الحسكة-سانا

يستمر توقف محطة مياه علوك في ريف الحسكة عن ضخ مياه الشرب نتيجة قيام الاحتلال التركي باستهداف محطات التغذية الكهربائية في المحافظة، ولا سيما محطة كهرباء الدرباسية التي خرجت من الخدمة في الرابع من الشهر الجاري.

مدير عام مؤسسة المياه المهندس محمد عثمان أشار في تصريح لمراسل سانا الى أن استمرار معاناة أهالي مدينة الحسكة وريفها الغربي بانقطاع مصدر مياه الشرب الوحيد لهم هو بسبب توقف محطة مياه علوك عن العمل الناتج عن قيام الاحتلال التركي باستهداف محطات الكهرباء المغذية لها، مشيراً إلى وجود مساع لإيصال كمية محددة من التيار الكهربائي لمحطة كهرباء الدرباسية بشكل استثنائي لإعادة تشغيل محطة علوك ريثما يتم إصلاحها بشكل كامل.

وأشار عثمان إلى أن المؤسسة وبالتعاون مع المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في سورية تعمل على تأمين احتياجات الأهالي في مدينة الحسكة من مياه الشرب، من خلال نقل كميات منها من المناهل المحيطة بالمدينة عبر الصهاريج الخاصة وتوفيرها في الخزانات المنتشرة بمختلف أنحاء المدينة والأحياء المحيطة، إضافة إلى توفير كميات من المياه المنتجة عبر محطات التحلية وذلك ريثما تتم إعادة تشغيل محطة مياه علوك وضخ المياه إلى الأهالي.

وتعمدت قوات الاحتلال التركي الموجودة في ريف مدينة رأس العين المحتلة إلى قطع مياه محطة علوك بشكل متكرر، وتهديد حياة نحو مليون مواطن يقطنون في مدينة الحسكة ومحيطها والريف الغربي من المحافظة، ولا سيما أن المحطة هي مصدر مياه الشرب الوحيد لهم.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الاحتلال الترکی محطة میاه علوک میاه الشرب

إقرأ أيضاً:

مياه البحر المحلاة تروي عطش مغاربة في ظل إجهاد مائي حاد

في قرية سيدي بوشتى لم يتوقع السكان الذين يعيشون على صيد السمك، يوما أنهم سيروون عطشهم بفضل مياه المحيط الأطلسي بعد تحليتها بفضل محطات متنقلة، في تقنية باتت أساسية لمواجهة جفاف مزمن.

بالقرب من هذه القرية الواقعة في إقليم آسفي، أقيمت منشأة متنقلة صغيرة مؤلفة من صهريجين وحاويتين فوق رمال شاطئ رأس بدوزة، تعمل على تحلية المياه لتوزع على نحو 45 ألفا من سكان القرى المجاورة.

بينما تعتمد مدن ساحلية عدة منذ العام 2022 على مصانع التحلية التقليدية لتلبية حاجياتها كليا أو جزئيا من مياه الشرب، لجأت السلطات إلى هذه المحطات الصغيرة المتنقلة التي « مكنت من تفادي الأسوأ »، على ما يقول مدير الوكالة المحلية لتوزيع الماء والكهرباء ياسين الملياري.

فبعد ست سنوات متتالية من الجفاف، لم يعد سد المسيرة الواقع على بعد حوالى 220 كيلومترا شمال آسفي، قادرا على تلبية حاجات المنطقة من مياه الشرب، على غرار كل سدود البلاد التي لا يتجاوز مخزونها معدل 28 في المائة.

إزاء الإجهاد المائي الحاد، جهزت السلطات 44 محطة تحلية متنقلة اعتبارا من أبريل 2023، فيما ثمة 219 أخرى في طور الإعداد، لتلبية حاجات نحو 3 ملايين من سكان البوادي، وفق معطيات رسمية.

يقول الملياري إنه يمكن لهذه المحطات الصغيرة إنتاج 360 إلى 3600 متر مكعب يوميا من المياه ما يجعلها « الحل الأفضل لسهولة تركيبها وإمكانية نقلها » مشددا أيضا على كلفتها المنخفضة التي تقارب 1,3 مليون دولار في المتوسط للوحدة.

في غفلة من المصطافين، تضخ مياه البحر من شاطئ رأس بدوزة، وتخضع للمعالجة قبل أن تضاف إليها المعادن الضرورية، ثم تنقل في صهاريج لتوزع على سكان القرى المحتاجة « يوميا بالمجان في مجال يصل حتى 180 كيلومترا »، على ما يؤكد الملياري.

يقول الصياد المتقاعد خير حسن البالغ 74 عاما، إنه حتى وقت قريب كان سكان قرية سيدي بوشتة يعتمدون على المياه الجوفية « لكنها نضبت مؤخرا… لم نشهد مثل هذا الوضع منذ الثمانينيات ».

ويضيف كريم البالغ 27 سنة، وهو الآخر صياد سمك، « كنا نسمع أن مدنا أخرى تعتمد على مياه البحر، لكننا لم نكن نتخيل أننا سنلجأ إليها أيضا ».

وقد أتى برفقة عدد من سكان القرية الصغيرة إلى باحة المسجد، حيث وضع خزان بلاستيكي تفرغ فيه المياه المحلاة، ليأخذ حاجته.

هنا يبدو الوضع أقل سوءا مقارنة مع قرى أخرى نائية، حيث نقلت وسائل إعلام محلية معاناة قرويين من ندرة المياه خلال الصيف.

عموما تنذر التوقعات باستمرار الجفاف في أفق العام 2050، حيث يرتقب تراجع الأمطار (-11 في المائة) وارتفاع درجات الحرارة (+1,3 درجات)، وفق دراسة لوزارة الزراعة.

ويعول المغرب على مياه البحر أيضا لإنقاذ الزراعة التي خصص لها العام 2023 قرابة 25 في المائة من المياه المحلاة في 12 محطة، وفق وزارة التجهيز والماء.

ويستهلك هذا القطاع أكثر من 80 في المائة من موارد البلاد المائية، ويوظف ثلث اليد العاملة النشطة.

لكن الأولوية تعطى لتوفير مياه الشرب بعدما واجهت مدن بأكملها خطر العطش، مثل آسفي التي انقطع ربطها بسد المسيرة ثاني أكبر سدود البلاد.

فقد تراجع مخزون السد « من 75 في المائة العام 2017 إلى 0,4 في المائة حاليا »، بحسب المسؤول في محطة التحلية التابعة للمكتب الشريف للفوسفات (رسمي) عبد الغني آيت باحسو.

إزاء الخطر المحدق لجأت السلطات إلى رائد الفوسفاط العالمي، الذي يستغل مصانع في المنطقة، لبناء محطة تحلية. ويضيف باحسو « في ظرف وجيز… كنا في سباق مع الزمن منذ 2022، وبدأ تزويد المدينة تدريجيا بالماء الشروب منذ غشت 2023، وبشكل تام ابتداء من فبراير ».

ويرتقب توسعة المحطة لتزويد عاصمة السياحة مراكش (150 كيلومتر شرقا) ونواحيها، في أفق العام 2026.

بحسب معطيات رسمية، بدأ بناء 6 محطات جديدة، أبرزها بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، ويرتقب الشروع في إنشاء 8 أخرى، بينها محطة بالرباط.

علما أن العاصمة تفادت خطر العطش بفضل « طريق الماء »، وهي قناة بنيت على امتداد 67 كيلومترا، تنقل المياه من منطقة سبو الماطرة شمالا، منذ أيلول/سبتمبر.

مع أن بعض سكان سيدي بوشتة يجدون مياه البحر المحلاة أقل عذوبة من مياه الينابيع، إلا أن حدة التقلبات المناخية تجعلها خيارا استراتيجيا في المغرب الذي له واجهتان بحريتان شاسعتان.

وأعلن الملك محمد السادس في خطاب مؤخرا أن المغرب يعول عليها لتوفير « أكثر من 1,7 مليار متر مكعب سنويا » و »تغطية أكثر من نصف حاجياته من الماء الصالح للشرب »، و »سقي مساحات فلاحية كبرى » في أفق 2030.

كلمات دلالية المغرب بيئة طقس مناخ

مقالات مشابهة

  • الكهرباء: نعمل على إتمام محطة جنوب طرابلس
  • محطة مياه الشعانية تجتاز متطلبات اعتماد شهادة التنمية الفنية المستدامة TSM
  • قبل الموعد المعلن.. عودة مياه الشرب لـ9 مناطق بالقاهرة
  • مشروعات الغاز المسال في آسيا تجذب شركة مدعومة من أدنوك
  • مياه البحر المحلاة تروي عطش مغاربة في ظل إجهاد مائي حاد
  • أين وصلت مشاريع تحلية مياه البحر في المغرب؟
  • بتكلفة 23 مليون دولار.. بدء التشغيل التجريبي لمحطة مياه الهنادي جنوب الأقصر
  • رئيس مياه سوهاج يوجه فرق المناوبات بالمرور على مياه المحطات
  • قطع مياه الشرب عن 10 مناطق بالقاهرة غدا للصيانة
  • حزب الله لم يستخدم صواريخه المتطورة.. وانقطاع الكهرباء عن مستوطنات بسبب القصف