الإمارات في 2023.. خطوات واثقة نحو عصر المركبات الذاتية القيادة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
من قسم التقارير..
أبوظبي في 23 أكتوبر / وام / شهدت الإمارات منذ مطلع العام 2023 مجموعة من الإجراءات والتجارب التي تسرع من عملية ضم المركبات الذاتية القيادة إلى منظومة النقل العامة في الدولة بما يعزز من استدامتها ويضعها في مقدمة المنظومات المواكبة لأنماط التنقل المستقبلية في العالم.
وتعد الإمارات في طليعة دول العالم المرشحة لأن تصبح السيارات ذاتية القيادة جزءاً معتاداً من تفاصيل الحياة اليومية فيها، وذلك بناء على قياس مؤشرات السياسات والتشريعات ذات الصلة، والتكنولوجيا والابتكار، فضلاً عن أهلية البنية التحتية، والثقة والقبول من قبل المستهلك.
وفي جديد الخطوات التي اتخذتها الإمارات لتعزيز منظومة النقل العام بالمركبات الذاتية القيادة، اعتمد مجلس الوزراء في يوليو الماضي أول رخصة وطنية أولية للمركبات ذاتية القيادة في طرقات الدولة التي منحت لشركة WeRide المتخصصة بهدف البدء في اختبار كافة أنواع المركبات ذاتية القيادة في الدولة.
كما اعتمد المجلس السياسة الوطنية للمركبات الكهربائية التي تتضمن بناء شبكة وطنية لأجهزة شحن المركبات الكهربائية، وتنظيم سوق المركبات الكهربائية، وتحفيز الصناعات المرتبطة بها بما يضمن خفض الانبعاثات وتقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على جودة الطرق التي تتمتع بها دولة الإمارات.
وفي أبوطبي… اعتمد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خطة إنشاء مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة في إمارة أبوظبي الذي سيسهم في إضافة ما بين 90 و120 مليار درهم إلى الاقتصاد الوطني بحلول 2040، وما بين 30,000 و50,000 ألف فرصة وظيفية.
وسيسهم إنشاء مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة في تحويل الإمارة إلى مركز رائد ومتقدِّم في تطوير المركبات ذاتية القيادة، بفضل ما تتمتَّع به الإمارة من تطوُّر في مجال البنية التحتية التكنولوجية، ومنظومة متكاملة في البحث والتطوير، إضافةً إلى الإنجازات التي حقَّقتها في مجال الطيران والصناعات الجوية.
من جهتها وقعت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي مع شركة «فاليو» المتخصصة في تطوير وتصنيع المكونات المتقدمة لتكنولوجيا السيارات الكهربائية ذاتية القيادة، اتفاقية تعاون بشأن تطوير وتعزيز قطاع صناعة السيارات، وإتاحة الفرصة لـ«فاليو» للتواجد في مجال تطوير وتصنيع مكونات السيارات الكهربائية ذاتية القيادة في إمارة أبوظبي.
وتساهم الاتفاقية الموقعة في يونيو الماضي في تحسين النقل الذكي والمستدام، وتطوير صناعة النقل، التي تعد ضمن القطاعات ذات الأولوية التي تستهدفها استراتيجية أبوظبي الصناعية، ودعم مبادراتها بما في ذلك التقنيات المبتكرة للثورة الصناعية الرابعة لقيادة تحول أبوظبي نحو الاقتصاد الذكي والدائري والمستدام.
وخلال أكتوبر الجاري بدأت مدينة أبوظبي بتشغيل حافلات كهربائية جديدة ذاتية القيادة تشبه الترام، وتعمل أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع.
وكان مركز النقل المتكامل التابع لدائرة البلديات والنقل - أبوظبي، قد كشف في أغسطس الماضي النقاب عن عدد من الإنجازات المتعلقة بتسريع مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات.
وتضمن مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات حتى أغسطس 2023، أسطولاً يتألف من (8) مركبات ذاتية القيادة تحت العلامة التجارية /TXAI / التي تمثل أولى مركبات الأجرة المؤتمتة بالكامل في دولة الإمارات، وقد تم إطلاق خمس مركبات في نوفمبر 2021، ومن ثم تعزيزها بثلاثة حافلات أجرة في نوفمبر 2022.
وحققت وسائل النقل ذاتية القيادة في أبوظبي إنجازاً منذ بدء تشغيلها في جزيرتي ياس والسعديات في نوفمبر 2021، وذلك بعدم تسجيلها أي حوادث مرورية.
وسجلت المركبات ذاتية القيادة حتى نهاية أغسطس الماضي 26 ألف حجز عبر التطبيق الذكي «TXAI»، قطعت خلالها مسافة تجاوزت 200 ألف كلم ضمن جزيرتي ياس والسعديات، فيما شهد النصف الأول من العام الجاري استخدام 5 آلاف راكب لمركبات الأجرة ذاتية القيادة، أما عدد المسجلين في التطبيق الذكي «TXAI» فقد بلغ تقريباً 14 ألف متعامل، أما عدد الأشخاص الذين استخدموا الحافلة الصغيرة ذاتية القيادة (Mini-Robobus)، فقد بلغ حوالي 9 آلاف مستخدم خلال النصف الأول من العام.
وبالانتقال إلى دبي، فقد أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء "رعاه الله"، بصفته حاكماً لإمارة دبي، «قانون تنظيم تشغيل المركبات ذاتية القيادة في دبي» رقم (9) لسنة 2023، بهدف تحقيق استراتيجية الإمارة في التنقل الذكي ذاتي القيادة، لتحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذكية وذاتية القيادة بحلول عام 2030، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، وتنظيم تشغيل المركبات ذاتية القيادة، وفقاً لمُتطلبات السلامة والجودة، وطبقاً لأفضل المعايير والممارسات العالمية المُطبّقة في هذا الشأن، واستقطاب الاستثمارات في جميع الأنشطة المرتبطة بالمركبات ذاتية القيادة، ومعالجة التحديات التنظيمية والقانونية الناجمة عن استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال النقل.
وحدد القانون اختصاصات هيئة الطرق والمواصلات، من أهمها وضع السياسات والخطط الاستراتيجية لرفع كفاءة وتشغيل وتطوير المركبات ذاتية القيادة في دبي، وتحديد فئات وأنواع وأصناف المركبات ذاتية القيادة، وفقاً للمعايير والمُواصفات والضوابط المُعتمدة من الجهات المُختصّة، واعتماد المعايير الفنية والتشغيلية ومعايير الأمن والسلامة، وتقييم أداء المُشغِّل، وهو أي شخص مُصرَّح له من الهيئة بمزاولة أي نشاط يرتبط باستعمالات المركبة ذاتية القيادة، ويشمل مالك المركبة.
ويلزم قانون تشغيل المركبات ذاتية القيادة في إمارة دبي مشغليها بالحصول على ترخيص من الهيئة قبل تسييرها على الطريق، وصيانة المركبة ذاتية القيادة دورياً وفي مواعيد محددة، وضمان صلاحية نظام القيادة الآلي للمركبة للربط بين أنظمة المركبة ذاتية القيادة والأنظمة المعتمدة من الهيئة.
وفي 12 أكتوبر الجاري، بدأت هيئة الطرق والمواصلات في دبي وشركة كروز، المتخصصة في تكنولوجيا المركبات ذاتية القيادة، إجراء اختبار تحت الإشراف لهذا النوع من المركبات من طراز شيفروليه بولت في منطقة جميرا 1.
ويعد هذا الاختبار لتقنية كروز ذاتية القيادة مع وجود سائق أمان ثمرة للجهود المشتركة التي تبذلها هيئة الطرق والمواصلات وشركة كروز على ضوء الانتهاء من مرحلة جمع البيانات والاختبار على مسارات الاختبار المغلقة بنجاح.
وستعمل جي إم كروز على التحقق من سلامة وأداء مركباتها ذاتية القيادة في دبي ومدى توافق متطلبات تلك المركبات مع البنية التحتية الرقمية والطبيعية لمنطقة التشغيل المستهدفة في جميرا 1.
وفي السياق ذاته، حققت هيئة الطرق والمواصلات إنجازاً مهمّاً بإصدار أول تصريح لتجربة المركبات ذاتية القيادة في دبي، ومُنِح التصريح رسمياً إلى شركة كروز التي أبرمت الهيئة معها اتفاقية شراكة لتشغيل المركبات ذاتية القيادة لتقديم خدمات مركبات الأجرة والحجز الإلكتروني في إمارة دبي في المستقبل.
وشهدت السنوات الماضية العديد من تجارب تشغيل المركبات ذاتية القيادة في مجال النقل العام على مستوى الدولة، حيث بدأت إمارة دبي في سبتمبر 2018 بتشغيل مركبة ذاتية القيادة للنقل الجماعي في شوارع المدينة المستدامة الواقعة في منطقة دبي لاند، وفي أبريل 2019، أطلقت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أول سيارة أجرة ذاتية القيادة في شوارع واحة السيليكون وصلت سرعتها إلى 35 كيلومترا في الساعة.
وسجلت المدينة الجامعية بالشارقة في أكتوبر 2020 نجاح الاختبار التجريبي لحافلات النقل الكهربائية ذاتية القيادة "نافيا أوتونوم"، كما شهدت الشارقة في العام ذاته استخدام سيارة ذاتية القيادة وظفتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع لتوزيع المنتجات الطبية الوقائية على سكان أحد المجمعات السكنية.
بدورها طورت إمارة عجمان في مايو 2019 حافلة نقل عام ذاتية القيادة للسير في شوارعها، وتتسم المركبة باستخدام تقنيات القيادة الذاتية ودمج الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في عملية التحكم الكامل بالحافلة دون أي تدخل بشري.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: هیئة الطرق والمواصلات ذاتیة القیادة فی دبی إمارة دبی فی إمارة فی مجال
إقرأ أيضاً:
ياس بن حمدان بن زايد: رالي أبوظبي الصحراوي يعكس ريادة الإمارات في استضافة الفعاليات العالمية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتوّج الشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان الفائزين في رالي أبوظبي الصحراوي 2025، الذي يمثّل الجولة الثانية من بطولة العالم للراليات الصحراوية، وهنأهم على الإنجاز الذي حققوه والجهود التي قدّموها، وذلك خلال الحفل الختامي الذي أقيم في جزيرة الحديريات في أبوظبي.
حضر الحفل الشيخ راشد بن حمدان بن زايد آل نهيان، وعارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، والشيخ حمدان بن سلطان آل نهيان، مدير مشروع رئيسي في مجلس أبوظبي الرياضي، وماهر البدري، المدير التنفيذي لمنظمة الإمارات للسيارات والدراجات النارية، وعدد من القادة الرياضيين، وتخلل الحفل تكريم الجهات الراعية والداعمة لرالي أبوظبي الصحراوي.
وأكد الشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان، أن رالي أبوظبي الصحراوي يعكس ريادة دولة الإمارات في استضافة الفعاليات الرياضية العالمية، مشيداً بجهود المنظمين والمتسابقين وأدائهم المميز.
وأضاف: «فخورون بأن يكون هذا الحدث العالمي جزءاً من أجندة الفعاليات الرياضية الكبرى في الإمارات، ونتطلع إلى المزيد من النجاحات في المستقبل».
وشهد الرالي هذا العام تغييراً جذرياً في مساره، حيث انطلقت المنافسات وللمرة الأولى من مدينة العين، ثم انتقل إلى منطقة الظفرة، قبل أن يستقر في معسكر القوع، ليصل في مراحله الأخيرة إلى العاصمة أبوظبي.
ويُعد هذا التغيير تحولاً كبيراً ونقلة نوعية في تاريخ الحدث، حيث تقدّر التعديلات في المسار الجديد بنسبة 60% مقارنة بالمسار السابق، في خطوة غير مسبوقة انتظرها عشاق هذا الرالي العريق، ما يعكس التطور والتجديد الذي شهده الرالي على مدار 34 عاماً.
ويُعتبر رالي أبوظبي الصحراوي من أبرز الأحداث الرياضية في المنطقة، حيث يجذب نخبة من أفضل السائقين والدراجين العالميين الذين يتنافسون في بيئة صحراوية تتطلب مهارات عالية وقدرة على التحمل، ما يعزّز مكانته بصفته واحداً من أهم سباقات الراليات الصحراوية الطويلة على المستوى الدولي.
وتطور رالي أبوظبي الصحراوي على مدار 34 عاماً، ليصبح ركيزة أساسية في سباقات الرالي الصحراوية العالمية، حيث بدأ برؤية جريئة رسمها محمد بن سليم، بطل الشرق الأوسط للراليات لـ 14 دورة والرئيس الحالي للاتحاد الدولي للسيارات، ومن ثم تحوَّل إلى اختبار عالمي للمهارة والقدرة على التحمل والإصرار.
ومنذ انطلاقه عام 1991، استقطب الرالي أشهر المتسابقين العالميين، مثل جان-لوي شليسر وستيفان بيترهانسل، والنجوم المعاصرين مثل يزيد الراجحي وناصر العطية.
كما حظي رالي أبوظبي الصحراوي برعاية من شريك قطاع الطاقة «أدنوك للتوزيع»، دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وشريك التكنولوجيا «إي آند»، والشريك الرسمي للخدمات اللوجستية «دي إتش إل»، والشريك في قطاع السيارات «الفطيم تويوتا». كما حظي الرالي بدعم من وزارة الدفاع، وشرطة أبوظبي، والدفاع المدني، وشركة أبوظبي للتوزيع، وبلدية منطقة الظفرة، وتدوير، وقناة أبوظبي الرياضية، الشريك الإعلامي.