شفق نيوز/ كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، يوم الاثنين، عن ممارسة "العبودية الحديثة" تجاه العمال المهاجرين الذين يعملون في مزارع البريطانيين، مشيرة إلى تعرضهم للإذلال والإهانات العلنية والعمل في ظروف قاسية.

وذكرت الصحيفة أن تحقيقاً أجراه مكتب الصحافة الاستقصائية (TBIJ)، وهو منظمة غير ربحية، كشف عن أدلة تشير إلى أن "العمال الذين سافروا آلاف الأميال لسد الفجوات في القوى العاملة الزراعية بالمملكة المتحدة، تعرضوا للإذلال والإهانات العلنية، وأن الكثير منهم لم يحصلوا على أجورهم".

وأشار التقرير إلى أن "أولئك العمال أُجبروا على العيش والعمل في ظروف صعبة وقاسية".

الحكومة تمنع النشر

وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد جمعت تلك الأدلة في تقارير سرية في عامي 2021 و2022، وحاولت منع نشرها للجمهور، ولم يتم نشرها إلا بعد معركة قضائية استمرت 5 أشهر، مع مكتب الصحافة الاستقصائية.

وقال التقرير إن "سوء معاملة المهاجرين الحاصلين على تأشيرات العمال الموسميين كان أمراً صارخاً للغاية، لدرجة أن الحكومة قد تنتهك التزاماتها بشأن منع العبودية الحديثة".

تجويع وعمل متواصل

ومن بعض الأدلة التي وردت في التقرير:

امرأة أوكرانية تعمل في قطف الفاكهة، استأجرتها شركة توظيف مسجلة لدى الحكومة، أكدت أنها "تُركت تتضور جوعاً، بعد أن ظلت محتجزة في كرفانها دون الحصول على المساعدة الطبية أو الطعام لمدة 11 يوماً عندما أصيبت بفيروس كورونا".

عامل قال إن زميلاً له "قام بخلع سنه، بعد أن حرمته المزرعة من حقه في الرعاية الصحية".

عاملة من مولدوفا قالت إنه "لم يُسمح لها إلا باستراحة مدتها 15 دقيقة فقط خلال ساعات العمل الطويلة، وإنها مُنعت من الذهاب إلى المرحاض أو شرب الماء أو تناول أي طعام إلى أن تنجز المهام المطلوبة منها يوميا".

وطفت هذه القصص وغيرها على السطح بعد أن حصل مكتب الصحافة الاستقصائية على 19 تقرير تفتيش أصدرته وزارة الداخلية في المزارع التي توظف أفراداً بتأشيرات عمال موسميين.

وتلخص الوثائق، التي تم إصدارها بعد الاستئناف الناجح الذي قدمه مكتب الصحافة الاستقصائية، المقابلات والنتائج التي توصل إليها المفتشون الذين زاروا المواقع.

إقرار بالعبودية الحديثة

وفي هذا الصدد، قالت النائبة عن حزب المحافظين، جاكي دويل برايس، لصحيفة "الإندبندنت"، إن "تلك التقارير تكشف أن العبودية الحديثة موجودة في العديد من أماكن العمل، وبالتالي من المرجح أن يتعرض العمال المهاجرون لها، سواء أتوا إلى هنا بشكل قانوني أو غير قانوني".

وأضافت: "من الواضح جدًا أن العمال الموسميين هم فئة ضعيفة، ومن واجب وزارة الداخلية التأكد من أن اتخاذ إجراءات قوية عند تحديد سوء المعاملة".

وأطلقت حكومة المملكة المتحدة برنامج العمال الموسميين عام 2019، لمعالجة نقص العمالة، الذي من المتوقع أن يتفاقم بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

استغلال برعاية الدولة

وكان وزير الزراعة البريطاني، مارك سبنسر، قد قال الشهر الماضي، إن العمال المشاركين في البرنامج "يتلقون رعاية جيدة للغاية"، وإن أصحاب العمل "يتأكدون من تلبية احتياجاتهم الاجتماعية".

وقال محامون بمجال حقوق الإنسان، إن "الفشل في حماية اؤلئك العمال، قد يعني أن الحكومة انتهكت التزامها بمنع العمل القسري، بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".

واتهمت جميلة دنكان بوسو، المحامية في وحدة مكافحة الإتجار بالبشر واستغلال العمالة، وهي مؤسسة خيرية ترفع دعاوى نيابة عن ضحايا العبودية الحديثة، الحكومة بـ"الاستغلال الذي ترعاه الدولة".

عمل بلا أجور

وتعد ساعات العمل غير مدفوعة الأجر أمراً شائعاً، وفقاً لتقارير وزارة الداخلية، فيما يقرب من ثلثي المزارع التي تم تفتيشها.

وقال بعض العمال إنهم "لم يحصلوا نهائياً على أجورهم مقابل ساعات خدمتهم"، في حين أكد قسم آخر أن "خصومات مفرطة من رواتبهم فرضت عليهم بشكل يتجاوز الحد الأقصى الذي يسمح به القانون".

وفي هذا المنحى، قال جيريمي بورفيس، القيادي في الحزب الديمقراطي الليبرالي، وهو أيضاً عضو في "منظمة مكافحة العبودية الحديثة"، إن ما تم الكشف عنه كان "مريعاً".

وأضاف أن "قانون الهجرة غير الشرعية الذي أصدرته الحكومة، من شأنه أن يجعل المشكلة أسوأ، من خلال منع أولئك الذين يأتون إلى المملكة المتحدة عبر طرق غير قانونية، من الوصول إلى وسائل الحماية من العبودية الحديثة".

وأوضح أن الوزراء "قطعوا تماماً أية قدرة لبريطانيا على أن تكون قائدة أخلاقية في العالم في هذا الشأن".

وتابع "العبودية الحديثة قضية جدلية مستمرة في المملكة المتحدة، وبريطانيا تمثل حتماً نقطة جذب لكثير من الناس، كما هو الحال في الدول الغنية الأخرى، لكنني أؤمن بقوة أن ذلك يمنحنا مسؤولية أخلاقية متزايدة لضمان عدم استغلال الأشخاص الموجودين هنا للعمل بشكل قانوني".

ورداً على النتائج التي توصل إليها تقرير مكتب الصحافة الاستقصائية، قالت وزارة الداخلية إنه "يتم إجراء تحسينات كل عام لوقف الاستغلال، وتضييق الخناق على ظروف العمل السيئة".

وأضافت أنه "تم إنشاء فريق جديد لحماية حقوق العمال، من خلال تحسين التدريب والعمليات لمفتشي الامتثال، ونشر إرشادات واضحة لاتخاذ إجراءات قوية" لمنع تعرض العمال لخطر الاستغلال.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي بريطانيا العبودية الحديثة وزارة الداخلیة

إقرأ أيضاً:

عمـال النظـافة والمحـاجر فى قبضة السماسرة

رئيس هيئة النظافة السابق: أبطال خط الدفاع الأول عن صحة المجتمع وسلامة البيئة بلا حقوق

 

 

فى قلب القاهرة، تحت أشعة الشمس الحارقة، وبين أزقة المحاجر وطرقات المدينة المزدحمة، يقف الآلاف من العمال، مشحونين بالإرادة ولكنهم محاصرون بالظروف. هؤلاء الذين يعانون يومياً فى سبيل لقمة العيش، هم صورة حية للكدح والصبر، ومع ذلك، يواجهون حياة من التهميش، يتجرعون الفقر، ويعيشون تحت ضغط الديون والأمل الضئيل فى التغيير. لا تأمين صحى يحميهم من المخاطر، ولا أجر يكفى لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولا ضمانات تضمن لهم مستقبلاً أفضل. هم العمود الفقرى للمدينة، لكنهم فى نظر الكثيرين مجرد أرقام تُستغل ولا تُقدّر. ومع كل خطوة يخطونها نحو العمل، تتزايد تحدياتهم وتغيب أبسط حقوقهم. هذه هى معاناة أبطال الحياة اليومية الذين يستحقون أن يُسمع صوتهم وتُعاد لهم كرامتهم.

فى الجولة الميدانية التى قام بها محرر ∩الوفد∪ لسماع صرخات عمال اليومية ورصد حياتهم الشاقة، تمكنا من ملاحظة العديد من المعاناة والآلام التى يعانون منها، بالإضافة إلى مطالبهم التى تحتاج إلى اهتمام من المسؤولين الحكوميين لتنفيذها، لضمان حياة كريمة لهم.

قال اللواء إيهاب الشرشابى، رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة السابق، إن عمال النظافة هم خط الدفاع الأول عن صحة المجتمع وسلامة بيئته، ومع ذلك يتركون فى مواجهة الظلم والقهر، بين تأخير الرواتب وضعف الأجور التى لا تكفى معيشة فرد واحد على مدار الشهر، فى مشهد يفتقر إلى أبسط قواعد الإنسانية والعدالة الوظيفية، وطرح سؤال ∩كيف يمكن لمجتمع أن ينمو ويتقدم بينما تهدر حقوق من يحافظون على صورته؟∪.

وأضاف ∩الشرشابى∪: كنت أحرص شخصياً، أثناء رئاستى لهيئة النظافة، على النزول إلى كافة الفروع بنفسى، ليس استعراضاً، بل التزاماً بمسؤولية لا تقبل التهاون، كنت استمع إلى العامل البسيط مباشرة، أتعرف على معاناته، وأتخذ قرارات فورية لحل مشكلاته، لأن صوت هذا العامل أمانة فى عنق كل مسؤول شريف، وكنت أتصدى بكل حزم لكل من تجرأ على استغلال هؤلاء العمال أو سرقة حقوقهم.

ووجه رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة السابق، رسالة واضحة: ∩عمال النظافة ليسوا مجرد أرقام فى كشوف الرواتب، بل هم أبطال نعيش على جهودهم، من يتهاون فى حقوقهم أو يتأخر عن إنصافهم، لا يستحق مكانه كمسؤول، حان الوقت لنضع حداً لهذا الاستغلال الممنهج، ونرد لهؤلاء العمال الجميل الذى يستحقونه∪.

⊇الحياة شاقة والآمال ضائعة

قال أحمد أبوعامر، أحد عمال المحاجر، بنبرة حزينة ∩أنا فى الخمسين من عمرى، وأعمل فى المحجر منذ أكثر من عشرين سنة، رغم أننى تقدمت فى السن وأصبحت قوتى قليلة، لكن ما عنديش خيار تانى، لازم أستمر فى العمل عشان أقدر أعيش وأوفر لقمة عيشى∪، أحمد يروى معاناته اليومية، حيث يحصل على 100 جنيه فقط فى اليوم، وهو أجر لا يكفى حتى لتلبية احتياجاته الأساسية، ∩بعد خصم المواصلات وشراء بعض الطعام، ما بيبقاش فيه حاجة تكفى غير أنى أعيش كل يوم على أمل، وده بيخلى الحياة صعبة جداً∪.

وأضاف أحمد: ∩يومنا يبدأ الساعة 6 الصبح، نشتغل طول اليوم فى المحجر تحت الشمس الحارقة، نكسر فى الصخور والأحجار، وكل ده عشان نقدر نجيب فلوس نعيش بيها، وخصوصًا إننا مفيش تأمين صحى، لو أصبت فى الشغل، مفيش حد هيدفع لى أو يهتم بيا∪، وعندما يسأله أحدهم عن وضعه فى العمل، يجيب قائلاً: ∩ده شغل صعب، وكنت أتمنى أكون لقيت حل، لكن خلاص أصبحنا نعيش بهذه الطريقة، وما عنديش غير أمل ضعيف أن الوضع يتحسن∪.

وعن حياته اليومية، قال أحمد: ∩كل يوم بعد ما نخلص شغل، بنروح نشترى فول وطعمية عشان نقدر ناكل، وما فيش غيرهم لأن ده اللى بنقدر عليه، مش قادرين نشترى حاجة تانية، وكل واحد فينا عنده أسرة وأطفال، لكن فى النهاية بنعيش على الفتات∪، وأضاف: ∩أنت لما تبقى فى العمر ده، مش هتقدر تشتغل فى حاجة تانية، وإذا اتسرحت من المحجر، إزاى هعيش؟ أنا مش لاقى فرصة تانية ولا عندى مصدر رزق غير ده∪، قائلاً ∩احنا مش طالبين الكثير، بس نحتاج حياة كريمة، نحتاج تأمينات صحية وضمانات للعمال، شوية أمل كده، مش عايزين غير الحقوق اللى حقناها على مدار السنين∪.

⊇عقود الاستعانة .. خطر وقلق مستمر

يعيش موظفو عقود الاستعانة فى حالة من الخوف المستمر بسبب الأوضاع الصعبة التى يواجهونها فى عملهم اليومى، مما يعرض حياتهم للخطر بشكل دائم، ظروف العمل غير الآمنة التى تتمثل فى قلة التأمينات الاجتماعية والصحية، والتجديد السنوى للعقود، تجعلهم عرضة للطرد فى أى لحظة، خاصة فى ظل عملهم فى بيئات غير مؤمنة تؤثر على صحتهم وسلامتهم، من الضرورى أن تتخذ الهيئة خطوات عاجلة لتوفير بيئة عمل آمنة تضمن حقوق هؤلاء الموظفين، سواء من حيث التأمين الصحى أو الاجتماعى، أو توفير رواتب تتواكب مع تغيرات الأسعار التى تحدث فى الأسواق، وكذلك ضمان استقرار وظائفهم بما يتيح لهم عيش حياة كريمة دون خوف من فقدان مصدر رزقهم الوحيد.

بنبرة حزينة قال أ.ع، موظف بهيئة النظافة، إنه موقع عقد استعانة، ∩نعيش فى حالة من القلق المستمر، لا نعلم ماذا سيحدث فى العقد القادم أو الأيام القادمة، لا يوجد ضمانات بالنسبة لنا كمجموعة من الموظفين بعقود استعانة، وقد أمضينا سنوات طويلة فى العمل فى الهيئة، لكن ما زلنا نواجه ظروفا قاسية، ∩أنا شخصيًا حاصل على بكالوريوس تجارة، وأعمل فى الأعمال الإدارية، ورغم ذلك فإن الراتب الذى أتقاضاه بعد الخصومات لا يتجاوز 2634 جنيهًا فقط∪.

وأضاف أ.ع، أن المشكلة ليست فقط فى الراتب المنخفض، بل فى أن العقود تتجدد كل 11 شهرًا، وهذا يجعلنا فى حالة خوف دائم من التسريح، سمعنا أن التجديد القادم قد يتضمن تسريح جميع العقود المؤقتة، وهذا يعنى أننا أمام مستقبل غير واضح، رغم ضعف الرواتب، ونحن نعمل فى الهيئة منذ أكثر من خمس سنوات، لكننا نعامل كأننا مجرد أدوات قابلة للاستبدال فى أى لحظة.

وأوضح أ.ع: نحن لا نطالب بالكثير، فقط حقوقنا الأساسية، رغم أننى أعمل منذ سنوات، لا نحصل على أى ضمانات اجتماعية أو تأمين صحى إلا بالتجديد الشخصى كل 11 شهرا، وفى الفترة الحالية لم يتم التأمين على صحتى، إذا أصبنا أثناء العمل، لا يوجد أى تعويض أو رعاية صحية، وهذا يعرضنا لمخاطر كبيرة، خاصة وأننا نعمل فى بيئة غير آمنة، حيث نقوم بأعمال إدارية وفنية فى أماكن متعددة، بعض الزملاء تعرضوا لحوادث مميتة مؤخرًا أثناء العمل، ورغم ذلك لا نجد أى دعم من الهيئة.

⊇استغلال يومى وأجور لا تكفى للحياة

⊇كشف ∩ع.م∪، مشرف نظافة فى هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، عن أوضاع مأساوية يعيشها عمال النظافة بسبب استغلال موردى العمالة الذين يجلبونهم من المحافظات البعيدة للعمل فى القاهرة، موضحاً أن الشركات المسؤولة عن جمع العمال من خلال الموردين تحصل على مبلغ 185 جنيهًا تقرياً يوميًا مقابل كل عامل، بينما لا يتجاوز ما يحصل عليه العامل نفسه 40 جنيهًا يوميًا، ويزيد هذا المبلغ قليلًا ليصل إلى 50 جنيهًا فقط للعامل الأكثر كفاءة أو معرفة شخصية.

وأضاف ∩ع.م∪، أن العمال يتم نقلهم يوميًا عبر حافلات خاصة بسماسرة العمال من المحافظات النائية للعمل فى مناطق مثل طرة والبساتين والمعادى، فى ظروف قاسية وغير إنسانية، وأشار إلى أن الأجر الشهرى للعامل حاليًا يبلغ حوالى 1200 جنيه فقط إذا حصل العامل على 40 جنيها، بدون أى إجازات على مدار الشهر، مما يجعلهم غير قادرين على توفير أدنى متطلبات الحياة.

وأوضح ∩ع.م∪ أن عمال النظافة يواجهون استغلالًا شديدًا من قبل سماسرة العمالة الذين يجنون أرباحًا كبيرة على حساب العمال، حيث يتقاضون مبالغ كبيرة من الشركات بينما يبقى العامل تحت رحمة أجر يومى زهيد لا يكفى لتغطية احتياجاته الأساسية، مؤكداً أن الظروف الحالية تدفع العمال إلى القبول بأى أجر مهما كان ضئيلًا، خوفًا من فقدان مصدر رزقهم الوحيد، وأضاف أن الوضع يزداد صعوبة مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية من الغذاء، مما يجعل الحياة شبه مستحيلة بالنسبة لهم.

وطالب المشرف، المسؤولين بضرورة التدخل الفورى لإعادة هيكلة أجور عمال النظافة وتحسين أوضاعهم المعيشية، ودعا إلى وضع حد لاستغلال الموردين والسماسرة وفرض رقابة مشددة على الشركات التى تعمل فى هذا المجال، لضمان حصول العمال على حقوقهم المشروعة والقانونية، وأكد أهمية منح العمال إجازات مدفوعة الأجر لتحسين ظروفهم النفسية والاجتماعية، مشيرًا إلى أن استمرارهم فى العمل تحت هذه الظروف القاسية يؤثر سلبًا على كفاءتهم وإنتاجيتهم، وشدد على ضرورة توفير سكن لائق للعمال الذين يأتون من محافظات بعيدة، بدلًا من تركهم يواجهون معاناة التنقل اليومى لمسافات طويلة.

وأضاف ع.م، أن تحسين أوضاع عمال النظافة لا يصب فقط فى مصلحة العمال أنفسهم، بل ينعكس إيجابيًا على المجتمع بأسره، حيث يؤدى إلى رفع مستوى النظافة فى الشوارع والأحياء، ويعزز من الصورة الحضارية للمدينة، مناشداً الجهات المعنية بضرورة التحرك السريع لحل هذه الأزمة، مؤكدًا أن عمال النظافة هم العمود الفقرى للحفاظ على مظهر المدينة، ويستحقون حياة كريمة تكافئ جهودهم وتضحياتهم اليومية.

⊇معاناة يومية وغياب للحقوق

اشتكى ∩ط. أ∪، عامل نظافة بالمنطقة الجنوبية بالقاهرة، عن معاناة مريرة يعيشها هو وزملاؤه بسبب الظروف غير الإنسانية التى يتعرضون لها فى عملهم فى تنظيف شوارع القاهرة، وأوضح أنه لم يتقاض راتبه من شركة توريد العمالة منذ شهر أكتوبر 2024 وحتى شهر يناير 2025، مضيفًا أن اليومية تحسب لهم بمبلغ 70 جنيهًا فقط مقابل العمل من الساعة السابعة صباحًا وحتى الثالثة عصرًا، دون توفير بدل انتقالات، قائلاً ∩إن طبيعة العمل تعرضهم لمخاطر كبيرة، حيث يعملون فى الشوارع الرئيسية وعلى المحاور السريعة∪، مشيرًا إلى أن العديد من زملائه تعرضوا لحوادث مميتة فى الفترة الأخيرة، ورغم تلك المخاطر، يظل جميع العمال بلا تأمينات اجتماعية، مما يجعلهم بدون أى حماية فى حال تعرضهم لأى إصابة أثناء العمل.

وأشار ∩ط. أ∪ إلى أن سماسرة العمال يتعاملون معهم بطريقة مهينة وغير مفهومة، قائلاً: ∩على سبيل المثال، إذا طالب أحد العمال براتبه أو الذهاب إلى هيئة النظافة لعرض شكوى، يتم تسريحه فوراً، وكأننا مجرد أدوات قابلة للاستبدال∪، وأضاف بحسرة: ∩أنا لدى خمسة أطفال وزوجة، من أين أُطعمهم وأوفر لهم احتياجاتهم؟ أعيش على مساعدات أهل الخير، وأضطر لتسول الطعام من المارة والسيارات، أما زوجتى، فتقوم بكتابة طلبات إعانة فى المساجد على أمل أن نحصل على بعض المساعدات مثل الملابس أو الأرز أو الزيت.

وأوضح ∩ط. أ∪ أن العمال يخشون الحديث أو الاعتراض على سلوك السماسرة خوفًا من الفصل التعسفى، والعديد من زملائه اضطروا لترك منازلهم بسبب عجزهم عن دفع الإيجار، قائلاً: ∩كيف يمكننا دفع ألف جنيه إيجار أوضه على السطح فى ظل هذه الظروف؟ تكاليف الحياة أصبحت باهظة، والمواصلات وحدها تستهلك 40 جنيهًا يوميًا، وأنا أعيش فى التبين، إذا لم أحصل على أى مساعدة أو إحسان، أضطر للنوم فى الشارع لأنى لا أملك المال للعودة إلى أطفالى وزوجتى∪.

وأضاف ∩ط. أ∪ أن راتبه الشهرى يبلغ 2100 جنيه فقط، دون أى إجازات أسبوعية، بينما تصل تكلفة المواصلات الشهرية إلى 1200 جنيه، قائلاً: ∩كيف يمكننى أن أُطعم سبعة أفراد وأغطى احتياجاتهم بألف جنيه فقط فى الشهر؟ نعيش فى ظروف قاسية، ونلجأ إلى أهل الخير لتوفير الطعام والاحتياجات الأساسية∪.

وأشار ∩ط.ا∪ إلى أن السماسرة يؤجلون صرف الرواتب بشكل مستمر، مما يضع العمال فى مأزق حقيقى، قائلا: ∩العمال الذين يتعرضون للإصابة أثناء العمل لا يحصلون على أى تعويض أو رعاية، وأحيانًا يجبرون على ترك العمل تمامًا∪، وأكد أن الأوضاع الحالية لا تليق بكرامة الإنسان، مطالبًا بتحسين أوضاع عمال النظافة وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية والمالية.

وطالب ∩ط. أ∪ عامل النظافة بالمنطقة الجنوبية ∩نريد أن نعيش حياة كريمة تليق بإنسانيتنا، نحن نعمل بجد ونضحى بصحتنا، ولكننا لا نحصل حتى على الحد الأدنى من حقوقنا، على المسؤولين أن يتحركوا فورًا لإنقاذنا من هذه المعاناة المستمرة وتوفير تأمين اجتماعى وصحى شامل لعمال النظافة، يضمن حمايتهم من المخاطر التى يتعرضون لها يوميًا أثناء العمل، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الأجور لتتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة، بما يكفل لهم حياة كريمة ويعزز من قدرتهم على الاستمرار فى أداء دورهم الحيوى بكفاءة ودون معاناة∪.

 

مقالات مشابهة

  • عمـال النظـافة والمحـاجر فى قبضة السماسرة
  • الكشف عن طبيعية الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء وعمران اليوم
  • الحكومة..تغييرات جذرية على قانون الإضراب لتوازن حقوق العمال ومصلحة الاقتصاد الوطني
  • كاتب الدولة المكلف بالشغل: الحكومة ملتزمة بتحقيق الحماية الإجتماعية وحماية حقوق العمال
  • أزمة طبية في بريطانيا: مستشفيات تعجز عن مواجهة التدفق الموسمي للمرضى
  • بعد حديث الحكومة السورية عن زيادة الأجور 400 بالمئة.. ما هي الدولة التي ستمول؟
  • بعد حديث الحكومة السورية عن زيادة الأجور 400 بالمئة.. من الدولة التي ستمول؟
  • خبراء ومتخصصين للوفد: الصحف الحزبية والمستقلة في أزمة الحكومة تخلت عنها
  • بنسعيد: الصحافة تدعم الحكومة وتنتقدها أحياناً هذه هي الدمقراطية
  • الحكومة التي تسيِّر دولاب العمل الآن لا علاقة للكيزان بها، بل هي حكومة الآتي (..)