سام برس:
2024-07-30@20:48:13 GMT

إنهم يسرقون أولادكم للمرة العاشرة

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

إنهم يسرقون أولادكم للمرة العاشرة

بقلم/ عبدالرحمن الراشد
الأغلبية لا تستطيع إلا التعاطف مع ما يحدث للمدنيين في غزة ، عدوان مرفوض ، كما أن هجوم حماس على المدنيين في إسرائيل مرفوض دينياً وإنسانياً. رفض استهداف المدنيين هو السلوك الطبيعي. وفي السياق نفسه ، لا ينكر عدالة قضية فلسطين ، أرضاً ودولة، إلا جاهل أو متحامل.


مع هذا، في منطقتنا المضطربة التعاطف الأعمى خطوة أولى تتبعها خطوات.



هذا ما جرى في أفغانستان، وسوريا، والعراق. لكل عقد زمني قضية. وحاولوا استخدامها في معاناة مسلمي الشيشان ضد الروس، ثم مسلمي الأويغور الصينيين. ولولا أن الحكومات العربية منعت تداولها لهب الآلاف لقتال الصين. التورط في الحروب يبدأ بتوظيف التعاطف واستغلال الدموع.

العالم، من حولنا، مملوء بالمآسي والفواجع والأشرار، لا تنتهي حرب إلا وتبدأ أخرى، وتصبح معاناة الناس مزمنة مع مشاهد دموية. دائماً هناك من يوظف المآسي، مستنجداً بالقيم الدينية والإنسانية. ويتم نقل التعاطف الطبيعي من المأساة، بتعميم الشعور بالذنب والمسؤولية، أين أنتم يا عرب؟ ومن خلال توجيه الرسائل والحث على المشاركة، غردوا وقاطعوا وهاجموا. وعبر صنع الرموز، (تنظيمات وأشخاص وملابس). شحن العامة بنقلهم من الأسى إلى الغضب، ومن الغضب الفردي إلى الجماعي، إلى التعبير عنه برسائل، إلى التفاعل وتكسير مقاهٍ ومطاعم، ثم الانخراط في الحملات الأوسع، بالدعم المادي وأخيراً الانتقال إلى حواضن التجنيد أو دعمها.

تعتقدون أنها مبالغة بشعة؟

الحقيقة الأكيدة أن عشرات الآلاف من شباب دولنا ماتوا في ساحات الحروب. بدأت رحلتهم بجلسات وعظ، أو التبرع، أو التفاعل في حسابات السوشيال ميديا، والآن للصغار من خلال مراسلات الألعاب الإلكترونية. كلهم بدأوا بدايات بسيطة وبريئة.

ما حدث لغزة شهدناه من قبل في أفغانستان، بدأ بدعوة للتعاطف مع أهلها عندما كانوا تحت الاحتلال السوفياتي، ولم يكن معظم المتعاطفين يعرفون حتى أين تقع أفغانستان على الخريطة. واتسعت الدائرة، تحت شعار دعم أهل سنة العراق عند السنة، ضد المحتل الأميركي، ودعم شيعة العراق ضد «داعش». واستجاب آلاف العرب والأجانب من صغار العمر، تم تجميعهم في سوريا التي كانت تسهل لهم القتال في العراق.

ثم امتد حريق الحرب إلى سوريا، التي حركت أحداثها كل قلب، حتى من لا قلب له. هب آلاف الشباب، بأرقام خرافية، رغم المنع والتحذيرات من بلدانهم، إلى تركيا وعبروا حدودها إلى هناك. انتهت رحلتهم إما قتلى، أو عاشوا متطرفين، واستمروا لعبة في أيدي تنظيمات إجرامية، وقلة منهم تمكنت من العودة لبلدانها مهزومة مكسورة القلب.

الحشد العاطفي الجماعي يقوم على قضية عادلة، صور أطفال ونساء وشيوخ عزل، والغضب أعمى، يستغل ويدار سياسيا من فئات لها أجنداتها تتسبب في اضطرابات المجتمعات وزرع الفوضى.

في ذروة العواطف الملتهبة لا أحد يتأمل ويفكر. القضايا تتكرر، ولا أحد يتساءل، إلى ماذا انتهت التنظيمات الأخرى؟

الصغار الذين قاتلوا في أفغانستان والعراق وسوريا جاءوا من البيئة المحرضة نفسها، والمجتمعات الغافلة، والحكومات المتساهلة. تعاطفوا مع غزة وأهلها لكن لا تنساقوا وراء الحملات الهائجة، ودعاة الغضب والانتقام والكراهية. لقد سرقوا أولادكم مرات من قبل فلا تجعلوهم يسرقونهم مرة أخرى. وأملنا يبقى كبيراً في السلام، وأن يحقق ما لم تحققه كل الحروب الماضية الفاشلة.

نقلاً عن الشرق الاوسيط

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

الحروب والاضطرابات الاقتصادية فاقمت أزمة الجوع في العالم (إنفوغراف)

قال تقرير صادر عن الأمم المتحدة، إن الصراعات والاضطرابات الاقتصادية وتغير المناخ أثرت سلبا على إيجاد حلول لتفاقم أزمة الجوع في العالم، وهو ما أثر على حوالي 9% من سكان العالم.

وأشار التقرير الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، واليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، إن هدف الأمم المتحدة المتمثل في الوصول إلى عالم خال من الجوع بحلول 2030 قد بدأ يتلاشى أكثر.

وفيما يلي "إنفوغراف" بأبرز الأرقام الواردة في التقرير:



مقالات مشابهة

  • أفغانستان تتبرّأ من بعثاتها الدبلوماسية في 14 دولة
  • سردية الصمود الفلسطيني
  • بعد آلاف الوفيات في العراق.. دعوات لتشديد العقوبات المرورية
  • ضبط 4 آلاف قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة
  • مجزرة مجدل شمس.. سؤال الأخلاق في زمن الحروب
  • خبير نرويجي: قادة دول الاتحاد الأوروبي لم يعارضوا تحويل أوكرانيا إلى أفغانستان جديدة
  • 4 قضايا تلخص علاقة روسيا بحركة طالبان
  • انقطاع المياه عن منطقة نزلة عبداللاه بحي شرق أسيوط لمدة 12 ساعة غدا
  • غضب شديد وهرج ومرج في محيط مستشفى طرابلس.. إليكم ما حصل
  • الحروب والاضطرابات الاقتصادية فاقمت أزمة الجوع في العالم (إنفوغراف)