يكاد ذكر قرية صندلة يرتبط بشكل كبير بـ"حادثة القنبلة" أكثر من أي شيء أخر رغم أن القربة دخلت في دائرة الحدث هذا العام عقب قتل مستوطن لأحد شبان القرية بدم بارد.

تقع قرية صندلة في سهل مرج ابن عامر بين مدينة الناصرة ومدينة جنين التي تبعد عنها 7 كيلو مترات، وبقربها من قرية المقيبلة، وهما قريتان يديرهما "مجلس جلبوع الإقليمي"، وتعتبر القرية تاريخيا من قضاء جنين.



وتعود تسميتها بهذا الإسم  لشجر الصندل ورائحة خشبه الزكية، وقد نسب اسم الصندل لبئر كان في القرية.


                                       قرية صندلة من زاوية اراضيها الزراعية.

وتعتبر القرية حديثة نسبيا، لم يمض على نشوئها أكثر من 150 عاما حين نزل أرضها جماعة من عائلة العمري من قرية عرانه المجاورة وعمروها واستقروا فيها.

وتعادل مساحة أراضي قرية صندلة 3249 دونما منها 32 للطرق والوديان، وتحيط بها أراضي من القرى العربية المجاورة: عربونية والمزار والجلمة.

بلغ عدد سكانها في عام  1922 نحو 186 نسمة، وفي عام 1931 بلغ عددهم 189 نسمة، أما في عام 1945 فقد كان عدد سكانها 270 نسمة، وفي عام 1949 بلغ 450 نسمة، وفي 2013 بلغ 1800 نسمة، ويبلغ حاليا ما يقارب الألفي نسمة، وينتمي سكان القرية إلى عائلة واحدة وهي عائلة العمري نسبة إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.

عمل سكانها في الزراعة والفلاحة وتربية المواشي، كمصدر أول للعيش، ومنذ إقامة دولة الاحتلال سلبت مساحات من الأراضي التي كانت تابعة لقريتي المقيبلة وصندلة، وصادرتها السلطات الإسرائيلية لصالح المستوطنات اليهودية.

تم تسليم القرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب اتفاقيات رودس عام 1949 مع بعض القرى الفلسطينية القريبة منها.

وكان طلاب القرية يدرسون في مدرسة الجلمة المشتركة، بعدها تحولت الدراسة في مدرسة تضم طلاب من قرية مقيبلة وصندلة في أرض مشتركة بينهما في نفس المكان الذي أقيمت فيه اليوم مستعمرة "مجين شاؤل"، وبعد حادثة القنبلة التي قضى فيها 15 طالبا من أبناء قرية صندلة، الذين نعاهم الشاعر الفلسطيني راشد حسين في قصيدته المشهورة "الغلة الحمراء" وجاء في مطلعها:

مرج ابن عامر هل لديك سنابل
أم فيك من زرع الحروب قنابل
أم حينما عز النبات صنعت
من لحم الطفولة غلة تتمايل
فإذا الصغار الأبرياء سنابل
وإذا القنابل للحصاد مناجل

ففي أيلول / سبتمبر عام 1957 كان عدد من الطلبة أثناء عودتهم من مدرستهم في قرية مقيبلة، قد لاحظوا جسما مشبوها على جانب الطريق مما أثار فضولهم لاستكشافه فانفجر لغم أدى لاستشهاد 15 منهم وإصابة ثلاثة بجروح.


                                أهالي قرية صندلة يشيعون جثمان الشهيد ديار عمري ”.

ورغم المأساة التي أصابت البلدة، ظل الحاكم العسكري يقف عند مدخل البلد، ويفتش البطاقات، ولا يسمح لغير أبناء القرية بدخولها، وطُلب من العائلات الصمت والقبول بقضاء الله، وكتبت الصحافة العِبرية عن المجزرة باعتباره حدثا عاديا بفعل مخلفات نكبة عام 1948.

ورفض الحاكم العسكري الإسرائيلي فتح تحقيق في الحادثة، ونشر روايته "أن أهالي الضحايا يؤمنون بالقضاء والقدر ولا يرغبون بتدخل أي إنسان، أو ملاحقة هذا الملف".

وأثارت المجزرة ردود فعل غاضبة، وتحركت القوى والأحزاب والأحرار من أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة الحزب الشيوعي وأعضاء الكنيست ووسائل الإعلام العربية، مطالبين بتشكيل لجنة تحقيق في هذه المأساة، لكن دور الحكم العسكري الإسرائيلي وعدم وعي الأهالي الحقيقي وصعوبة أوضاعهم أغلق القضية.

حتى اليوم، لم يتمكن أحد من حل لغز الطريقة التي وصلت فيها "القذيفة " للموقع الذي لم يكن يمتلك فيه أحد القنابل والألغام سوى الجيش الإسرائيلي، الذي كان يتواجد في المنطقة بشكل دائم، ضمن الحراسة والمتابعة المستمرة لأراضي المناطق الحدودية القريبة من خط الهدنة، مثل الجلمة وصندلة ومقيبلة وغيرها، لذلك لا يستبعد الكثيرون أن يكون الجيش الإسرائيلي هو من وضع القنبلة في المنطقة.

ومن الحوادث التي شهدتها القرية الإضراب الشامل في أيار/ مايو الماضي تنديدا بإعدام مستوطن للشاب ديار عمري. وأظهر توثيق مصور تهجم الإسرائيلي على الشهيد حينما تواجد داخل سيارته، وفي أعقاب ذلك وقع عراك بينهما في الشارع ليخرج المستوطن سلاحه عن جانبه ليطلق العديد من الطلقات النارية على الشاب الفلسطيني ليرتقي الفلسطيني فورا.

كما شهدت القرية مواجهات مع قوات الاحتلال عقب اقتحام جيش الاحتلال لمدينة جنين.

وتشهد القرية صدامات كثيرة مع شرطة الاحتلال التي تضيق على سكان القرية، وتحول بينهم وبين مساندتهم لتحركات الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي غزة.

المصادر:

ـ غادة أسعد، مجزرة صندلة والحكم العسكري وفصول المعاناة، موقع عرب48، 4/1/2017.
ـ الموسوعة العالمية للشعر العربي، قصيدة الغلة الحمراء، الشاعر راشد حسين.
ـ علي حبيب، مجزرة أطفال صندلة.. لماذا وقعت من ذاكرتنا؟، عرب 48. 
ـ حافظ أبو صبرة، إعلان الإضراب الشامل في قرية صندلة تنديدا بإعدام الشاب ديار، 6/5/2023.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ 60 عاما على مجزرة طلاب صندلة، موقع النجاح الإخباري، 22/9/2017.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطينية فلسطين تاريخ هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام

إقرأ أيضاً:

الوطني الفلسطيني يدين القرار الإسرائيلي بمنع دخول واحتجاز النائبتين البريطانيتين إلى الأراضي الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

/ أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، قرار السلطات الإسرائيلية منع دخول واحتجاز النائبتين البريطانيتين يوان يونغ وابتسام محمد، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كانتا برفقة وفد برلماني بريطاني يزور فلسطين في إطار دعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وأوضح رئيس المجلس في بيان اليوم الأحد، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن منع ممثلي الشعب البريطاني من دخول الأراضي الفلسطينية يظهر الغطرسة والعنصرية والرفض الإسرائيلي للضغط الدولي الذي يطالب بوقف الانتهاكات، وضرورة وقف حرب الإبادة والتجويع وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ودليل على حجم ازمة العزلة المفروضة على هذا الكيان الفاشي، مشيرا إلى أن هذا القرار يعتبر نهج حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، في خطوة تضاف إلى سلسلة من الممارسات القمعية، وتأتي في سياق سياسة الحجب والتزييف للحقائق التي تنتهجها حكومة الاحتلال اليمينية العنصرية التي تحاول فرض حصار على أي صوت يعارض سياساتها العنصرية والممارسات غير القانونية التي ترتكب بحق الفلسطينيين، مضيفا أن هذه الممارسات تفضح حقيقة حكومة الاحتلال التي تحاول تقييد حرية التعبير والتضييق على كل من يسعى للتصدي لسياساتها القمعية، وتؤكد أن إسرائيل تواصل نهجها العدواني والمرفوض دوليا الذي يتضمن قمع حقوق الشعب الفلسطيني وتجاهل قرارات الأمم المتحدة.

ووجه رئيس المجلس الوطني، رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأننا لن نتوقف عن النضال من أجل حقوقنا، ولن تردعنا السياسات العنصرية الإسرائيلية التي تتبع أسلوب التهديد والتمييز، إن هذه الإجراءات لن تزيدنا إلا إصرارا على متابعة دربنا في مقاومة الاحتلال ولن تثني العالم الحر عن مساندة شعبنا في نضاله العادل، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيظل يقاوم الاحتلال بكل الوسائل المشروعة، ولن يكون لهذه السياسات المجحفة تأثير في توسيع عزلته الدولية أو تجاهل القضايا العادلة للشعب الفلسطيني، مجددا المطالبة للمجتمع الدولي بممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل لوقف هذه المجازر وحرب الوجود التهجير القسري التي تستهدف شطب الشعب الفلسطيني من خارطة الأمم والبشرية وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
 

مقالات مشابهة

  • لا تزال أمريكا التي أحببتها موجودة برغم ترامب
  • الخارجية الفلسطينية تدين استهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين في غزة
  • وقفة لطلاب جامعة حلب تعبيراً عن تضامنهم مع أهالي غزة ورفضاً لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي
  • من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
  • الخارجية الفلسطينية تدين استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للصحفيين في غزة
  • حملات دهم واقتحامات بالضفة واستشهاد طفل برام الله
  • الوطني الفلسطيني يدين القرار الإسرائيلي بمنع دخول واحتجاز النائبتين البريطانيتين إلى الأراضي الفلسطينية
  • الخارجية الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 17952 طفلًا خلال العدوان المستمر على قطاع غزة
  • «الخارجية الفلسطينية»: العالم خذل أطفال فلسطين في ظل صمته عن معاناتهم التي لا تنتهي
  • الخارجية الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي قتل 17952 طفلًا خلال العدوان المستمر على غزة