أكد خبراء ومختصون في مجال البيئة والاستدامة والاقتصاد الأخضر أن وسائل الإعلام تلعب دوراً حيوياً ومؤثراً في تسليط الضوء على القضايا البيئية والتغير المناخي التي باتت من أكثر الموضوعات التي تهم العالم بأسره في العصر الحديث.

وقال الخبراء والمختصون في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن معرض ومؤتمر “الكونغرس العالمي للإعلام” الذي سيعقد في الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر المقبل بالعاصمة أبوظبي، سيركز ضمن محاوره الرئيسية على الإعلام البيئي والاستدامة للتأكيد على الدور المهم الذي يضطلع به الإعلام في نشر ثقافة الاستدامة والممارسات البيئية السليمة.

وأضافوا أن وسائل الإعلام تسهم في تشكيل الوعي العام وتشجيع السلطات والجمهور على اتخاذ إجراءات لحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي، من خلال نشر معلومات حول التحديات البيئية والتأثيرات المحتملة للتغير المناخي وهو ما يزيد وعي الجمهور بأهمية الحفاظ على البيئة وتحفيز الأفراد على اتخاذ إجراءات شخصية للحد من تأثيرهم البيئي.

وأشاروا إلى أن وسائل الإعلام يمكن أن تكون صوتاً قوياً من أجل المناداة باتخاذ إجراءات بيئية أكثر فعالية، إلى جانب المساهمة في التحفيز على إجراء البحوث والعلوم نحو دراسة تأثيرات التغير المناخي والبيئة وتطوير التكنولوجيا الخضراء.

– قضايا محورية.

وأكد خبير البيئة والاقتصاد الأخضر، محمد كرم، مدير عام “إنسينكراتور” في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أهمية الإعلام في نقل المعرفة والوعي البيئي إلى جمهور المتعاملين، مشيراً إلى أن “الكونغرس العالمي للإعلام” سيركز ضمن محاوره الرئيسية على الإعلام البيئي والاستدامة.

وقال إن القضايا المتعلقة بالبيئة والاستدامة والتغير المناخي أصبحت محورية على المستويين الإقليمي والعالمي، لذلك فإن الإعلام بكافة وسائله يلعب دوراً مهماً وضروريا لإيصال آراء الخبراء إلى الجمهور المستهدف بكافة الوسائل وإبقائهم على إطلاع مستمر بأحدث المبادرات التي يقوم بها صناع القرار والمعنيون للحد من التغيرات المناخية والارتقاء بجودة الهواء والحفاظ على البيئة.

وأضاف أن وسائل الإعلام تلعب دوراً رئيسياً لتوعية المجتمعات بأبرز التحديات البيئية وتأثير السلوكيات البشرية وإضرارها بالبيئة، بالإضافة إلى تشجيعهم على اعتماد ممارسات صديقة للبيئة في كافة النواحي الحياتية.

وأوضح كرم أن وسائل الإعلام هي حجر الزاوية في التوعية بمواجهة الممارسات السلبية التي تحدق بالبيئة، فضلا عن دورها في المساهمة في أحداث تحولًا جذريًا في نمط التفكير لدى الأفراد وبث الرسائل الإيجابية على المدي الطويل.

وأشار إلى أهمية الاستثمار في إنشاء جيل من وسائل الإعلام القادرة على حمل هذه المسؤولية وتسليحها بالمعرفة الضرورية لتكون شريكًا فاعلًا في مواجهة التحديات البيئية، بالإضافة إلى العمل على استحداث مراكز تعليم لوسائل الإعلام حول القضايا البيئية الملحة وآليات تناولها حتى يكونوا قادرين على إيصال هذه المعرفة إلى أفراد المجتمعات بطريقة فاعلة وسهلة دون تعقيد.

– دور حيوي..

من جانبها، قالت حبيبة المرعشي، المؤسس المشارك ورئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة، إن التوعية البيئية تأتي في صدارة الأولويات، وخاصةً فيما يتعلق بتغيير سلوكيات الأفراد وكيفية تفاعلهم مع البيئة التي يعيشون فيها، مشيرة إلى أن الإعلام البيئي يلعب دورًا بارزًا في هذا السياق من خلال وسائله المتعددة، مثل الصحف اليومية، والمجلات العامة والمتخصصة، ووسائل الإذاعة والتليفزيون، وأيضًا وسائل التواصل الاجتماعي التي تمتلك تأثيرًا كبيرًا خصوصا على فئة الشباب.

وأضافت أن الإعلام يعتبر واحدًا من أهم وسائل نشر الوعي بقضايا البيئة، والمساهمة في تحفيز الأفراد لفهم دورهم وواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه البيئة، فضلا عن دوره الحيوي في نشر مفاهيم مثل التنمية المستدامة.

وذكرت أن الإعلام البيئي يمكن يسهم بشكل كبير في زيادة الوعي بتأثير الكوارث والحوادث البيئية وتغيرات المناخ على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يجعل الإعلام البيئي أداة قوية لتحقيق التغيير في سلوكياتنا وتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة والمجتمع.

وأشارت إلى أن الإعلام مطالب بتسليط الضوء على الجهود والمبادرات التي يقوم بها الأفراد والمجتمعات والمنظمات البيئية لمكافحة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة، من خلال عرض قصص النجاح والتحديات التي واجهها هؤلاء الأشخاص، ما سيكون له دور كبير في تشجيع الآخرين على المشاركة واتخاذ إجراءات إيجابية في مجتمعاتهم.

وشددت على أن دور الإعلام في رفع الوعي حول قضايا التغير المناخي والاستدامة لا يقتصر على نقل المعلومات فقط، بل يمتد إلى تحفيز الجمهور للمشاركة الفعالة في هذه القضايا والعمل المشترك من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة للأجيال القادمة.

– وسائل فعّالة..

وأكد خبير الاستدامة عمرو نادر الرئيس التنفيذي لشركة “آي كيوب آند كو”، أهمية الإعلام البيئي باعتباره من الوسائل الفعّالة للتعامل مع التحديات البيئية التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، لا سيما وإنها تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على البيئة وتعزيز الوعي بأهميتها من خلال نقل المعرفة.

وأشاد باهتمام “الكونغرس العالمي للإعلام” بالتركيز ضمن محاوره الرئيسية على الإعلام البيئي، لا سيما وأن وسائل الإعلام تلعب دوراً مهماً في التعريف بأهمية حماية البيئة والمساهمة في نشر قيم جديدة تتعلق بحمايتها، بالإضافة إلى المساهمة في رفع الوعي لدى الأفراد وتشجيعهم على التخلي عن السلوكيات الضارة بالبيئة والمجتمع، إلى جانب تعزيز استخدام برامج ومبادرات صديقة للبيئة.

وأضاف ” يعد الإعلام البيئي شريكاً أساسياً في معركة البيئة والمحافظة عليها وكل القضايا ذات الصلة، إذ أنه معني بخلق الإدراك وزيادة الوعي بقضايا البيئة وتزويد أفراد المجتمع بكافة المعلومات المتعلقة بالقضايا البيئية، بما يؤدي إلى تغيير الاتجاهات السلبية للأفراد نحو البيئة وتشجيعهم على المشاركة بفعالية في مواجهة المشكلات البيئية الماثلة”.

وأوضح أن الإعلام البيئي يمكن أن يلعب دوراً بارزاً في إكساب الفرد المهارات المختلفة اللازمة بتفعيل مشاركته الإيجابية في حماية البيئة وليس ذلك فحسب، بل أيضاً تسليحه بالمعرفة وسبل الحصول على الأدوات التي من شأنها تنمية مواردها وإكسابه القدرة على التنبؤ بالمشكلات البيئية قبل وقوعها.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التحدیات البیئیة التغیر المناخی الإعلام البیئی أن الإعلام تلعب دور من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

لماذا اهتمت وسائل الإعلام الغربية فجأة بالسودان؟

خلص الكاتب باري مالون في مقاله على صحيفة "ميدل إيست آي" إلى أن الإعلام الغربي لم يبدِ أي اهتمام بحرب السودان المتواصلة منذ نحو عامين ونصف العام، إلا حين علِق مواطنون أجانب بيض في بدايتها، بينما تجاهل لاحقا المجازر والكارثة الإنسانية التي أصابت السودانيين.

ورأى أن جذور المشكلة تعود إلى نظرة عنصرية دفينة لدى الإعلام الغربي، إذ لا يعطي أولوية لحياة غير البيض في التغطية، لافتا إلى حدوث العكس في الغزو الروسي لأوكرانيا.

واستدعى الكاتب لحظة تصدّر أخبار السودان في أبريل/نيسان عام 2023، الصفحات الأولى والنشرات التلفزيونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وكانت الحرب اندلعت للتو بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وكان الناس يفرون من العاصمة الخرطوم والخطر يحدق في كل زاوية.

أُجلي الأجانب من السودان فلا داعي للتغطية

واستدرك بالقول "لكن لم يكن هذا ما جذب انتباه وسائل الإعلام الغربية"، مشيرا إلى أن محور تغطيتهم المستمرة آنذاك كان عن الأجانب، ومعظمهم من البيض، الذين وقعوا في خضم اندلاع المعركة المفاجئة "كيف سيخرجون من هذا البلد الأفريقي الذي مزقته الحرب؟".

وكتب كيف قامت فرنسا آنذاك بعملية في السودان لإجلاء المئات، كما نقلت الولايات المتحدة موظفي سفارتها جوا، وأرسلت المملكة المتحدة 6 طائرات لنقل البريطانيين العالقين.

وأشار مالون إلى أن الإعلام الغربي قابل الأجانب الذين جرى إجلاؤهم عند وصولهم إلى بلدانهم الأصلية، لكن مع عودتهم إلى حياتهم الطبيعية، فقدت وسائل الإعلام الدولية اهتمامها تدريجيا بالسودان، وتساءل "ماذا بقي؟ أفارقة يقتلون أفارقة، لا أحد يهتم".

#ترمب يصف ما يحدث في #السودان بالجنوني، ويتعهّد بإنهاء الصراع القائم هناك منذ أكثر من سنتين.. ما التفاصيل؟#الجزيرة_رقمي pic.twitter.com/yBGceD2j9s

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 20, 2025

كوارث غير مسبوقة بلا تغطية

وذكّر الكاتب بويلات الحرب وتداعياتها الكارثية، إذ قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وأُجبر 12 مليونا على الفرار من ديارهم، في حين مات الناس جوعا بينما كانت وكالات الإغاثة تكافح لمواكبة المجاعة.

إعلان

وسرعان ما أصبح السودان أحد أسوأ الأزمات الإنسانية على هذا الكوكب، ولكن لم يكن مستهلكو الأخبار أو الناس في الشارع على علم بذلك.

وفي أواخر الشهر الماضي، وبعد حصار دام 18 شهرا، استولت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي كانت آخر معقل للجيش السوداني في منطقة دارفور، ثم أريقت الدماء على نطاق واسع، واعترف عناصر الدعم السريع أنفسهم علنا بأنهم يرتكبون إبادة جماعية.

وبيّن مالون أنه حين بدأ الصحفيون والناشطون السودانيون في دق ناقوس الخطر، وتزايدت الانتقادات الموجهة إلى دولة إقليمية، لم يعد بإمكان وسائل الإعلام الغربية تجاهل الوضع.

وفجأة -تابع الكاتب- رأى الجميع تقارير ومقالات رأي وتحليلات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تناولت آثار الحرب وتساءلت عن سبب تورط الراعي الإقليمي لقوات الدعم السريع فيها.

وعلق قائلا "كانت هناك تغطية رائعة، لكن المشكلة أنها جاءت متأخرة".

منظمة تنمية الأطفال في الولاية الشمالية بالسودان تقول إن أكثر من 450 طفلاً نزحوا إلى منطقة طويلة غربي الفاشر، ونحو 85 طفلاً آخر وصلوا إلى مدينة الدبة بشمال السودان دون ذويهم | #تقرير: أسامة سيد أحمد#الأخبار pic.twitter.com/cQtgOzY9fz

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 20, 2025

صحفيون شجعان

وقال مالون إن ثمة صحفيين سودانيين عملوا في ظل مخاطر كبيرة على أنفسهم، وغطوا الأحداث بشجاعة على الرغم من علمهم بأنهم سيواجهون لامبالاة العالم، مشيدا بعمل مراسلة قناة الجزيرة الإنجليزية، السودانية هيبا مورغان، ومراسلة قناة سكاي نيوز، السودانية يسرى الباقر، والصحفية في قناة 4 نيوز ليندسي هيلسوم.

وأشار إلى أن الأخبار من أفريقيا كانت تنشر في أعماق مواقع الويب الخاصة بالمؤسسات الإعلامية الدولية، أو تُخصص لها دقيقتان في نهاية نشرة الأخبار، ولا تتصدر العناوين الرئيسية، ونادرا ما تُبث تقارير مباشرة من عواصم القارة.

لماذا غطوا فلسطين وأهملوا السودان؟

وعدّد الكاتب أحداثا عاصفة جرت في أفريقيا دون أن تحظى بتغطية مناسبة من قِبل الصحف والمؤسسات الدولية الكبرى، وتساءل "لماذا يصعب إقناع صانعي القرار في تلك المؤسسات بالاهتمام؟" ثم سرد مبررات شائعة مثل صعوبة الوصول إلى هذه الأماكن، أو أن القصص في أفريقيا معقدة للغاية.

وتابع "سيقولون إن إسرائيل وفلسطين تحظيان بتغطية إعلامية لأن القوى الغربية متورطة بشكل مباشر، لأنها حليفة إسرائيل الرئيسية، ولأن الإبادة الجماعية ما كانت لتحدث لولاهم"، وقال "أتعاطف مع هذا الرأي إلى حد ما، فهو صحيح جزئيا".

لكنْ هناك عامل آخر، يقول مالون، إذ يعتبر العديد من الصحفيين البيض أنفسهم جزءا من الإسرائيليين، ويُنظر إلى المجتمع الإسرائيلي في الأساس على أنه غربي، وأضاف "كما أن أعداءهم من الشعب الفلسطيني جُردوا من إنسانيتهم تماما من قبل هؤلاء الصحفيين أنفسهم والمؤسسات التي توظفهم".

أوكرانيا: سقط القناع

ويرى الكاتب أن "القناع سقط" في عام 2022 عندما غزت روسيا أوكرانيا، وبدأ الناس في الفرار من تقدم موسكو، إذ كانت اللغة التي استخدمها المراسلون والمذيعون البيض آنذاك واضحة.

وقال إن أوكرانيا لم تكن مثل العراق أو أفغانستان، فالأوكرانيون كانوا "متحضرين وأوروبيين ويشاهدون نتفليكس ولديهم إنستغرام، ويشبهوننا".

إعلان

وخلص مالون إلى أن عنصرية الصحفيين الغربيين أصبحت واضحة، مشيرا إلى أنها غالبا ما تكون خفية، وهي التي تحدد القصص التي تُغطى أو يجري تجاهلها.

وختم بالقول "لم يكن من المفترض أن يتطلب الأمر اندلاع مذبحة عِرقية حتى تستيقظ وسائل الإعلام الكبرى"، وأضاف "إذا كنت تدعي إنتاج أخبار دولية، فعليك أن تعامل حياة غير البيض بنفس الطريقة التي تعامل بها حياة البيض، لأنهم لا يقلون أهمية عنهم".

مقالات مشابهة

  • لماذا اهتمت وسائل الإعلام الغربية فجأة بالسودان؟
  • الأمن البيئي تضبط مواطنًا مخالفًا لنظام البيئة في المنطقة الشرقية
  • مراسلون بلا حدود: 8 إجراءات أقرها ترامب ضد الصحفيين منذ توليه
  • جامعة الإسكندرية: قرارات جديدة لدعم السلامة و تعزيز الوعي المجتمعي و تنمية البيئة
  • صنعاء.. لقاء موسع للقيادات الإعلامية لتعزيز الوعي بالمقاطعة ودعم الاقتصاد المحلي
  • «معًا من أجل عالم مستدام».. جامعة بنها الأهلية تطلق المنتدى البيئي الأول
  • تحت شعار معًا من أجل عالم مستدام”.. جامعة بنها الأهلية تطلق المنتدى البيئي الأول
  • لقاء موسع للقيادات الاعلامية بصنعاء
  • لقاء موسع للقيادات الإعلامية لتعزيز الوعي بالمقاطعة ودعم المنتج المحلي
  • وزير البيئة والتغير المناخي يبحث مع منصة "تسمو" توظيف التكنولوجيا الرقمية في دعم الجهود البيئية