فى العام 1993 تم إنتاج «قائمة شندلر» وهو ليس الفيلم الأول الذى روج لفكرة المذابح التى زعم اليهود التعرض لها على يد أدولف هتلر، قائد الجيوش الألمانية وإحدى أشهر الشخصيات العسكرية فى العالم، وروجت السينما الأمريكية لمصطلح الهولوكست على اعتبار أن الأفران والمحارق البشرية التى زعم اليهود أن هتلر قد أعدها للتصفية العرقية والدينية لشعب الله المختار بحسب زعم مؤسسى دولة الكيان الصهيونى.

وعلى الرغم من الخلافات التاريخية والتى صرحت أكثر من مرة ان الهولوكست الذى تناوله الكتاب اليهود به العديد من المبالغات وذهب فريق إلى وصفه بأنه لا أساس له من الواقع –على الرغم من كراهية هتلر لليهود- وان ما عرض فى كتابات البعض عن هذه المجازر البشرية ما هو إلا تجاوز فاق حد استيعاب العقل البشرى، لكن ما نرصده هنا هو صدمة عقلية على الجميع التأهب لها... ففى الوقت الذى فرت فيه جماعات اليهود من أوروبا كانت الدول العربية والإسلامية هى التى احتضنت هؤلاء ولم تتخل عنهم وهذه هى الصدمة التاريخية التى لم يعرفها كثيرون وربما غفل عنها هؤلاء الذين يذبحون أبناءنا فى الأراضى المحتلة «الوطن الفلسطينى»،  فكان الجزاء العربى والإسلامى بعد إيوائهم عقب فرارهم مذعورين من أوروبا هو الإبادة الجماعية لنسل العرب الذى أواهم بعد فرارهم من جحيم الطرد الأوروبى.

وبحسب ما ذكره المؤخون وتحديداً فى المرجع الأجنبى «made of minds» ذكر المؤرخ التونسى الدكتور الصغير مع الباحث الدكتور منى زيادة حول «حقيقة وقوع مأساة الهولوكوست وبأنها ليس محل جدال». ويعتقد الدكتور زياد أن «المآسى والمصائب التى حلت بالعرب إبان فترة الحرب العالمية جعلتهم منشغلين عما يحل بغيرهم من الأمم»، وأضاف أن «العرب كانوا يعتبرون الهولوكوست موضوعاً يهم تاريخ أوروبا»، مشيراً فى هذا الصدد بأن «تاريخ أوروبا مختلف عن العالم العربى، حيث كانت معاملة اليهود جيدة بل إن اليهود الفارين من الاضطهاد الأوروبى سواء النازية أو حكومة فيشى الفرنسية فى بداية الأربعينات، قد تم احتضانهم فى بلدان المغرب العربى والدولة العثمانية»، كما أن عدداً من قادة الحركة الوطنية والنخب السياسية والدينية فى بلدان المغرب العربي، أبدوا اهتماماً ووعياً مبكراً بالاضطهاد الذى تعرض له اليهود، مشيراً فى هذا الصدد إلى الإعلان الشهير لسلطان المغرب الملك محمد الخامس عام 1941 بأنه «حامى الرعايا اليهود» ضد ملاحقتهم من قبل النازية. وهو نفس الموقف الذى اتخذه ملك تونس العثمانى المنصف باى عام 1942 إبان غزو القوات الألمانية لتونس وبدأت بمضايقة اليهود وترحيل بعضهم إلى ألمانيا، كما وجه الحبيب بورقيبة زعيم الحركة الوطنية التونسية ورئيس «الحزب الحر الدستورى الجديد» إبانها رسالة شهيرة تدعو التونسيين لعدم التعاون أو التعاطف مع الاحتلال الألمانى.

وأشار المؤرخ التونسى إلى سلسلة من المحاضرات المنشورة للشيخ الفاضل بن عاشور شيخ جامع الزيتونة ألقاها فى أعوام 1946 و1947 و1948 فى معهد الخلدونية الذى كان يرأسه وندد من خلالها بمعاداة السامية ومأساة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية فى ألمانيا وأوروبا والفظائع التى ارتكبت ضدهم فى المحتشدات.وعلل شيخ الزيتونة موقفه بأن «المسلمين يعتبرون أهل الكتاب -المسيحيين واليهود- إخوة لهم ويقفون إلى جانبهم فى وجه الاضطهاد الذى يتعرضون له»، واستنتج المؤرخ التونسى أن «رأى بن عاشور يمثل توجها لدى المثقفين والقيادات الوطنية آنذاك فى تونس، وإيمانا بمبادئ حقوق الإنسان ومناهضة الاضطهاد والجرائم ضد الإنسانية». بيد ان هذا الوعى المبكر بمأساة المحرقة لدى بعض النخب المغاربية، تزامنت معه وأعقبته مظاهر عديدة لمعاداة السامية فى المجتمعات المغاربية، يرصد الباحثون دوراً مهماً للنزاع العربى الإسرائيلى ففى تغذيتها.

هناك ثأر قديم واستنتاج قاد إلى حقد زرع فى عقول مؤسسى الدولة العبرانية هو الأثر السلبى الذى خلفته اللقاءات التى عقدها أدولف هتلر فى برلين مع الشيخ أمين الحسينى مفتى القدس ورشيد عالى الكيلانى رئيس الحكومة العراقية عام 1941. لتظهر فى السبعينات بعض الكتابات لأقلام يهودية متعصبة تفسر لقاء القائد العسكرى هتلر بمفتى القدس بأنه تصريح وإفتاء بالذبح ونحر اليهود عبر محارق الهولوكست، إلا أن هناك صدمة تاريخية أخرى وجدتها وأنا أنقب فى البحث وإعداد هذا التقرير الصحفى وهى صدمة العرب المنسيون فى المذبحة..

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكيان الصهيوني هتلر

إقرأ أيضاً:

تامر كروان: هناك الكثير من الأعمال السينمائية التى لا تعتمد على الموسيقى

قال المؤلف الموسيقي تامر كروان إن الموسيقي شيء مجرد من الوجدان وبتلعب دائما أدوار خفية داخل العمل.


وأضاف تامر كروان خلال محاضرته على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى،  يجب أن يجيد المؤلف الموسيقي فهم اللغة السينمائية حتى يجيد تحليل العناصر السينمائية ويوصل المشاعر الحقيقية للجمهور.

وأستكمل تامر كروان: ان احيانا الموسيقى تخرب متعة الأعمال السينمائية وتشتت ذهنه، لذلك هناك الكثير من الأعمال التى لا تعتمد على الموسيقى لكنه يجيد صنع المشاهد الصامتة.

وأقيم اليوم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، محاضرة مع الملحن تامر كروان عضو لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما.

وذلك بحضور مدير المهرجان عصام زكريا لأستكشاف من خلالها فن تأليف ووضع الموسيقى التصويرية للأفلام مع تامر كروان الذي يعد أحد أهم الموسيقيين البارزين في صناعة السينما.

وبداية من 1999، وضع كروان الموسيقى التصويرية لأفلام مصرية شهيرة، نذكر منها: "باب الشمس" و"احكي يا شهرزاد".

فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما (CID)، والتي تقام في الفترة من 15 إلى 20 نوفمبر 2024، تمثل منصة حيوية تهدف إلى دعم وتعزيز مشروعات السينما، وتقديم فرص نادرة للتفاعل بين صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم، وتشهد هذه الفعالية مشاركة متميزة من مخرجين، منتجين، وخبراء في مختلف جوانب الصناعة السينمائية، يجتمعون لاستكشاف أحدث الاتجاهات وتبادل الأفكار والتجارب.

تتضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما ورش عمل وجلسات حوارية ونقاشات تتناول تحديات واحتياجات السوق، مما يعزز من فرصة المساهمة في نمو وتطوير مشاريع سينمائية جديدة ويُعيد تأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للإبداع السينمائي.

مقالات مشابهة

  • روبينيو يتلقى صدمة داخل سجنه
  • «شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»
  • تواضروس الثانى.. البابا الذى أحبه المصريون
  • الحرس الجديد vs الحرس القديم.. وزير التربية والتعليم يظهر «العين الحمراء» للقيادات داخل الوزارة
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • رفعت عينى للسما
  • «جمال الغيطانى»
  • «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى
  • مهرجان القاهرة السينمائي.. أحلام وقضايا الشعوب العربية تتلاقى في رحلة من السعادة والمتعة
  • تامر كروان: هناك الكثير من الأعمال السينمائية التى لا تعتمد على الموسيقى