صندلة الفلسطينية لا تزال تتذكر حادثة القنبلة واستشهاد 15 طالبا
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
يكاد ذكر قرية صندلة يرتبط بشكل كبير بـ"حادثة القنبلة" أكثر من أي شيء أخر رغم أن القربة دخلت في دائرة الحدث هذا العام عقب قتل مستوطن لأحد شبان القرية بدم بارد.
تقع قرية صندلة في سهل مرج ابن عامر بين مدينة الناصرة ومدينة جنين التي تبعد عنها 7 كيلو مترات، وبقربها من قرية المقيبلة، وهما قريتان يديرهما "مجلس جلبوع الإقليمي"، وتعتبر القرية تاريخيا من قضاء جنين.
وتعود تسميتها بهذا الإسم لشجر الصندل ورائحة خشبه الزكية، وقد نسب اسم الصندل لبئر كان في القرية.
قرية صندلة من زاوية اراضيها الزراعية.
وتعتبر القرية حديثة نسبيا، لم يمض على نشوئها أكثر من 150 عاما حين نزل أرضها جماعة من عائلة العمري من قرية عرانه المجاورة وعمروها واستقروا فيها.
وتعادل مساحة أراضي قرية صندلة 3249 دونما منها 32 للطرق والوديان، وتحيط بها أراضي من القرى العربية المجاورة: عربونية والمزار والجلمة.
بلغ عدد سكانها في عام 1922 نحو 186 نسمة، وفي عام 1931 بلغ عددهم 189 نسمة، أما في عام 1945 فقد كان عدد سكانها 270 نسمة، وفي عام 1949 بلغ 450 نسمة، وفي 2013 بلغ 1800 نسمة، ويبلغ حاليا ما يقارب الألفي نسمة، وينتمي سكان القرية إلى عائلة واحدة وهي عائلة العمري نسبة إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب.
عمل سكانها في الزراعة والفلاحة وتربية المواشي، كمصدر أول للعيش، ومنذ إقامة دولة الاحتلال سلبت مساحات من الأراضي التي كانت تابعة لقريتي المقيبلة وصندلة، وصادرتها السلطات الإسرائيلية لصالح المستوطنات اليهودية.
تم تسليم القرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب اتفاقيات رودس عام 1949 مع بعض القرى الفلسطينية القريبة منها.
وكان طلاب القرية يدرسون في مدرسة الجلمة المشتركة، بعدها تحولت الدراسة في مدرسة تضم طلاب من قرية مقيبلة وصندلة في أرض مشتركة بينهما في نفس المكان الذي أقيمت فيه اليوم مستعمرة "مجين شاؤل"، وبعد حادثة القنبلة التي قضى فيها 15 طالبا من أبناء قرية صندلة، الذين نعاهم الشاعر الفلسطيني راشد حسين في قصيدته المشهورة "الغلة الحمراء" وجاء في مطلعها:
مرج ابن عامر هل لديك سنابل
أم فيك من زرع الحروب قنابل
أم حينما عز النبات صنعت
من لحم الطفولة غلة تتمايل
فإذا الصغار الأبرياء سنابل
وإذا القنابل للحصاد مناجل
ففي أيلول / سبتمبر عام 1957 كان عدد من الطلبة أثناء عودتهم من مدرستهم في قرية مقيبلة، قد لاحظوا جسما مشبوها على جانب الطريق مما أثار فضولهم لاستكشافه فانفجر لغم أدى لاستشهاد 15 منهم وإصابة ثلاثة بجروح.
أهالي قرية صندلة يشيعون جثمان الشهيد ديار عمري ”.
ورغم المأساة التي أصابت البلدة، ظل الحاكم العسكري يقف عند مدخل البلد، ويفتش البطاقات، ولا يسمح لغير أبناء القرية بدخولها، وطُلب من العائلات الصمت والقبول بقضاء الله، وكتبت الصحافة العِبرية عن المجزرة باعتباره حدثا عاديا بفعل مخلفات نكبة عام 1948.
ورفض الحاكم العسكري الإسرائيلي فتح تحقيق في الحادثة، ونشر روايته "أن أهالي الضحايا يؤمنون بالقضاء والقدر ولا يرغبون بتدخل أي إنسان، أو ملاحقة هذا الملف".
وأثارت المجزرة ردود فعل غاضبة، وتحركت القوى والأحزاب والأحرار من أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة الحزب الشيوعي وأعضاء الكنيست ووسائل الإعلام العربية، مطالبين بتشكيل لجنة تحقيق في هذه المأساة، لكن دور الحكم العسكري الإسرائيلي وعدم وعي الأهالي الحقيقي وصعوبة أوضاعهم أغلق القضية.
حتى اليوم، لم يتمكن أحد من حل لغز الطريقة التي وصلت فيها "القذيفة " للموقع الذي لم يكن يمتلك فيه أحد القنابل والألغام سوى الجيش الإسرائيلي، الذي كان يتواجد في المنطقة بشكل دائم، ضمن الحراسة والمتابعة المستمرة لأراضي المناطق الحدودية القريبة من خط الهدنة، مثل الجلمة وصندلة ومقيبلة وغيرها، لذلك لا يستبعد الكثيرون أن يكون الجيش الإسرائيلي هو من وضع القنبلة في المنطقة.
ومن الحوادث التي شهدتها القرية الإضراب الشامل في أيار/ مايو الماضي تنديدا بإعدام مستوطن للشاب ديار عمري. وأظهر توثيق مصور تهجم الإسرائيلي على الشهيد حينما تواجد داخل سيارته، وفي أعقاب ذلك وقع عراك بينهما في الشارع ليخرج المستوطن سلاحه عن جانبه ليطلق العديد من الطلقات النارية على الشاب الفلسطيني ليرتقي الفلسطيني فورا.
كما شهدت القرية مواجهات مع قوات الاحتلال عقب اقتحام جيش الاحتلال لمدينة جنين.
وتشهد القرية صدامات كثيرة مع شرطة الاحتلال التي تضيق على سكان القرية، وتحول بينهم وبين مساندتهم لتحركات الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي غزة.
المصادر:
ـ غادة أسعد، مجزرة صندلة والحكم العسكري وفصول المعاناة، موقع عرب48، 4/1/2017.
ـ الموسوعة العالمية للشعر العربي، قصيدة الغلة الحمراء، الشاعر راشد حسين.
ـ علي حبيب، مجزرة أطفال صندلة.. لماذا وقعت من ذاكرتنا؟، عرب 48.
ـ حافظ أبو صبرة، إعلان الإضراب الشامل في قرية صندلة تنديدا بإعدام الشاب ديار، 6/5/2023.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ 60 عاما على مجزرة طلاب صندلة، موقع النجاح الإخباري، 22/9/2017.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير الفلسطينية فلسطين تاريخ هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام
إقرأ أيضاً:
تقرير يكشف الدول التي ساعدت على نمو صادرات الاحتلال الإسرائيلي
في ظل الأحاديث المتصاعدة عن المقاطعة الاقتصادية التي تفرضها العديد من دول العالم على دولة الاحتلال بسبب عدوانها المتواصل على فلسطين ولبنان، إلا أن تقريرا للتجارة الخارجية الإسرائيلية كشف عن تعزيز علاقاتها التجارية مع أوروبا وآسيا وأمريكا، وتوجه لديها بتوسيع الأسواق، وتعميق التعاون الدولي.
ونقل عامي روحاكس دومبا مراسل مجلة يسرائيل ديفينس، "بيانات أوردها تقرير للتجارة الخارجية لإسرائيل عن الشهر الماضي، ألقى فيها نظرة متعمقة على طبيعة علاقاتها الاقتصادية الخارجية، ومدى اعتمادها على الأسواق الدولية الرائدة، مركزاً على بيانات التصدير والاستيراد للسلع، مع التركيز على أسواقها الرئيسية الثلاثة: أوروبا وآسيا وأمريكا".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أوروبا الوجهة الأكبر لصادرات السلع الإسرائيلية، بحصة بلغت 34% من إجمالي الصادرات، وهي أكبر مصدر للواردات بحصة 45% من إجماليها، مما يجعل العلاقات التجارية مع أوروبا لا تعتمد على القرب الجغرافي فحسب، بل تقوم أيضاً على العلاقات السياسية والاقتصادية المستقرة، وحقيقة أن دول الاتحاد الأوروبي تشكل سوقًا تكنولوجيًا مستقرًا تساعد على توسيع الصادرات في مجالات مثل المواد الكيميائية والأجهزة الطبية والتقنيات المتقدمة، وقد تمكنت دولة الاحتلال من الاستفادة من طلب السوق الأوروبية على منتجاتها المتطورة، مما يؤدي لزيادة قيمة الصادرات لهذه المنطقة".
وكشف التقرير أن "آسيا تعتبر ثاني أكبر وجهة للصادرات الإسرائيلية بـنسبة 33% من إجمالي الصادرات، وثاني أكبر مصدر للواردات بنسبة 34% من إجمالي الواردات، حيث تعدّ الصين شريكًا اقتصاديًا مهمًا بشكل خاص، ولا تزال سوقًا رئيسيًا للسلع الإسرائيلية، خاصة في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومعدات الدفاع والزراعة المتقدمة".
وأشار أن "هذه البيانات توضح الاتجاه العالمي لتعزيز السوق الآسيوية بشكل عام، والصينية بشكل خاص، حيث يتزايد الطلب على التقنيات المتقدمة والمنتجات المبتكرة، وفي عصر تعزز فيه الصين مكانتها كقوة اقتصادية مهمة، تصبح العلاقات التجارية النامية مع دولة الاحتلال ميزة استراتيجية، خاصة بالنسبة للصناعات التي تعزز القدرات التكنولوجية لكلا الجانبين".
وأوضح التقرير أن "قارة أمريكا الشمالية، خاصة الولايات المتحدة، تعتبر ثالث أكبر مقصد للصادرات الإسرائيلية بحصة 31%، وثالث أكبر مصدر للواردات بحصة 12%، مع العلم أنها ليست شريكا اقتصاديا رئيسيا فحسب، بل أيضا حليف استراتيجي للاحتلال، وترتكز علاقاتهما على تحالفاتهما السياسية والاقتصادية المستقرة، والتقييم المتبادل في المجال الأمني، لاسيما في صادرات الأمن والتكنولوجيا والمنتجات الطبية، التي تقود الصادرات من إسرائيل إلى الولايات المتحدة".
وأشار أن "السوق الأمريكي يوفّر إمكانية وصول البضائع الإسرائيلية لأسواق إضافية في أمريكا الشمالية والجنوبية، مما يساهم في توسيع دائرة عملاء الشركات الإسرائيلية، ويكشف التقرير اعتماد الاحتلال على العلاقات التجارية مع مناطق جغرافية متنوعة".
وأكد أن "العجز التجاري الذي تعانيه دولة الاحتلال بما قيمته 10.2 مليار شيكل، يسلط الضوء على الفجوة بين حجم الواردات والصادرات، وقد يشكل هذا العجز تحديا على المدى الطويل، لأنه يزيد من اعتمادها على الأسواق الخارجية، لكنه يوفر أيضا فرصة للنمو الاقتصادي من خلال زيادة الاستثمارات في المنتجات والخدمات التي يتم إنتاجها لديها، وتصديرها للخارج".
وكشف أن "هناك العديد من الدول، خاصة الصين، ربما تكون محرّكًا لمراكز نمو الصادرات الإسرائيلية في السنوات المقبلة، وفي الوقت نفسه، ستستمر أوروبا في العمل كوجهة مهمة بفضل قربها من دولة الاحتلال، وعلاقاتها التجارية التقليدية، فيما سيساعدها الاستمرار بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية على تنويع الأسواق التي تصدر إليها، وتقليل الاعتماد على أسواق معينة فقط التجارة الخارجية".