ليبيا – قال المرشح الرئاسي سليمان البيوضي إن التعامل مع مصراتة ككتلة سياسية موحدة هو الخطأ الذي يقع فيه الجميع عند بناء قراءاتهم وتحليلاتهم للمواقف المعلنة من مصراتة، وعليه فإن مواقفهم من أحداثها دائمًا يخضع لأمنياتهم لا لفهم تفاعلات المدينة.

البيوضي أشار في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى أن مصراتة في تاريخها السياسي دائماً ثمة صراع مرير بين مكوناتها السياسية وفي النهاية من يظفر بالدعم الشعبي يتحول لممثل معترف به ويتعامل الجميع معه في مركز القرار، ولكنهم سيسعون لإسقاطه من الداخل بوسائلهم، هكذا هو منتدى مصراتة كما كان يصفه بعض قيادات من النظام السابق بحسب قوله.

واعتبر أن التصعيد الأخير من قبل صلاح بادي ومن قبله الحراك – الذي تفكك – هو استمرار لصيرورة التاريخ السياسي للمدينة، ويتعامل مع الموقف من الدبيبة وفقًا لأدوات الزمن الذي تعيشه البلاد.

وتابع “من المؤكد أن الدبيبة أخطأ كثيرًا في مصراتة وفقدها شعبيتها منذ فترة ولن يكون قادر على استعادتها على أي حال، وكذلك الحراك أيضًا فإنه لن يلعب الدور الذي يتمناه وقد تفكك من داخله لأنه لم يستطع التوسع أفقيا ورأسيًا ولم يفتح الباب أمام الجميع للمشاركة، مع فشل قيادته في منع انفجاره من الداخل عندما اختاروا الجلوس مع الدبيبة منتظرين نتائج مختلفة، فمضت مهلتهم أدراج الرياح وتفككوا بفعل الإشاعة والغنيمة، ولن يكون ممكناً إعادة الزخم إلا بتغيير الأدوات وممارسة السياسية وفقا لقواعدها لا الأمنيات”.

وأفاد أنه حتى الآن لا شيء مقلق وما يجري هو تفاعلات ما قبل التغيير وسيبقى سلمياً رغم كل التصعيد.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

مقاطعة المكّون الشيعي لبكركي يفتح باب النقاش واسعًا عن المصير المشترك

أظهرت مقاطعة المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى للقاء الروحي والوطني في بكركي في حضور أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين أن ثمة مشكلة بنيوية في التركيبة اللبنانية الهشّة، خصوصًا أن السياسة البابوية منذ اندلاع الحرب في لبنان بأشكالها المتعددة ثابتة، وهي تقوم على حتمية العيش الواحد بين جميع اللبنانيين مهما اختلفت آراؤهم السياسية، إذ لا غنى عن هذه الصيغة الحضارية - النموذج، وأن أي طرح بديل لن يُكتب له النجاح، وما أمام اللبنانيين سوى خيار واحد لا ثاني أو ثالث له، وهو أن لا بد من أن ينتخبوا اولًا، وقبل أي شيء آخر، رئيسًا لجمهوريتهم، ومن ثم تشكيل حكومة وطنية جامعة، على أن يلي هاتين الخطوتين الدستوريتين إعادة الحياة إلى المؤسسات التشريعية والقضائية والإدارية والأمنية، على أن يكون الإصلاح السياسي والمالي عنوان المرحلة المقبلة، التي يُفترض أن تترافق مع ورشة سياسية قوامها مدّ جسور الحوار بين جميع مكونات هذا الوطن، الذي لم يعد قادرًا على الاستمرار كما هي الحال اليوم، على أن تُعقد الجلسات الحوارية تحت عنوان عريض، وهو "المصارحة والشفافية"، إذ من دون طرح جميع اللبنانيين هواجسهم التاريخية على مشرحة الحوار المجدي والبنّاء لن تتم مصالحة حقيقية، وسيبقى كل طرف متمترسًا خلف مواقف، يعتقد مطلقوها، كل من جانبه، أنهم على حق وأن الآخرين هم المخطئون.
فإذا لم يجلس اللبنانيون، ممثلين بأحزابهم وطوائفهم، إلى طاولة واحدة فسيبقى الوطن رهينة طروحات وتجاذبات لن تؤدّي سوى إلى المزيد من التشرذم والانقسام والتباعد. ومن الطبيعي أن يجلس الجميع إلى هذه الطاولة، التي يجب أن يدعو إليها ويترأسها رئيس الجمهورية العتيد في القصر الجمهوري وليس في أي مكان آخر، لأن الساكن فيه هو الوحيد الذي قال عنه الدستور إنه رمز وحدة اللبنانيين. ومن الطبيعي أيضًا أن تُطرح على هذه الطاولة كل الهواجس، بدءًا من مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، ومرورًا بحتمية إدخال بعض النصوص التفسيرية لبعض المواد الدستورية المبهمة، والتي تحتمل اجتهادات متضاربة ومتناقضة، ووجوب تعديل ما يجب تعديله من دون المسّ بالجوهر بما يضمن سير عمل المؤسسات الدستورية بسلاسة ووضوح من دون أي لبس أو غموض، مع حسم ما ورد في وثيقة الطائف ولم ينفذ منها شيء، ومن بينها إقرار اللامركزية الإدارية الموسعة، وإقرار قانون انتخابي لا يكون على أساس القيد الطائفي وإلغاء الطائفية السياسية، وانتخاب مجلس للشيوخ تتمثّل فيه كل الطوائف والمذاهب بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين.
فما رافق وسبق مقاطعة مكّون أساسي من مكونات الوطن الفسيفسائية من حملات طاولت البطريرك الراعي بالشخصي حين اتهمه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بأنه "يكاد يكون تغطية لمذابح الصهيونية"، فتح الباب واسعًا لجدل في غير مكانه الصحيح في الوقت الذي يتعرّض فيه الوطن في وقت واحد لعدوان إسرائيلي لا يعرف أحد إلى أين يمكن أن يصل، ولمحاولات تغيير الهوية اللبنانية، التي حافظت عليها بكركي مع المرجعيات الروحية الأخرى، وإن بنسب متفاوتة، كما تحافظ الأم عن أولادها في زمن الشدائد والمحن، وتدافع عنهم برموش العيون.
ولكن، وعلى رغم الحملات المبرمجة والمنظمة على سيد بكركي على خلفية ما قاله في عظة الأحد الماضي في معرض مناداته الدائمة بتنفيذ القرارات الدولية عن توقف "الأعمال الإرهابية " من لبنان، فإن بعض الأصدقاء المشتركين لم يألوا جهدًا في سبيل  الحؤول دون انهيار الجسور بين بكركي والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، ومن ورائه "الثنائي الشيعي"، وبالتحديد "حزب الله"، الذي يقول مقرّبون منه أن التعرّض لـ "المقاومة الإسلامية" في هذا الظرف المصيري لن يمرّ مرور الكرام، أيًّا يكن قائله، في الوقت الذي حرصت دوائر معنية في بكركي على توضيح موقف البطريرك الماروني، نافية أن يكون قد قصد عمليات "حزب الله" في مواجهة إسرائيل، ولكن هذا التوضيح لم يخفّف من موجات حملات التطاول عليه.
إلاّ أن ما صدر عن الراعي عقب الاجتماع الوطني والروحي في بكركي لجهة دعوته جميع المسيحيين إلى تخصيص يومي السبت الأحد المقبلين للصلاة من أجل إنهاء الحرب في غزّة وجنوب لبنان وإحلال سلام عادل وشامل فيهما،  قد بدّد بعض المخاوف والهواجس، خصوصًا أن هذه الدعوة قابلها إعلان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من أن دار الفتوى ستعمم على خطباء الجمعة تخصيص الخطبة للدعاء بالرحمة الى اهل غزة والشهداء فيها، وفي جنوب لبنان، ومختلف مناطق نصرة المظلومين في فلسطين ولبنان ولوقف الحرب.
قد تنجح الاتصالات في رأب الصدع بين بكركي والمكّون الشيعي، ولكن هذا الأمر إذا حصل لا يغني عن وجوب السير بالمسارات الدستورية بتراتبية الأولويات وصولًا إلى حوار من شأنه أن يستأصل الدملة من جذورها قبل أن تتسبّب بتسميم الجسم كله، لأن التداوي بالأعشاب والمسكنات لم يعد يفيد. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم برج الأسد الأحد 30-6-2024 مهنيا وعاطفيا
  • سبب محنتي أن زوجي يحملني مسؤولية رسوب إبنتي
  • الحراك الطلابي الأميركي وتداعياته على القضية الفلسطينية
  • البيوضي: بيان المجلس الأعلى للإباظية تطور كبير في الأزمة الوطنية
  • بايدن: ترامب كان كثير البكاء بعد خسارته في الانتخابات
  • ترامب: بوتين كان يعرف إنه غير قادر على شن حرب أثناء ولايتي
  • ترامب لبايدن: أنت غير قادر حتى على حمل حقيبتي
  • الشرطة الإسرائيلية تفكك قنبلة أمام منزل نتنياهو - صورة
  • وصول أولى رحلات الحجاج العائدين إلى مطار مصراتة
  • مقاطعة المكّون الشيعي لبكركي يفتح باب النقاش واسعًا عن المصير المشترك