دفعت جماعة الحوثي، برئيس حكومة تصريف الاعمال بصنعاء (غير المعترف بها) لتبني الهجوم الذي اعلنت الدفاع الامريكية احباطه شمال البحر الاحمر قبالة سواحل اليمن مساء الاربعاء الماضب وقالت انه كان ربما يستهدف اسرائيل.

وعلى غير العادة لم يعلن الحوثيون بانفسهم تبني الهجوم عبر متحدثهم العسكري، لتأتي تصريحات رئيس حكومة صنعاء المقال عبدالعزيز بن حبتور بعد ثلاثة ايام من الحادثة .

وقال بن حبتور في كلمة له إن "الأمريكيين اعترضوا صواريخ ومسيّرات كانت متجهة نحو الأراضي المحتلة وأسقطوا جزءا منها والجزء الآخر استطاع الوصول إلى أهدافه" حد قوله.

وأضاف أن "صنعاء ساهمت وستساهم بكل الإمكانيات للرد على المجازر في غزة".

بن حبتور قال ايضا إنهم سيستهدفون السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر في حال تواصل القصف على قطاع غزة.

واضاف أن السابع من أكتوبر سيظل خالدا في تاريخ الأمة والشعب، ويوما عظيما في تاريخ الإنسانية جمعاء، في اشارة لانطلاق عملية طوفان الاقصى.

وكان المتحدث باسم البنتاغون قد صرح بأن طاقم المدمرة "يو أس أس كارني" العاملة في شمال البحر الأحمر أسقطت 3 صواريخ "كروز" هجومية برية وطائرات بدون طيار أطلقها الحوثيون في اليمن.

وأشار المتحدث حينها إلى أن الهجمات "ربما كانت تستهدف إسرائيل".

وعقب الإعلان الأمريكي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هاغاري، إن القوات الجوية الإسرائيلية مستعدة لصد هجمات الحوثيين في اليمن.

وصرح بأن "إسرائيل تمتلك بعضا من أفضل الدفاعات الجوية في العالم، وهي مستعدة لمواجهة تهديدات مثل هذه".

الصمت الحوثي وتحليلات الخبراء

ولم تعلن جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم الذي تخبطت بشأنه الرواية الامريكية، كما لم تنفي الجماعة المدعومة من ايران ما جاء في اعلان ورزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) التي قالت انها اعترضت صواريخ قادمة من اليمن، ربما كانت في طريقها الى اسرائيل.

وكانت عدة روايات انتشرت بشأن هذا الهجوم في ظل صمت الحوثي ،يقول الدكتور علي الذهب الخبير العسكري اليمني أن صواريخ الحوثيين والطائرات المسيرة كانت ستستهدف اجتماعا عسكريا لعدد من كبار القادة العسكريين في الجيش اليمني على رأسهم الفريق صغير بن عزيز رئيس هيئة الأركان الذي يزور محور حجة العسكري منذ أيام، والذي أجرى زيارة عبر الجزر لزيارة ما قال إنه التشكيل البحري في حجة قبالة سواحل ميدي.

يدعم هذا الرأي نوعية الصواريخ المستخدمة في الهجوم نوع كروز وهي صواريخ لا يصل مداها إلى اسرائيل، ولو كان الحوثيون سيقصفون إسرائيل لاستخدموا الصواريخ الباليستية المعروف بأنها بعيدة المدى .

من جانبه يقول الخبير العسكري العميد الركن محمد الكميم ان مليشيا الحوثي لا تمتلك على الاطلاق تلك القدرات الفنية والعسكرية أو الاسلحة التي تمكنها من إطلاق صواريخ وطيران مسير عبر البحر حتى تصل إلى فلسطين المحتلة.

واضاف: قيل بأن الصواريخ التي أطلقت هي صواريخ مجنحة، والصواريخ المجنحة عندها قدرات أن تطير تحت مستوى منخفض عن الرادار ، وتستطيع أن تتعامل مع التضاريس، وهي صواريخ ذكية، أي أن أهدافها تكون محددة بدقة وتستطيع هذه الصواريخ أن تضرب أهدافها بدقة عالية.

وأردف: لا أعتقد على الاطلاق ان الحوثي يمتلك مثل هذه القدرات، لان هذه القدرات لا يمتلكها الا أعتى الجيوش العالمية، حتى الطيران المسير لا اعتقد انه يستطيع ان يطير إلى مدى ألفين كيلو متر على طول البحر .

وزاد: أشكك في الرواية من الأساس، لانها ما زالت رواية أمريكا، ومعروف أن الحوثي لو أطلق طلقة واحدة مباشرة سيعلن عن ذلك.

وأشار إلى أن امريكا تبحث عن مصلحتها في هذا الاعلان، فقد رأينا ان امريكا تحركت مباشرة بعد سبعة أكتوبر، وأرسلت أهم وأقوى حاملة طائرات في العالم، وأرسلت الجيوش والقوة والعدة والعتاد، وأعلنت دعمها العسكري الكامل لإسرائيل تحت مبرر أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها.

وتابع: أجزم عسكريا ان مليشيا الحوثي لا يمكنها ان تطلق حتى رصاصة واحدة على أمريكا، لأن المليشيا لها علاقة غير مباشرة مع أمريكا وحليف لها، لان أمريكا لم ولن تؤذيها، بل تمكنها كل يوم من اليمن وهي من منعت تحرير صنعاء ووضعت الكثير من الخطوط الحمراء، وهي التي منعت تحرير الحديدة أيضا.

بدوره، يقول الباحث والمحلل السياسي، نبيل البكيري، باعتقادي ان مثل هذه الرواية مشكوك في صحتها لأسباب عدة، أولا: مليشيا الحوثي في مثل هذه العمليات تسعى لتبني هذه الأفعال حتى وان لم تكن هي من فعلها.

لكن في هذه المرة حالة الارتباك والخوف ومبادرة الولايات المتحدة الأمريكية باتهامهم يؤكد أنها ضحية لمثل هذه العمليات.

وأضاف: الولايات المتحدة الأمريكية تريد من خلال هذا الادعاء حشر مليشيا الحوثي مع المشروع الايراني، وتريد من خلالها ان تجر ايران الى حلبة الصراع حتى يتم فصل حالة التضامن العربي الكامل عن غزة وفلسطين بتهمة أن هؤلاء حلفاء لإيران.

وقال: مثل هذه العملية التي لم تعلن الا من الولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر عملية سياسية أكثر منها عملية عسكرية على أرض الواقع.

وتابع: لا أشك في وجود ادعاءات كثيرة والهدف منها هو ايجاد مبررات لضرب غزة، وايقاف أي تضامن مع الحرب الدائرة في غزة، وبالتالي إيجاد هذه المبررات بهذه الطريقة هي تعتمد على عدد المغالطات والاكاذيب التي رأينا نتائجها من خلال قصف المستشفيات والكنائس والمساجد وكل ما له علاقة بموضوع الأمان لهؤلاء الذين يتم استهدافهم.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی مثل هذه

إقرأ أيضاً:

صحفيون فرنسيون يدينون مجازر إسرائيل بحق زملائهم الفلسطينيين بغزة

في مقال رأي نشرته اليوم الأحد على صفحاتها تحت عنوان "نحن الصحفيين الفرنسيين، نعلن تضامننا مع زملائنا في غزة"، سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على مقتل ما يقرب من 200 صحفي فلسطيني خلال 18 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأدانت مجموعة من المنظمات المهنية الفرنسية في المقال المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق الصحفيين والتعتيم الإعلامي الذي وصفوه بالمتعمد من قبل الاحتلال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: جحيم يتكشف بغزة وجنرال سيئ السمعة وراء قتل مسعفي رفحlist 2 of 2معاريف: توسع الشق في جدار سلطة نتنياهو وتلاشي الابتسامة المصطنعةend of list

وجاء في المقال "ليس من المعتاد أن يكتب صحفي وصيته في سن الـ23.. لكن ذلك ما فعله حسام شبات، مراسل قناة الجزيرة مباشر في قطاع غزة. الشاب الذي يدرك أن الحرب قللت بشكل جذري من متوسط العمر المتوقع لأصحاب مهنته، فكتب نصا قصيرا ليُنشر في حال أصابه مكروه".

وفي النهاية، نُشر ما كتبه على منصات التواصل الاجتماعي "إن كنتم تقرؤون هذا، فهذا يعني أنني استشهدت" هكذا بدأ رسالته التي تحدث فيها الصحفي عن لياليه التي قضاها نائما على الرصيف، والجوع الذي لم يتوقف أبدا عن نهش أمعائه، ونضاله لـ"توثيق الفظائع دقيقة بدقيقة".

ويختتم الصحفي رسالته قائلا "سأتمكن أخيرا من الخلود للراحة، وهو شيء لم أتمكن من فعله خلال الـ18 شهرا الماضية". واستشهد حسام شبات نتيجة هجوم بمسيّرة على السيارة التي كان يستقلها في بيت لاهيا شمال غزة رغم أنها كانت تحمل رمز التلفزيون وشعار قناة الجزيرة.

إعلان

وفي عام ونصف العام، تسببت الحرب في استشهاد نحو 200 من المحترفين الإعلاميين الفلسطينيين، وفقا للمنظمات الدولية لحماية الصحفيين، مثل "مراسلون بلا حدود"، و"لجنة حماية الصحفيين"، و"الاتحاد الدولي للصحفيين"، بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين، "وهي مجزرة غير مسبوقة في تاريخ مهنتنا بناء على دراسة حديثة لجامعة براون الأميركية"، حسب المقال.

وتضيف لوموند أن 40 صحفيا من هؤلاء، مثل حسام شبات، قتلوا وهم يحملون قلما أو ميكروفونا أو كاميرا في أيديهم، على غرار أحمد اللوح (39 عاما)، مصور قناة الجزيرة، الذي لقي حتفه في غارة جوية أثناء تصويره تقريرا في مخيم النصيرات للاجئين في 15 ديسمبر/كانون الأول 2024.

وكذلك إبراهيم محارب (26 عاما)، الذي كان يعمل مع صحيفة الحدث، وقتل برصاص دبابة في 18 أغسطس/آب 2024 أثناء تغطيته انسحاب الجيش الإسرائيلي من حي في خان يونس. وقد وُثقت هذه الحالات بعناية من قبل المنظمات المذكورة.

استهدفوا عمدا

وحسب المقال "كان جميع هؤلاء الزملاء والزميلات يرتدون خوذات وسترات واقية من الرصاص تحمل شعار "صحافة"، مما يميزهم بوضوح كعاملين في مجال الإعلام. وقد تلقى بعضهم تهديدات هاتفية من مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أو تم وصفهم بأنهم أعضاء في مجموعات مسلحة في غزة من قبل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دون تقديم أدلة موثوقة لدعم هذه الاتهامات. كل هذه العناصر تدفع إلى الاعتقاد بأنهم استُهدفوا عمدا من قبل الجيش الإسرائيلي".

وأشارت الصحيفة إلى أن "بعض زملائنا من غزة قتلوا أيضا في قصف منازلهم أو الخيم التي لجؤوا إليها مع أسرهم، مثل عشرات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين، وذاك حال وفاء العديني التي قُتلت في غارة على مدينة دير البلح بتاريخ 30 سبتمبر/أيلول 2024، مع زوجها وطفليهما الاثنين. وأحمد فاطمة الشخصية البارزة في بيت الصحافة في غزة، وهي منظمة غير حكومية مدعومة من جهات أوروبية، كانت تعمل على تدريب جيل جديد من الصحفيين".

إعلان

وتحدث المقال عن ناجين من الغارات، لكنه تساءل "في أي ظروف نجوا؟". وضرب مثالا للصحفي فادي الوحيدي (25 عاما) الذي بات يعاني من نصف شلل منذ أن أصابت رصاصة نخاعه الشوكي في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2024 أثناء تصويره نزوحا قسريا جديدا للمدنيين، حسب منصة للتحقيقات الإعلامية.

أما وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة في غزة، فقد تلقى خبر وفاة زوجته واثنين من أبنائه أثناء قصف، مباشرة على الهواء، في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقالت لوموند إنه بالنسبة للصحفيين الفلسطينيين فقد أصبحت تغطية وفاة زميل أو قريب جزءا من الروتين المأساوي للصحفيين.

شجاعة مذهلة

وعبّر المقال عن الأسف لوفاة 4 صحفيين إسرائيليين في هجوم 7 أكتوبر، وكذلك وفاة 9 زملاء لبنانيين وزميلة سورية خلال ضربات إسرائيلية، لكن الوضع الطارئ اليوم هو في غزة، بالنسبة لجميع المدافعين عن حقوق الإنسان، أصبح من الواضح أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى فرض تعتيم إعلامي على غزة.

وأضاف أن إسرائيل "تسعى قدر ما تستطيع لإسكات شهود جرائم الحرب التي ترتكبها، في وقت يصف فيه عدد متزايد من المنظمات الدولية والهيئات الأممية تلك الجرائم بأنها أعمال إبادة جماعية. وتتجسد أيضا هذه الإرادة لعرقلة الوصول إلى المعلومات في رفض الحكومة الإسرائيلية السماح للصحافة الأجنبية بالدخول إلى قطاع غزة".

واستذكر المقال أيضا الوضع في الضفة الغربية المحتلة "حيث ستُحيي بعد أيام قليلة الذكرى الثالثة لوفاة مراسلة الجزيرة البارزة في جنين شيرين أبو عاقلة التي قُتلت في 11 مايو/أيار 2022، على يد جندي إسرائيلي لم يُحاسب على جريمته".

كما تعرض حمدان بلال، المخرج المشارك لفيلم "لا أرض أخرى"، الحائز على أوسكار أفضل فيلم وثائقي لعام 2025، لاعتداء من قبل المستوطنين في 24 مارس/آذار الماضي، وتم اعتقاله لاحقا داخل سيارة إسعاف كانت تنقله لتلقي العلاج. هذا الحدث يبرز العنف الذي يواجهه من يحاولون نقل واقع الاحتلال، ويكشف أيضا عن الإفلات شبه النظامي من العقاب لأولئك الذين يسعون لإسكاتهم.

إعلان

وختم المقال بالقول إنه "بصفتنا صحفيين ملتزمين بشدة بحرية الإعلام، من واجبنا التنديد بهذه السياسة، والتعبير عن تضامننا مع زملائنا الفلسطينيين، والمطالبة دائما بحق الدخول إلى غزة".

وأكد "إذا طالبنا بذلك، فليس لأننا نعتقد أن تغطية غزة ناقصة في غياب الصحفيين الغربيين، بل لننقل ونحمي بزمالتنا زملاءنا الفلسطينيين الذين يظهرون شجاعة غير عادية، حيث يزودوننا بالصور والشهادات حول المأساة الهائلة هناك".

مقالات مشابهة

  • بوادر أزمة سياسية وقانونية تداهم إخوان الأردن بعد خلية الصواريخ
  • الولايات المتحدة تشن 15 غارة على جزيرة كمران اليمنية في تصعيد جديد
  • اليمن: «الحوثي» حولت البلاد إلى ساحة صراعات
  • جماعة الحوثي تعلن عن سلسلة غارات أمريكية على جزيرة كمران
  • لماذا زجّ ترامب بالصومال في حديثه عن جماعة الحوثي؟
  • مجلة أمريكية: اليمن يتحدى هجمات الولايات المتحدة بمواصلة إطلاقه الصواريخ على “إسرائيل”
  • محللون :استمرار اطلاق الصواريخ من اليمن يعد إنجازا ونجاحا للقوات المسلحة
  • الحوثي تستهدف قاعدة عسكرية ومطار بن جوريون في إسرائيل
  • صحفيون فرنسيون يدينون مجازر إسرائيل بحق زملائهم الفلسطينيين بغزة
  • توتر أمني واسع في إسرائيل.. إغلاق مطار بن جوريون بعد إطلاق صواريخ من اليمن