سام برس:
2025-03-17@10:56:15 GMT

إنهم يسرقون أولادكم للمرة العاشرة

تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT

إنهم يسرقون أولادكم للمرة العاشرة

بقلم/ عبدالرحمن الراشد
الأغلبية لا تستطيع إلا التعاطف مع ما يحدث للمدنيين في غزة ، عدوان مرفوض ، كما أن هجوم حماس على المدنيين في إسرائيل مرفوض دينياً وإنسانياً. رفض استهداف المدنيين هو السلوك الطبيعي. وفي السياق نفسه ، لا ينكر عدالة قضية فلسطين ، أرضاً ودولة، إلا جاهل أو متحامل.


مع هذا، في منطقتنا المضطربة التعاطف الأعمى خطوة أولى تتبعها خطوات.



هذا ما جرى في أفغانستان، وسوريا، والعراق. لكل عقد زمني قضية. وحاولوا استخدامها في معاناة مسلمي الشيشان ضد الروس، ثم مسلمي الأويغور الصينيين. ولولا أن الحكومات العربية منعت تداولها لهب الآلاف لقتال الصين. التورط في الحروب يبدأ بتوظيف التعاطف واستغلال الدموع.

العالم، من حولنا، مملوء بالمآسي والفواجع والأشرار، لا تنتهي حرب إلا وتبدأ أخرى، وتصبح معاناة الناس مزمنة مع مشاهد دموية. دائماً هناك من يوظف المآسي، مستنجداً بالقيم الدينية والإنسانية. ويتم نقل التعاطف الطبيعي من المأساة، بتعميم الشعور بالذنب والمسؤولية، أين أنتم يا عرب؟ ومن خلال توجيه الرسائل والحث على المشاركة، غردوا وقاطعوا وهاجموا. وعبر صنع الرموز، (تنظيمات وأشخاص وملابس). شحن العامة بنقلهم من الأسى إلى الغضب، ومن الغضب الفردي إلى الجماعي، إلى التعبير عنه برسائل، إلى التفاعل وتكسير مقاهٍ ومطاعم، ثم الانخراط في الحملات الأوسع، بالدعم المادي وأخيراً الانتقال إلى حواضن التجنيد أو دعمها.

تعتقدون أنها مبالغة بشعة؟

الحقيقة الأكيدة أن عشرات الآلاف من شباب دولنا ماتوا في ساحات الحروب. بدأت رحلتهم بجلسات وعظ، أو التبرع، أو التفاعل في حسابات السوشيال ميديا، والآن للصغار من خلال مراسلات الألعاب الإلكترونية. كلهم بدأوا بدايات بسيطة وبريئة.

ما حدث لغزة شهدناه من قبل في أفغانستان، بدأ بدعوة للتعاطف مع أهلها عندما كانوا تحت الاحتلال السوفياتي، ولم يكن معظم المتعاطفين يعرفون حتى أين تقع أفغانستان على الخريطة. واتسعت الدائرة، تحت شعار دعم أهل سنة العراق عند السنة، ضد المحتل الأميركي، ودعم شيعة العراق ضد «داعش». واستجاب آلاف العرب والأجانب من صغار العمر، تم تجميعهم في سوريا التي كانت تسهل لهم القتال في العراق.

ثم امتد حريق الحرب إلى سوريا، التي حركت أحداثها كل قلب، حتى من لا قلب له. هب آلاف الشباب، بأرقام خرافية، رغم المنع والتحذيرات من بلدانهم، إلى تركيا وعبروا حدودها إلى هناك. انتهت رحلتهم إما قتلى، أو عاشوا متطرفين، واستمروا لعبة في أيدي تنظيمات إجرامية، وقلة منهم تمكنت من العودة لبلدانها مهزومة مكسورة القلب.

الحشد العاطفي الجماعي يقوم على قضية عادلة، صور أطفال ونساء وشيوخ عزل، والغضب أعمى، يستغل ويدار سياسيا من فئات لها أجنداتها تتسبب في اضطرابات المجتمعات وزرع الفوضى.

في ذروة العواطف الملتهبة لا أحد يتأمل ويفكر. القضايا تتكرر، ولا أحد يتساءل، إلى ماذا انتهت التنظيمات الأخرى؟

الصغار الذين قاتلوا في أفغانستان والعراق وسوريا جاءوا من البيئة المحرضة نفسها، والمجتمعات الغافلة، والحكومات المتساهلة. تعاطفوا مع غزة وأهلها لكن لا تنساقوا وراء الحملات الهائجة، ودعاة الغضب والانتقام والكراهية. لقد سرقوا أولادكم مرات من قبل فلا تجعلوهم يسرقونهم مرة أخرى. وأملنا يبقى كبيراً في السلام، وأن يحقق ما لم تحققه كل الحروب الماضية الفاشلة.

نقلاً عن الشرق الاوسيط

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

مصر: ضرب ضابط داخل متجر يثير الغضب.. وأول رد رسمي من الداخلية

أوضحت وزارة الداخلية المصرية تفاصيل وحقيقة واقعة الاعتداء على ضابط شرطة داخل أحد المتاجر في محافظة قنا بجنوب البلاد، مؤكدة ملابسات الحادث بعد انتشار الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. وتبين أن صاحب محل وعامل وراء ارتكاب الواقعة، بسبب اعتراض الضابط على رفع الأسعار داخل المتجر.

بدأت الواقعة بعد انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، يُظهر اعتداء مجموعة من الأشخاص على ضابط شرطة. وزعمت بعض الصفحات أن الاعتداء جاء كرد فعل انتقامي على تجاوزات منسوبة للضابط. وتبين أن صاحب محل وعامل


وبحسب بيان الداخلية فتبين بالفحص أن الواقعة جرت بتاريخ 13 مارس(آذار) الجاري،  أثناء قيام الضابط المذكور بشراء مواد غذائية من أحد المحلات التجارية بقنا لاستخدامه الشخصي دون الإفصاح عن هويته.

بالنسبة لما تم تداوله على إحدى الصفحات بمواقع التواصل الإجتماعى من إدعاءات بشأن تعرض أحد ضباط الشرطة بقنا للتعدى نتيجة إرتكابه تجاوزات.

بالفحص تبين أن حقيقة الواقعة تتمثل فى أنه بتاريخ 13 الجارى أثناء قيام الضابط المذكور بشراء مواد غذائية من أحد المحلات التجارية بقنا لإستخدامه… pic.twitter.com/AcGMM9U0Or

— وزارة الداخلية (@moiegy) March 17, 2025

اكتشف الضابط قيام العاملين في المتجر ببيع المنتجات بأسعار أعلى من المعلنة، ما أدى إلى نشوب مشادة بينه وبين صاحب المتجر وأحد العاملين. وتصاعدت الأمور إلى حد الاعتداء على الضابط.
تم القبض على المتهمين فور وقوع الحادث، وبعرضهما على النيابة العامة، قررت حبسهما على ذمة التحقيق. كما تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من روجوا لمزاعم غير صحيحة حول الواقعة.

مقالات مشابهة

  • توزيع 15 ألف قطعة أرض للهيئات التربوية في العراق
  • مصر: ضرب ضابط داخل متجر يثير الغضب.. وأول رد رسمي من الداخلية
  • زعيم العصابة الغائب الحاضر قال إنهم لن يخرجوا من القصر الجمهوري
  • هيئة النقل: حجز 3 شاحنات أجنبية وغرامة (10) آلاف ريال
  • هيئة النقل: حجز 3 شاحنات أجنبية وإيقاع غرامة مالية (10) آلاف ريال لنقلها البضائع داخل المملكة
  • متجذرة منذ 4 آلاف عام.. البيروقراطية في العراق تعود لـجيرسو السومرية
  • من (وعي) المحاضرة الرمضانية العاشرة للسيد القائد 1446هـ
  • "أسوشيتد برس": أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى إفريقيا لنقل الفلسطينيين من غزة
  • إذا لم يطور جبريل ومناوي خطابهما ويقتربا من الوسط والشمال والشرق في تحالفات سياسية (..)
  • تعذيب خروف يثير الغضب في تركيا.. والنيابة تتحرك