إدارة التراث في شحات: سيول دانيال كشفت عن الكثير من المعالم الأثرية التي تحتاج إلى الدراسة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
ليبيا – قال مسؤول إدارة وحماية التراث في مدينة شحات أحمد عيسى إن سيول “دانيال” كشفت عن كثير من المعالم الأثرية التي تحتاج إلى الدراسة، تبقى أهمها “معالم لقنوات تصريف المياه الضخمة”، موضحاً أنها عبارة عن مجارٍ لقنوات منحوتة في الصخر، أجزاء طويلة منها لها أغطية على نظام الآحاد، إضافة إلى معلم آخر يتمثل في أسس معمارية في وادي بلغدير وهي ظاهرة لم تكن موجودة من قبل.
عيسى وفي تصريحات خاصة لموقع “اندبندنت عربية”،أشار إلى ظهور معالم وأسس لجدران في المنطقة بين مدينتي سوسة وشحات، وظهرت أيضاً أسس جدرانية كلاسيكية في مدينة درنة.
وبخصوص أهمية هذه الآثار الجديدة أبرز عيسى أنها ستفتح مجالات جديدة للدراسة والبحث، إذ من المتوقع أن تقود علماء الآثار في البلاد إلى اكتشاف معابد أو حمامات مياه، مما يتيح الفرصة للتعرف إلى نمط عيش السكان القدامى في هذه المنطقة ويوفر معلومات مهمة عن تاريخ الإقليم بصفة عامة، منوهاً بأن الحفريات كفيلة بالتعريف بثقافة الشعوب التي عاشت سابقاً على هذه الأرض.
وتابع عيسى حديثه أن “هذه الآثار الجديدة المتمثلة في قنوات توزيع المياه ربما درس حمله إلينا الإعصار ’دانيال‘ ليرشدنا إلى اعتماد نظام جديد في تصريف المياه يتماشى مع خصوصية المنطقة”، مؤكداً أن هذا المولود الجديد الذي أضيف إلى سجل فسيفساء الآثار الليبية سينعش مستقبلاً السياحة ويعزز الدخل القومي الليبي.
واقترح عيسى تحديد خطة وطنية لاستغلال هذه الآثار الجديدة تبدأ أولاً بدراسة طبيعتها ومكوناتها ليتسنى الحفاظ عليها وإظهارها وترميمها، لافتاً إلى أن هذا أمر لن يكتمل إلا من خلال تشكيل فريق وطني يهتم بسلامة هذا الاكتشاف الأثري الذي يحتاج إلى الدعم الخارجي من المنظمات الدولية المعنية.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
كشفت انتهاكات الاحتلال خلال رمضان.. القدس الدولية تدعو للرباط في الأقصى
دعت مؤسسة القدس الدولية إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك عبر شد الرحال والرباط والاعتكاف، في مواجهة تصاعد العدوان الإسرائيلي خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان.
ووفق تقرير أصدرته المؤسسة، فقد شهد الأقصى ثلاث انتهاكات رئيسية من قبل الاحتلال، تمثلت في منع الاعتكاف، والسطو على مكبرات الصوت في المصلى المرواني، وتجديد سياسة الحصار على المسجد ومحيطه.
منع الاعتكاف لأول مرة منذ 2014
وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد، أقدمت قوات الاحتلال على منع الاعتكاف في المسجد الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان، حيث اقتحمت المصليات وأجبرت المعتكفين على مغادرتها بالقوة.
ويعدّ هذا الإجراء تصعيدًا خطيرًا ضمن محاولات الاحتلال فرض سيطرته الكاملة على إدارة شؤون المسجد الأقصى، في تحدٍّ مباشر لصلاحيات الأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية.
السطو على مكبرات الصوت في المصلى المرواني
وفي تصعيد آخر، أقدمت شرطة الاحتلال يوم الأحد 9 مارس 2025 على السطو على سماعتين في المصلى المرواني، بحجة أنهما “ركّبتا دون تنسيق”، وهو ما يمثل استمرارًا لمحاولات الاحتلال فرض سيادته على الإعمار والصيانة داخل المسجد الأقصى وفقا للمؤسسة.
ويأتي هذا الاعتداء في سياق استهداف متكرر لمنظومة الصوتيات في الأقصى، إذ سبق للاحتلال تدميرها عام 2022، ما عرّض انتظام الصلاة والتلاوات القرآنية للاضطراب.
تشديد الحصار وإجراءات التضييق
وفي مظهر ثالث من العدوان، شددت سلطات الاحتلال حصارها على المسجد الأقصى، عبر فرض ثلاثة أطواق عسكرية تحول دون وصول المصلين إليه؛ إذ يقيم الاحتلال نقاط تفتيش على مداخل المدينة، وفي محيط البلدة القديمة، وعلى أبواب الأقصى ذاته.
وبحسب التقرير، فقد تراجعت أعداد المصلين عن مثيلاتها في السنوات السابقة، نتيجة لهذه القيود المشددة. كما واصلت قوات الاحتلال منع إدخال وجبات السحور والإفطار، وتسيير دوريات تفتيش داخل المسجد لمضايقة المصلين.
تحذيرات من "مشروع الهيكل المزعوم"
وحذّرت مؤسسة القدس الدولية من أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن مخطط إسرائيلي واضح يهدف إلى فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وتحويله إلى موقع خاضع للسيطرة الإسرائيلية تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم.
وأشارت المؤسسة إلى أن هذا التوجه بات أكثر وضوحًا خلال الحرب المستمرة على غزة، حيث رفع جنود الاحتلال شعارات “الهيكل” خلال العمليات العسكرية، ما يؤكد أن المشروع الإسرائيلي ضد الأقصى ليس مجرد اعتداءات متفرقة، بل استراتيجية تهدف إلى إنهاء الوجود الإسلامي في المسجد.
دعوات للرباط والوقوف عند المسؤوليات
وفي ظل هذه التطورات، شددت مؤسسة القدس الدولية على أن حماية المسجد الأقصى مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء، داعيةً إلى تصعيد الرباط والاعتكاف داخل المسجد، ورفض الإملاءات الإسرائيلية.
كما حثّت المؤسسة الحكومة الأردنية على اتخاذ موقف حاسم لاستعادة صلاحياتها الحصرية في إدارة الأقصى، خصوصًا فيما يتعلق بعمليات الصيانة والإعمار التي يواصل الاحتلال عرقلتها.
"عيد المساخر "
وفي سياق متصل، قال الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص لعربي21 إن الاحتلال يواصل توظيف الأعياد اليهودية لتعزيز اقتحامات المستوطنين للأقصى، مشيرًا إلى أن عيد “المساخر” التوراتي الذي بدأ الخميس يستمر حتى الأحد المقبل، يُستخدم كذريعة لاقتحامات متطرفة تهدف إلى فرض الطقوس التلمودية داخل المسجد.
وأوضح ابحيص أن العيد ذاته لا يرتبط بأسطورة الهيكل، لكنه بات مناسبة لتكثيف الاقتحامات، حيث تواصل شرطة الاحتلال السماح للمتطرفين الصهاينة بدخول الأقصى يوميًا بين السابعة والحادية عشرة صباحًا، في الوقت الذي تؤدى فيه طقوس “السجود الملحمي” والصلوات الجماعية العلنية داخل المسجد.
ويعيد هذا التزامن بين شهر رمضان والأعياد اليهودية يعيد إلى الأذهان المواجهات التي شهدها المسجد الأقصى بين عامي 2019 و2023، والتي بلغت ذروتها في معركة سيف القدس عام 2021، ثم معركة الاعتكاف في 2023، مما يعزز المخاوف من تصعيد جديد في الفترة المقبلة.
حيث تؤكد الوقائع على الأرض أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج على فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال حصاره، والاعتداء على صلاحيته الإدارية، والتضييق على المصلين والمعتكفين. و
أمام هذه المخاطر، فإن قضية الأقصى تضع نفسها ليس كمجرد ملف سياسي، بل معركة وجود تتطلب وفقاً للمراقبين موقفًا حاسمًا من الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، لمنع تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة مفتوحة للمشاريع الصهيونية