الإمارات توحد الجهود عالمياً للتصدي للتغير المناخي لأجل مستقبل مستدام
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
أكدت جين جودلاند، رئيسة الاستدامة لدى مجموعة بورصة لندن، حرص دولة الإمارات على التصدي للتغيرات المناخية وخلق مستقبل مستدام من خلال هدفها الطموح، لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050.
وأضافت جودلاند، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»، أن مؤتمر الأطراف «COP28» يعد منعطفاً مهماً للمجتمع الدولي لتقييم التقدم في تنفيذ اتفاقية باريس، مشيرة إلى أن «COP28» يحمل أهمية كبيرة في توحيد الجهود الجماعية للحد من انبعاثات الكربون في العالم، بوصفه نقطة التقاطع بين اعتماد اتفاق باريس في عام 2015 والموعد النهائي في عام 2030.
وأشارت إلى أن التزام حكومة الإمارات بالاستدامة على الأمد الطويل يُظهر نهجاً استباقياً، مع التركيز على الابتكار والتكنولوجيا، وهو ما يبرز بشكل أكبر التزام الإمارات بتحقيق حلول مستدامة، مشيرة إلى أن مكانة الإمارات كمركز ريادي يعزز موقعها، لتحفيز الابتكار وتشجيع اعتماد التكنولوجيات الحديثة التي يمكن أن تسهم في مستقبل مستدام.
وأشادت بالنهج الشامل الذي تتبعه رئاسة الإمارات ل «COP28» من خلال إشراك جميع أصحاب المصلحة في المناقشات، مشيرة إلى أن الطابع التعاوني لهذا النهج يعزز تبادل الأفكار ووجهات النظر الشاملة والمتنوعة، وهو أمر أساسي، لتسريع التقدم نحو أهداف الاستدامة.
وذكرت رئيسة الاستدامة لدى مجموعة بورصة لندن، أن تركيز دولة الإمارات على الإطار التنظيمي كعنصر أساسي في التصدي للتغير المناخي هو خطوة مهمة نحو الأمام، مشيرة إلى إطار عمل التمويل المستدام لدولة الإمارات 2021-2031، هو مبادرة جيدة تهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وإيجاد بيئة مؤاتية ومحسّنة لتعميم ممارسات التمويل المستدام، ما يزيد حجم الاستثمارات المناخية والاستثمارات الخضراء داخل الإمارات.
وأوضحت أن إطار التمويل المستدام للإمارات، يركز على ثلاثة مجالات رئيسية، هي: تكييف الاستدامة، وتعزيز العرض والطلب على منتجات التمويل المستدام، وتوفير بيئة ملائمة، مشيرة إلى أن هذا الإطار يضع أساساً قوياً لدمج الاستدامة في القطاع المالي، وتعزيز الاستثمار المسؤول، وتسريع الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وأكدت أن الأجندة الوطنية الخضراء 2030 لدولة الإمارات، هي خطة استراتيجية تهدف إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 4% إلى 5% من خلال النمو الاقتصادي المستدام، لافتة إلى أن هذه الخطة الشاملة تؤكد مساهمة الإمارات في الاستدامة وتعزيز الابتكار والاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق أهدافها البيئية.
وحول دور الأسواق المالية الإماراتية في المساهمة بالانتقال إلى اقتصاد مستدام، قالت جين جودلاند، إن الأسواق المالية تلعب دوراً حاسماً في دفع الانتقال إلى اقتصاد مستدام في الإمارات، مشيرة إلى أن الالتزامات بتوجيه تريليونات من رؤوس الأموال نحو الانتقال للصفر الكربون يعد أمراً حيوياً بالغ الأهمية لتحقيق أهداف المناخ.
وذكرت أن دولة الإمارات قامت بخطوة مهمة مع دمجها الكربون بالكامل في نظامها التنظيمي، ما جعلها أول دولة على مستوى العالم تفعل ذلك، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز يمكّن الدولة من تنظيم وتداول الكربون، وهو ما يضعها في موقع رائد في تطوير سوق الكربون النظامي بشكل كامل، كما يتيح هذا السوق إدارة فعالة للانبعاثات ويوفر للشركات فرصاً للحد من أثرها الكربوني عبر آليات مختلفة.
وأوضحت أن الأسواق المالية في الإمارات تشارك بنشاط في توسيع عروض التمويل المستدام، حيث أصدر سوق دبي المالي أطراً تنظيمية لتسجيل التقارير حول العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في عام 2019، بهدف الكشف عن المعلومات المتعلقة بالاستدامة من قبل الشركات المدرجة.
وتابعت: «إضافة إلى ذلك، شهد السوق المحلي إصدارات الصكوك الخضراء، ما يعزز التمويل المستدام في المنطقة ويعكس التزام الإمارات بتطوير فئات أصول جديدة والتزام الأسواق المالية في القيام بدور حاسم في تمويل الانتقال إلى اقتصاد مستدام».
وذكرت جين جودلاند، رئيسة الاستدامة لدى مجموعة بورصة لندن، أن المجموعة شاركت في الدورات السابقة من مؤتمر الأطراف«كوب»، ولديها برنامج فاعل خلال مشاركتها في«COP28»هذا العام، وأضافت:«نحن ملتزمون بمواصلة مشاركتنا في هذا الحدث الحاسم. ووجودنا في «COP28» يعبر عن التزامنا طويل الأجل تجاه المنطقة».
وأوضحت أن «COP28» يمثل فرصة جيدة للتواصل وتبادل المعرفة والعمل بشكل فعال نحو مكافحة التغير المناخي، ونأمل أن نشارك خبرتنا وتجاربنا وآراءنا في المناقشات والمفاوضات التي ستجرى خلال المؤتمر، إضافة إلى مشاركتنا في حوارات مع ممثلي الحكومات وقادة الصناعة وأصحاب المصلحة الآخرين، لتعزيز التعاون وتسريع التقدم في قضايا الاستدامة الرئيسية.
وقال إن مشاركة مجموعة بورصة لندن في «COP28» تتماشى مع مهمة المجموعة التنظيمية، التي تتمحور حول تحقيق الاستقرار المالي وتمكين الاقتصادات من تحقيق النمو المستدام.
وأضافت:«نحن ملتزمون بالاستفادة من موقعنا كمزود عالمي لبنية السوق المالية لدعم الانتقال إلى اقتصاد مستدام، وسنسعى بشكل متواصل إلى مساعدة العملاء على تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بهم خلال البيانات والتحليلات والمؤشرات والوصول إلى أسواق رأس المال.»
(وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات التغير المناخي التمویل المستدام الأسواق المالیة دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
“الإمارات الصحية” تنظّم برنامجاً تدريبياً متخصصاً بإدارة الأحداث الطارئة HICS في المستشفيات وفق نهج معتمد عالمياً
في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز جاهزية منشآتها الصحية لمواجهة التحديات والأزمات، نظّمت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية برنامجاً تدريبياً شاملاً للسيطرة على الأحداث الطارئة بالاستناد إلى نظام إدارة الأحداث في المستشفيات (HICS)، بالتعاون مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” ممثلة بمستشفيات الظفرة، وذلك في مركز التدريب والتطوير التابع للمؤسسة بهدف تطوير قدرات الكوادر الطبية والإدارية وتدريبهم على تطبيق مبادئ النظام المعتمد عالمياً HICS وفق أعلى درجات الفعالية والاحترافية.
وأكّدت الدكتورة وداد الميدور المهيري، مدير مركز عمليات الطوارئ في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن تنفيذ هذا البرنامج يأتي ضمن استراتيجية المؤسسة في تعزيز المرونة والرشاقة المؤسسية ورفع جاهزية المنشآت وضمان الاستجابة الفاعلة لمختلف المخاطر والطوارئ والأزمات، مضيفةً أنه يمثل محطة رئيسية في رحلة المؤسسة نحو ترسيخ جاهزية القطاع الصحي لمواجهة التحديات المستقبلية، وضمان تقديم خدمات صحية عالية الجودة تتماشى مع رؤيتها لتحقيق الريادة في الاستجابة للطوارئ والأزمات.
وأشارت الميدور أن البرنامج يُعد جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز مرونة القطاع الصحي في الدولة وترسيخ مكانة دولة الإمارات كنموذج رائد في إدارة الطوارئ والأزمات، وتمكين الفرق المختصة في المنشآت الصحية التابعة للمؤسسة من توظيف الموارد بكفاءة لضمان استمرارية الأعمال والتعافي بأقل الخسائر الممكنة عند التعامل مع الأحداث الطارئة، مما سيسهم بدوره في ضمان الجاهزية القصوى للاستجابة الفورية للأزمات، معربة عن سعادتها بالتعاون مع شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” ممثلة بمستشفيات الظفرة في تنظيم هذا البرنامج التدريبي، مؤكدة أن هذه الشراكات تعزز التكامل بين مختلف القطاعات الصحية، وتسهم في تحقيق الأهداف المشتركة لضمان أعلى مستويات الأمان والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ.
ويستند نظام إدارة الأحداث في المستشفيات (HICS) إلى النهج العالمي المعتمد لنظام السيطرة على الأحداث (ICS) الذي تم تطويره لإدارة الكوارث الكبرى، وقد تم تكييفه خصيصاً لقطاع الرعاية الصحية، حيث يقدّم حلولاً شاملة لتحسين التخطيط والاستجابة للأزمات وتعزيز قدرة المستشفيات على التعافي السريع من الأحداث الطارئة، مع ضمان مواصلة تقديم الخدمات الصحية، ويأتي في ظل تزايد التحديات التي تواجه المستشفيات على المستويين المحلي والعالمي، بدءاً من الكوارث الطبيعية ووصولاً إلى الهجمات السيبرانية.
محاور البرنامج والمخرجات المتوقعة
ويركز البرنامج على محاور رئيسية تتضمن التدريب على توحيد إجراءات إدارة الأحداث بين جميع المستشفيات والمنشآت الصحية، وتوضيح الأدوار والمسؤوليات والمهام بما يتماشى مع النظام الوطني لإدارة الحدث، إضافة إلى تعزيز البنية التحتية وطرق التواصل داخل غرف التحكم، وقد شمل البرنامج تفعيل نظام “غياث” التفاعلي لإدارة الطوارئ، الذي سيسهم في توفير استجابة منظمة وسريعة للأحداث الطارئة.
أثر البرنامج على القطاع الصحي
ويهدف البرنامج إلى تمكين قيادات مدربة على جميع المستويات، قادرة على اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة في الوقت المناسب، مع ضمان التنسيق الفعّال بين جميع أقسام المنشآت الصحية، كما يعزز البرنامج استدامة المهارات عبر توحيد الممارسات، مما يساعد على رفع كفاءة الاستجابة وحماية الأرواح وضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية الحيوية.