدام الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتطبيقات الهيدروجين، وتقنيات تخزين الهيدروجين، وتقنيات نقل الهيدروجين، وتطبيقات خلايا الوقود والسيارات الكهربائية، ومشاريع الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الهیدروجین الأخضر فی سلطنة عمان م الهیدروجین النظیف جامعة السلطان قابوس إنتاج الهیدروجین مجال الهیدروجین الطاقة المتجددة ملیون طن سنویا جیجاوات إلى جیجاوات من عدد من

إقرأ أيضاً:

بولندا تبحث إنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء في مصر

أعلن توموهو أوميدا المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هينفرا البولندية، أن شركة هينفرا تخطط لإنشاء خمسة مصانع لإمداد منطقتي شرق ووسط أوروبا باحتياجاتهما من الأمونيا الخضراء.

 وقد وقع اختيار الشركة على مصر لتستقبل أحد المصانع بطاقة إنتاجية مبدئية 100 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنوياً بعد الانتهاء من تشييد المرحلة الأولى للمصنع بحلول عام 2030 مع الوضع فى الاعتبار امكانية زيادة الإنتاج لتصل إلى اجمالي حوالى مليون طن سنويا من الأمونيا الخضراء.

كما أن الشركة ستعتمد على مصادر الطاقة المتجددة المتاحة في مصر من طاقة شمسية وطاقة رياح لتوفير احتياجات مصنعها ليكون إنتاج الأمونيا الخضراء معتمداً بالكامل على الطاقة النظيفة، على أن يكون الحد الأدنى للقدرات الإنتاجية اليومية لمحطات توليد الطاقة التي ستنشأها الشركة كاف لتوفير احتياجاتها لإنتاج الأمونيا الخضراء.

 

أقرا أيضا…

صادرات الكهرباء الأميركية ترتفع بنسبة 70%

 

وهذا ما يعني أن الشركة ستمد الشبكة القومية لكهرباء مصر بفائض إنتاجها من الكهرباء في معظم أيام العام، لدعم جهود الحكومة المصرية في زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.

 

كما ستقوم الشركة بنقل خبراتها التقنية إلى السوق المصري في قطاعات إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء وإنشاء أنظمة تخزين الطاقة المتجددة وتقنيات التحليل الكهربائي وتحلية المياه.

 

وتسعى الشركة إلى إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي للماء، ثم إنتاج الأمونيا الخضراء من خلال تفاعل الهيدروجين الأخضر والنيتروجين عند درجات حرارة مرتفعة، وتتم كل هذه العمليات بواسطة مصادر الطاقة المتجددة.

مقالات مشابهة

  • بحضور رئيس القابضة للكهرباء.. انطلاق معرضَي مصر للطاقة وفايركس مصر 2024
  • مؤتمر وزاري في فيينا يناقش مستقبل العلوم والتكنولوجيا النووية
  • المنطقة الاقتصادية تشارك في مؤتمر مصر للطاقة
  • الهند بصدد تطوير البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بوتيرة غير مسبوقة
  • تحديات البناء الأخضر الذكي.. مؤتمر دولي في «بحوث الإسكان والبناء»
  • بولندا تبحث إنشاء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء في مصر
  • مؤتمر إيجبس الدولي للطاقة يناقش سبل زيادة الإنتاج
  • شركة بولندية تدرس إنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر.. باستثمارات 10.6 مليار دولار
  • مؤتمر عُمان الوقفي يستعرض الحلول المبتكرة والتجارب الدولية لضمان الاستدامة القطاع
  • حتى 2028.. توقعات بنمو سوق الهيدروجين الأخضر بمقدار 46.25 مليار دولار