شاهد: عمران خان يواجه حكماً بالسجن 14 عاماً في قضية تسريب وثائق سرية
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
وجهت إلى رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، يوم الاثنين، تهمة تسريب وثائق سريّة، على ما أعلن المدعي العام.
وقال شاه خوار، من وكالة التحقيقات الفدرالية الباكستانية، من أمام سجن أديالا جنوب العاصمة إسلام أباد، حيث يتواجد خان البالغ 71 عاما، إنّ "التهمة وجهت إليه اليوم وتُليت علناً".
وترتبط هذه القضية ببرقية دبلوماسية، قال خان إنّها دليل على أنه أطيح من منصبه في إطار مؤامرة أميركية مدعومة من الجيش النافذ، على ما جاء في تقرير أعدته وكالة التحقيقات الفدرالية التابعة للحكومة.
ووجّه الاتهام في القضية نفسها إلى شاه محمود قريشي، نائب رئيس حركة الانصاف، التي يتزعمها عمران خان الذي شغل أيضاً منصب وزير الخارجية سابقاً.
ويفيد محامو عمران خان أنّ موكلهم يواجه في إطار هذه القضية احتمال الحكم عليه بالسجن 14 عاماً، وفي ظروف قصوى عقوبة الإعدام .
وُجه الاتهام إلى الرجلين، بموجب قانون أسرار الدولة العائد إلى حقبة الاستعمار خلال إجراءات "تمت في مقر المحكمة من دون حضور الجمهور أو وسائل الاعلام"، على ما أفاد ناطق باسم حركة الانصاف.
وقال عمر خان نيازي، محامي عمران خان، "سنطعن بهذا القرار. والرأي العام يدعم عمران خان".
ويلقى عمران خان، الذي وصل إلى السلطة العام 2018 وأطيح بموجب مذكرة حجب ثقة في نيسان/أبريل 2022، دعماً شعبياً واسعاً في باكستان.
بالفيديو: من هي طائفة الأحمديين في باكستان وما سبب اضطهادها؟بايدن: باكستان "أخطر دولة في العالم".. إسلام أباد ترفض تصريحاته وتستدعي السفير الأمريكيوأوقف الآلاف من أنصار حركة الانصاف، فيما اضطر غالبية قادتها إلى العيش في الخفاء. وقرّر بعضهم لاحقاً الانسحاب من الحزب.
وقال المحلّل السياسي رسول بخش ريس لوكالة فرانس برس "هو ملاحق قضائياً إلا أن نية النظام واضحة جداً: لا يريد أن يترك له أي إمكانية للافلات، سواء كانت الاتهامات فعلية أو ملفقة".
أكثر من 200 قضية
وخان ملاحق في إطار أكثر من 200 قضية منذ طرد من السلطة، وهو يعتبر أن هذه الملاحقات مدفوعة باعتبارات سياسية.
وهو اتهم الجيش الذي سانده للوصول إلى السلطة في 2018، لكنّه فقد دعمه لاحقاً بحسب محللين، بالسعي إلى منعه من العودة إلى السلطة.
أوقف نجم الكريكت السابق، وأودع السجن في أيار/مايو الماضي لمدة ثلاثة أيام. وأثار توقيفه تظاهرات عنيفة نظمها انصاره في كل أرجاء البلاد.
وفي نهاية آب/اغسطس، علقت محكمة في إسلام أباد إدانته بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الفساد التي أدت إلى سجنه وتجريده من إمكان الترشح للانتخابات المقبلة. رغم ذلك، أبقي في السجن الاحتياطي بشبهة نشر وثائق رسمية وهي تهمة أخطر.
وتقود باكستان حالياً حكومة انتقالية. وتنظم مبدئياً انتخابات عامة في كانون الثاني/يناير، بعدما أرجئت مرات عدة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، عاد رئيس الوزراء الباكستاني السابق وخصم خان السياسي نواز شريف السبت إلى إسلام أباد بعدما عاش في المنفى الاختياري في لندن مدة أربع سنوات.
وهو لا يزال محكوماً بالسجن سبع سنوات، بعد إدانته بتهمة الفساد في العام 2018. وهو أمضى جزءاً من هذه العقوبة.
وأصدرت محكمة في إسلام أباد، قبل أيام، قراراً بالإفراج عنه بكفالة ما جنبه التوقيف لدى عودته.
ومصير المسؤولين الباكستانيين رهن عادة بعلاقتهم بالجيش، إذ غالباً ما تستخدم المحاكم الباكستانية لإغراقهم في إجراءات طويلة تهدف بحسب المدافعين عن حقوق الإنسان إلى خنق أي معارضة.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: اقتحام سيارة مظاهرة مؤيدة لفلسطين في مقاطعة مينييسوتا الأميركية بعد تضامنها مع غزة.. إسرائيل تشطب الناشطة غريتا تونبرغ من المناهج الدراسية قطر توقع اتفاقا مع "إيني" الإيطالية لمدة 27 عاما لتوريد الغاز المسال باكستان عمران خان وثائق سرية القانونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: باكستان عمران خان وثائق سرية القانون إسرائيل غزة حركة حماس قطاع غزة طوفان الأقصى الشرق الأوسط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصين ضحايا قصف السياسة الإسرائيلية فلسطين إسرائيل غزة حركة حماس قطاع غزة طوفان الأقصى الشرق الأوسط یعرض الآن Next إسلام أباد عمران خان قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وثائقي لـعربي21 يكشف وثائق حصرية عن جرائم نظام الأسد المخلوع في صيدنايا (شاهد)
في قلب سوريا، على بُعد ثلاثين كيلومتراً شمال دمشق، تقبع صيدنايا، مدينةٌ تُعرف بديرها التاريخي، لكن اسمها ارتبط بمأساةٍ إنسانيةٍ لا تُمحى من الذاكرة. سجن صيدنايا، الذي وصفه الناجون بـ"المسلخ البشري"، هو محور الفيلم الوثائقي الجديد الذي أنتجته شبكة "عربي 21" بعنوان: "صيدنايا: حيث تُسحق العظام".
ينبش العمل الاستقصائي المؤثر في دهاليز واحدة من أبشع فصول الإجرام التي شهدها التاريخ الحديث، مُسلطًا الضوء على جرائم نظام الأسد المخلوع ضد الشعب السوري.
شهاداتٌ من قلب الجحيم
يروي الوثائقي شهادات حيّة من ناجين وشهود، بينهم سجانٌ سابق من الطائفة العلوية تحدث، بشرط عدم الكشف عن هويته، عن تفاصيل مروعة، منها إدارة عدد من الضباط العلويين الأجنحة الحمراء، مثل أوس سلوم ويزن سلمان، الذين اشتهروا بساديتهم في تعذيب المعتقلين. "كانوا يستمتعون بالتعذيب، يضربون بالعصي الكهربائية، ويتركون المعتقلين يتعفنون في زنازين لا تصلح للحيوانات"، يقول السجان السابق، مُعربًا عن ندمه على صمته حيال تلك الجرائم.
من جهة أخرى، يروي أدهم العبسي، قصة الشهيد مازن حمادة، الذي نجا من صيدنايا في وقت سابق، لكنه استُدرج لاحقًا من قبل مخابرات نظام الأسد، ليُعثر على جثته بعد تحرير السجن. ويتحدث في شهادته التي عرضت في الفيلم الوثائقي: "كان مازن يكتب على جدران زنزانته، يوثّق تاريخه ومعاناته بقطعة جبن ملفوفة بالقصدير"، ويستطرد أدهم بألم، مُشيرًا إلى إنسانية المعتقلين التي حاول السجانون سحقها.
أرقام الرعب: إحصاءات الموت
تشير تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن أكثر من 3000 معتقل أُعدموا داخل صيدنايا، إلى جانب آلاف آخرين قضوا تحت وطأة التعذيب. مئات المفقودين ما زال مصيرهم مجهولًا، بينما تكشف الشهادات عن أساليب تعذيبٍ وحشية، من "الدولاب" الذي يُقلَب فيه المعتقل حتى يُسحق، إلى غرف الأسيد والمكابس التي كانت تُستخدم لتصفية المعارضين. "رأيت أشخاصًا مُعلقين بسلاسل، أصابع أقدامهم تكاد تلمس الأرض، وجثثًا متفسخة تُترك في الممرات"، يروي أحد الناجين، مُشيرًا إلى أن الأطباء كانوا يشاركون في سرقة أعضاء المعتقلين قبل قتلهم.
محاكماتٌ صورية وعدالةٌ مُغيَّبة
يفضح الوثائقي دور القضاء السوري الفاسد في شرعنة الجرائم، ويروي القاضي ميزر يونس، الذي عمل في محاكم "الإرهاب"، كيف كانت المحاكم الميدانية تُصدر أحكام إعدام خلال دقائق، دون تحقيق حقيقي. ويؤكد قائلاً: "كان القضاة مجرد أدوات لتنفيذ أوامر النظام". ويستطرد أن بعض المعتقلين أُعدموا دون عرضهم على القضاء، بينما سُجّلت وفاتهم بمحاكماتٍ وهمية.
أملٌ معلقٌ وصدمةٌ مستمرة
مع تحرير السجن في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، هرع السوريون إلى صيدنايا بحثًا عن ذويهم، متمسكين بأملٍ واهٍ. "كانت الشائعات تتحدث عن أبواب سرية تحت الأرض، فحفر الناس بحثًا عن أحبائهم"، يروي هشام نجار، شقيق أحد المفقودين. لكن الصدمة كانت أقسى: لا أبواب سرية، ولا ناجين جدد. ظلت وجوه الباحثين تروي حكاية ألمٍ لا ينتهي، بينما تبقى الآثار النفسية للمعتقلين - من اكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة - تحديًا يواجه المجتمع السوري.
دعوةٌ للعدالة
ينتهي الوثائقي بدعوةٍ لتحقيق العدالة، مع مطالبات بإنشاء محاكم خاصة على غرار نورنبرغ لمحاسبة المسؤولين عن جرائم صيدنايا. "لن نسامح القتلة، ستنالهم يد العدالة مهما طال الزمن"، يؤكد أحد الناشطين الحقوقيين، مشيرًا إلى أن جرائم الإبادة الجماعية لا تسقط بالتقادم، حتى لو لجأ المجرمون إلى روسيا أو غيرها.
وثائقيٌ يكتب التاريخ
"صيدنايا: حيث تُسحق العظام" ليس مجرد فيلم وثائقي، بل وثيقة تاريخية تُخلّد صمود الشعب السوري وتُعرّي إجرام نظام الأسد. بأسلوبه البليغ وصوره المؤثرة، ينجح العمل في إيصال رسالةٍ واضحة: الحقيقة قد تُغيَّب، لكنها لن تُمحى.
ومع استمرار البحث عن أسرار هذا المسلخ البشري، يبقى الأمل في أن تُشفى جراح سوريا يومًا، وأن ينال الضحايا عدالتهم.